بهويتنا الإيمانية وعدم تجزئة المعركة هزمنا (الصهيوأمريكي).!
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
لا يكتشف الإنسان والشعوب والأمم أنفسهم بقدر ما يكتشفوها في أوقات حيرتهم، ولا يتأكدوا من جوهرها الحقيقي إلا في لحظات القرارات والمراحل الصعبة، وخير دليل على ذلك هو اكتشاف الشعب اليمني والإنسان اليمني نفسه خلال فترة الحرب والعدوان والحصار عليه والحرب والحصار على غزة، عاملان رئيسيان للانتصار هما الجغرافيا اليمنية ذات البعد التاريخي المقاوم للغزاة والمحتلين وهزيمتهم دوما، والهوية الإيمانية اليمنية الناصرة لدين الله وأنبياء الله بمختلف الرسالات والأديان السماوية وفي مختلف العصور، ليأتي الحاضر بالحرب والعدوان والحصار السعودي الأمريكي على اليمن، والحصار الإسرائيلي الأمريكي والبريطاني على غزة، وما قابله من صمود وثبات وتحد يمني وفلسطيني، حددهما السيد القائد وفق مسارين منضبطين هما (الهوية اليمنية الإيمانية وعدم تجزئة المعركة) وهذا المساران قاما بتعرية العالم، وكشفا عملية مرور العالم كله بأزمة مركبة من أزمتين متزامنتين ومرتبطتين، وهما أزمة انهيار الرأسمالية العالمية (الصهيوأمريكية) وبوادر تراجع الغرب الأوروبي لحجمه الطبيعي مع عودة الشرق والجنوب لتاريخ القوة والهيبة والقيم والأخلاق والإنتاج والتطور، وهي عودة مبنية أصلا على تراكم تاريخي طويل حذر جدا من هيبة الجغرافيا وقوة الهوية.
وهذا ما لا تحذره ولا تعرف هيبته وقوته الجغرافيا (الصهيوأمريكية) اللقيطتان على الجغرافيا والتاريخ أصلا، وما شابه تكوينهما من دويلات ومشايخ الرمال الخليجية، الذين تبنوا بناء اقتصاد الهويات الرأسمالية الاستغلالية، وتقزيم الهويات الكبرى، وجعلها هويات متناقضة في تكوينها الاقتصادي والمعرفي والديني والإنساني، أي التناقض (إنها تعمل بعكس ما تدعي) وهو أسلوب إنتاجي يسهل عملية نهب واستغلال شعوب تلك الهويات القزمة، وبشكل أو بآخر كل أزمات العالم الأساسية ناتجة عن هذا التناقض، وبتعقيداته المباشرة وغير المباشرة، وهنا لقد لعب التطور الزائف في القوى الإنتاجية دورا متناقضا في حياة النظام الرأسمالي الصهيوأمريكي، وعلاقات إنتاجه وتناقضاتها، فهو من جهة كان يزيد الفائض المنتج، لتتمكن القوى الاستغلالية من رشوة الطبقات المُستغلة، بتوسيع الحدود الفعلية لديموقراطيات اجتماعية سهلة الانقياد والتبعية، وبالتالي تأخير ثورة مجتمعاتها، وإن كان ذلك بتعميق مدى الاستغلال ذاته، ومن جهة أخرى يزيد من التناقض ما بين القوى الإنتاجية وعلاقات الإنتاج، فهي تلعب دورا في حماية النظام الاستغلالي على المدى القصير، ودورا آخر معاكساً في هدمه على المدى الطويل..
وعودا على بدء، علينا أن نعي جيدا أن نظرية الهوية الإيمانية اليمنية ونظرية عدم تجزئة المعركة، تقولان لنا وبكل وضوح إن من يبني عاليا، يجب أن يحفر عميقا، ومن هاتين النظريتين، لا بد لنا نحن كيمنيين من بلورة رؤية تغيير الواقع لدينا أولا، واقع يكون أكثر وضوحا وأكثر بلورة وأكثر مقدرة على فرز القوى المختلطة في داخل الحركة الوطنية والقومية العربية والإسلامية، لأن نظرية الهوية الإيمانية تجعل كافة القوى تلتقي في قوة واحدة ولو كانت أقل عددا، وتلتزم فيها بخطة واضحة ولو كانت أطول مدى، وتقود خطى الجميع ولو كانت أبطأُ حركة، ونحن كيمنيين حينئذ سنتقدم تقدما مطردا.
سنواصل محاصرة العالم المستغل في باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي، حتى تنجو وتنتصر غزة وأهلها، وسننجوا وسننتصر نحن أيضا بإذن الله، و كل ما علينا – كأصحاب هوية إيمانية – ألا نقبل تجزئة المعركة مع الرأسمالية (الصهيوأمريكية) .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«التروية».. أولى محطات رحلة الحج الإيمانية اليوم
أحمد شعبان (مكة المكرمة، القاهرة)
تتدفق جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم؛ الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ؛ إلى صعيد مشعر «مِنَى» غربي السعودية، لتبدأ أعظم رحلة إيمانية لدى مسلمي العالم، والتي تخوضها حشود من ضيوف الرحمن بأشواق ودموع وآمال وتكبيرات وترتيبات ضخمة أعدتها المملكة.
وعلى صعيد «مِنَى» سيقضى ضيوف الرحمن، «يوم التروية» أولى محطات مناسك الحج، التي تتواصل على مدى 6 أيام.
الى ذلك، دعت السلطات السعودية الحجاج أمس إلى التزام خيامهم خلال فترة النهار من يوم عرفة الذي يصادف يوم غد، في ظل ارتفاع متوقع في درجات الحرارة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، طلب وزير الحج توفيق الربيعة من الحجاج عدم مغادرة خيامهم بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر في يوم عرفة الذي يعد الركن الأعظم في مناسك الحج. وتنطلق مناسك الحج رسمياً اليوم، وسط توقعات بتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية. وعزّزت السلطات السعودية تدابيرها للتخفيف من آثار الحرارة الشديدة.
والأسبوع الماضي وقال وزير الحج توفيق الربيعة إن المساحات المظللة توسعت بنحو 50 ألف متر مربع، كما وُضع الآلاف من الكوادر الطبية في حالة تأهب، إلى جانب نشر أكثر من 400 وحدة تبريد خلال أيام المناسك.
وحشدت المملكة أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف، في جهود مضاعفة للتصدي لمخاطر الإجهاد الحراري بعد موجة الحر القاتلة التي شهدها موسم 2024.
وتحرص السعودية على توظيف أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، وأبرزها تقنيات الذكاء الاصطناعي، في تنظيم موسم الحج وتقديم أفضل الخدمات للحجاج.
وأشاد دبلوماسيون وعلماء من الأزهر، تحدثوا لـ«الاتحاد»، بالجهود المتميزة التي تبذلها المملكة لتنظيم موسم الحج، مؤكدين أن الخدمات والتطبيقات التي أطلقتها السعودية، وعلى رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمثل نقلة نوعية تهدف إلى تسهيل أداء المناسك.
أوضح أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، أن المملكة، تسخر كامل إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال توفير المأكل والمشرب والسكن والعلاج والتنقل، في وقت وزمان واحد، لحشود مليونية ضخمة، في مشهد عظيم، يحقق قول الله تعالى: «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ».
وشدد في تصريح لـ«الاتحاد»، على أهمية استخدام المملكة للتقنيات المعاصرة، وخصوصاً الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى الأخذ بكل وسيلة تحقق المصلحة، وأن قاعدة «حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله» تدعم مشروعية هذه الإجراءات، لافتاً إلى أن فقه المصالح والمقاصد يؤكد أهمية تسخير التكنولوجيا فيما يخدم الناس، وهو ما تحققه هذه الابتكارات بشكل فعال.
من جانبه، أشاد العميد الأسبق لكلية القرآن الكريم في جامعة الأزهر، الدكتور عبدالفتاح خضر، بما تقدمه المملكة من جهود في موسم الحج، من أجل ضمان موسم آمن وناجح، من دون أضرار أو خسائر في الأرواح، مشدداً على أهمية استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للتخفيف من حرارة الطقس، وتقديم الرعاية الصحية للحجاج.
وأوضح خضر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المملكة أطلقت تطبيقات ذكية لتنظيم الدخول إلى الحرم الشريف والروضة الشريفة، عبر الحجز الإلكتروني وتنظيم المواعيد، مما يُعد تجربة متقدمة تستحق الثناء من قبل جميع الدول، داعياً الحجاج إلى الالتزام بما يُعرف بالحج الإلكتروني، واتباع التعليمات التي وُضعت لتسيير المناسك داخل الحرمين الشريفين وفي المشاعر، مما يضمن سلامة الجميع.
في السياق، أشار الدكتور مصطفى عرجاوي، أستاذ الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى التيسيرات الكبيرة التي توفرها المملكة كل عام، ومنها تطوير وسائل النقل، مثل التاكسي الطائر، وتنظيم الطواف من خلال تطبيق «نسك»، مؤكداً أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات ميسرة ومشروعة يعد أمراً جائزاً شرعاً، بل ويعد من الجهود العظيمة التي تشكر عليها المملكة.
نقلة نوعية
بدوره، قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إن المملكة تستخدم التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في كثير من الإجراءات المتعلقة بمناسك الحج، وذلك يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات، ويسعد الحجيج، ويجعلهم يؤدون المناسك براحة تامة.
وأضاف زارع، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن توظيف التقنيات الحديثة في هذه الشعيرة العظيمة يؤكد مدى حرص المملكة وقيادتها على نجاح موسم الحج، وتمكين الحجاج من أداء المناسك بسهولة، ومن دون تعرض لأي مشكلات أو آثار جانبية
رعاية شاملة
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المملكة تعطي أولوية كبرى لفريضة الحج، كونها من أهم أركان الدين الإسلامي، معرباً عن شكره وتقديره إلى المسؤولين في المملكة على رعايتهم للأماكن والمشاعر المقدسة، وعلى ما يقدمونه من خدمات وتسهيلات لضمان راحة الحجاج، بدءاً من الإقامة والمعيشة، ووصولاً إلى الخدمات الصحية والتنظيمية.