حيث تصف تل أبيب المشاهد المؤلمة والقاسية للمجاعة بأنها مقتبسة من أفلام خيال علمي، أو مقاطع مفبركة أنتجها الذكاء الاصطناعي.

وهذا الموقف الإنكاري يردده يوميا مسؤولون إسرائيليون ووزراء في حكومة بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، في محاولة مستمرة لتبرير الحصار المفروض على القطاع.

ورغم وفاة عشرات الفلسطينيين جوعا، أو بالأحرى قتلهم تجويعا، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا أمس ينفي وجود مجاعة في غزة، واصفا التقارير حول الأوضاع الإنسانية بأنها "حملة دعاية كاذبة من حركة حماس".

لكن هذا الإنكار القاطع يصطدم بتناقض صارخ في المواقف الإسرائيلية نفسها، ويطرح السؤال المنطقي: لماذا تُسقط إسرائيل مساعدات على غزة إن لم تكن فيها مجاعة كما تدعي؟

والمثير للانتباه أنه في البيان نفسه الذي أنكر وجود المجاعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هدنة إنسانية خلال ساعات النهار لتوزيع المساعدات على السكان، وإنشاء ما سماها ممرات إنسانية في المناطق المكتظة بالمدنيين.

ويعزز هذا التناقض الكبير في المواقف الإسرائيلية ما كشفت عنه هيئة البث الإسرائيلية بشأن إتلاف جيش الاحتلال كميات هائلة من المساعدات الإنسانية، تُقدر بحمولة أكثر من ألف شاحنة، وذلك بينما يموت الناس جوعا كل يوم في غزة، وبالأخص الأطفال.

وفي ظل هذا الواقع المأساوي، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من "مقتلة جماعية" محدقة تهدد 100 ألف طفل خلال الأيام القادمة، منهم 40 ألف رضيع، إذا لم يتم إدخال حليب الأطفال فورا.

وفي هذا السياق، أوضح مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي، أحمد الفرا، أن الأطفال لا يمكنهم الصمود في وجه المجاعة، ولا يتحملون الصيام لفترات طويلة، مما يجعل وضعهم أكثر خطورة من البالغين في ظل هذه الظروف القاسية.

إعلان

واقع مؤلم

وأمام هذا الواقع، أجمع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على فضح التناقض الإسرائيلي الصارخ، واتفقوا وفقا لحلقة (2025/7/27) من برنامج "شبكات" على ضرورة كشف حقيقة الأوضاع المأساوية في غزة أمام العالم.

وتنوعت تعليقاتهم بين الوصف المؤلم للواقع، والتذكير بالمسؤولية الإنسانية، والتحذير من كارثة إنسانية وشيكة، لكنها جميعا صرخت طلبا لإنقاذ أهل غزة من المجاعة والإبادة.

ومن منطلق الربط بين الحياة اليومية والمأساة الإنسانية، كتب المغرد يوسف يقول: "بينما تتهيأ لتناول طعامك، تذكر أن في غزة من يعيش لحظات صراع قاسٍ من أجل البقاء، هناك من يبحث عن لقمة يسد بها رمقه وسط مجاعة خانقة".

وفي السياق نفسه، رسم الناشط سيد صورة للواقع المعاش، واصفا المشهد بأنه "لا يليق بالبشرية، جموع من الرجال والنساء والأطفال الجائعين يقفون في طابور الجوع، يمسكون بقدورهم الفارغة، في انتظار وجبة واحدة قد لا تكفي، لكنها تكفي لتأجيل الموت ليوم آخر".

ومن زاوية التوثيق التاريخي للأزمة، وثق صاحب الحساب عطاف تطور الأزمة زمنيا وكتب يقول: "الجوع والموت يخيمان على غزة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، قبل أكثر من شهرين، كانت غزة تعاني شبه مجاعة، حيث كان الناس يتناولون القليل من الخبز واللبن دون أي طعام آخر، حاليا، حتى من يملك المال لا يجد شيئا يمكنه شراؤه ليأكله".

وفي نبرة تحذيرية عاجلة، أطلقت الناشطة ميرنا تحذيرا من كارثة وشيكة: "الحال وصل لدرجة مزرية جدا في شوارع ومخيمات غزة أكثر من أمبارح، بعد يوم أو يومين إذا استمر الوضع على هالحال استعدوا لأخبار موت جماعي، مع أنه ولا حتى الموت الجماعي لمليون رح يؤثر في هالعالم".

وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنه يمكن التغلب على سوء تغذية الأطفال في غزة خلال شهر واحد، مؤكدة أن الإنزال الجوي للمساعدات ليس الحل.

وتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة يحتاج 600 شاحنة إغاثة يوميا، تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود، لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، مما يؤكد حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

27/7/2025-|آخر تحديث: 19:44 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات فی غزة

إقرأ أيضاً:

الكارثة الإنسانية تتفاقم في غزة.. 288 ألف أسرة بلا مأوى غارقين بمياه الأمطار

 

 

 

288 ألف أسرة فلسطينية بدون مأوى

غرق آلاف الخيام نتيجة المنخفض الجوي

تعنت إسرائيلي في إدخال مستلزمات الإغاثة

استغاثات بالضغط على الاحتلال لوقف خروقات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

رئيس بلدية غزة: لا نمتلك الأدوات المناسبة للتعامل مع آثار المنخفض الجوي

تحذيرات من زيادة وفيات الأطفال والمسنين مع استمرار الأوضاع الإنسانية المتردية

 

 الرؤية- غرفة الأخبار

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة التعنت الإسرائيلي وعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني ورفض دخول مستلزمات الإغاثة العاجلة من منازل مجهزة وخيام وأدوات طبية وطعام، وذلك خلافا لما جرى الاتفاق عليه في "خطة ترامب".

ومع تعرض المنطقة لمنخفض جوي، تعرضت آلاف الخيام للغرق وارتفع منسوب المياه وغرقت مراكز الإيواء وقطعت الطرق أمام حركة الأفراد والسيارات.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال لم يلتزم بوقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني، وإن الواقع الإنساني في غزة يزداد سوءا مع المنخفض الجوي، مضيفا أن الخروق المتواصلة من قبل الاحتلال أدت لاستشهاد 386 شخصا.

وأشار إلى أنه كان من المفترض دخول 250 ألف خيمة وبيت متنقل، في ظل وجود 288 ألف أسرة بلا مأوى، مطالبا العالم والمنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال للالتزام بالبروتوكول الإنساني.

بدوره، أفاد رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة بأن الاحتلال يعرقل إدخال المساعدات ما يعيق التعامل مع المنخفض الجوي، مضيفا: "على الأطراف الدولية تحمُل مسؤولياتها تجاه غزة والضغط على الاحتلال".

وأوضح رئيس بلدية غزة يحيى السراج أن المنخفض الجوي أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وغرق مراكز الإيواء وقطع طرق، مؤكدا أن المنخفض الجوي يفاقم الأزمة الإنسانية وسط دمار البنية التحتية وغياب الإمكانات.

وذكر السراح: "نتوقع موجة جديدة من المنخفض ولا نمتلك الأدوات المناسبة للتعامل معها، ونعتمد على آليات مستأجرة من القطاع الخاص وهي قديمة ولا تصلح لمواجهة المنخفض".

وفي السياق، أطلقت الحكومة الفلسطينية مناشدة عاجلة إلى المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية لتوفير مستلزمات الإيواء فورا للنازحين، في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة منذ ساعات الفجر.

وقالت غرفة العمليات الحكومية للطوارئ، في بيان الأربعاء، إن الأمطار الغزيرة خلال ساعات الليل أدت إلى غرق عشرات الخيام وتلف ممتلكات النازحين، ما فاقم معاناتهم في ظل غياب وسائل الحماية من البرد والعواصف.

وحذّرت من أن استمرار الوضع قد يؤدي إلى وفيات في الأطفال والمسنين، مع انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية الأساسية داخل مراكز الإيواء والخيام.

وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، بما يشمل الخيام والوحدات السكنية الجاهزة، التي اعتبرتها الحل الأمثل لحماية مئات آلاف النازحين من برد الشتاء.

 

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي: المنخفض كشّف عمق الكارثة الإنسانية بغزة وخسائره قُدرت بـ4 ملايين $
  • الإعلام الحكومي: المنخفض الجوي كشّف عمق الكارثة الإنسانية بغزة
  • فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)
  • إصابة طبيب برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • صرخات تحت المطر.. 1.29مليون إنسان في غزة يواجهون شتاء الموت بلا مأوى
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رفح
  • الكارثة الإنسانية تتفاقم في غزة.. 288 ألف أسرة بلا مأوى غارقين بمياه الأمطار
  • اسرائيل تواصل انتهاك اتفاق غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية