د.حماد عبدالله يكتب: المصلحة العليا للوطن "أولًا" !!
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
لماذا لا نلتقى على الحد الأدنى من الأتفاق ونقترب من بعض أكثر ؟ لماذا لا نلتقى على الحد الأدنى من الأختلاف ونقرب من وجهات النظر فيما بيننا، وفيما نختلف عليه؟ لماذا نثير فى أنفسنا رغبة التفرقة، والشرذمة، والأبتعاد، والحقد، ونكران الجميل، والأبتعاد عن هدف سامى، نرنوا جميعاَ إليه، وهو مصلحة الوطن العليا !
أرى الأختلاف والأخذ بأساليب الأبتعاد عن بعضنا البعض فى كل ما نتناوله من حوارات ونقاش حول موضوع بعينه، هو رؤية لحق أو رؤية لباطل !!
إن الشيىء الوحيد الذى يفرق بين أنسان وأخر هو البحث عن لقمة عيش يتنافس عليها شخصان، والبحث عن مكسب شخصى أو عنصرى بين جماعة وأخرى – البحث عن أداة أو وسيلة للسطو أو السيطرة على مقعد أو منصب، ومع ذلك فكل هذه الأشياء زائلة، ولاقيمة لها.
إن معارك الحياة كثيرة، وفى بلادنا تأخذ معارك الحياة بحكم شرقيتنا – وتعصبنا لأفكارنا، تأخذ شكل الحروب الصغيرة، وفى الحروب تضيع الحقيقة وتنتهى الطرق، وتنقطع الأوصال، والصلات ويتحكم فينا الغضب، وينتقل بنا الأحساس من الغضب إلى الشر، ونرى الظلام نور، ونرى الأبيض أسود ونرى الحق باطل.. ونتمسك بشعارات جماعية، نسحتوز عليها ونؤممها، ولا نسمح لأحد غيرنا بأن يستمسك بها – وكأننا نحن فقط المدافعون عن الحق، وأصحاب الفضيلة وغيرنا، سفلة وزنادقة، ومرتعدون، وهذا ليس بحقيقى ولكن ( خيل لنا ذلك ) بالشرور والحقد الذى يملأ صدورنا، ويسود قلوبنا، ويغلق عقولنا !!
لماذا لا نتفق على أن مصر، بلدنا كلنا، وحينما ننادى بأن بلادنا تتقدم بنا، معناها أن كل المصريون واحد، وكل أهدافنا واحدة، وكل أمالنا وألامنا واحدة، وأن المصلحة العليا للوطن هى مرادنا جميعًا، لماذا تكون زوايا الرؤية لهذه المصلحة زوايا حادة – منكسرة الأضلاع، مع أن الحقيقة أننا نستطيع جميعاَ أن نناقش فيما بيننا أحسن السبل وأقصر الطرق للوصول إلى أهدافنا، أذا تبرأنا وتنازلنا، عن منافع وميزات شخصية أو فردية، أو نصرة جماعة ضد أخرى، الحقيقة الثابتة، من ثقافات سابقة، سواء ثقافة مصرية أو أجنبية، أن الفرقة حينما تسود فسوف نخسر جميعًا، وحينما تثقب المركب، فالجميع غارق لا محالة !!
دعونا نلتقى ولا نفترق، ونتقى الله عز وجل فى هذا الوطن الجميل " مصر "!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (2- 3)
عبيدلي العبيدلي **
2- الابتكار والقيم الأخلاقية
الخطوات التي يستطيع الإنسان اتخاذها لضمان أن الابتكار يعكس القيم الأخلاقية للمجتمع ولا ينسفها.
تحديد القيم الأخلاقية الأساسية للمجتمع: يشمل ذلك، العدالة، الشفافية، المسؤولية، والاستدامة، وجعلها مرجعية في كل قرار ابتكاري. تحليل الأثر الأخلاقي والاجتماعي: يحث ذلك على تقييم الفوائد والمخاطر المحتملة على الأفراد والمجتمع، مع إعطاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة أو المهمشة. إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة في الحوار: تنظيم ورش عمل، استبيانات، أو جلسات استماع لضمان أن الابتكار يعكس تطلعات المجتمع وقيمه. تبني أطر أخلاقية واضحة: ومن بينها الأطر النفعية (التركيز على المنفعة العامة)، أو الحقوقية (التركيز على احترام الحقوق)، أو أطر الفضيلة (التركيز على النوايا والقيم الشخصية). المراقبة والتقييم المستمر: متابعة أثر الابتكار بعد تطبيقه وتعديل المسار عند الحاجة لضمان استمرار التوافق مع القيم الأخلاقية.3- إشراك أصحاب المصلحة في تقييم الأبعاد الأخلاقية للابتكار
ويتحقق ذلك من خلال:
تحديد أصحاب المصلحة الرئيسيين: ويشمل ذلك المستخدمين النهائيين، المجتمع المحلي، الجهات التنظيمية، منظمات المجتمع المدني، وغيرهم. تنظيم ورش عمل حوارية تشاركية: إفساح المجال أمام مناقشة القضايا الأخلاقية، بعمق وتبادل وجهات النظر، مع ضمان تمثيل الفئات المختلفة. آليات التغذية الراجعة المستمرة: مثل الاستبيانات، والمنتديات الإلكترونية، أو صناديق الاقتراحات لجمع آراء أصحاب المصلحة بشكل دوري. الشفافية في التواصل: إبلاغ أصحاب المصلحة بمراحل الابتكار، والقرارات المتخذة بشأنها، وكيفية معالجة المخاوف الأخلاقية. إغلاق دائرة التغذية الراجعة: أي العودة لأصحاب المصلحة بعد تنفيذ الابتكار، لمراجعة النتائج والتأكد من تحقيق الأهداف الأخلاقية.4- الأطر الأخلاقية التي تضمن موازنة الفوائد والمخاطر في أي مشروع يتمسك بمقاييس الابتكار
هناك عدة أطر أخلاقية معتمدة عالميًا، ومن بينها:
الإطار النفعي (Utilitarian Framework): يقيّم الابتكار بناءً على تحقيق أكبر منفعة لأكبر عدد من الناس، مع تقليل الأضرار. الإطار الأخلاقي (Deontological Framework): يركز على احترام الحقوق والكرامة الإنسانية بغض النظر عن النتائج. أخلاقيات الفضيلة: (Virtue Ethics) تركز على نوايا المبتكر وقيمه الشخصية مثل النزاهة والرحمة. أخلاقيات الرعاية: (Care Ethics) تركز على العلاقات الإنسانية والرعاية المتبادلة. إطار أصحاب المصلحة: (Stakeholder Framework) يضمن إشراك جميع الأطراف المتأثرة في تقييم الفوائد والمخاطر.* أطر إدارة المخاطر: مثل ISO 31000، التي تدمج تقييم المخاطر الأخلاقية والاجتماعية ضمن عملية اتخاذ القرار.
5- التمسك بالقيم الأخلاقية كمحفزٍ للابتكار وليس عائقًا أمامه.
ويتحقق ذلك عبر:
تحفيز الثقة والقبول المجتمعي: يلقى الابتكار الأخلاقي قبولًا أوسع لدى المجتمع، مما يسهل انتشاره واستدامته. توسيع قاعدة الأفكار: يفتح إشراك فئات متنوعة، وأخذ القيم الأخلاقية في الاعتبار المجال لأفكار جديدة أكثر شموليًة وابتكارًا. دفع الابتكار نحو حلول مستدامة: يقود التركيز على الأثر الاجتماعي والبيئي إلى ابتكارات تخدم المجتمع على المدى الطويل، وليس فقط الربح السريع. تعزيز السمعة وبناء الثقة: تكتسب الشركات والمؤسسات التي تلتزم بالأخلاقيات سمعة إيجابية، مما يجذب المواهب والشركاء والعملاء.* تحويل التحديات الأخلاقية إلى فرص ابتكارية: دفع معالجة المشكلات الأخلاقية (مثل الخصوصية أو الشمولية) لضمان تطوير تقنيات ومنتجات جديدة تلبي هذه الاحتياجات.
6- ضمان احترام حقوق الإنسان والأخلاقيات في عمليات الابتكار
أ. تطبيق تقييم حقوق الإنسان لضمان عدم انتهاك كرامة الأفراد في عمليات الابتكار، ويتطلب ذلك تطبيق تقييم حقوق الإنسان (Human Rights Impact Assessment - HRIA) في الابتكار منهجية لتحديد الآثار المحتملة على حقوق الإنسان والتنبؤ بها والاستجابة لها. ويشمل ذلك:
دمج المبادئ الدولية: يجب أن يستند التقييم إلى مبادئ واتفاقيات حقوق الإنسان الدولية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان. تقييم الأثر في جميع المراحل: إجراء تقييم شامل منذ مرحلة الفكرة وحتى التنفيذ، مع التركيز على الأثر على الكرامة، الخصوصية، العدالة، وعدم التمييز. إشراك الفئات المتأثرة: التعامل المباشر مع المجموعات التي قد تتأثر بالابتكار، خاصة الفئات الضعيفة، لضمان أن حقوقهم ليست في خطر. تدقيق الابتكار الأخلاقي: إجراء تدقيق دوري يشمل تحديد الأهداف الأخلاقية، وقياس النتائج، وتحليل نقاط القوة والضعف، وتحسين السياسات والممارسات. آليات الشفافية والمساءلة: وضع آليات للشفافية والمساءلة، بما في ذلك مراجعات خارجية وتدقيق مستقل.ب. المعايير الأخلاقية التي تساعدني على موازنة الفوائد والمخاطر في مشروعات الابتكار.
المعايير الأخلاقية الأساسية تشمل:
الكرامة الإنسانية: احترام كرامة كل فرد وعدم المساس بها. العدالة والإنصاف: ضمان توزيع المنافع والأعباء بشكل عادل، وعدم التمييز. الشفافية: وضوح المعلومات المتعلقة بالابتكار وإتاحة البيانات ذات الصلة لأصحاب المصلحة. المساءلة: تحمل المسؤولية عن النتائج، الإيجابية والسلبية، للابتكار. الخصوصية والاستقلالية: حماية بيانات الأفراد وضمان حرية اتخاذ القرار. الاستدامة: مراعاة الأثر البيئي والاجتماعي على المدى الطويل. الشمول والتنوع: تضمين وجهات نظر وخبرات متنوعة في عملية الابتكار.وهذه المعايير تساعد على تحقيق توازن بين تعظيم الفوائد، وتقليل المخاطر، وضمان توافق الابتكار مع القيم الإنسانية.
ج. إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة في تقييم أبعاد أخلاقيات الابتكار
تحديد أصحاب المصلحة: يشمل ذلك المستخدمين النهائيين، المجتمع المحلي، الجهات التنظيمية، منظمات المجتمع المدني، وغيرهم. ورش العمل والمشاورات: تنظيم جلسات حوارية وورش عمل تشاركية لمناقشة القضايا الأخلاقية وتبادل وجهات النظر. قنوات التغذية الراجعة: استخدام الاستبيانات، المنتديات الرقمية، الاجتماعات العامة، ومجموعات التركيز لجمع آراء أصحاب المصلحة بشكل دوري. الشفافية في التواصل: إبلاغ أصحاب المصلحة بمراحل الابتكار، القرارات المتخذة، وكيفية معالجة المخاوف الأخلاقية. المراجعة المستمرة: العودة لأصحاب المصلحة بعد التنفيذ لمراجعة النتائج والتأكد من تحقيق الأهداف الأخلاقية.وهذه المشاركة تضمن توافق الابتكار مع توقعات المجتمع وتقلل المخاطر غير المتوقعة.
** خبير إعلامي
رابط مختصر