وجهت الولايات المتحدة تحذيرا لقادة الانقلاب في النيجر محملة إياهم المسؤولية عن سلامة الرئيس محمد بازوم وعائلته وأعضاء الحكومة المحتجزين، وذلك بعد أنباء تهديد الانقلابيين -أمس الخميس- بقتل بازوم إذا تدخلت دول الجوار عسكريا.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ستحمل المجلس العسكري -الذي استولى على السلطة في النيجر- المسؤولية عن سلامة الرئيس المنتخب ديمقراطيا (بازوم) وعائلته وأعضاء حكومته.

وتأتي تصريحات بلينكن ردا على ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين غربيين قالوا إن قادة الانقلاب هددوا بقتل الرئيس المحتجز إذا تدخلت دول الجوار عسكريا.

وقال بلينكن في بيان أصدرته الخارجية "الولايات المتحدة تنضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في الدعوة إلى إعادة النظام الدستوري للنيجر".

وأضاف "الولايات المتحدة تقدر إصرار إيكواس على استكشاف جميع الخيارات من أجل حل سلمي للأزمة".

بدورها، قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إن سيطرة الجيش على السلطة بالنيجر تجعل تقديم المساعدات أمرا مستحيلا. وأكدت في مقابلة مع الجزيرة استمرار جهود بلادها لتقديم المساعدات الإنسانية والغذاء لشعب النيجر.

يذكر أن الولايات المتحدة علقت مؤخرا بعض برامج المساعدة الخارجية للنيجر ردا على إطاحة المجلس العسكري ببازوم.


كل الخيارات مطروحة

وفي البيان الختامي لقمة "إيكواس" في أبوجا أمس، أكدت دول المجموعة العزم على إبقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة لحل الأزمة سلميا واستعادة النظام الدستوري. كما طالب البيان بتفعيل القوة الاحتياطية لإيكواس على الفور.

من جهته، قال رئيس ساحل العاج الحسن واتارا إن قادة "إيكواس" أعطوا الضوء الأخضر لبدء عملية عسكرية في أقرب الآجال لاستعادة النظام الدستوري بالنيجر. وأضاف أن بلاده ستشارك بكتيبة قوامها 1100 عسكري إلى جانب قوات من نيجيريا وبنين.

يشار إلى أنه تم التلويح باستخدام القوة لأول مرة في 30 يوليو/تموز الماضي خلال قمة لهذه المنظمة الإقليمية، وقد أمهلت حينها "إيكواس" قادة الانقلاب 7 أيام لإعادة بازوم الذي أطيح به في 26 من الشهر نفسه، لكن التهديد لم يدخل حيز التنفيذ مع انتهاء المهلة الأحد الماضي.

قادة "إيكواس" بعد اختتام قمتهم أمس في أبوجا (أسوشيتد برس) الحل السلمي والدبلوماسي

في المقابل، قال رئيس السلطة الانتقالية في تشاد محمد إدريس ديبي إن بلاده تريد للسودان وللنيجر حلا للنزاعات والأزمات بالوسائل السلمية والدبلوماسية. وأعلنت نجامينا في وقت سابق أنها لن تشارك في عملية عسكرية بالنيجر.

بدورها، قالت الخارجية الفرنسية إنها تؤيد جميع القرارات التي تم تبنيها في قمة "إيكواس" وتؤكد على استعادة النظام الدستوري والديمقراطي بالنيجر. وجدد بيان لها إدانة محاولة الانقلاب في هذا البلد واحتجاز الرئيس وعائلته.

من جانبه، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن منظمته تقف ضد أي تهديدات بإلحاق الأذى بالرئيس المنتخب للنيجر.

وأضاف حق أن الممثل الأممي الخاص لغرب أفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو يعمل مع "إيكواس" في محاولة التوصل إلى حل سلمي.

وجاء ذلك ردا على سؤال بشأن تقارير تفيد بأن المجلس العسكري في النيجر أبلغ القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي بأنهم سيقتلون بازوم، إذا حاولت دول المنطقة أي تدخل عسكري لاستعادة حكمه.

مظاهرة مؤيدة للانقلاب

في غضون ذلك، تظاهر مؤيدو ما يطلق على نفسه اسم "المجلس الوطني لحماية الوطن" في النيجر، تنديدا بقرارات "إيكواس" ضد قادة الانقلاب.

وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه باستمرار فرنسا في مصادرة حقها في الاستقلال والحرية. ورصد مراسل الجزيرة جانبا من هذه المظاهرة التي جابت شوارع بالعاصمة نيامي.

وكان "المجلس الوطني لحماية الوطن" أعلن تشكيل حكومة تضم 21 وزيرا. وسيتولى رئاستها علي الأمين زين -وهو مدني- في حين يعهد لجنرالين من المجلس العسكري الحاكم تولي حقيبتي الدفاع والداخلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة النظام الدستوری المجلس العسکری قادة الانقلاب فی النیجر

إقرأ أيضاً:

واشنطن تستهلك ربع مخزون “ثاد” في حرب “إسرائيل” وإيران

الجديد برس| كشفت شبكة “سي أن أن” الأميركية أنّ الولايات المتحدة استخدمت نحو ربع مخزونها من صواريخ “ثاد” الاعتراضية المتطورة خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين “إسرائيل” وإيران في حزيران/يونيو الماضي، وهو ما كشف عن فجوة كبيرة في الإمدادات، وأثار قلقاً بشأن قدرة واشنطن على تعويض النقص سريعاً. وأفادت الشبكة، نقلاً عن مصدرين مطّلعين، بأن القوات الأميركية أطلقت أكثر من 100 صاروخ “ثاد”، وربما وصل العدد إلى 150، خلال محاولة التصدي لوابل الصواريخ البالستية الإيرانية، مشيرةً إلى أنّ هذه الكمية تمثّل جزءاً كبيراً من المخزون الأميركي، وأنّ الولايات المتحدة تمتلك 7 أنظمة من هذا النوع، شارك اثنان منها في الدفاع عن “إسرائيل”. وبحسب مسؤولين دفاعيين سابقين، فإنّ هذا الاستهلاك الكبير كشف ثغرة في شبكة الدفاع الصاروخي الأميركي، “في وقتٍ وصل فيه الدعم الشعبي الأميركي للدفاع عن إسرائيل إلى أدنى مستوياته التاريخية”. كما أبدى خبراء ومحلّلون مخاوف بشأن وضع الأمن العالمي للولايات المتحدة وقدرتها على إعادة بناء المخزونات بالسرعة المطلوبة. وأوضحت الشبكة أنّ الإنتاج الأميركي لا يواكب حجم الاستهلاك، إذ لم تنتج واشنطن العام الماضي سوى 11 صاروخاً اعتراضياً جديداً من طراز “ثاد”، ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج في السنة المالية الحالية 12 صاروخاً فقط، وفق تقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026. المتحدث باسم “البنتاغون”، كينغسلي ويلسون، رفض التعليق حول حجم المخزون لـ “أسباب أمنية”، لكنه أكد أنّ الجيش الأميركي “في أقوى حالاته على الإطلاق” وجاهز لأي مهمة، بحسب قوله، مستشهداً بعملية استهداف 3 مواقع نووية إيرانية خلال الحرب. غير أنّ شبكة “سي أن أن” أشارت إلى أنّ تقييماً استخبارياً مبكراً خلص إلى أنّ الضربات الأميركية لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل أوقفت تقدّمه لفترة محدودة فقط، وهو ما رفضت الإدارة الأميركية الاعتراف به. وذكرت الشبكة أنّه على الرغم من نشر أنظمة “ثاد” خلال الحرب، نجحت إيران في اختراق الدفاعات، وأصابت عشرات الصواريخ الإيرانية مدناً إسرائيلية كبرى مثل “تل أبيب”، حيث دُمّرت مبانٍ سكنية بأكملها، واستُهدفت مواقع عسكرية حساسة، وتضررت أجزاء من شبكة الكهرباء، وسط تقديرات بخسائر اقتصادية تفوق 1.8 مليار دولار. وأسفرت الهجمات عن مقتل 29 إسرائيلياً. وفي هذا الصدد، أظهر تحليل صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) أنّ أنظمة “ثاد” الأميركية، إلى جانب صواريخ “آرو-2″ و”آرو-3” الإسرائيلية، أسقطت 201 صاروخ من أصل 574 أطلقتها إيران، فيما قدّر التقرير أنّ نظام “ثاد” الأميركي مثّل ما يقرب من نصف عمليات الاعتراض، ما يشير إلى أنّ مخزونات “إسرائيل” من صواريخ “آرو” الاعتراضية لم تكن كافية، لافتاً إلى أنّ نظام القبة الحديدية الإسرائيلي صُمّم لصد الصواريخ الأقصر مدى من تلك التي أطلقتها إيران. وذكر مؤلف التقرير آري سيكوريل قائلاً: “بعد استنفاد جزء كبير من الصواريخ الاعتراضية المتاحة لديهما، تواجه كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل حاجة ملحّة لتجديد مخزوناتهما وزيادة معدلات الإنتاج بشكلٍ حاد”، مقدّراً أن الأمر سيستغرق من 3 إلى 8 سنوات لتجديد المخزون بمعدلات الإنتاج الحالية. وفي هذا السياق، قالت الشبكة إنّ هذا الأمر يثير مخاوف بشأن الردع الأميركي، خصوصاً في مواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادئ. ونقلت الشبكة عن مسؤولين أنّ القلق من نقص المخزونات سبق حرب الـ12 يوماً، إذ اعتبر الخبراء أنّ النقص في الصواريخ الاعتراضية المتطورة يضعف قدرة الردع الأميركي ضد الصين. وذكّر مسؤولون بأنّ استنزاف القدرات الدفاعية ضد اليمنيين أسهم في تفاقم هذه الأزمة. وقالت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في مؤسسة “أولويات الدفاع”، إنّ الولايات المتحدة باتت مضطرة لاتخاذ “خيارات صعبة”، مضيفةً: “في مرحلة مبكرة كان يمكن تجاهل هذه التحديات بسبب عمق المخزونات، لكننا الآن أمام واقع لا يمكن إنكاره”.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يلتقي نظيره الأمريكي في واشنطن
  • واشنطن تقود الإرهاب في الشرق
  • محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
  • إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة سوزوكى فى ترعة بالقليوبية
  • وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية
  • على هامش مؤتمر «حل الدولتين».. وزير الخارجية يلتقي قادة مجموعة «الحكماء» الداعمة للسلام
  • خبيرة ألمانية: رسوم واشنطن "عبء ثقيل" على الاقتصاد
  • الجبهة الشعبية تحمل المجتمع الدولي مسؤولية سلامة نشطاء سفينة “حنظلة” 
  • وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
  • واشنطن تستهلك ربع مخزون “ثاد” في حرب “إسرائيل” وإيران