“سبايس إكس” تطلق أول رحلة مأهولة خاصة إلى الفضاء
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
يمانيون – منوعات
أعلنت شركة “سبايس إكس” انطلاق ملياردير وطيار وموظفتان في الشركة، في مهمة من شأنها أن تمثّل مرحلة جديدة في الاستكشاف التجاري للفضاء، إذ ستكون أول رحلة خاصة يتاح لأفرادها التجول في الفضاء.
وكتبت الشركة التابعة للملياردير إيلون ماسك عبر منصة إكس “انطلاق بولاريس دون”، مرفقة الرسالة بصورة التُقطت للصاروخ أثناء انطلاقه من مركز كينيدي للفضاء.
وكان الإقلاع أُرجئ مرات عدة خلال الأسبوعين الماضيين، خصوصاً بسبب سوء الأحوال الجوية.
وفي 27 آب/ أغسطس الماضي، أفادت “سبايس أكس” بأنّ فرق عملها “تفحص من قُرب تسرّباً للهيليوم حصل وهي جاثمة على الأرض”.
وقائد هذه المهمة، المقرر أن تستمر 5 أيام، والتي تحمل اسم “بولاريس دون” Polaris Dawn، هو الملياردير الأميركي جاريد إيزاكمان، الذي يتعاون منذ سنوات مع “سبايس إكس” ويموّل جزئياً الرحلة التي لم يُكشف عن تكلفتها.
وترمي الرحلة خصوصاً إلى اختبار بزّات “سبايس اكس” الأولى المخصصة للتجوّل في الفضاء، وهي بيضاء وذات مظهر استشرافي.
وقال جاريد إيزاكمان في مؤتمر صحافي الشهر الماضي “أتصوّر أنه في يوم من الأيام، سنرى الكثير من الأشخاص وحتى العائلات يقفزون على سطح القمر ببزات سبايس إكس الخاصة بهم”، مضيفاً “شرف كبير أن تتاح لي الفرصة لاختبارها على هذه الرحلة”.
ومن المقرر أن يُبث الخروج إلى الفضاء مباشرة في اليوم الثالث للمهمة.
ويُفترض أن تصعد المركبة الفضائية أولاً إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهو أبعد ارتفاع تصل إليه طواقم الرحلات الفضائية منذ بعثات “أبولو” القمرية.
وتتكون بعثات “أبولو” من بعثات مأهولة قام بها رواد الفضاء إلى الفضاء أو إلى القمر، وبعضها غير مأهولة بعثتها “ناسا”،وقامت تلك البعثات بين عام 1961 وعام 1975.
وبلغت ذروتها ببعثات قام بها رجال للهبوط على القمر بين عام 1969 و 1972.
تدريب مكثف
وهذه أول مرة يذهب فيها أي من موظفي “سبايس إكس” إلى الفضاء، إذ تضم الرحلة في عدادها سارة غيليس، المسؤولة عن تدريب رواد الفضاء في الشركة، وآنا مينون التي عملت سابقا في وكالة ناسا قبل الانضمام إلى سبايس إكس.
وبذلك ستكونان المرأتين اللتين تسافران إلى أبعد مسافة من الأرض.
والراكب الرابع هو سكوت بوتيت، وهو طيار سابق في القوات الجوية الأميركية وصديق مقرب لجاريد ايزاكمان.
وقد خضع المغامرون الأربعة لتدريبات مكثفة لأكثر من عامين.
وأثناء السير في الفضاء، وبما أن مركبة “دراغون” من “سبايس اكس” غير مجهزة بغرفة معادلة الضغط، سيتعرض الطاقم بأكمله لفراغ الفضاء بمجرد فتح فتحة المركبة. وسيبقى راكبان على متن الكبسولة، بينما يتناوب اثنان آخران في الخروج لمدة 15 دقيقة تقريبا لكل منهما.
وسيجري طاقم الرحلة حركات لاختبار البزات الجديدة، مع البقاء معلقين بالكبسولة، في أمر “يبدو أشبه بالرقص”، بحسب ايزاكمان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى الفضاء سبایس إکس
إقرأ أيضاً:
حجاج بعدسة الهاتف.. توثيق رحلة العمر بالصورة والكلمة.. سيلفى فى الحرم بين لحظة الخشوع وذاكرة الكاميرا.. ضيوف الرحمن لـاليوم السابع: نوثق أسعد أيامنا.. أبنائنا يسعدوننا بالفيديوهات وهى جزء من طقوسنا اليومية
في كل موسم حج، تحضر مشاهد الإيمان والخشوع بقوة، لكنها باتت تتجاور اليوم مع مشاهد من نوع مختلف تمامًا، تحمل طابعًا عصريًا يوثق التجربة من زوايا لم تكن مألوفة قبل سنوات.
فكاميرات الهواتف المحمولة تحولت إلى رفيق لا يغيب عن أي خطوة في رحلة الحجاج، والصور الذاتية "السيلفي" أصبحت جزءًا من سرد الحكاية التي يرويها كل حاج على طريقته.
منذ اللحظات الأولى لانطلاق الرحلة، يظهر حرص كثير من الحجاج على توثيق كل تفصيل، في المطارات، في الحافلات، وأثناء الإحرام، تلتقط الصور تباعًا وكأنها مشاهد سينمائية متسلسلة.
وعند الوصول إلى الأراضي المقدسة، يتحول الهاتف الذكي إلى عين ثالثة لا تنام، تتابع الطواف والسعي، وتسجل دعوات الحجاج ودموعهم وهم يقفون على صعيد عرفات، أو أثناء رمي الجمرات في منى.
في لقاءات أجراها موفد اليوم السابع بالأراضي المقدسة مع عدد من الحجاج، عبّر كثير منهم عن رغبتهم في أن يحتفظوا بكل لحظة من هذه الرحلة التي قد لا تتكرر مرة أخرى.
يقول حاج خمسيني إنه أراد أن يشارك أبناءه هذه اللحظات العظيمة، فكان يصور مقاطع قصيرة يرسلها إليهم أولًا بأول. يضيف أن ابنه الأصغر، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة، كان يتابع كل فيديو ويطلب منه أن يصور أماكن بعينها في الحرم ليراها.
أما حاجة أخرى فأنشأت مدونة مصغرة على منصات التواصل الاجتماعي، توثق فيها يوميات الحج منذ لحظة الاستعداد في مصر حتى وصولها إلى مكة والمدينة.
تقول إنها شعرت أن هذه الرحلة تمثل "رحلة العمر" فعلًا، وكان من الطبيعي أن توثقها بكل ما تستطيع، لتبقى الذكرى حية في قلبها وقلب من تحب.
لكن الظاهرة لم تمر دون جدل، فهناك من يرى أن الإفراط في التصوير، خصوصًا في أوقات المناسك الكبرى، قد يشتت الحاج عن التركيز والخشوع.
ويرى البعض أن التوثيق ليس في حد ذاته مخالفًا، لكنه يصبح مشكلة حين يتحول إلى شاغل دائم للحاج، ويأخذ من وقته وجهده وتركيزه، وأن بعض الحجاج يلتقطون عشرات الصور في وقت الوقوف بعرفة، وهو وقت يعد من أشرف اللحظات في عمر المسلم، وكان الأولى أن يُستثمر في الدعاء والذكر لا في ترتيب زوايا التصوير.
وفي مقابل هذا الرأي، يرى آخرون أن التوثيق بات جزءًا من ثقافة العصر، ولا تعارض بين العبادة وبين تسجيل اللحظات المهمة. فالحاج، في نظرهم، يملك الحق في أن يحتفظ بما يساعده على تذكر تلك اللحظات، ومشاركتها مع من لم ينالوا فرصة الحج بعد.
اللافت أن بعض الحملات المنظمة للحج أصبحت تتجاوب مع هذا التوجه الجديد، حيث تقوم بعض الشركات بتوفير خدمات تصوير احترافية للحجاج، أو تنظيم جلسات تصوير تذكارية في مواقع رمزية، مع التأكيد على احترام خصوصية المناسك وعدم الإخلال بأجواء العبادة.
من جانبها، أطلقت وزارة الحج والعمرة في السعودية عدة حملات توعوية على مدار السنوات الماضية، تحث الحجاج على الالتزام بالضوابط الشرعية والتنظيمية خلال التصوير، خاصة في المناطق المزدحمة أو أثناء أداء المناسك الجماعية، حفاظًا على النظام العام وسلامة الجميع.
ويرى البعض أن هذه الظاهرة قد تتطور في المستقبل لتصبح جزءًا من منظومة تنظيمية، حيث يمكن للحاج أن يوثق رحلته بطريقة منظمة، دون أن يتسبب ذلك في أي إرباك أو إخلال بالمناخ الروحي العام، بل وربما تصبح الصور والفيديوهات لاحقًا جزءًا من أرشيف رقمي عالمي يسجل مشاعر ملايين المسلمين في بقاع الأرض أثناء أدائهم هذا الركن العظيم.
تتفاوت الآراء بين مؤيد يراها ذاكرة مرئية تبقى للأجيال، ومعارض يخشى أن تُفقد الرحلة طابعها الروحاني، لكن المؤكد أن الحج اليوم ليس فقط رحلة روح، بل أيضًا رحلة توثيق ومشاركة، تسافر فيها المشاعر والإيمان والعدسات معًا، وتحمل كل صورة قصة، وكل مقطع فيديو دعاء.
مشاركة