التصعيد النووي.. كيم جونغ أون يعزز قدرات بلاده وسط توترات إقليمية متصاعدة
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
في تصعيد جديد لافت، وجهت كوريا الشمالية رسالة قوية للعالم، وبالأخص لجارتها الجنوبية، عبر الكشف منشأة لتخصيب اليورانيوم في بيونغ يانغ.
وفي خطوة غير مسبوقة، نشرت بيونغ يانغ صورًا نادرة تظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يتفقد المنشأة، مؤكدًا على أهمية تعزيز الترسانة النووية للبلاد.
تعزيز القدرات النووية
في تفاصيل الحدث، أظهرت الصور كيم جونغ أون وهو يتفقد صفوفًا من أجهزة الطرد المركزي في المنشأة النووية، حيث شدد على الحاجة لزيادة عدد هذه الأجهزة لتعزيز المخزون النووي في إطار استراتيجية الدفاع الذاتي.
كما قام كيم بزيارة غرفة التحكم في المنشأة، مشرفًا على تجربة إطلاق قاذفات صواريخ متعددة الفوهات عيار 600 مليمتر، بالإضافة إلى زيارة معهد الأسلحة النووية وقاعدة إنتاج المواد النووية المخصصة للأسلحة، حيث وضع خطة طويلة الأجل لزيادة إنتاج هذه المواد.
ردود الفعل الدولية
التحركات الكورية الشمالية أثارت ردود فعل سريعة من كوريا الجنوبية، التي أدانت الكشف المنشأة النووية، وأكدت على عدم قبولها لامتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية.
وقدرت نشرة علماء الذرة في عام 2021 أن كوريا الشمالية تمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج 40 إلى 50 سلاحًا نوويًا.
وفي سياق متصل، كان كيم جونغ أون قد اتهم واشنطن بأنها تقف وراء التهديدات العسكرية، وأمر بتعبئة جميع الموارد، بما في ذلك القوة النووية، في حالة الطوارئ ضد كوريا الجنوبية.
وقد شدد على أنه لم يعد يسعى إلى المصالحة مع الجنوب، معتبرًا الوضع الحالي أزمة مستمرة لا يمكن السيطرة عليها.
تصعيد عسكري وتوترات متزايدة
وتزامن الكشف المنشأة مع إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية قصيرة المدى تجاه البحر الشرقي، في أول عملية إطلاق من نوعها منذ يوليو.
وجاءت هذه العمليات بعد تهديدات كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بدفع "ثمن باهظ" ردًا على التدريبات العسكرية المشتركة بينهما، والتي وصفتها بيونغ يانغ بأنها استفزازية.
كما تزامن إطلاق الصواريخ مع استئناف كوريا الشمالية لحملة بالونات القمامة، حيث أرسلت آلاف البالونات المليئة بالقصاصات الورقية والزجاجات البلاستيكية إلى كوريا الجنوبية، وذلك ردًا على المنشورات المناهضة التي يرسلها منشقون كوريون شماليون وناشطون عبر الحدود.
يبدو أن التصعيد الكوري الشمالي يتجه نحو مرحلة جديدة من التوترات الإقليمية والدولية، مما يستدعي اهتمامًا عاجلًا من المجتمع الدولي للتعامل مع هذه التهديدات المتزايدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استراتيجية أجهزة الطرد المركزي الاسلحة النووية التهديدات البالونات الترسانة النووية التصعيد النووي الترسانة التحركات الزعيم الكوري الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الزعيم الكوري الشمالي القدرات النووية القوة النووية النووي الكوري الشمالي اليورانيوم تخصيب اليورانيوم حاله الطوارئ خطوة غير مسبوقة ردود الفعل الدولية
إقرأ أيضاً:
طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
البلاد (طهران)
اتهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الدول الغربية باستغلال ملف البرنامج النووي وحقوق الإنسان كذرائع لمهاجمة الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن ما يستهدفه الغرب في النهاية هو”دين وعلم” إيران، على حد تعبيره.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمس (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من تهديدات وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بضرب المنشآت النووية الإيرانية مجدداً إذا أعادت طهران تشغيلها.
وقال خامنئي:” إن البرنامج النووي والتخصيب وحقوق الإنسان كلها ذرائع.. ما يسعون إليه هو دينكم وعلمكم”، معتبراً أن الضغوط الغربية لا تنفصل عن مشروع أوسع لتقويض هوية إيران الثقافية والدينية.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال خلال زيارته إلى اسكتلندا:” لقد دمّرنا قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد، لكن إذا فعلوا ذلك، سندمرها بلمح البصر”. وسبق للولايات المتحدة، في 22 يونيو الماضي، أن شنت ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، في خضم حرب قصيرة استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وأسفرت أيضاً عن اغتيالات طالت علماء نوويين إيرانيين بارزين.
ورغم الغارات، أكدت طهران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وفقاً لما أعلنه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي شدد على استعداد بلاده للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون التنازل عن الحقوق السيادية. وأضاف:” لا نسعى للحرب، بل للحوار، لكننا سنرد بحزم إذا تكرر العدوان”، موجهاً اتهامات للدول الغربية بإفشال مسار الانفتاح الداخلي والتفاهم الدولي عبر “حملات دعائية واتهامات باطلة”.
يُذكر أن إيران تخصب حالياً اليورانيوم بنسبة 60%، وهو مستوى مرتفع يتجاوز بكثير الحد الأقصى المحدد في اتفاق 2015 النووي (3.67%)، والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى. وتعتبر الدول الغربية وإسرائيل أن هذه النسبة تُقرب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده “سترد بحزم أكبر” في حال تعرضت لهجمات أمريكية أو إسرائيلية جديدة. وكتب على منصة “إكس”: “الخيار العسكري أثبت فشله، والحل التفاوضي هو الطريق الوحيد الممكن”. وأضاف أنه إذا استمرت المخاوف الغربية من الطموحات النووية الإيرانية، فعلى المجتمع الدولي أن يستثمر في المسار الدبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري.
في المقابل، جدد السفير الفرنسي لدى طهران، بيير كوشار، تأكيد التزام بلاده بالحلول السلمية، قائلاً:” إن فرنسا تؤمن بأن الملف النووي الإيراني لا بد أن يُحل بالحوار ومنح الوقت للمسار الدبلوماسي”. وأعرب عن رغبة باريس في توسيع التعاون الثنائي رغم الظروف الأمنية، مشيراً إلى أن السفارة الفرنسية ظلت مفتوحة حتى خلال الحرب الأخيرة.