لماذا يرفض طفلك المدرسة.. إليك الأسباب والحلول
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
بعد انقضاء الأسابيع الأولى من العام الدراسي، حيث يدرك الأطفال أن عطلة الصيف قد انتهت، يواجه البعض منهم مشكلة -غير عابرة- في الذهاب إلى المدرسة يوميا، وهو ما يُعرف برفض المدرسة. تعتبر هذه المشكلة عاطفية وتتطلب تدخلا ودعما مناسبين، حيث قد يكون لتركها دون معالجة تأثير طويل المدى على النمو العقلي والعاطفي للطفل.
يمكننا التعرف على مشكلة رفض المدرسة من خلال ملاحظة علامات مثل توسل الطفل المتكرر لعدم الذهاب إلى المدرسة، والبكاء ونوبات الغضب، ورفض مغادرة الفراش، والشكوى من أعراض جسمانية تتحسن فور إخباره بعدم الذهاب إلى المدرسة، بالإضافة إلى معاناته من القلق والتوتر، وفقا لموقع "توب كيدز".
لا يجيد الأطفال التعبير عما يشعرون به، لذا فالاستماع إليهم ومساعدتهم في الإفصاح عن مشكلاتهم والصبر على ذلك، لخلق مساحة لهم للتعبير، لذا يمكن المساعدة في فهم المشكلة من خلال سؤال طفلك "إذا كان بإمكانك تغيير شيء في المدرسة فما هو؟".
وهذه بعض الأسباب الشائعة لرفض الطفل للمدرسة:
قلق الانفصال عن الأسرة: إنه يترك عالمه الآمن ليقضي ساعات بين كثير من الأطفال والكبار الغرباء، ينصح الخبراء هنا بإخبار الطفل عن موعد حضور الوالدين لاصطحابه في نهاية اليوم، بما يمنحه بعض الاطمئنان.
عالم الأصدقاء: في عمر أكبر قليلا يعاني بعض الأطفال من مشكلة تكوين الأصدقاء، ويجدون أنفسهم في عزلة عن أقرانهم، لذا من المهم تعزيز المهارات الاجتماعية للطفل، مثل النظر في عيني محدثه، يفيد هنا أيضا أن يتعلم الطفل كيفية تكوين أصدقاء بجملة بسيطة مثل "مرحبا، اسمي عمر، ما رأيك في أن نلعب سويا؟".
التنمر: إذا لاحظت قلقا لدى الطفل، مع انخفاض في مستوى تقدير الذات غير معهود وقلة عدد أصدقائه، فربما يكون ضحية للتنمر، وهنا قد يحتاج الأمر لتدخلك ومناقشة ما حدث مع إدارة المدرسة.
صعوبات التحصيل الدراسي ومشكلات الرؤية، لذا على الوالدين مراقبة تصرفات الطفل مثل حكة في العين أو الصداع أو ميل رأس الطفل للأمام أثناء القراءة، مع ضرورة إجراء اختبار النظر بصورة دورية للتأكد من سلامة الرؤية.
وبعيدا عن الأسباب الصحية للأمر، على الوالدين متابعة التحصيل الدراسي للطفل للتأكد من عدم وجود مشكلات تستدعي التدخل.
أصبحت المدرسة اليوم مرهقة للطفل أكثر مما مضى، إذ يفتقد متعة التعلم ويواجه بكم هائل من المعلومات، عليه استيعابها لتجاوز الامتحانات، ومع شعوره بضيق الوقت المتاح لاستيعابها إلى جانب كونها بعيدة عن الفائدة المباشرة على حياته، فإنه يشعر بالملل من عملية التعلم، وهنا يتنامى شعوره برفض المدرسة.
يمكن للآباء مساعدة أطفالهم في إيجاد علاقة بين دراسة واهتمامات أطفالهم، ليصبح دماغهم أكثر تقبلا لها، وقدرة على التركيز فيها، حيث تزيد قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالمعلومات حين ترتبط بالمعرفة السابقة.
كما أن إثارة فضول الطفل بطرح أسئلة يجد إجاباتها في الدروس، ستدفعه لاكتشاف الإجابات وحل المشكلات، فيصبح أكثر كفاءة في الاستجابة لعملية التعلم.
إذا اطلعت على الكتاب المدرسي للتعرف على ما سيدرسه الطفل في الوحدة القادمة، وأثرت مناقشات معه -في السيارة أو في طابور المتجر- حول هذه الموضوعات، مثل لفت انتباهه للبلد الذي صنع فيه منتج ما، أو إلى نسبة الضرائب الموضحة في فاتورة الشراء، ستكون قد صنعت جسورا جيدة لربط اهتماماته بالعديد من الموضوعات.
الغياب ليس حلاالتغيب عن المدرسة لفترة طالت أو قصرت لا يحل المشكلة، بل ربما يفاقمها، ويجعل العودة إلى صفوف الدراسة أكثر صعوبة، لذا فإن دور الآباء هو التأكيد على أهمية الاستمرار في الذهاب إلى المدرسة وتفهم شعورهم وتقدير شجاعتهم في الذهاب إلى المدرسة في هذه الظروف، مع تقديم الوعود بالعمل على حل المشكلة.
إذا كانت المشكلة تستدعي التغيب، ينصح الخبراء بألا يتحول يوم الغياب إلى تجربة ممتعة، سيكون عليك تقليل الأنشطة وتقييد وقت الشاشة مع الاستمرار في أداء الوجبات المدرسية حتى لا يتأثر تحصيله الدراسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذهاب إلى المدرسة
إقرأ أيضاً:
ابتعاث المحاضرين للدكتوراه.. التحديات والحلول الممكنة
يُعدّ الابتعاث الخارجي أحد الركائز الجوهرية لتطوير التعليم العالي في المملكة، لما يتيحه من فرص للاطلاع على أحدث الممارسات الأكاديمية، وأساليب البحث العلمي، وبناء شراكات معرفية مع مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة. وتحرص المملكة من خلال برامج الابتعاث على إعداد كفاءات وطنية مؤهلة، تسهم في رفع جودة التعليم والبحث، بما يتماشى مع رؤية 2030 الطموحة.
ورغم أهمية هذه البرامج، لا تزال فئة من المحاضرين والمحاضرات في الجامعات السعودية تواجه تحديات مستمرة، تحول دون تمكنهم من الالتحاق ببرامج الدكتوراه، وعلى رأسها صعوبة الحصول على قبول من الجامعات المصنفة، ضمن أفضل 200 جامعة عالميًا. هذا المطلب، وإن كان يهدف لضمان جودة المخرجات، إلا أن تطبيقه الصارم قد يحد من الفرص المتاحة، خصوصًا في بعض التخصصات الدقيقة أو المجالات البحثية ذات القبول المحدود، ما يؤدي إلى تأخير مسيرة التطوير الأكاديمي لهذه الكفاءات.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه بعض المحاضرين ظروفًا عائلية أو اجتماعية، تحول دون قدرتهم على الابتعاث الكامل، خاصة في الحالات التي تتطلب البقاء داخل المملكة لرعاية الأسرة، أو التزامات شخصية أخرى. ورغم امتلاكهم الإمكانات الأكاديمية اللازمة، إلا أن غياب بدائل مرنة قد يؤدي إلى تعطّل تطورهم المهني.
من هذا المنطلق، تبرز الحاجة إلى حلول واقعية تأخذ في الاعتبار تنوع الظروف دون الإخلال بجودة التعليم. وأحد أبرز هذه الحلول هو توسيع نطاق برامج الإشراف المشترك بين الجامعات المحلية والمؤسسات الدولية، بحيث يُمكن للمحاضر إجراء جزء كبير من البحث داخل المملكة، تحت إشراف أكاديمي مزدوج. ومن المقترح أيضًا فتح باب الاستفادة من هذه البرامج على نطاق وطني، بحيث يُسمح للمحاضرين بالانضمام إلى اتفاقيات إشراف مشترك قائمة، حتى لو لم تكن موقّعة من جامعتهم مباشرة.
كما يمكن دراسة توسيع قائمة الجامعات المعتمدة لتشمل جامعات ذات تصنيف علمي متقدم وسمعة أكاديمية قوية، وإن لم تكن ضمن قائمة أفضل 200، بما يتيح فرصًا أوسع دون الإخلال بالمعايير.
إن استثمار الطاقات الأكاديمية الوطنية يستدعي تطوير سياسات أكثر مرونة وشمولًا، تسمح بتنوع المسارات وتراعي الإمكانيات والواقع الاجتماعي، بما يعزز من كفاءة منظومة التعليم العالي على المدى البعيد.
drsalem30267810@