[email protected]

قد يتسأل البعض عن عدم اكتراث الكيزان بمعاناة السودانيين خلال فترة حكم المخلوع البشير واثناء حربهم العبثية الحالية. حيث قاموا بقتل وسحل وتعذيب الالاف من المواطنين خلال فترة حكمهم ولم يالوا جهدا في التضييق عليهم وسن السياسات التي تجعل حياتهم جحيما وغيرها من الممارسات المعروفة للكيزان.

كم يمكن ملاحظة تعطشهم لسفك دماء الأبرياء كلما سنحت لهم الفرصة وتشجيعهم اللامحدود لاستمرار هذه الحرب مقابل تجاهلهم التام لمعاناة ضحايا الحرب بل واستثمار تلك المعاناة لجني مزيد من الاموال من خلال زيادة رسوم وجبايات استخراج الأوراق الثبوتية ببورتكيزان وسفاراتها بالخارج وسرقة الإغاثات والاعانات التي ترسلها بعض المنظمات والدول.

للاجابة على سؤال المقال الرئيسي يجب الرجوع لافكار جماعة الاخوان المسلمين والتي استقى منها الكيزان الاطار الفكري العام لنهجهم حيث يقوم فكرهم على مفهومين اساسين طرحهما حسن البنا وقام بتطويرهما سيد قطب واضاف تفاصيل لهما بكتابه "معالم في الطريق" الا وهما مفهومي "العزلة الشعورية" و"تكفير المجتمع".

لكي تحقق الجماعة الاصولية العزلة الشعورية تقوم بفرض سياج حديدي على أعضائها يعزلهم عن التأثيرات الفكرية والثقافية والسلوكية لمجتمعاتهم لضمان ولائهم والتزامهم بمفاهيم ومصطلحات الإسلام السياسي.

تعتمد "العزلة الشعورية" أساسًا على الشعور بالاستعلاء الإيماني والتمييز الديني، حيث ترى الجماعة نفسها مختارة من قبل الله، وتعتبر المجتمعات المحيطة بها مجتمعات جاهلية عدو "لجماعتهم المؤمنة".

تستند أسس "العزلة الشعورية" إلى توظيف الخطاب الديني لعزل جماعة الاخوان عن مجتمعها وذلك بتصوير العلاقة وكانها صراع بين معسكر المؤمنين الذي تمثله جماعتهم ومعسكر مضاد يمثله مجتمعهم الكافر.

تهدف "العزلة الشعورية" لمقاطعة العادات والتقاليد والتوجهات الفكرية السائدة في المجتمع، حيث يتم الطعن في هذه الممارسات وفي إيمان من يتبعها، بهدف التكيف مع الجماعة التي تزعم انها تسعى لبناء مجتمعات بديلة (مثل ادعاء اعادة صياغة المجتمع السوداني).

تستخدم تيارات الإسلام السياسي "العزلة الشعورية" كأداة أساسية ووسيلة فعالة في المراحل الأولى من عمليات الاستقطاب الفكري والتجنيد التنظيمي للأفراد الجدد، بعد إعدادهم نفسياً وفكرياً لعزلهم عن محيطهم الاجتماعي ودفعهم لمواجهته بالعنف والقوة لاحقًا. وقد اعتمدت بعض التيارات الأصولية على هذا المفهوم كأساس لبناء ما تسميه جيل التمكين. وهي مرحلة اولية تسبق مرحلة اعلان الجهاد على كل فئات المجتمع والتي تمظهرت جليا في استخدام العنف ضد كل أفراد المجتمع سواء كانوا طلابا بالجامعات او معارضين سياسيين اثناء حكم المخلوع وحملات اشانة السمعة والكذب والتضليل ضد مخالفيهم ممن يعلرضون هذه الحرب.

وقد تبنت الكثير من الجماعات فكرة "العزلة الشعورية" والتي اصبحت جزءًا مهما في الفكر والحركة والتنظيم للجماعات الأصولية مثل جماعة "التكفير والهجرة" و"الجماعة الإسلامية" و تنظيمات "القاعدة" و"داعش"، و"الطليعة المقاتلة" في سوريا، و"الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال" في الجزائر، و"الجماعة الليبية المقاتلة"، وغيرها من التنظيمات المسلحة.

اما فيما يخص مفهوم التكفير عند سيد قطب فهو يعتبر أن المجتمعات المعاصرة عادت إلى حالة "الجاهلية" والتي جوزت الجماعات الأصولية الجهاد ضدها وقتالها. فوفقًا لقطب هذه المجتمعات لا تحكم بشريعة الله، وبالتالي فإنها خرجت عن الإسلام حتى لو كان أفرادها يعلنون إيمانهم ظاهريًا.
يري سيد قطب أن الحكم بغير ما أنزل الله، واتباع القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة الإسلامية، يمثل خروجًا عن الدين، وهذا يعني تكفير المجتمع ككل، سواء حكامه أو حتى العامة إذا قبلوا بهذا النظام.

وبالتالي، فإن مفهوم التكفير عند سيد قطب لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل يشمل أيضًا المؤسسات والحكومات التي لا تحكم بالشريعة، وهو ما يراه مبررًا للانفصال عن هذه المجتمعات ومحاربتها بهدف إقامة "الحاكمية لله"، أي النظام الذي يحكم فقط بالشريعة الإسلامية.

بالنظر لهذين المفهومين يمكننا مثلا معرفة سبب دعوة عبدالحي يوسف للتبرع لغزة التي يعتبرونها تمثل جزء من الجماعة المؤمنة وتجاهله لمعاناة اهله بالسودان باعتبارهم من معسكر الكفر ويجب ان ترق دمائهم.
كما يمكن عند اخذ هذين المفهومين بالاعتبار فهم كل ممارسات حكومة المخلوع وكل ما يدور الآن من ممارسات سئية لجماعة الكيزان لا تمت للاسلام بصلة والتي يمارسونها كما قال عمار محمد آدم كجزء من "عبادتهم للتنظيم" بعد ان نسوا الله وانساهم انفسهم.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سید قطب

إقرأ أيضاً:

طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف

◾️ظللت طوال العامين الماضيين أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف والأصدقاء ليس تكبراً ولاترفعاً والعياذ بالله لكن لشئ في نفسي تفهموه جميعاً مشكورين..
◾️قبل أيام وصلتني دعوة زفاف الفنان أحمد فتح الله من والده الحاج فتح الله وللأمانة لم نتقابل من قبل ولم أقابل أحمد أيضاً وإن كانت هناك علاقة معرفة قوية ما بين الحاج فتح الله والراحل الحبيب صلاح دهب..

◾️أعتذرت لحاج فتح الله وقلت له أنني سأقع في محظور اللوم مع كثيرين لم أحضر مناسباتهم وتفهم الرجل مشكورا موقفي..

◾️لكن لفت نظري أن السوشال ميديا ظلّت طوال الأيام الماضية تنقل فعاليات الزواج ولفت نظري أكثر حضور عجيب وتقدير ومحبه وإحترام للفنان الشاب وبصدق لم أستغرب كل هذه المحبة وهذا الإلتفاف وفتح الله فنان وإنسان من طراز فريد ولي معه قصة ربما يكون نفسه قد نساها لكن الفضل لاينسى وكريم الأخلاق لايمكن تجاوزه..

◾️قبل ثمانية سنوات من الآن قصدني بعض من شباب الحي وهم في مقام أولادي وأخبروني أن لديهم حفل تخريج يقيمونه في واحدة من مزارع بحري وأنهم من عشاق البندول ويريدونه أن يحي الحفل وقلت لهم لحظتها أنا لا أعرفه معرفه شخصية ولم نلتقي لكن مع إلحاحهم إتصلت بأحد الزملاء وأخذت رقم احمد وأتصلت عليه وعرضت عليه رغبة الشباب وطلبهم ولحظتها وافق من غير شرط أو تردد..

◾️وصدقاً قلت لنفسي (الزول ده بمشي فيني) لأنه وقتها أحمد كان في أوج حفلاته ، المهم قلت للشباب أحتياطياً شوفوا ليكم فنان او فنانه في حال لم يحضر (بندولكم) وكنت أتوقع ذلك..

◾️لكن المفاجأة أن أحمد أوفى بوعده وتكبد مشقة الحضور وظل يبحث عن المزرعة البعيدة في ضواحي بحري لمدة ساعتين بعد أن ضل اليها الطريق وأحيا لهم حفلهم (لاقرش لاتعريفه)..
????لأجد الإجابة لسؤال لماذا هذا الحب وهذا التقدير وهذا الوفاء ، مبررووك احمد فتح الله وبيت مال وعيال..
#ام_وضاح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نائب:لماذا لايوافق السوداني على ايداع خارطة المجالات البحرية لدى الامم المتحدة؟؟!!
  • لماذا أمر الرسول بقراءة آية الكرسي بعد الصلاة؟.. 3 فضائل اعرفها
  • «أنصار الله» تعلن المرحلة الرابعة من حصارها إسرائيل وتحذّر الشركات العالمية!
  • لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟.. 10 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
  • «أنصار الله» تهدد بإغلاق باب المندب: خياراتنا المقبلة ستكون موجعة
  • طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف
  • الدمار الشديد في الخرطوم ليس كله بيد أفراد الميليشيا
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟