مناظير الجمعة 20 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* يظن البرهان انه يخدع أمريكا ومخابراتها بأكاذيبه وألاعيبه بدون أن يعلم أن أمريكا تستطيع ان تضع اى رئيس (أو من يدعي أنه رئيس) في جيب الساعة وتلعب به كما تريد، وتقرأ أفكاره الغبية قبل أن تخرج منه، وتعرف مسبقا ردود افعاله على الاحداث والافعال والاقوال، وهى تفعل ذلك منذ زمن بعيد قبل التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصل فيه الحال الى اختراق كل شئ، من جهاز الموبايل الى فرشة الاسنان .
* ولكى يفهم البرهان حديثي، أنصحه بقراءة كتاب (لعبة الأمم ) الذي كتبه ضابط المخابرات الأمريكي الأكثر شهرة في العالم (مايلز كوبلاند) ونشره في لندن عام 1969 (قبل أكثر من نصف قرن) وشرح فيه كيف تتعامل امريكا مع رؤساء الدول والساسة أو الذين يظنون أنهم رؤساء أو ساسة مثل الحالم البرهان!
* الكتاب هو الأكثر طباعة ومبيعاً في العالم بكل اللغات، بما فيهم اللغة العربية، ويوجد في الانترنت بكل اللغات، وكُتبت عنه ملايين المقالات والتحليلات والتعليقات بكل لغات العالم، وهو موجود أيضا كتسجيل صوتي باللغة العربية وكل لغات العالم الأخرى الحية والميتة مثل ميتة ضمير الحالم البرهان!
* أقول لك كل ذلك يا برهان حتى تفهم أن أمريكا التي تحاول خداعها بالاكاذيب الغبية والكمات المعسولة، تعرف عنك كل شئ، وماذا تفعل وأين تنام وماذا يهيئ لك عقلك المخبول وماذا تقول، فبالله عليك لا تحاول اللعب معها وتظن أنك تستطيع خداعها!
* دعك من أمريكا ومخابراتها واستخباراتها، فإن أبسط الناس يعرفون أنك كاذب ومخادع، ولا تملك من أمرك شيئا لأنك مجرد ألعوبة في يد تجار الدين يحركونك كما يشاؤون ويملون عليك ما يريدون قوله أو فعله !
* إليك معلومة صغيرة جدا، وهى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA ) لديها نماذج بشرية لكل الرؤساء في العالم (بغض النظر عن شرعيتهم) ــ حسب كتاب (لعبة الأمم) ــ ربما تكون قد إستبدلتهم الآن بنماذج إلكترونية (روبوتات). تُصنع هذه النماذج بدقة فائقة ويتم تغذيتها بكل التفاصيل المطلوبة (بما فيها الصغيرة جدا) لشخصية الرئيس او الشخص المستهدف، حتى يصبح النموذج نسخة طبق الأصل .. يأكل وينام ويصحى ويتكلم ويفكر ويفعل ويقول و(يتغوط) كالاصل تماما. مايلز كوبلاند كان يجسد دور الرئيس المصري (جمال عبدالناصر)، وعندما رفضت امريكا وبريطانيا الطلب المصري بتمويل بناء السد العالي في عام 1956، سُئل كوبلاند بواسطة قادته في جهاز المخابرات عن رد فعل الرئيس عبد الناصر تجاه هذا الرفض، فأجاب: "تأميم قناة السويس"، وبعد فترة وجيزة جدا أمم عبد الناصر قناة السويس في خطاب جماهيري، ولم يعلم به إلا بضعة أشخاص فقط من المهندسين والفنيين العاملين في القناة. حتى أعضاء مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء لم يعلموا بالقرار إلا قبل ساعات فقط من اعلانه، مما أثار غضب أخلص أصدقائه ونائبه وقتذاك عبد الحكيم عامر وإعترض عليه بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة.
* يصف كوبلاند السياسة الدولية في كتابه بأنها "مسرحُ دُمى يعتقدها الجمهور حقيقةً" ، ويقول: "من السذاجة بمكان أن يُفسَّر أيُ تصريح رسمي حول السياسة الخارجية بحُسن نيَّة، لأن المناورة شرط أساسي لأيِّ زعيم في اللعبة، فهو يُظهر ما لا يُبطن، ويقول شيئًا وهو يعني به شيئًا آخر" .. جاء ذلك في كتاب (لعبة الامم) قبل خمسة وخمسين عاما، ويظن البرهان اليوم بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة والتقدم التكنولوجي الهائل أنه يمكن أن يخدع الأمريكان بكلمات ساذجة، ربما يكونوا هم الذين وضعوها على فمه، أو أوحوا له بقولها بدون أن يعلم بذلك، لتحقيق هدف ما في المستقبل لا يعرفه احد سواهم او موعد التنفيذ، ولا شك أنهم يخترقونه بأكثر الوسائل تخلفا لديهم، ويعرفون كل أسراره وأدق تفاصيله، وما يأكله وما يشربه، ومن ينام معه ..إلخ !
* جاء في بيان للبرهان ردًا على بيان الرئيس الأمريكي عن الحرب في السودان "إن الحكومة السودانية على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة".
* أى حل سلمي وديمقراطية تتحدث عنهما أيها الكاذب، ولقد إنقلبت على الديمقراطية، ورفضت المفاوضات التي توقف الحرب والمعاناة عشرات المرات، تنفيذا لاوامر سادتك الذين يريدون العودة للسلطة من الباب الخلفي (باب الحرب) كما قال المبعوث الأمريكي (توم برييلو) عدة مرات من قبل؟!
* هل تعتقد ان امريكا ونحن لا نعلم أنك تهذي بكل هذه الاكاذيب والكلام المعسول، وتنتحل شخصية الانسان البرئ الساعي للسلم والديمقراطية، لأنك تستعد لارتداء البدلة وربطة العنق والسفر لأمريكا متقمصا دور الرئيس لحضور إجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، وتظن أنك ستقابل بعض المسؤولين الأمريكان؟!
* وحتى لو كنا أغبياء، فلقد كشفت كذبك وغباءك بنفسك عندما ذكرت في البيان أنك تتطلع لتعميق المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركتك المقبلة (في الجزء الرفيع المستوى) للجمعية العامة للأم المتحدة!
* أى مستوى رفيع وانت تشارك فيه، وأى مسؤولين أمريكيين ستقابلهم في سفرك، أم تظن أنك رئيس بالفعل وأن واشنطن ستستقبلك بالاحضان والسلام الوطني، وإن كنت لا تعلم فإن اقصى مساحة ستسمح لك تأشيرة الدخول لامريكا بالتحرك فيها هى ولاية نيويورك، ولن تعتب خطوة واحدة وراءها. والله لا ادري لماذا ترهق أمريكا نفسها وتضيع وقتها وتبدد اموال دافعي الضرائب في مراقبة واختراق الموهومين العباقرة اولاد الحلمانين مثلك!
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
سفير فيتنام بالقاهرة: نقدر دور مصر بقيادة الرئيس السيسي في دعم السلام والاستقرار بالشرق الأوسط
أكد سفير فيتنام في القاهرة السفير نجوين هوي ذونج، تميز العلاقات بين فيتنام ومصر، مشيرا إلى أن الشعب الفيتنامي ينظر بعين التقدير لجهود مصر بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإنهاء التوترات في هذا الجزء من العالم، بنفس القوة التي تسير بها مصر بقيادة السيد الرئيس السيسي على طريق التقدم والتحديث والتعاون البناء مع العالم.
وقال السفير الفيتنامي- في مقابلة مع الإذاعة المصرية- إن للبلدين علاقات متميزة منذ عام 1963، وإن مصر قدمت الدعم الكامل لفيتنام حتى الآن.
وأضاف "الفيتناميون هم الشعب الأكثر إدراكا في العالم لضرورة السلام من أجل التنمية، فبعد عقود طويلة من الصراع ونزيف الدماء والحرب مع الولايات المتحدة حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي تسير فيتنام والولايات المتحدة اليوم معا في مسار الشراكة الاستراتيجية".
وتابع: إن صراع الأمس مع الولايات المتحدة أصبح اليوم شراكة وتعاونا، فالتاريخ لا يتغير ولكن المستقبل يمكن أن يكون أكثر إشراقا مع التعاون والسلام".
وأكد السفير نجوين هوي ذونج، أن فيتنام تنظر بعين التقدير إلى نجاح جهود مصر في تحسين البنية التحتية، وتعمل على نقل التجربة المصرية في التنمية.
وأضاف أن فيتنام تنوي أن تحذو حذو مصر في هذ المجال الذي يشجع الاستثمار ويدعم السياحة، مشيرا إلى أن عدد السائحين الفيتناميين إلى مصر زاد لهذا السبب.
كما قال سفير فيتنام لدى مصر، أن بلاده بدأت السير على طريق التقدم منذ عام 1986 عندما تبنت سياسة الإصلاح الاقتصادي بعد مرور عشرة أعوام تقريبا على انتهاء الحرب الفيتامية، وقيام الفيتناميين بنفض غبارها والاتجاه إلى تنمية بلادهم فتحولت من دولة على شفا المجاعة نتيجة لنقص الأرز إلى ثاني دولة في العالم في تصدير الأرز والثاني في تصدير البن والأولى في الكاشو.
وفي مجال الصناعة.. قال سفير فيتنام، إن بلاده دخلت بقوة في الصناعات الإلكترونية والكهربائية والملابس والأحذية الرياضية.
وأضاف أن البلاد شهدت أيضا نهضة علمية وتعليمية، وأصبحت الأمية فيها لا تزيد على 1%، وبها الآن 275 جامعة؛ منها فروع عديدة لجامعات فرنسية وألمانية وأمريكية وبريطانية، ولتلك الأسباب تم ترفيع مستوى الشراكة مع الولايات المتحدة إلى "الشراكة الاستراتيجية"، بعد عقود من الحرب بين البلدين وصفت تاريخيا بأنها الحرب الأطول في العالم.
واستطرد سفير فيتنام، "لقد تحولت بلادي إلى مقصد سياحي مهم؛ لما تتمتع به من غابات وشواطئ وأماكن أثرية ومدن ذات طابع خاص مثل هانوي وهو تشي منه (سايجون سابقا)، كما أن المطبخ الفيتنامي "مميز جدا".
وأعرب السفير ذونج، عن تطلع بلاده إلى زيادة التعاون مع مصر في المجالات الاقتصادية والسياحية والعلمية، خاصة أن هناك تقاربا وصداقة ومودة بين الرئيس السيسي وقيادات فيتنام، ولا تزال فيتنام تثمن دور مصر في سنوات الكفاح، وزيارة بطل التحرير هو تشي منه لمصر عام 1911 وعام 1946، وهو في طريقه لمفاوضات تثبيت دعائم الدولة.
وقال إنه يشعر بالاعتزاز للعمل في مصر؛ هذا البلد المضياف العريق، وأنه يستمتع بوقته هنا، قائلا "من يشرب من ماء النيل يعود له"، مشيرا إلى قدومه إلى مصر في عام 2009 في زيارة عمل قصيرة والآن عاد لها سفيرًا.
يشار إلى أن السفير ذونج هو سفير فوق العادة لدى مصر، وخريج معهد العلاقات الخارجية بهانوي، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية من دلهي، وكان يعمل في بعثه بلاده في أستراليا وواشنطن كنائب سفير.