انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
كشفت تقارير دولية، اليوم الأربعاء، عن سماع دوي انفجارات قوية في مدينة أم درمان السودانية، في ظل استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع.
ووفقًا للتقارير، فإن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدت لمسيرات حلّقت في أجواء المدينة، ما تسبب في سماع أصوات انفجارات متتالية في عدد من الأحياء.
وكانت مصادر أمنية سودانية قد أفادت، أمس الثلاثاء، بأن مسيرتين تابعتين لميليشيات الدعم السريع استهدفتا منطقة عد بابكر شرقي العاصمة الخرطوم.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر طبية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أن نحو 60 شخصًا لقوا مصرعهم جراء قصف نفذته طائرات مسيّرة تابعة لميليشيات الدعم السريع على مركز إيواء للنازحين داخل المدينة.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام من قصف مستشفى الفاشر من قبل الميليشيات ذاتها، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 17 آخرين، بينهم طبيبة وعدد من أفراد الطواقم الطبية والتمريضية.
من جانبها، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان أن الوضع الإنساني في الفاشر يزداد سوءًا، مشيرة إلى عدم القدرة على إرسال المساعدات أو الإمدادات الطبية إلى المدينة بسبب استمرار القتال وإغلاق الطرق المؤدية إليها.
يُذكر أن الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام تسببت في مصرع ما لا يقل عن 120 من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ما يعكس حجم المخاطر التي تواجهها المنظمات الدولية في أداء مهامها داخل البلاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدينة أم درمان انفجارات قوية الجيش السوداني ميليشيات الدعم السريع المضادات الأرضية
إقرأ أيضاً:
النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
ابراهيم هباني
في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.
يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.
في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.
ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.
لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.
وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.
وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!
بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.
دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.
والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.
اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.
المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.
والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.
وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.
هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.
الوسومإبراهيم هباني