الجزيرة:
2025-07-30@14:32:21 GMT

4 نقاط تشرح لماذا لن تلحق أوروبا بأميركا اقتصاديا؟

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

4 نقاط تشرح لماذا لن تلحق أوروبا بأميركا اقتصاديا؟

سلط تحليل عميق نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على الفجوة الاقتصادية المتزايدة بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أوروبا على الرغم من جهودها الكبيرة لتحفيز النمو الاقتصادي فإنها لم تتمكن من اللحاق بالنمو الأميركي، الذي لم يكن نتاجًا لتخطيط مفصل بقدر ما كان نتيجة لمزيج من العوامل الثقافية والاقتصادية الفريدة.

ويشير التحليل إلى أن هذه الفجوة آخذة في الاتساع منذ عقدين من الزمن، رغم أن أوروبا كانت أصلا أفقر من الولايات المتحدة.

1- التخطيط الأميركي في مقابل الأوروبي

وعلى الرغم من عدم وجود خطة اقتصادية واضحة لدى الولايات المتحدة منذ مطلع الألفية، فإنها تمكنت من التفوق على أوروبا، وفق فايننشال تايمز.

في المقابل، كانت أوروبا تعمل منذ عام 2000 وفقًا لأجندة لشبونة التي تهدف إلى بناء "اقتصاد قائم على المعرفة الأكثر ديناميكية في العالم". ومع ذلك، لم تتمكن من تحقيق هذه الأهداف.

على الرغم من عدم وجود خطة اقتصادية واضحة لدى الولايات المتحدة منذ مطلع الألفية، فإنها تمكنت من التفوق على أوروبا (غيتي)

ويشير التقرير إلى أن أوروبا، مع كل تقاريرها وخططها مثل تقرير ماريو دراغي الأخير، لم تستطع مواكبة النمو الاقتصادي الأميركي المتزايد.

2- الجمائية والرفاهية الاجتماعية

وتعرض التحليل للسياسات الاقتصادية الحمائية التي تبناها الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرًا، وهو النهج الذي تعرض لانتقادات من قادة أوروبيين مثل ماريو دراغي.

ووفقًا للصحيفة، فإن دراغي يرى أن السياسات الحمائية الأميركية قد تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي على حساب التعاون العالمي، لكن المشكلة الأكبر تكمن في أن أوروبا، حتى لو أرادت تبني النهج نفسه، ستواجه تحديات هيكلية وثقافية كبيرة تحول دون تطبيقها بنجاح.

وتشير الصحيفة إلى أن أوروبا ليست دولة قومية موحدة، وهذا أحد أهم الأسباب التي تجعلها غير قادرة على تبني سياسات اقتصادية تشبه ما يجري في الولايات المتحدة أو الصين. فالاتحاد الأوروبي يضم 27 دولة تختلف لغويًا وثقافيًا، مما يجعل من الصعب عليها تنفيذ سياسات اقتصادية متكاملة.

على سبيل المثال، يشير المقال إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة موحد بشكل كبير بفضل اللغة المشتركة، في حين تفتقر أوروبا إلى هذا العنصر الأساسي.

إضافة إلى ذلك، فإن أوروبا تتمتع بتوقعات أعلى للرفاهية الاجتماعية مقارنة بالولايات المتحدة، حيث يعتمد المواطنون على الدولة لتوفير مستويات عالية من الدعم الاجتماعي. هذا يجعل من الصعب على القادة الأوروبيين اتخاذ قرارات تقشفية أو تخفيض الإنفاق الحكومي دون المخاطرة باندلاع اضطرابات اجتماعية.

ومن الأمثلة على ذلك، ما واجهه كل من مارغريت تاتشر وإيمانويل ماكرون من معارضة شديدة لسياساتهم الاقتصادية.

3-تحديات ديمغرافية وموارد طبيعية

ويتطرق التحليل أيضًا إلى الفجوة الديمغرافية بين أوروبا والولايات المتحدة. ففي تسعينيات القرن الماضي، كانت أعمار السكان في الولايات المتحدة وأوروبا متقاربة نسبيًا، ولكن الفجوة ازدادت بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين، حيث أصبحت أوروبا تعاني من شيخوخة سكانية أكبر مقارنة بالولايات المتحدة.

التحليل يشير إلى أن ماريو دراغي يحاول من خلال تقريره الأخير وضع إستراتيجيات لتعزيز القدرة التنافسية للقارة لكنها قد لا تكون كافية (رويترز)

وبالإضافة إلى ذلك، تمتعت الولايات المتحدة بميزة جغرافية من خلال اكتشافات النفط والغاز الصخري، مما أسهم في تعزيز اقتصادها بشكل كبير، بينما لم تحظ أوروبا بنفس الحظ الجيولوجي.

4- تحديات تكنولوجية

ومن التحديات التي تواجه أوروبا أيضًا -وفق الصحيفة- عدم قدرتها على مواكبة الثورة التكنولوجية بنفس الكفاءة التي تظهرها الولايات المتحدة.

فالتقرير يوضح أن الشركات الناشئة في الولايات المتحدة تتمتع بسهولة في التوسع والنمو بفضل البيئة الاقتصادية المرنة واللغة الموحدة، وهو أمر يصعب تحقيقه في أوروبا التي تفتقر إلى سوق عمل موحد ولغة مشتركة تسهم في دعم رواد الأعمال والمستثمرين.

هل يمكن لأوروبا اللحاق بالولايات المتحدة؟

في النهاية، يخلص التحليل إلى أن العوائق الهيكلية والثقافية في أوروبا تجعل من الصعب عليها اللحاق بالولايات المتحدة اقتصاديًا.

ويضيف أن أوروبا قد تواجه تحديات جديدة في المستقبل، مما يجعل تحقيق النمو الاقتصادي على غرار النموذج الأميركي أمرًا غير مرجح.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين بحاجة إلى التفكير في إستراتيجيات اقتصادية جديدة تتناسب مع الخصوصيات الأوروبية، بدلا من محاولة تقليد النموذج الأميركي الذي قد لا يتناسب مع واقع القارة العجوز.

ورغم كل التحديات التي تواجه أوروبا، يشير التحليل إلى أن ماريو دراغي يحاول من خلال تقريره الأخير وضع إستراتيجيات لتعزيز القدرة التنافسية للقارة. ومع ذلك، فإن هذه الإستراتيجيات قد لا تكون كافية بسبب التحديات الثقافية والسياسية التي تواجه أوروبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الولایات المتحدة بالولایات المتحدة النمو الاقتصادی أن أوروبا إلى أن

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأمريكية

سنغافورة - رويترز

 انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء في ظل ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية بعد اتفاق التجارة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، بما يعادل 0.1 بالمئة، إلى 69.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 0425 بتوقيت جرينتش، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا، أي 0.2 بالمئة، إلى 66.60 دولار للبرميل.

أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمئة في الجلسة السابقة، ولامس برنت أمس الاثنين أعلى مستوى له منذ 18 يوليو .

فرض الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسوم استيراد 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه حال دون اندلاع حرب تجارية شاملة بين الحليفين الرئيسيين، والتي كانت ستؤثر على ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وتقلل من توقعات الطلب على الوقود.

ونص الاتفاق أيضا على أن يشتري الاتحاد الأوروبي منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار في السنوات القادمة، وهو ما يقول محللون إنه من شبه المستحيل أن يفي به الاتحاد الأوروبي.

وجاء في الاتفاق أن تستثمر الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال محللو بنك إيه.إن.زد في مذكرة إنه رغم الارتياح الذي ساد الأسواق العالمية بعد إتمام الاتفاق التجاري في ظل حالة ضبابية متزايدة، فإنه لم يتضح بعد الجدول الزمني وقطاعات ضخ الاستثمارات.

وأضاف المحللون "نعتقد أن نسبة 15 بالمئة ستضع صعوبات أمام توقعات النمو في منطقة اليورو، لكن من المرجح ألا تدفع الاقتصاد إلى الركود".

والتقى مسؤولون اقتصاديون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم وأجروا محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات أمس الاثنين. ومن المتوقع أن تُستأنف المناقشات اليوم الثلاثاء.

وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للسمسرة إن المشاركين في سوق النفط ينتظرون أيضا اجتماع اللجنة الاتحادية الأمريكية للسوق المفتوحة يومي 29 و30 يوليو تموز. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه قد يشير إلى الميل نحو سياسة التيسير النقدي وسط مؤشرات على تباطؤ التضخم.

وأردفت تقول "يسير الزخم في اتجاه الصعود على المدى القريب، لكن السوق معرضة للتقلبات الناجمة عن مفاجآت البنوك المركزية أو انهيار المفاوضات التجارية".

وأضافت "لا تزال الاحتمالات بحدوث تباطؤ اقتصادي وخفض الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة غير مؤكدة، مما يحد من ارتفاع أسعار النفط".

وفي الوقت نفسه، حدد ترامب أمس الاثنين مهلة جديدة "10 أيام أو 12 يوما" لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات. وهدد ترامب بفرض عقوبات على كل من روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم إحراز تقدم.

مقالات مشابهة

  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • النفط يتراجع وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأمريكية
  • خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
  • لافروف: الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تراجع التصنيع في أوروبا
  • النفط يرتفع والذهب يستقر بعد الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي
  • تأييد حكومي وتحذيرات اقتصادية بعد الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • إيطاليا ترحب بالاتفاق التجاري الأوروبي الأميركي
  • لماذا يقول ملك بلجيكا الحقيقة ويجبن بقية ساسة أوروبا ؟