خالد آل دغيم*

أهلََ اليوم الوطني الرابع والتسعون، وقد شهدت بلادنا جهوداً عظيمة في مختلف المجالات، ومنها مجال القطاع السياحي.
ونحن إذ نعيش هذه المناسبة الوطنية لابد أن نستذكر ما تم في عهد حكامنا من عهد المؤسس رحمه الله، ومِن بعده ملوك هذه البلاد غفر الله لهم جميعاً، وأطال الله في عمر الملك سلمان وولي عهد الأمين، حفظهما الله.

والمراقب للمشهد يرى جهودا عظيمة في مختلف المجالات والتطورات على المستوى الإداري والتنموي حتى أصبحت بلادنا تحتل مكانة مميزة بين دول العالم.
ومما لا شك فيه أن السياحة أصبحت من أكثر القطاعات النامية التي شكلت تطورًا واهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة،

أخبار قد تهمك في عامها الـ 94.. المملكة تسارع خطاها نحو مصاف العالم 23 سبتمبر 2024 - 10:26 صباحًا الألعاب النارية تنير سماء المملكة في يومها الوطني الـ 94 22 سبتمبر 2024 - 10:46 مساءً

وضمن الرؤية الوطنية 2030، صوبت المملكة العربية السعودية اتجاهها للاستثمار في القطاع السياحي، وجعله أحد أهم الركائز التي تقوم عليها الرؤية، وعزمت على التغلب على المعوقات، وتغيير مفهوم السياحة الداخلية التقليدية، وجعلها منافسة للسياحة الخارجية، لتحقق صناعة سياحية عالمية تصبّ في تنمية الاقتصاد الوطني بعيدًا عن النفط”.

وأضحت السياحة الوطنية الآن قطاعاً منظماً مدعوماً باللوائح والأنظمة والمشاريع والبرامج، وتعززت الصورة الإيجابية عن السياحة السعودية بعد إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، وإضافة الكثير من خطوات تسهيل إجراءات الزيارة وفتح أبوابها للعالم، لاكتشاف عوامل الجذب والمقومات السياحية الهائلة التي تتمتع بها المملكة في استقطاب السياح، ومعرفة المزايا التنافسية القيّمة التي تتمتع بها بلادنا، والتي تجلت عبر تأهيل المواقع الأثرية والتاريخية والقرى والبلدات التراثية، من خلال المشاريع الكبرى مثل مشروع نيوم وجزر البحر الأحمر ومشروع القدية وبوابة الدرعية”.

وقد شمل تطوير قطاع السياحة تقليل المدة الزمنية وجودة الأنظمة وتطوير الطاقات البشرية، وتطورت المنتجات وتنوعت، وتم تسويق الوجهات والمواقع والباقات السياحية محلياً ودولياً، وشهدت الحملات التسويقية والترويجية للوجهات السياحية في المملكة تطوراً مثمراً يواكب الجهود التي تبذل.

و تسعى وزارة السياحة لتحقيق أهداف تنموية أهمها رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي من 3 في المائة إلى 10 في المائة، وبناء بيئة استثمارية جاذبة، وصناعة باقات متنوعة من الخدمات والعروض السياحية، وتطوير الوجهات والمواقع السياحية، وتوفير مليون فرصة عمل في قطاع السياحة، وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في القطاع السياحي”.

وتعتبر المملكة أولى الوجهات العربية تفضيلًا من قِبل السياح المسلمين، والثالثة عالميًّا ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من السياح المسلمين، من بين 138 بلدًا بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2023م.

وهذه المؤشرات تعطي قناعة بأن السياحة والاستثمار فيها تسير في الاتجاه السليم مع الأخذ بعين الاعتبار قناعة المجتمع السعودي بها، واهتمامه بأن يكون عنصرًا مستفيدًا.

رئيس الجمعية السعودية للإعلام السياحي

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: اليوم الوطني

إقرأ أيضاً:

أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي

قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري، ومشاهدتها أمر مشروع ولا يحرِّمه الدين، بل أمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم؛ فالآثار من القيم التاريخية والإنسانية التي ينبغي عدم مسها بسوء، وهي إرث إنساني يجب الحفاظ عليه.

الحفاظ على الآثار

وأوضحت الإفتاء أن الحفاظ على الآثار يعكس المستوى الحضاري للشعوب، وهي تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع؛ لأنها تعبر عن تراثها وتاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هدم آطام المدينة؛ أي حصونها.

الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة التي ملأت جنبات الأرض علمًا وصناعة وعمرانًا، وقد لجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحربيًّا نقوشًا ورسومًا ونحتًا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون أمرًا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمي والحضاري النافع.

القرآن الكريم حث على دراسة تاريخ الأمم

وأوضحت أن القرآن الكريم حثَّ على دراسة تاريخ الأمم، السالفة، والنظر في آثارهم، ولذلك كان حتمًا الحفاظ على تلك الآثار والاحتفاظ بها سجلًّا وتاريخًا دراسيًّا؛ لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه من مأمورات الإسلام الصريحة الواردة في القرآن الكريم في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]

وقال الله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [العنكبوت: 20].

دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

قال الإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (3/ 93، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب) في معرض تفسير هذه الآية مستدلًّا على تكرير الأحوال: [كلُّ نهرٍ فيه ماءٌ قد جرى... فإليه الماءُ يومًا سيعود] اهـ.

وقال الإمام ابن عجيبة في "البحر المديد" (4/ 294، ط. الدكتور حسن عباس زكي): [فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ على كثرتهم، واختلاف أحوالهم وألسنتهم وألوانهم وطبائعهم، وتفاوت هيئاتهم، لتعرفوا عجائب قدرة الله بالمشاهدة، ويقوى إيمانُكم بالبعث] اهـ.

تاريخ الأمم السابقة

كما جعل الله التعارف سمةً إنسانية، والاختلاف سنةً كونية، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].

قال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (26/ 259-260، ط. الدار التونسية): [جعلت علة جعل الله إياه شعوبًا وقبائل، وحكمته من هذا الجعل: أن يتعارف الناس، أي يعرف بعضهم بعضًا. والتعارف يحصل طبقةً بعد طبقةٍ متدرجًا إلى الأعلى... وهكذا حتى يعمَّ أمَّة أو يعم النَّاس كلهم، وما انتشرت الحضارات المماثلة بين البشر إلا بهذا الناموس الحكيم] اهـ.

حكم دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

الآثار: جمع أثرٍ وهو بقيَّة الشيءِ، والآثار: الأعلام، كما قال ابن منظور في "لسان العرب" (4/ 5، ط. دار صادر).

والواقع يشهد أن ما تركته الأمم السابقة يمثِّل للبشرية الحاضرة سجلاتٍ تاريخيَّة هائلةً شاهدةً على تاريخ الإنسان، وإعماره الأرضَ، وما توصلت إليه تلك الأمم من علومٍ ومعارفَ ورقيٍّ إنسانيٍّ، كالمصريين القدماء، والفرس، والرومان وغير أولئك، وهؤلاء ممن ملؤوا جنبات الأرض صناعةً وعمرانًا؛ فإنهم جعلوا تلك الآثار وسائل تسجيل أيامهم، وأهم أحداثهم الاجتماعية والسياسية، وأهم المعارف والمعتقدات عندهم، وهو ما لا يخلو مِن فائدةٍ تعود على الإنسان المعاصر، فبذلك يحسن تصوُّرُه وعلمه بما وقع في سالف الأزمان، بما يزيد إيمانه ويشرح صدره، ويرسخ قدمه في العلم والحكمة والإعمار.
تاربخ الأمم

كما إن القرآن الكريم والسُّنة النبوية المشرَّفة قد لَفَتَا الأنظارَ في كثير من نصوصهما إلى ضرورة السير في الأرض وتتبع آثار الأمم السابقة للتعلم منها وأخذ العظة والاعتبار، ومن ثمَّ فإنه لا مانع شرعًا من دراسة الشاب المذكور تاريخَ الأمم السابقة وآثارَهم، ويكون مثابًا على دراسته تلك؛ فإن هذا النوع من الدراسة يُعد الوسيلةَ العلميةَ الصحيحةَ لحفظِ تاريخ الحضارات البشرية، والنظرِ في مصائرها لأخذ العبرة والاتعاظ، والاستفادةِ من تجاربها، ومعرفةِ السنن الإلهية في الكون، مما يدفع بالإنسانية إلى مزيد من الوعي، ويضمن لها التقدم العلمي والحضاري المستنير.

وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولُه: «الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» أخرجه الإمامان: ابن ماجه، والترمذي. ومن الحكمة: الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، حتى ولو كانوا من الأمم السابقة، فالمؤمن قاصدٌ للعلم والحكمة "يلتقطها حيث وجدها ويغتنمها حيث ظفر بها"، كما قال الإمام المُناوي في "فيض القدير" (2/ 545، ط. المكتبة التجارية الكبرى).

 

مقالات مشابهة

  • السياحة: ميكنة كاملة لإجراءات نقل ملكية المركبات السياحية
  • صندوق الفعاليات الاستثماري يوقع اتفاقية شراكة لترسيخ مكانة المملكة بوصفها وجهة عالمية للترفيه
  • الأردن يطلق منصة عربية لتعزيز الترويج السياحي
  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • انطلاق مشروع متنزه عجلون الوطني لتعزيز السياحة والتنمية المستدامة شمال الأردن
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • ضبط منخل غير مرخص يُهرب الدقيق المدعم للمخابز السياحية بالشرقية
  • وزراء الاستثمار والسياحة والإسكان يناقشون سبل تعزيز قطاع السياحة
  • ثلاث وزارات يناقشون آليات تعزيز الاستثمار في قطاع السياحة
  • موسم الشتاء ينعش السياحة في أسوان: إقبال متزايد من السياح ورحلات الجامعات والمدارس