قرر رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاثنين، استبعاد فيصل المقداد من منصب وزير الخارجية على أن يتابع تنفيذ السياسة الخارجية من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وذلك بالتزامن مع تشكيل النظام حكومة جديدة.

وأفادت رئاسة النظام السوري في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، بإصدار الأسد "مرسوما بتسمية الدكتور فيصل المقداد نائبا لرئيس الجمهورية، وتفويض الدكتور المقداد بمتابعة تنفيذ السياسة الخارجية والإعلامية في إطار توجيهات رئيس الجمهورية".



وخلفا للمقداد، قام الأسد بتعيين بسام صباغ في منصب وزير الخارجية، حسب وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا".


يأتي ذلك على وقع تشكيل النظام السوري حكومة جديدة برئاسة محمد غازي الجلالي، مستبعدا المقداد الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2020 منها.

وفي وقت سابق الاثنين، ذكرت رئاسة النظام السوري أن الأسد أصدر مرسوما يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة، وكشفت عن التشكيلة الحكومية المكونة من 28 وزيرا.

وقبل أيام كلف الأسد، الجلالي الذي شغل منصب وزير الاتصالات في وقت سابق ويخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لحسين عرنوس.



وهذه سابع حكومة يشكلها الأسد منذ بدء الثورة السورية عام 2011، التي تحولت لاحقا إلى حرب دموية على خلفية القمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام.

وتجدر الإشارة إلى أن تشكيل هذه الحكومة يأتي في وقت يسعى فيه النظام السوري إلى التغلب على أزماته المالية الخانقة، رغم عودته إلى جامعة الدول العربية.

ومنذ أيام، أعادت السعودية افتتاح سفارتها في دمشق، في وقت يسعى فيه النظام إلى ترجمة الخطوات السياسية هذه إلى نجاحات اقتصادية.

الرئيس بشار الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي.
تؤلف الوزارة في الجمهورية العربية السورية كما يلي: pic.twitter.com/ZeSFpEgPjj — Syrian Presidency (@Presidency_Sy) September 23, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية النظام السوري الأسد فيصل المقداد الأسد فيصل المقداد النظام السوري المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری منصب وزیر فی وقت

إقرأ أيضاً:

البيانوني: هذا ما جرى حين جلس الإخوان وجهاً لوجه مع مخابرات الأسد

تأتي هذه الحلقة الخامسة من مذكرات المحامي علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، في لحظة سياسية حرجة تشهد تحولات كبرى في بنية الدولة السورية ونظامها، بعد عقود من الحكم السلطوي لحزب البعث.

وقد اختار البيانوني أن ينشر هذه المذكرات حصريًا في صحيفة "عربي21"، في توقيت يبدو بالغ الرمزية والدلالة، حيث تُعاد قراءة ماضي المعارضة السورية ودورها في مواجهة الاستبداد، وتُطرح أسئلة كبرى حول شكل الحكم القادم، وكيفية التعامل مع مكونات الطيف السياسي والفكري في البلاد.

تكتسي حلقة اليوم طابعًا استثنائياً، إذ تسلط الضوء على واحدة من أكثر المحطات حساسية في علاقة الجماعة بالنظام: مفاوضات مباشرة جرت بين الطرفين عامي 1984 و1987، في وقت كانت البلاد تعيش على وقع المواجهة الأمنية المفتوحة. يقدّم البيانوني، بصفته أحد المشاركين في تلك اللقاءات، سرداً تفصيلياً نادراً لما دار داخل غرف التفاوض المغلقة: من أسماء المشاركين، إلى طبيعة العروض المتبادلة، مروراً بالمطالب الجوهرية التي تقدّمت بها الجماعة، والردود التي قابلها بها ممثلو النظام، وعلى رأسهم اللواء علي دوبا.

ولا تقتصر أهمية هذه الشهادة على البعد التوثيقي، بل تكشف عن منطق التفكير داخل الجماعة، وتوازناتها الداخلية، خصوصًا بعد الانقسام الذي شهدته عام 1986 حول الموقف من مبدأ التفاوض مع النظام. كذلك تعكس هذه المفاوضات ـ رغم فشلها ـ إدراكاً متبادلاً لحجم الأزمة، ومحاولات لفك الاشتباك عبر أدوات السياسة لا السلاح، وإن كانت تلك المحاولات محكومة في النهاية بمنظومة أمنية مغلقة.

إن هذه المذكرات، في توقيتها ومضمونها، ليست مجرد عودة إلى الماضي، بل تضع أمام صنّاع القرار في سورية الجديدة، كما أمام جمهورها السياسي، نموذجاً لما كان وما يجب تجنّبه، وما يمكن البناء عليه. ففهم طبيعة تلك المرحلة، وكيف فكّر طرفا النزاع آنذاك، ضروري لتشكيل وعي سياسي جديد، ولتجنّب تكرار الكارثة.

15 ـ  المفاوضات مع النظام:

مع بدايات الصراع مع النظام السوري، كان النظام يرسل بين الحين والآخر، بشكل مباشر أو غير مباشر، دعوات للتفاوض مع الجماعة، لكنها - في معظمها - لم تكن تتّسم بالجدّية، ولم تؤدِّ إلى مفاوضات مباشرة إلاّ في عام 1984، وعام 1987، في ألمانيا.

أما مفاوضات عام 1984 فقد شارك فيها عن الجماعة: الدكتور حسن الهويدي (المراقب العام)، والشيخ منير الغضبان، والمهندس محمد رياض شقفة، (عضوا القيادة). وعن النظام: اللواء علي دوبا (مدير المخابرات العسكرية)، والعميد حسن خليل، والعقيد هشام اختيار (مساعدا مدير المخابرات). وكانت المطالب التي عرضها وفد الجماعة، في هذه المفاوضات، هي:

1 ـ  إلغاء القانون رقم (49) لعلم 1980، الذي يحكم بالإعدام على مجرّد الانتماء للجماعة.

2 ـ الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

3 ـ العفو عن جميع الملاحقين.

4 ـ  التعويض على جميع المتضررين.

5 ـ إعادة المسرحين إلى وظائفهم.

6 ـ تساوي المواطنين في الحقوق والواجبات، دون النظر إلى انتماءاتهم.

ومقابل ذلك الوعد بوقف العمليات من قبل الجماعة.

أما العرض الذي قدّمه وفد النظام فهو:

1 ـ عودة أفراد التنظيم المهاجرين إلى سورية.

2 ـ عودة الأوضاع التي كانت قائمة قبل المواجهة المسلحة.

3 ـ استمرار العمل بالقانون رقم (49) لعام 1980، ولا يزول إلا بزوال أسبابه.

4 ـ المعتقلون الذين حملوا السلاح منهم لابدّ من معاقبتهم.

ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، وانتهت دون الوصول إلى اتفاق.

أما مفاوضات عام 1987، فقد جرت بعد الانقسام الذي وقع في الجماعة، عام 1986، على خلفية الموقف من التفاوض، حيث طالب فريق من الإخوة، وعلى رأسهم عدنان سعد الدين، بإغلاق باب التفاوض نهائياً، بينما رأى الفريق الأخر وعلى رأسهم الدكتور حسن هويدي، إبقاء باب التفاوض مفتوحاً، تنظر فيه الجماعة عندما يُعرَض عليها، وفق المعطَيات الراهنة.

وقد تمت هذه المفاوضات على مرحلتين: الأولى في شهر تموز 1987، والثانية في شهر تشرين الأول 1987، وقد شارك فيها عن الجماعة: الدكتور حسن الهويدي، وعلي صدر الدين البيانوني (نائبا المراقب العام) وزهير سالم، ومحمد الحسناوي (عضوا القيادة). وشارك عن النظام: اللواء علي دوبا (مدير المخابرات العسكرية)، والعميد حسن خليل، والعقيد هشام اختيار (مساعدا مدير المخابرات).

وكانت المطالب التي عرضها وفد الجماعة، في مذكرته الأولى:

1 ـ  حرية العمل الإسلامي.

2 ـ الإفراج عن جميع المعتقلين من جميع الفئات.

3 ـ العفو عن الملاحقين من جميع الفئات.

4 ـ التعويض عن المتضررين.

5 ـ إلغاء القانون رقم 49) لعام 1980

6 ـ  إجراء مصالحة وطنية على أساس احترام قيم الإسلام وشعائره، والحريات العامة، والمساواة بين المواطنين.

بينما تضمنت مذكرة وفد السلطة الأولى:

1 ـ الإعلان عن خطأ الجماعة في قرار حمل السلاح، وفي مواجهة مشكلة كان من الممكن إيجاد حلول أخرى لها.

2 ـ الإعلان عن مصالحة وطنية، على أساس احترام القوانين في الدولة، وفي حدود الحريات المعلنة بالدستور والقوانين النافذة.

3 ـ إصدار بيان من الجماعة، يحدد الموقف من عناصر الإخوان المسلمين وغيرهم، الذين يعملون ضد الوطن والمواطنين، من وراء الحدود.

وبعد تبادل المذكرات، وإجراء بعض التعديلات عليها من قبل كل طرف، تم الاتفاق على معظم النقاط المطروحة من قبل الجانبين، وبقيت بعض التحفّظات على بعض النقاط، سيرجع فيها وفد الحكومة إلى رئيس الجمهورية.

ـ وفي بداية الجولة الثانية التي تمت في تشرين الأول 1987، أكّد رئيس وفد الحكومة أن رئيس الجمهورية موافق على مطالب الجماعة، ما دامت النية الحسنة متوفرة، وبعد لقاء بين رئيسي الوفدين تم الاتفاق على ضرورة وضع برنامج تنفيذي متدرّج للبنود المتفق عليها، وفعلاً قدّم وفد الجماعة برنامجاً تنفيذياً لاتفاق المصالحة، مستنداً إلى النتائج التي تم التوصل إليها. وبعد مناقشة هذا البرنامج مع وفد الحكومة، تمت الموافقة عليه بشكل مبدئي، وانحصر الخلاف فيمن يبدأ الخطوة الأولى، كما أكّد ذلك بخطّ يده، العميد حسن خليل، وأكّد أن الدولة هي التي ستبدأ الخطوة الأولى، لأنها هي التي تملك اتخاذ مثل هذه الخطوات..

ـ وفي الجلسة الختامية التي كان يُتوقع أن تتم فيها اللمسات الأخيرة للاتفاق وإقراره، فوجئنا بجوّ جديد ينسف كلّ ما اتفق عليه، ويصرّ وفد الحكومة على أن تكون الخطوة الأولى من قبل الجماعة، فتعلن موقفاً مسبقاً بصيغة محددة، دون أن يلتزم وفد الحكومة ببرنامج محدد، وعبثاً حاولنا العودة بالمفاوضات إلى أجوائها السابقة، وإلى النقاط المتفق عليها، لتحديد نقاط الاختلاف والتحفظات لمعالجتها، إلا أن وفد الحكومة بقي مصرّاً على موقفه الجديد المفاجئ، ولم يتزحزحْ عنه، مما أوصل المفاوضات إلى طريقٍ مسدود، وجعلنا نتشكك في جدية الموضوع أصلاً، منذ بدايته.

إقرأ أيضا: مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي سيرته لـ "عربي21".. هذه بدايتي

إقرأ أيضا: مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي تفاصيل تجربته في سجون الأسد

إقرأ أيضا: علي صدر الدين البيانوني يروي شهادته.. من سجون الأسد إلى مفاوضات الطليعة

إقرأ أيضا: علي صدر الدين البيانوني يروي كواليس توحيد اخوان سورية ومعركة حماة الكبرى


مقالات مشابهة

  • داعش يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد
  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟
  • البيانوني: هذا ما جرى حين جلس الإخوان وجهاً لوجه مع مخابرات الأسد
  • وزير الخارجية الأمريكي يتسلم طلباً “جمهورياً” بفرض عقوبات فورية على حكومة السوداني الإيرانية
  • وزير الخارجية والمبعوث الأمريكي يبحثان دعم الشعب السوري
  • وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي إلى سوريا ويبحثان خطوات الدعم الشعب السوري
  • وزير الخارجية يسلم لنظيره المغربي رسالة خطية من رئيس الجمهورية إلى ملك المغرب
  • ميناء طرطوس السوري يستقبل أول سفينة قمح منذ سقوط الأسد
  • وزير الخارجية يبحث خطوات دعم الشعب السوري مع المبعوث الأمريكي
  • ما علاقة أسماء الأسد بانهيار النظام؟ .. تطبيق كشف جنودا وضباطا