أردوغان: الأمم المتحدة باتت قاصرة عن الاضطلاع بمهمتها وتتحول مع الوقت إلى كيان عقيم
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
سرايا - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة باتت في السنوات الأخيرة قاصرة عن الاضطلاع بمهمتها التأسيسية وتتحول مع الوقت إلى كيان عديم الوظيفة ومترهل وخامل.
وأضاف أردوغان في كلمة بالأمم المتحدة: "ماذا ينتظر مجلس الأمن الدولي لوقف الإبادة الجماعية في غزة؟ وماذا ينتظر ليقول كفى لهذا الظلم والوحشية؟".
وأفاد أردوغان بأن إسرائيل تتجاهل حقوق الإنسان الأساسية وترتكب تطهيرا عرقيا وإبادة جماعية واضحة ضد شعب فلسطين وتحتل أراضيه.
وذكر في كلمته أن قطاع غزة أصبح أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وصرح الرئيس التركي مخاطبا المجتمع الدولي: "ماذا تنتظرون لإيقاف شبكة القتل هذه (في إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية) التي تجر المنطقة برمتها إلى الحرب من أجل مستقبلها السياسي؟".
وأكد أنه "كما أوقف تحالف البشرية هتلر قبل 70 عاما، يجب إيقاف نتنياهو وشبكة الجريمة التابعة له عبر هذا التحالف".
وخاطب أردوغان المؤسسات الإعلامية الدولية قائلا: "أليس الصحفيون الذين قتلتهم إسرائيل على الهواء مباشرة واقتحمت مكاتبهم زملاءكم؟".
وشدد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتكاملة جغرافيا وعاصمتها القدس الشرقية لم يعد من الممكن تأجيله بعد الآن.
ودعا الدول التي لم تعترف بفلسطين إلى الاعتراف بها في أقرب وقت ممكن والوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ في هذه الفترة الحرجة.
وأشار في السياق إلى أن أنقرة وكما تعارض استهداف المسلمين فقط بسبب معتقداتهم فإنها تقف بالشكل نفسه ضد معاداة السامية.
وأكد أردوغان أن تركيا تنتظر تعيين "ممثل خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا" في الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن بموجب مشروع القرار المعتمد في 15 مارس 2024.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
FT: العالم خذل الفلسطينيين وتجويع غزة وصمة عار
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن العالم لم يشهد في تاريخه المعاصر مشهدا بهذا القدر من الوضوح لمعاناة بشرية جماعية كما يحدث اليوم في قطاع غزة.
وحذرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، من أن فشل المجتمع الدولي في وقف الإبادة بغزة، سيبقى وصمة تلاحق الدول الغربية على وجه الخصوص.
وأشارت إلى أن الصور القادمة من القطاع المحاصر تفضح حجم المأساة التي تسببت بها إبادة الاحتلال المستمرة منذ نحو 22 شهرا، حيث تظهر مشاهد لأمهات يحتضن أطفالا يعانون من الهزال الشديد، ومستشفيات مدمرة تكافح لإنقاذ الجرحى، وجثثا مصفوفة داخل أكياس سوداء.
وحذرت الصحيفة من أن المجاعة الجماعية باتت تهدد القطاع، رغم استمرار القصف واستهداف مئات المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، في ظل نظام إغاثة وصفته بـ"المعيب"، تدعمه كل من الولايات المتحدة والاحتلال، وينحرف عن النماذج الإنسانية المعمول بها دوليا.
وبحسب بيانات رسمية من وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين يقترب من 60 ألفا، فيما دمرت مدن بأكملها، ودفع معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة إلى أراض قاحلة.
وأكدت الصحيفة أن ما يجري اليوم يحمل بصمات "هجوم انتقامي" تقوده حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، في محاولة لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتمزيق نسيجه، مشيرة إلى أن هذا النمط يتكرر أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث أجبرت الاعتداءات العسكرية وهجمات المستوطنين آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وقالت إن عددا متزايدا من خبراء الإبادة الجماعية بدأوا يرون في السلوك الإسرائيلي ما يرقى إلى "إبادة جماعية".
وأضافت أن منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية خلصت إلى أن السياسة الإسرائيلية تؤدي إلى "تدمير منسق ومتعمد للمجتمع الفلسطيني في غزة".
وشددت الصحيفة على أن الأدلة على التطهير العرقي تتزايد، مشيرة إلى أن السكان أجبروا على النزوح مرارا تحت التهديد العسكري، وأن المساعدات باتت تستخدم كسلاح، فيما يعاقب مجتمع بأسره.
وقال إن التصريحات الغربية التي تعرب عن "القلق" لا تكفي، داعية إلى فرض عقوبات على حكومة نتنياهو، ووقف مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال.
كما دعت الصحيفة مزيدا من الدول الغربية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار ما قامت به فرنسا، مطالبة الدول العربية مثل مصر والأردن والإمارات بأن توضح أن علاقاتها مع الاحتلال لا يمكن أن تستمر دون تغيير جذري في سياساتها.
ولفتت إلى أن إعلانات الاحتلال عن وقفات تكتيكية، وممرات إنسانية مزعومة، لا يعد كافيا، وإخفاق العالم في إنقاذ الفلسطينيين من كارثة متفاقمة سيبقى شاهدا على عجز أخلاقي لن يمحى بسهولة.