قراءات في إيجابيات الضربة الأقوى وغير التقليدية لأمريكا وإسرائيل منذ عقود
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
التكنولوجيا قاتل مباشر للمرة الأولى .. سلاح كشف عنه الغرب مجبرا حزب الله استوعب الضربة وعاد بقوة لم تشهدها مجريات المواجهة منذ الـ 8 من أكتوبر لعبت أمريكا دور الشيطان في ضربة البيجر إذ زينت لحلفائها الجريمة وتخلَّت عنهم حين وقعت وصدمت العالم في التوقيتات كان الكيان ورعاته بحاجة إلى التعمية على آثار الصاروخ اليمني المعنوية أمريكا تخسر أوراقها في الشرق الأوسط على يد اليمن وحزب الله وتجمع حلفاءها في ديلاوير
تقرير/ إبراهيم الوادعي
قبل أسبوع من اليوم وخلال يومي الثلاثاء والأربعاء تحديداً شهد العالم نمطا جديدا من الحروب مثلت فيه التكنولوجيا السلاح الرئيسي والقاتل المباشر في عملية قتل جماعي تضاهي قدرة الأسلحة النووية او الكيميائية وجميعها أسلحة غير تقليدية.
نحو32 شهيدا لبنانيا وما يقارب 4000 جريح في موجتي تفجير طالت أجهزة النداء الآلي وأجهزة الاتصال اللاسلكية على امتداد مناطق لبنان وجزء من الأراضي السورية، تدخلت فيها العناية الإلهية بالألطاف ومنعت قتل 5 آلاف إنسان كان العدو الإسرائيلي يريد قتلهم.
هذا النوع الجديد من الحرب غير التقليدية منذ تفجيري ناجازاكي وهيروشيما النوويين وغير التقليديين، مثَّل ضربة قاسية لحزب الله اعترف بها السيد حسن نصر الله ولكنها لم تكسر الحزب والأيام التالية شواهد.
فأي إيجابية حملها هذا الإجرام الأمريكي والإسرائيلي وهذا الكشف للعالم ولمحور الجهاد والمقاومة ولحزب الله:
• •
• •
تقرير/ إبراهيم الوادعي
• على بيئة الحزب ومحور المقاومة اظهر لجوء إسرائيل الولايات المتحدة إلى استخدام هذا السلاح المخفي يؤكد أن حزب الله استطاع انتزاع أوراق إسرائيل والولايات المتحدة التقليدية وأبطالها، مما جعلها تكشف عن أوراق كانت تخبئها لمعركة كبيرة ومفصلية قبيل وقوع المعركة ولو حدث إبان معركة لكان الوضع كارثيا بالتأكيد .
وعن التوقيت الذي دفع بإسرائيل والولايات المتحدة لكشف هذه الورقة فهو في جانب منه تداعيات الصاروخ اليمني على منطقة غوش دان والتي تعد عصب ومركز الثقل الصهيوني في فلسطين والمنطقة وبها 3 ملايين مستوطن يمثلون الحاضنة الأساسية للمشروع الصهيوني ورسوخه فلسطين والمنطقة.
نتذكر أنه عقب استهداف تل أبيب بمسيرة يمنية، تشاركت دول غربية التعمية على نتائج وتداعيات قصف تل أبيب وسقوط المنظومات الدفاعية الأمريكية الحامية لهذه المنطقة، بافتعال أعطال في مطارات أوربية وشركات سكك حديد بعد أقل من 24 ساعة على القصف.
عملية تل أبيب الصاروخية كانت بالتأكيد أكبر وأعظم أثراً من مما أحدثته مسيرة يافا بجسد المشروع الصهيوني ، فإذا امكن اعتبار الأولى خطا بشريا أو عملية عابرة ، فالصاروخ اليمني أكد أن العمليات اليمنية ليست عابرة ومدروسة وبالتالي كان لا بد من الذهاب نحو إحداث صدمة وطمأنينة للمستوطنين وليس افضل من فعل ذلك في المسرح اللبناني الذي يمس بالشمال مع علم القيادة الإسرائيلية أن عملية كالتي وقعت الأربعاء والثلاثاء لا تعيد المستوطنين إلى الشمال ، فحزب الله بنى قدراته تحت الأرض ولديه شبكات اتصال أعقد من تلك التي استهدفت وهي ليست سوى جزء من كل اكبر بكثير ، وذلك ما تؤكده عمليات الحزب بعد نصف ساعة من الجريمة الصهيونية وعمليات الحزب المكثفة والدقيقة يوم الخميس .
وفي التوقيت فمنذ السابع من أكتوبر ظهرت إسرائيل بعكس الصورة التي يحب اليمن الصهيوني المسيحي أن يراها منذ ما بعد 67م ، بكونها الدولة السوبر في المنطقة ويمكنها القضاء على خصومها في 6 أيام أو بضربة خاطفة ، اليمين المسيحي في العالم هو الداعم الرئيسي سياسيا واقتصاديا لإسرائيل ومن أوساطه ينطلق آلاف المهاجرين إلى إسرائيل وارض الميعاد.
• الصدمة التي وقعت في لبنان امتدت آثارها إلى العالم ، وقف يوم الثلاثاء الماضي على حقيقة أن التكنولوجيا في يد الغرب، سلاح سيستخدم ضده، وظهرت تصريحات انطلقت من تركيا إنها ستشرعب ف بناء نظام تحديد المواقع العالمي خاص بتركيا وبمنأى عن نظام تحديد المواقع العالمي غربي المنشأ GBS، وتعتزم اطلاق مائة قمر صغير لذلك .
وبربط الجريمة في لبنان مع ما حدث في مواجهة شركة هواوي الصينية تتخلق قناعة تامة لدى حركات التحرر الوطنية في العالم بالنأي بنفسها عن استخدام التقنيات والتكنولوجيا الغربية.
وعلى سبيل المثال نعيد التذكير بهذا الخبر الذي ورد على وكالة رويترز في مارس الماضي “قالت 5 مصادر مطلعة لرويترز إن شركة “سبيس إكس” تبني شبكة من مئات أقمار التجسس الصناعية في إطار عقد سري مع وكالة استخبارات أمريكية، مما يشير إلى العلاقات الوثيقة بين شركة الفضاء المملوكة لرجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك ووكالات الأمن القومي.
وأضافت المصادر أن وحدة “ستارشيلد” التابعة لـ “سبيس إكس” هي المسؤولة عن بناء شبكة الأقمار الصناعية بموجب عقد بقيمة 1.8 مليار دولار تم توقيعه في عام 2021 مع مكتب الاستطلاع الوطني، وهو وكالة استخبارات تدير أقمار التجسس الصناعية.
وتكشف الخطط مدى مشاركة “سبيس إكس” في المشروعات الاستخباراتية والعسكرية الأمريكية، وتوضح الاستثمار الكبير الذي تقوم به وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في أنظمة الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض حول الأرض، والتي تهدف إلى دعم القوات البرية.
وذكرت المصادر أنه في حال نجاح البرنامج فإنه سيعزز بشكل كبير قدرة الحكومة الأمريكية والجيش الأمريكي على رصد الأهداف المحتملة بسرعة في أي مكان في العالم تقريبا.
وتكشف تقارير رويترز لأول مرة أن عقد شركة “سبيس إكس” يهدف إلى بناء نظام تجسس جديد قوي يضم مئات الأقمار الصناعية التي تستطيع تصوير الأرض ويمكن أن تعمل كمجموعة في مدارات منخفضة، وأن وكالة الاستخبارات التي تعاونت مع شركة ماسك هي مكتب الاستطلاع الوطني.
وأوضحت المصادر أن الأقمار الصناعية يمكنها تتبع الأهداف على الأرض ومشاركة تلك البيانات مع مسؤولي المخابرات والجيش الأمريكيين.
وأضافت أن هذا سيتيح للحكومة الأمريكية مبدئيا الحصول بسرعة على صور للأنشطة التي تحدث على الأرض في أي مكان بالعالم تقريبا، مما يساعد في العمليات الاستخباراتية والعسكرية.”
وبالتالي فالدول الحرة كاليمن وحركات التحرر الوطنية كما أبدعت في إنشاء وسائل الصمود الخاصة بها كالأنفاق وابتداع عمليات وأسلحة لا يسيطر على الطرف الغرب بأي شكل من الأشكال، مدعوة إلى إنشاء وسائط التكنولوجيا والاتصال الخاصة بها اللاسلكية تحديدا وهي ضرورية للاستدعاء ولا يمكن الاستغناء الكلي عنها في مجتمع اليوم، كما لدى حزب الله الشبكة السلكية والتي تضمن له اليوم البقاء بعد حوادث التفجيرات اللاسلكية وأن كانت لم تمس كامل شبكته اللاسلكية وهي ضرورية للاستدعاء كما قلنا.
الحديث الغربي خصوصا عن تحييد التكنولوجيا عن الحرب باعتبارها منفعة لكل البشر لا يجوز المس بها أو احتكارها كما سوق الغرب كان وهما، وظهر في نقطة مفصلية حيث الغرب كل الغرب يجهد نفسه لضمان استمرار وبقاء الكيان الذي زرعه، عمل على استخدامها وارتكاب مذبحة نشاهد ذلك في غزة وشاهدنا ذلك بصورة أوضح في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء.
وفي الخلاصة: صحيح أن الكيان الإسرائيلي نجح في أحداث صدمة لدى طرف مقاوم وتحرري في هذا العالم، لكنه قدم خدمة لحركات التحرر، وسحب ورقة من يد الغرب كانت تدخر لمعركة اشد خاصة والصراع على زعامة العالم يقترب، ويقول القادة الأمريكيون أن الحرب العالمية الثالثة باتت أقرب من أي وقت مضى.
وجد حلفاء الولايات المتحدة انفسيهم محرجين وأطرافا في الجريمة، كالأوربيين والتايوانيين واليابانيين الذين يفتحون بلادهم للنشاط الاستخباري الأمريكي والإسرائيلي، وبعضهم محتل عمليا كحال اليابان مركز صناعة الأجهزة اللاسلكية التي انفجرت يوم الأربعاء، كشفت العملية الإسرائيلية أن الطرف الأمريكي والإسرائيلي يؤثران مصالحهما ولا يهتمان مطلقا بمصالح الحلفاء وأية أضرار تلحق بهم ولو خسارة سمعتهم ما يستتبع ذلك خسارة اقتصادية كبيرة وخسارة السمعة تلتصق بهم لعقود وتخسرهم عقود وصفقات.
ويمكننا ملاحظة تقاذف حلفاء الولايات المتحدة المسؤولية، وتخلي الراعي الأمريكية عنهم في إطار المسؤولية في الأخبار التالية المنقولة عبر وكالة رويترز:
“قالت شركة ايكوم اليابانية لتصنيع معدات الراديو يوم الخميس (19 سبتمبر) إنها تحقق في الحقائق المتعلقة بالتقارير الإخبارية التي تفيد بأن أجهزة اتصال لاسلكي تحمل شعارها انفجرت في لبنان.
وأضافت شركة “آيكوم”، إنه من غير الممكن تأكيد ما إذا كان منتج الراديو الذي تردد أنه مرتبط بالانفجارات قد تم شحنه من قبل الشركة، أن البطاريات اللازمة لتشغيل الجهاز، والتي توقفت مبيعاتها منذ حوالي 10 سنوات، قد توقفت بالفعل أيضًا.
وأضافت الشركة أن منتجاتها المصدرة للخارج خضعت لعمليات تنظيمية صارمة وضعتها الحكومة اليابانية”-
السلطات الهنغارية حاولت تبرئة شركة BAC Consulting الهنغارية من الضلوع في جريمة التفجيرات المذكورة.
“ أشار موقع Telex الهنغاري، إلى احتمال قيام Norta Global Ltd البلغارية بشراء أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان، من شركة Gold Apollo التايوانية.
ونقل الموقع عن مصادر لم يكشفها، أن شركة BAC Consulting المسجلة في بودابست، عملت فقط كوسيط وأبرمت اتفاقية مع شركة تايوانية، فيما مارست شركة بلغارية من صوفيا بشكل مباشر عملية شراء أجهزة الاستدعاء المذكورة.
وزعم الموقع بأن شركة Norta Global Ltd «قامت بترتيب التسليم وبيع” أجهزة الاستدعاء لممثلي حزب الله، وبالتالي لم تكن هذه الأجهزة موجودة بتاتا في هنغاريا. ووفقا للموقع، تأسست الشركة البلغارية في عام 2022 وهي مملوكة لمواطن نرويجي لم يتم الكشف عن اسمه. وكانت الشركة تشرف فقط على إدارة بعض المشاريع، ولكنها لا تنتج أي شيء”. ويشير الموقع إلى أنه تم تسجيل 196 شركة أخرى في عنوانها”
في تايوان
“قالت شركة جولد أبوللو التايوانية اليوم إن أجهزةَ المناداة (البيجر) التي انفجرت في لبنان أمس هي من تصنيعِ شركةِ بي.إيه.سي وتقع في أوروبا وهي تملك ترخيصا لاستخدامِ علامةِ الشركةِ التايوانية.
وقال هسو تشينج كوانج مؤسس الشركة للصحفيين إن جولد أبوللو كانت هي الأخرى ضحيةً للحادث، وأضاف “قد لا نكون شركةً كبيرةً ولكننا شركةٌ مسؤولة… وهذا محرجٌ للغاية”.
فيما قالت وزارة الاقتصاد التايوانية إن تعديلاتٍ قد تكون طرأت على الأجهزةِ بعد تصديرِها”.
وفي حديثه للصحفيين الخميس الماضي، قال وزير الأمن الوطني التايواني هناك من يسعى إلى ربط حكومة تايوان “بشكل خبيث” بالقضية.
وحذر المتحدث باسم مجلس الوزراء التايواني من ما سماها المعلومات المزيفة بشأن تفجير آلاف أجهزة الاستدعاء في لبنان، بعد أن ارتبطت شركة تايوانية بإنتاج الأجهزة.”
وحتى تصرف الولايات المتحدة مع حلفائها يظهر نرجسيتها واستهانتها بهم ، مثال واضح صفقة الغراصات الفرنسية الاسترالية والتي تجاوزت قيمتها المليارات وعرفت بصفقة القرن والتي خطفتها الولايات المتحدة لصالحها رغم بدء فرنسا تصنيع الغواصات بموجب العقد مع أستراليا ، واليوم يتقاذف حلفاء الولايات المتحدة من تايوان إلى اليابان وأروبا المسؤولية عن الجريمة الإسرائيلية.
في شكل عام للمشهد ظهر بشكل واضح أن الناتو والغرب مع الكيان الإسرائيلي يمثلون جبهة واحدة، ولا يمكن العمل بمعزل عن هذه الحقيقة ، واحتساب هذه المواجهة وفقا لهذا المنظور .
الجريمة الإسرائيلية أو ما استتبعها وسبقها من اغتيال وهجمات أمنية أو عسكرية في لبنان عكست ذلك .
منذ السابع من أكتوبر احتشدت البوارج الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية والمروحية الفرنسية والبريطانية حماية للكيان الصهيوني في اضعف ساعات ومرحلة مر بها .
والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن في محاولة لإثناء اليمن عن موقفه المساند لغزة كان مظهرا جليا وعمليا لهذه الجبهة الموحدة .
محور الجهاد والمقاومة يتعاطى وفق هذا الأساس ، والعالم أمام حقيقة أن الأطراف الغربية تعمل بكل جهدها لضمان بقاء الاحتلال لأرض فلسطين ، وتغطية جرائمه ، شاهدنا ذلك الموقف بوقاحة في مجلس الأمن .
وعقب مجزرة لبنان قالت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لولوة الخاطر: إن رد الفعل البارد والمتقاعس تجاه هجوم البيجر في لبنان من قبل المجتمع الدولي أمر مرعب.
البيئة المقاومة
ضمن أهداف المجزرة الصهيونية كان استهداف البيئة المحيطة بحزب الله والمحتضنة للمقاومة الإسلامية في لبنان، سقوط 3 آلاف جريح أو اكثر بجراح وإعاقات قد تكون دائمة هو بقصد إحداث ضغط مجتمعي كبير على المقاومين .
تعامل حزب الله مع حاضنته وخطاب السيد نصر الله للبيئة الحاضنة مكاشفة وتطبيبا وتطمينا، يعطي درسا قويا لجميع الحركات التحررية والدول الحرة المناهضة للاستكبار العالمي.
وفي اليمن كانت البيئة الحاضنة للثوار على امتداد 9 سنوات من الصمود والحصار اللذين لا يزالان قائمين مستهدفا في المجازر بالأسواق والمنازل والمساجد والطرقات وبصمودها وفرت البيئة المناسبة للصمود وحققت اليمن مكانتها التي وصلتها اليوم مقارنة بـ26 مارس 2015م عشية العدوان على اليمن.
وفي الخلاصات تكشف المجزرة في لبنان والعدوان على اليمن أهمية العناية بالحاضنة الشعبية، وان دورها يتلوا في أهميته وجود القائد الشجاع والمنهج الصائب للعمل والمواجهة …
وبرغم فداحة الضربة التي أقر بها السيد حسن نصر الله إلا أن حزب الله اظهر قدرته الفائقة على امتصاص الضربة التي قد تسقط دولا وممالك، ومنذ الساعات الأولى عادت صواريخ المقاومة لتحلق باتجاه فلسطين المحتلة.
وأكد حزب الله ثبات بنيته عقب اغتيال قادة في كتيبة الرضوان وأن عملياته لا يمكن أن تتأثر باستشهاد القادة، ولذا رأينا الدفعة الأولى من الحساب الذي وجهه الحزب الى حيفا وشركة رفائيل حيث يعتقد أن أجهزة البيجر صنعت، وامس حيث اطلق حزب الله رشقات صاروخية نحو شمال حيفا وشركة رفائيل رغم شن العدو ما يقرب من مائتي غارة واستمرار التحليق الصهيوني على مدار الساعة.
أظهر العدو بعضاً مما يخبئه وكشف في المقابل حزب الله بعضا من أسلحته، وحزب الله يدير معركة نتائجها الإيجابية ستنصب لصالح العالم الطامح إلى التخلص من الهيمنة الأمريكية، حيث تغدو أسلحة وتكتيكات أمريكا والغرب مكشوفة، وذلكما جانبان مهمان إذا ما ربطنا الإنجازات اليمنية بإنجازات حزب الله.
الجبهة اللبنانية تدخل مرحلة جديدة وتحد مستقل ومرتبط بالجبهة في غزة في أن معا.. لن يعود مستوطنو الشمال إلا بوقف الحرب على غزة ذلك قرار حزب الله ومعه محور الجهاد والمقاومة ومن فوقهم الله معينا وناصرا وهو هدف استراتيجي..
كان لافتا استضافة الرئيس الأمريكي جو بايدن زعماء الهند واليابان وأستراليا بالأمس في منزله بولاية ديلاوير الأمريكية في اجتماع بعيد عن الإعلام ، ناقض الوضع في المحيطين الهندي والهادئ ، ما يشير إلى أن أمريكا مدركة أن غرقها في الشرق الأوسط يفرض عليها تجميع حلفائها لمشاغله الصين وإنتاج حلول للوضع الناشئ الذي خلقته اليمن في المحيطين الهندي.
إسرائيل تقامر، بربات رئيس حكومة يخشى الخسارة ويفرض أهدافا من بوابة أصعب.. ومن يقامر يخسر حتما ويجر معه أمريكا للسقوط.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأقمار الصناعیة فی لبنان سبیس إکس حزب الله
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.