لبنان ٢٤:
2025-07-31@09:25:20 GMT

كيف يتحرّك حزب الله تحت الحرب؟ تفاصيل ميدانية!

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

كيف يتحرّك حزب الله تحت الحرب؟ تفاصيل ميدانية!

تصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان وتحويلها إلى أيام أو أشهر قتاليّة، يرتبط بمدى فحوى الاتصالات الدوليّة الهادفة لوقف إطلاق النار، بينما المشكلة الأكبر ترتبطُ بما يواجهه "حزب الله" من ضغوط داخلية تدفع لثنيه عن استمرار حربه وإن كانت المكاسب التي حققها غير ظاهرة أو واضحة حتى الآن.   إنطلاقاً مما قيل عن "الحزب"، فإن ما يجري ميدانياً يكشف عن الطريقة التي يتمّ العمل بها مع أحداث جنوب لبنان والبقاع والمناطق الأخرى، حيث يأتي القصف عشوائياً من دون أدنى ضوابط.

. فما الذي يفعله "حزب الله" خلال هذه المرحلة؟ ما هي القراءة الميدانية الحالية للأحداث؟ وما هي خطوة "حزب الله" التالية بعد كل ما يجري؟
ما يحدث حالياً هو أن "حزب الله" تحرّر بشكلٍ كبير اعتباراً من يوم الإثنين الماضي، وذلك حينما بدأت إسرائيل بتوسيع هجماتها ضد لبنان.
منذ ذلك اليوم، باتت "السقوف" التي وضعها "حزب الله" من الماضي، والدليل الأكبر على ذلك هو استهدافه لتل أبيب بالإضافة إلى إتمام ضربات نوعية أصابت الكيان الإسرائيليّ برعبٍ كبير.
ضمنياً، فإن كل ما يجري يُعتبر لصالح الحزب، فالأخير وجد نفسه "محشوراً" بالنمط القديم المرتبط بوضع الحرب إلا أنه تحرّر الآن تماماً من كل الأمور التي كان يربطها بنفسه.
إزاء كل ذلك، فإن الخطة التي يسير عليها "حزب الله" ترتبط بتحفيز بيئته الداخلية، تنفيذ خطوط النار والخطط المرتبطة بالهجمات المتقدمة، إدخال الصواريخ الجديدة إلى الميدان مثلما حصل مؤخراً عبر قذائف "فادي" و "قادر".
وحالياً، فإن ميدان الجنوب بات شبه فارغٍ من سكانه، لكن ما تبين هو أن جل النازحين كانوا من النساء والكبار في السن وليس من الشباب الذين بقوا ضمن الجنوب حتى الآن. هنا، تقول المعلومات إن "الشبان الذين لم يتركوا مناطقهم هم يعملون ضمن كادر الحزب، فوظيفتهم أمنية بينما أدوارهم تختلف بحسب التوجيهات".
إحدى النازحات الجنوبيات تقول لـ"لبنان24" إنّها "تركت منزلها في بلدة أنصارية جنوب لبنان، وذلك كي تتيح الفرصة لعناصر الحزب بالتحرك بشكل مستقل ومن دون أي عراقيل"، وأضافت: "واجبنا أن نؤمن ساحة القتال للعناصر كي ننتصر في النهاية وحتماً سننتصر".
أمام كل هذا، يأتي السؤال الأهم: ماذا بعد؟ وماذا سيفعل حزب الله في المرحلة التالية؟ في الوقت الراهن، تبرز المحادثات لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لكن المساعي لم تُثمر خيراً حتى الآن. ضمنياً، فإن ما يجري هو أن "الحزب" وإسرائيل يلعبان في الوقت الضائع، وهو ما يعني خطورة كبيرة تساهم في امتداد الحرب أو توسعها.
من مصلحة "الحزب" أيضاً أن تستمر الحرب على حالها والسبب هو أن القدرة على تحريك العناصر باتت استنثائية أكثر فأكثر، ما يساهم في إحباط حرب التجسس التي تطال "حزب الله". ضمنياً، إن تم النظر نوعاً ما إلى هذا الأمر، فإن ما ستتم ملاحظته هو أن الحماية الأمنية مطلوبة ضمن الحزب إن بقيت الأمور على حالها، لكن أي تصعيد قد يحصل قد يدفع من بقي في سكان حنوب لبنان لدخول الملاجئ.
إنطلاقاً مما تم ذكره، يمكن استنتاج ماذا سيفعله "حزب الله" لاحقاً، وتتصل الخطوة الأولى بفرض شروطه ضمن أي تفاوض كي يكسب ما يطالب به، وإلا فإن أي سيناريو يعاكس هذا الأمر يعتبر "مقتلاً" للحزب.
أما الخطوة الثانية فتتصل بأن يقوم "حزب الله" بإعادة استنهاض واقعه الأمني وتقييم أدوار أنفاقه الحرب، ما يشير إلى أن الحزب بات أمام مرحلة نقدٍ وتأهيل وتصحيح، ما يشير إلى أيام كثيرة قد تكشف المئات عن "حزب الله".
في خلاصة القول، ما يجب انتظاره بشكل أساسي هو نتائج محادثات وقف النار.. فهل ستنجح حقاً أم أن الأمور ستتمدد قريباً؟ هنا، وكما يقول أحد المقربين من "حزب الله": "كل شيء وارد".
 ش المصدر: خاص- "لبنان ٢٤"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ما یجری

إقرأ أيضاً:

كنتُ سأشعر بالرعب لو كنتُ إسرائيلياً!

هذا العنوان ليس للإثارة.
على العكس تماماً من ذلك، لأن المسألة على أعلى درجات الجدّية.
لو كنتُ إسرائيلياً لسألتُ نفسي السؤال التالي:
إذا كان استمرار الحرب بأشكال أكثر عنفاً وقسوةً تجلب لنا، «الإسرائيليين» المزيد من الأزمات المتلاحقة، على كلّ المستويات الداخلية والخارجية، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً دون تحقيق نتائج حاسمة في كل ملفات الإقليم والحروب على كافة جبهات هذا الإقليم، فلماذا لم تتوقف هذه الحرب؟ ولماذا لا تتوقف الآن؟ وماذا يعني أن تستمرّ، ولا تتوقف مع كل ما تجلبه على دولة الاحتلال، وعلى مجتمعها من ويلات؟

قد يقول قائل: إن الإسرائيليين ليسوا على قلب رجلٍ واحد إزاء هذه الحرب، وإن هناك قطاعات لا يمكن الاستهانة بها لها مواقف ومصالح مختلفة عن قطاعات أخرى بدأت تطرح على نفسها مثل هذه التساؤلات التي باتت ليس فقط مشروعة، وإنّما حارقة في جزء منها، إن لم نقل كلّها.

هذا كلّه صحيح. ففعلاً هناك جوّ عنصري يميني يكاد يكون طاغياً وهناك من درجات الحدّة، الاستقطاب باتجاه مغاير لوجهة هذه التساؤلات ما يفسّر هذه الاندماجات التي لا تتوقف نحو المزيد من الإيغال في هذه الحرب، بل وهناك من المصالح الحزبية، وكذلك السياسية ما يغذّي ويشجّع على استمرار هذه الحروب.

ومع كل ذلك، فهناك بالمقابل من النتائج، والمعطيات والحقائق ما يفقأ العيون لجهة حجم الفشل والعجز، ولجهة كل ما آلت إليه هذه الحروب حتى الآن.

موضوع الفشل في حسم أي من الملفات أشيع جدلاً ونقاشاً، كما استنفد نفسه، ذلك لأن معطياته أصبحت ماثلة للعيان.

الملفّ الرئيس بالنسبة للإستراتيجيتين الأميركية والإسرائيلية الذي كان «قابلاً» للحسم هو ملف الحرب على قطاع غزّة، وهو الملف الأهم والأكثر جوهرية في كل الإقليم. وكان الذهاب إلى محاولة حسم الملفات الأخرى - كما بات مكشوفاً تماماً الآن - هو الطريق الذي اختاره التحالف الأميركي الإسرائيلي كمرحلة «إجبارية» وكمدخل مباشر لحسم ملف الحرب على القطاع، ولم يكن هذا الاختيار عبثياً، بل كان منطقياً وعقلانياً من زوايا كثيرة وكبيرة فعلاً، رغم ثبوت فشله.

الذي جرى فعلاً أن دولة الاحتلال بدعمٍ كامل، وعلى أعلى درجات المواكبة والتنسيق مع إدارة دونالد ترامب، وقبله إدارة جو بايدن حققت نجاحات كبيرة، وأنجزت اختراقات مذهلة في المجالات الاستخبارية، ولكنها عجزت عن الحسم.
فعلاً لو كنتُ إسرائيلياً لأُصبتُ بالرعب
بمبادرة أميركية مباشرة، وقرارات لا لبس فيها انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من استمرار المواجهة مع جماعة «أنصار الله» الحوثيين اليمنية، وتوقفت الحرب على الجبهة اللبنانية، وتوقفت من طرف واحد وبصورة مباغتة مع إيران، وعادت هذه الإدارة لتعطي للدولة العبرية المزيد من الوقت والدعم العسكري، والمزيد من الدعم والغطاء السياسي، وأدخلت نفسها في الآليات المباشرة للإبادة، وآخر فصول هذه الإبادة، وبأشكالها الأكثر إجراماً ووحشية، والتي عبّرت عن نفسها بإستراتيجية التجويع.

فعلاً لو كنتُ إسرائيلياً لأُصبتُ بالرعب.
أمام كل هذا السياق الحقيقي والواقعي لمعطيات هذه الحرب الهمجية ما الذي تفعله دولة الاحتلال؟ وإلى أين تجرّ المنطقة؟ وإلى أين تجرجر مجتمعها، ولأي أهداف؟

عندما تتحوّل إستراتيجية التجويع إلى «البديل» الجديد لعجزها عن حسم الحرب البربرية بوساطة «عربات جدعون»، وعندما تتورّط أميركا في أدقّ تفاصيل وآليات هذه الإستراتيجية، وتكون النتيجة انتفاضة سياسية في الغرب الأوروبي ضد هذه الإستراتيجية المتبقية في يدها، ويعقد مؤتمر نيويورك ويحشد ويحتشد العالم وراء «حل الدولتين»، بصرف النظر عن الملاحظات على التسمية، وعلى أمور أخرى تثير المخاوف والتحفّظات، ثم تعلن دول جديدة في أوروبا استعدادها ورغبتها ونيّتها الاعتراف بدولة فلسطين..

عندما تكون نتيجة إستراتيجية التجويع الإبادية هي هذه الخسارات الكبيرة، والتي تضرب كامل الإستراتيجية الأميركية والإسرائيلية في الصميم، وفي مقتل، فما الذي تبقّى لدولة الاحتلال من مراهنات؟

لا نريد أن نتوسّع في الخسائر العسكرية التي تكبّدتها دولة الاحتلال، لأن الحقائق تبدو أكبر بكثير ممّا يسمح به النشر، حتى لا نتحدث عن خسائر الاقتصاد وهروب الأفراد والرساميل. لكن الفشل والإخفاق الأكبر تمثل حتى الآن بما هو أكبر وأهم من ذلك كله.

فقد خسرت دولة الاحتلال ثلاثة محاور مفصلية كانت تلعب أثراً مباشراً وهائلاً في أوراق قوّتها.
خسرت صورة الدولة التي تدافع عن نفسها، الدولة التي تتعرّض للظلم، وتتعرض للكراهية من المحيط، والدولة التي تحيط بها الأخطار من كل جانب.

هذه الدولة، في نظر غالبية شعوب الأرض هي دولة مجرمة، إرهابية، تمارس الإبادة والتطهير العرقي، وتمارس العنصرية السافرة، وتتحكّم بها قيادات سياسية تجاهر وتتغنّى بالفاشية، وتعطي لنفسها الحق بالتجاوز على أشكال القانون الدولي.

وخسرت دولة الاحتلال الحلف الغربي الأوروبي في جانب كبير منه، وتحولت الضغوط الشعبية على هذا الحلف إلى أداة تحوّلات سياسية تتعارض كلياً، وتتناقض مع السياق التاريخي لمواقفه في دعم دولة الاحتلال، منذ ما قبل نشأتها وحتى الآن. وبهذا المعنى، فإن الأخيرة أمام كارثة سياسية، لأن هذا الحلف كان الراعي والحامي والداعم والمساند، وهو الآن في مرحلة تصدّع لم تخطر على بال دولة الاحتلال في أسوأ كوابيسها.

والخسارة الثانية هي خسارة ثقيلة، وأكبرها أن يتم التراجع عنها، أو ردم الهوّة التي تولّدت عنها، وهي أن دولة الاحتلال تتحول إلى دولة عنصرية لا تمتّ للديمقراطية الليبرالية بأي صلة جوهرية وهي لم تعد كذلك ليس فقط لأنها ديمقراطية زائفة، وعنصرية، وتنصّ قوانينها على كونها ديمقراطية إثنية، وإنما لأنها تمارس هذه العنصرية بصورة يومية ضد كل فلسطيني، وضد كل عربي، وضد كل مسلم، وضد كل حرّ في هذا العالم، وأصبحت تعادي المنظمات الإسرائيلية نفسها، والمنظمات اليهودية التي تتصدّى لهذه الممارسة، وبالتالي فقد انتهت وإلى الأبد، وإلى غير رجعة مقولة «الواحة الديمقراطية» التي اعتاشت عليها دولة الاحتلال منذ قيامها وحتى الآن.

والخسارة الثالثة، وربّما هذه هي خساراتها الأفدح دورها كحامية مباشرة قادرة على تأمين مصالح الغرب الأوروبي، بل وتحولت واقعياً وموضوعياً إلى تهديد لهذه المصالح من زاوية ما يتعرض له الغرب الأوروبي من ضغوط شعبية عليه على الأقل.
نحن نقاتل بكل الوسائل المتاحة لكي لا نُهزم، ودولة الاحتلال تقاتل من أجل أن تنتصر. وبما أنها لا تنتصر، فإننا لن نُهزم.

لو كنتُ إسرائيلياً لأعدتُ النظر في كل شيء. فإذا كانت معادلة الصراع هي نهاية أفق الانتصار الإسرائيلي، ونهاية القدرة على هزيمتنا، فإن مسار الأحداث هو في طريقين لا ثالث لهما.

إمّا الحرب، وحروب تتبعها حروب من دون أفق بالحسم والانتصار بالنسبة لليهود في دولة الاحتلال، وإمّا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف لإنهاء الصراع بمساومة تاريخية هي في مصلحة الشعبين، وهو الحل العملي الوحيد في هذه المرحلة التاريخية الحالية على الأقل.

أليس استمرار الحروب من جانب القيادات الصهيونية بالأفق الذي أوضحناه هو تضحية بمواطنيها على مذبح هذه القيادات، وعلى مذبح مصالح «الغرب» الاستعمارية؟ وأين هي مكاسب غالبية اليهود من حروب لن يربحوها مطلقاً؟

نحن خسرنا عشرات الجولات في الصراع ولم نُهزم، ودولة الاحتلال انتصرت علينا في معظمها فلم يزد الصراع إلّا تأجُّجاً، وتراجعت دولة الاحتلال، وتتقدم فلسطين في كل يوم.
لو كنتُ إسرائيلياً لقاتلت بأسناني لأجل قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، ولقبلتُ بكل قرارات القانون الدولي قبل فوات الأوان.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • كنتُ سأشعر بالرعب لو كنتُ إسرائيلياً!
  • جولة ميدانية للدفاع المدني في الشمال
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • حزب الله يوزع معدات استعداداً لاستئناف الحرب على قرى شيعية بجنوب لبنان
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه