حماس: وقف عدوان إسرائيل الشامل هو شرط التهدئة ونؤكد وحدة قوى المقاومة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان أن محاولات فصل قوى المقاومة مرفوضة، مشددا على أن وقف العدوان الإسرائيلي الشامل هو الشرط الأساسي لأي تهدئة، وحذر من محاولات كسب الوقت لصالح إسرائيل، مؤكدا ثبات موقف المقاومة.
وأضاف حمدان خلال مداخلة مع الجزيرة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان تعتبر محاولة من الاحتلال للخروج من مأزقه، وقال "الاحتلال بهجومه على لبنان منذ بدء عملياته، خاصة عملية تفجير البيجر ثم قصف الضاحية، وبعد ذلك توسيع القصف ليطال مناطق واسعة في لبنان، إنما يحاول أن يخرج من مأزقه"، موضحا أن هذا التصعيد يأتي بعد إدراك إسرائيل أن المقاومة في غزة لا تزال متمسكة بموقفها وتسجل نقاطا مهمة في إسنادها.
وفي سياق الحديث عن المبادرات السياسية، أكد حمدان أن أي محاولات لتفكيك علاقة المقاومة على مستوى المنطقة لن يكتب لها النجاح، وشدد على أن وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة بشكل كامل هو الشرط الأساسي لأي تهدئة.
وقال "إلا إذا اقتنع الإسرائيلي واقتنع قبله الأميركي أيضا بأن وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة بشكل كامل هو الذي يمكن أن يؤدي إلى حصول حالة من التهدئة، سوى ذلك سيكون تكرارا للتجربة".
خطر نتنياهو
وحذر حمدان من تكرار تجارب سابقة، مشيرا إلى محاولتين في 5 مايو/أيار والثاني من يوليو/تموز الماضيين، إذ أبلغ الأميركيون الوسطاء في قطر ومصر بوجود ضوء أخضر وموافقة إسرائيلية، لكن الاحتلال فاجأ الجميع بشروط إضافية.
وأكد القيادي في حماس على ضرورة قراءة الموقف الإسرائيلي والأميركي بدقة، مضيفا "لا يحتاج الأمر إلى إعلان أن هناك أخطر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحتاج الأمر إلى إعلان من الجانب الإسرائيلي أنه يوافق على ما يطرح من أفكار".
وفي تحليله لأهداف نتنياهو، رأى حمدان أنه يسعى إلى كسب مزيد من الوقت، آملا في تحقيق نقاط إضافية في الاشتباك مع لبنان والمقاومة فيه.
وأضاف أنه إذا تم التوصل تتحقق من خلالها تتحقق شروط المقاومة و"وافق عليها العدو ابتداء" فأنا أعتقد أن هذا سيكون انتصارا مهما ومكسبا مهما لصالح المقاومة في فلسطين ولبنان.
وفيما يتعلق بموقف حزب الله، أشار حمدان إلى أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قد أجاب بوضوح على هذه النقطة في خطاباته الأخيرة، وأكد أن 11 شهرا من العدوان على غزة والإسناد الذي تلقته المقاومة لا يمكن الرجوع عنه إلى الوراء، وشدد على أن المعادلة اليوم هي "وقف شامل للعدوان مقابل أن تتوقف المقاومة عن الرد على العدوان".
تنسيق المقاومة
وحذر حمدان بشدة من محاولات الفصل بين قوى المقاومة، معتبرا أنها تكشف النوايا الإسرائيلية والأميركية في استمرار العدوان، وقال "هو يريد أن يفصل بين المقاومة في فلسطين وفي لبنان لكي يتسنى له في لحظة ما أن يستفرد بأحدهما عن الآخر".
وأكد حمدان على التواصل المستمر والتنسيق بين قوى المقاومة في المنطقة، قائلا "نحن طوال هذه المدة كنا على تواصل دائم، وكانت لقاءاتنا على المستويين القيادي والسياسي لا تنقطع، والتشاور بيننا قائم".
وأضاف أن "إخوانهم" في حزب الله والمقاومة في اليمن والعراق مدركون تماما تفاصيل ما تمر به المقاومة في فلسطين.
وفي تعليقه على الموقف الدولي، انتقد حمدان الهيمنة الأميركية على المنظومة الدولية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين هم من يعطلون الموقف الدولي المنتقد لإسرائيل.
وحذر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الدولية قائلا "إذا ما انهارت المنظومة الدولية فلا ينفع الإدارة الأميركية ولا غيرها من الدول الكبرى ما قد ينشأ بعد ذلك".
السياسة الأميركية
وفيما يتعلق بالمبادرات السياسية الأميركية، أكد حمدان أن الجانب الأميركي يدرك تماما مطالب المقاومة، سواء في فلسطين أو في لبنان، وحدد هذه المطالب بـ"إنهاء العدوان ثم إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وأيضا استكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة"، مشددا على أن أي مبادرة لا تحقق هذه الأهداف ستعتبر استمرارا لدعم إسرائيل في عدوانها.
وردا على الادعاءات بأن سياسة نتنياهو تهدف إلى تهميش قطاع غزة مقابل التصعيد في جبهة الشمال، أكد حمدان أن غزة لم تهمش ولا المقاومة في فلسطين قد همشت، وقال "من الطبيعي أن يستأثر لبنان بالخبر الأول اليوم في ظل الجريمة التي ترتكب في لبنان، والتي تذكرنا بالأيام الأولى من العدوان على قطاع غزة".
وحذر من أن عدم وقف العدوان على غزة أعطى نتنياهو الفرصة ليعتدي على لبنان، وأن وقفه في عدوانه على لبنان قد يسهل له اعتداءات في اتجاهات أخرى.
وتحدث عن أهمية عنصر الوقت في محاولات إنهاء العدوان، مؤكدا أن المقاومة تسعى إلى اختصار الوقت، في حين يحاول الاحتلال تقطيعه، وقال "مهما طال هذا الوقت فإن المقاومة لا يمكن أن ترفع الراية البيضاء".
وأضاف أن "زمن انتصار الشعوب في منطقتنا قد بدأ"، مؤكدا أن التضحيات رغم جسامتها لن تؤدي إلى هزيمة المقاومة.
واعتبر أن الانتصار قد تحقق بالفعل قائلا "الانتصار تحقق في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ونحن نعززه بصمودنا، والانتصار في لبنان تحقق يوم أن انحازت المقاومة في لبنان إلى شعب فلسطين وقضيته وإلى القدس والأقصى، وما يجري في الأيام هذه سيعزز هذا الانتصار ويثبته إن شاء الله".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المقاومة فی فلسطین قوى المقاومة وقف العدوان أکد حمدان على لبنان فی لبنان حمدان أن أن وقف على أن
إقرأ أيضاً:
عصابات إسرائيل وعملاؤها يسرقون مساعدات أهل غزة
لم يخطر ببال أحد من المراقبين أو حتى أشد الكارهين للعصابة الصهيونية أن تقوم بكل هذا الإجرام المعقد الذي يفوق خيال البشر.
ولأن الجيش الإسرائيلي فشل في مواجهة رجال المقاومة على الأرض وفشلت كل أسلحته الأكثر حداثة في العالم في تحقيق النصر المطلق على المقاومة فقد لجأ إلى استخدام أحط الأسلحة وهو التجويع ضد المدنيين لممارسة أقصى درجات الضغط على المقاومة.
ولم يكتف بتدمير البيوت والمراكز الطبية وخطوط المياه والكهرباء وتدمير مخازن الأدوية والأغذية وقتل الأطباء ورجال الدفاع المدني حتى لا ينقذوا جريحا أو ينقبوا تحت ركام المنازل لاستخراج المستغيثين، ولكن العصابة أيضا ابتكرت أساليب شيطانية لإغلاق كل منافذ الحياة أمام شعبنا في غزة.
ومن بين هذه الأساليب خلق عصابات إجرامية في القطاع تتعاون مع جيش وتجار إسرائيل لسرقة مواد الإغاثة على حدود إسرائيل وقبل دخولها غزة وعلى الرغم من أن هذه المساعدات تدخل تحت الضغوط الدولية وبنسب لا تزيد على 5% من احتياجات الشعب في غزه، إلا أن العصابة الصهيونية لم تسمح بوصول هذه الكميات متناهية الصغر الى الجوعى وبدلا منهم سلمتها لعصابات إجرامية مقابل الخيانة والعمالة.
صناعة الأزمةوحفلت وسائل إعلام دولية بتقارير موثقة حول سرقة وتلاعب منظمين بمساعدات الغذاء والدواء التي تصل إلى القطاع. وتشير تحقيقات ميدانية وشهادات شهود عيان إلى تورط عصابات إجرامية مدعومة من جهات إسرائيلية، بالتعاون مع ميليشيات فلسطينية محلية، في نهب هذه المساعدات وبيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية، مما يسهم في تعميق أزمة تجويع الشعب الفلسطيني.
عصابة أبو شبابوفقًا لمصادر أمنية فلسطينية ودولية، تقوم مجموعات إجرامية تعمل تحت حماية الجيش الإسرائيلي باختطاف شاحنات المساعدات عند معابر مثل "كرم أبو سالم" وتحويل مسارها إلى مستودعات سرية داخل الأراضي المحتلة، حيث يتم بيعها لاحقًا بالاتفاق مع ضباط وتجار إسرائيليين.
وفي الشهر الجاري كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن وثائق تثبت تورط ضباط إسرائيليين في تحصيل رشاوى من هذه العصابات مقابل غض الطرف عن سرقة المساعدات وتقديم تسهيلات وحماية لأفراد العصابة لمنع وصول المقاومة إليهم إضافة إلى امدادهم بالمعلومات والأسلحة.
ويقود ياسر أبو شباب العصابة الإجرامية الكبرى في قطاع غزة التي تتخذ من المناطق الحدودية مع إسرائيل قاعدة لعملياتها، حيث تقوم الميليشيا بتهريب المساعدات المسروقة عبر أنفاق سرية، وبيعها بأسعار مرتفعة جدا لتجار محليين تفوق قدرة المواطنين.
وقامت المليشيا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الذين يحتجون على انعدام المساعدات، كما حدث في مخيم رفح في مايو 2025
و أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا يوم 20 يوليو 2025، اتهمت فيه مليشيا ياسر أبو شباب بالعمل كـ"ذراع تنفيذية" لعصابات إسرائيلية منظمة.
وأشارت إلى وثائق تثبت تلقي المليشيا تمويلًا وإرشادات أمنية مباشرة من ضباط في الجيش الإسرائيلي مقابل:1- ضمان عدم وصول المساعدات الغذائية إلى المناطق التي تقول إسرائيل أنها موالية للمقاومة.
2- تزويد إسرائيل بمعلومات أمنية عن أنشطة المقاومة في مقابل حصص من المساعدات المسروقة.
وفي تصريح نادر للإذاعة الإسرائيلية (راديو الجيش) يوم 10 يوليو 2025، قال ياسر أبو شباب: نحن نتعاون مع من يضمن بقاءنا وإسرائيل ليست عدوة لنا.
كما نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية (15 يوليو 2025) تحقيقًا استند إلى تسريبات من ضباط إسرائيليين أكدوا أن أبو شباب مدرج في قائمة "الشركاء الموثوقين" لدى وحدة التنسيق المدني الإسرائيلية. وأكدت ان الجيش الإسرائيلي يغض الطرف عن سرقة شاحنات المساعدات في المعابر مقابل معلومات استخبارية عن أنفاق المقاومة.
وقد صنفت الأمم المتحدة أبو شباب في تقرير سري كـعقبة أمام العمل الإنساني ودعا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على "الشبكات الإجرامية العابرة للحدود".
وأفاد المراسلون وشهود عيان أن السلع المسروقة تباع في أسواق رفح بواسطة الميليشيا رغم أنها تحمل أختام مساعدات الاتحاد الأوروبي، فيما أكد الناشط الغزاوي محمد أبو عيسى أن المليشيا تهدد العاملين في المنظمات الدولية بالسلاح إذا كشفوا الفساد.
ويبقى أن سرقة المساعدات ليست أعمالًا فردية، بل هي مخطط منهجي تُديره إسرائيل بمشاركة مليشيات محلية لتحقيق أهداف سياسية:
1- تجويع السكان لدفعهم للهجرة.
2- تدمير شرعية الفصائل عبر تصويرها كفاسدة.
3- الامعان في إذلال الشعب الفلسطيني والقضاء عليه وخاصة قتل الأطفال ومصادرة مستقبل أجيال كامله من شباب ورجال ونساء غزة.
إنها جرائم تفوق الخيال لكنها تحدث الآن في غزة أمام العالم.
اقرأ أيضاًمئات الأطنان من المساعدات تعبر رفح: خمسة أفواج من الشاحنات إلى غزة (فيديو)
صرخة الخبز في غزة: الأسواق تحوّلت إلى ساحات تجويع وعقاب جماعي