محلل: نرفض التدخلات الأجنبية ويجب الحفاظ على الثروات الليبية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن الأوضاع في ليبيا لازالت متأرجحة والجميع يحاول العمل جاهدا على الخروج من الأزمة بأمان، موضحا أن أزمة المصرف المركزي الليبي، المؤسسة المالية التي تحتفظ بمفاتيح الاقتصاد الوطني، أدت إلى حدوث أزمة في قراراته وتوقف إنتاج النفط، المورد الرئيسي الذي تعتمد عليه البلاد، كما تسببت بتداعيات منها انخفاض قيمة الدينار بشكل غير مسبوق ليتجاوز عتبة الـ 8 دينار مقابل الدولار، وتفاقم معاناة المواطنين، الذين سيشهدون قريبًا إنهيارًا في قدرتهم الشرائية.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن هناك شاحنات نقل أموال شوهدت متجهة إلى العاصمة طرابلس، بعد قيام عناصر أجنبية بسحب ملايين الدولارات من سوق المشير، وتجميعها في هذه الشاحنات، وبحسب مصادر إعلامية أكدت صحة ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، شهود العيان من سوق المشير أكدوا بأن العناصر أجنبية.
ويرى الخطاب، بأن حكومة دولة أوروبية كانت تستعمر ليبيا تسعى لإحداث ضرر كبير في مدى توافر العملات الصعبة في السوق المحلية، التي تعاني أساسًا من إنهيار لقيمة الدينار، معللا ذلك بالاهتمام الكبير الذي توليه هذه الدولة للملف الليبي، فهي أساسًا من دفع لتشكيل الفيلق الأوروبي.
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل اعلام ليبية كانت قد ألقت الضوء على مهام الفيلق الأوروبي، الذي في ظاهره يحارب الهجرة غير الشرعية، ويساعد في عمليات ضبط وتأمين الحدود، ولكن في الحقيقة الهدف من تأسيسه هو تأمين المصالح الأوروبية في ليبيا، وحماية المشاريع المتعلقة باستخراج النفط والغاز، بالإضافة إلى ضمان استمرار سلطة الحكومة المؤقتة.
وأشار إلى أن هذا ما يعكسه تقرير لموقع "أرجوس- Argus" المعني بالطاقة والاقتصاد، الذي تحدث عن شركة "خاصة" لتطوير وإنتاج النفط والغاز، مستعدة لتصدير مليون برميل من الخام إلى مدينة تريستي وذلك عبر الناقلة "ماران بوسيدون" التي استأجرتها شركة أجنبية، وتقوم حاليًا بتحميل حمولتها، حيث أضاف الموقع في تقريره أن هذه هي أول شحنة للشركة يتم تصديرها منذ الإعلان عن إغلاق حقول النفط والموانئ في 26 أغسطس الماضي بواسطة الحكومة المكلفة من مجلس النواب (ردًا على محاولة من جانب الحكومة المنافسة في الغرب لاستبدال محافظ البنك المركزي، وهي أيضًا ثالث شحنة معروفة منذ يوليو).
وأكد المحلل السياسي، أن النفوذ الأوروبي في ليبيا تجاوز التوقعات، كون شركاتها مازالت تصدر النفط الخام من ليبيا بالرغم من توقف الإنتاج في معظم الحقول النفطية وفرض حالة القوة القاهرة، منوهًا إلى أنه وبينما تكافح الدولة الليبية لمعرفة كيفية استيراد الغذاء والدواء الشهر المقبل بسبب أزمة البنك المركزي، تستمر الدولة الأوروبية باستيراد النفط الخام عن طريق وكلائها وأذرعها الطويلة في ليبيا، بل وتتسبب في بلبلة في أسواق تصريف العملات وتخفّض من قيمة الدينار.
واستطرد أن متوسط صادرات ليبيا من النفط الخام بلغ 410 آلاف برميل يوميا خلال سبتمبر، وفقا لموقع "كبلر"، وفي حين أن هذه الكميات أقل بكثير من مستويات ما قبل الإغلاق النفطي البالغة نحو مليون برميل يوميًا، إلا أنها أعلى بكثير من المستويات التي شوهدت في بعض الإغلاقات السابقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
“إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
صراحة نيوز – بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت الفرقة الليبية مساء الثلاثاء 30 تموز 2025 على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي – رأس العين، عرضها المسرحي المونودرامي “إلى أين؟”، في تجربة مسرحية مزجت بين القلق الوجودي والتساؤلات العميقة التي يعيشها الإنسان العربي المعاصر.
المسرحية، التي كتبها الكاتب العراقي علي العبادي، مقتبسة عن نصه “حقائب سوداء”، وأخرجها الليبي عوض الفيتوري الذي تولى أيضًا تصميم السينوغرافيا، بينما قام بتجسيدها على الخشبة الفنان حسين العبيدي، يرافقه موسيقيًا الفنان أنس العريبي، الذي أضفى بعدًا شعوريًا ساهم في تعزيز التوتر الدرامي والانفعالي للنص.
وفي إطار مونودرامي متماسك، يقف “الممثل – المسافر” ليحمل حقائبه المادي والرمزية، باحثًا عن إجابة لسؤال وجودي يتردد طيلة العرض: “إلى أين؟”. فالمسرحية لا تكتفي بعرض مشهد فردي عن الرحيل، بل تحوّله إلى سؤال جماعي يمسّ كل من اضطر أن يغادر، أن يهاجر، أن يُهجّر، أو أن يرحل مجبرًا من وطن بات غير قابل للسكن، بفعل الحروب والدمار والنكبات المتتالية، وحتى الإحتلال في العالم العربي.
الحقائب في العرض ليست مجرد أدوات، بل رموزٌ لما نحمله في دواخلنا: ذكريات، أحلام، خصوصيات، جراح، وآمال. المسرحية تفتح مساحة للتأمل في دوافع السفر؛ أهو بحث عن الأمان؟ أم عن الذات؟ أم محاولة مستميتة للهرب من واقع خانق؟
العرض الليبي جاء متقنًا في استخدامه للضوء والظل، للصوت والصمت، للحركة وللسكون، حيث مزج المخرج بين عناصر النص والفرجة والموسيقى والإضاءة، ليصوغ منها كولاجًا بصريًا وصوتيًا نابضًا يعكس نبض الشارع العربي، ويطرح الأسئلة التي قد لا تجد أجوبة، لكنها تُحكى، تُصرخ، وتُهمس على خشبة المسرح.
ويُشار إلى أنّ الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما العربي، التي تُقام ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2025، تستضيف عروضًا من مختلف الدول العربية، تشكّل فسحة للتعبير الفردي الحرّ، وتحاكي هواجس المجتمعات بعيون فنانيها.