روبورتاج. إحتفالات صاخبة للاعبين والجمهور المغربي وإنهيار للاعبي إيران
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
زنقة 20. بوخارى / أوزبكستان
إحتفلت العشرات من الجماهير المغربية بصخب عقب فوز العناصر الوطنية على منتخب إيران بأربعة مقابل ثلاثة والتأهل لربع نهائي كأس العالم.
و دعمت الجماهير المغربية التي تنقلت من المغرب وعدد من البلدان الأوربية وكذا المتواجدة هنا من الطلبة على الخصوص، دعمت، العناصر الوطنية منذ بداية البطولة التي تحتضنها أوزبكستان.
وعقب الفوز على إيران اليوم الخميس، والتأهل لربع نهائي كأس العالم، خرجت الجماهير المغربية للإحتفال بشوارع مدينة بوخارى بالتأهل المغربي على حساب إيران، في مباراة مثيرة.
وعبرت الجماهير المغربية التي تحدثت لميكروفون جريدة Rue20 الرياضية بمدينة بوخارى عن إفتخارها بهذا المنتخب الذي رفع الراية المغربية عالياً، وإستطاع مقارعة كبار العالم، في طريقه للتتويج.
إلى ذلك، خيم الحزن والغضب على لاعبي وطاقم منتخب إيران عقب إقصائه على يد المغاربة.
و ظهر لاعبو المنتخب الإيراني يتساقطون من شدة الحزن بالإقصاء على يد المغاربة، بينما كان الجميع يرشحهم للعبور للنهائي بعدما كانوا المنتخب الوحيد الذي سجل 20 هدفاً في الدور الأول.
وحسم أسود الأطلس، اليوم الخميس في بخارى، بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي لكأس العالم 2024 في أوزبكستان، عقب فوزهم على منتخب إيران (4-3)، في مباراة لحساب دور الـ16، لم تبح بكامل أسرارها إلا مع الصافرة النهائية لحكم اللقاء.
وأوفت هذه المواجهة القوية بين المغرب، السادس في التصنيف العالمي، وإيران، الرابع، بوعودها مع تبادل للسيطرة على مجرياتها بين المنتخبين، ونهاية مثيرة شدت أنظار المشجعين والجهاز التقني لكلا الفريقين.
وقد كان واضحا أن المنتخب الوطني نهج أسلوبا دفاعيا أكثر من المعتاد، وقد تمكن من إيقاع الإيرانيين في الفخ، بعد أن أظهروا ثقة كبيرة والتزاما بدنيا قويا، قبل أن تعيدهم مجريات المباراة إلى أرض الواقع.
وتفاجأ المنتخب الوطني بتلقي هدف في الدقيقة الرابعة، سجله محمد حسين دراخشاني، لكنه مع ذلك ظل هادئا في انتظار اللحظة المناسبة للرد.
ونجحت العناصر الوطنية في إدراك التعادل بفضل خالد بوزيد في الدقيقة السابعة. وبعد هذا الهدف استعاد المغاربة ثقتهم بأنفسهم وأصبحوا أكثر مبادرة إلى الهجوم. وفي المقابل، اعتمد الإيرانيون على التسديد من بعيد، مع ارتكاب العديد من الأخطاء بسبب عدم التركيز.
وأدى افتقار المنتخب الإيراني للتركيز إلى تلقىهم للهدف الثاني بنيران صديقة عن طريق رضا رفيع بور في الدقيقة 11، بعد سوء تفاهم مع حارس مرمى فريقه.
ومالت كفة المباراة بعد ذلك لصالح المغرب الذي أضاف الهدف الثالث، بعد هجمة مرتدة اختتمها سفيان المسرار في الدقيقة 17، قبل أن يرفع المنتخب الوطني غلته من الأهداف إلى 4، عبر إدريس رايس الفني في الدقيقة 20. وهو ما أشر على أن أسود الأطلس في طريق مفتوح لتحقيق الانتصار.
لكن، وبعد عودته من غرفة تبديل الملابس، تلقى الفريق الوطني هدفين في دقيقتين، سجلهما كل من حسين طيبي في الدقيقة 21، ومسلم أولادغوباد في الدقيقة 22، ما قلص النتيجة إلى 4 مقابل 3.
ورغم هذا الوضع الصعب، استعاد المنتخب المغربي توازنه وقدم أداء دفاعيا جيدا، ولم يترك أمام الإيرانيين حلولا كثيرة.
وفي وقت كان المغاربة يستعدون للاحتفال بالفوز، عاش الجميع على أعصابهم بعد احتساب حكم المباراة لضربة حرة بدون حائط، لصالح الإيرانيين، تم تنفيذها من نقطة الجزاء الثانية (10 أمتار)، لكن لحسن الحظ، أهدر اللاعب الإيراني الفرصة، لتنتهي المباراة بفوز أسود الأطلس وتأهلهم لدور الربع النهائي من المنافسة.
وبهذا التأهل، بلغ المنتخب المغربي نفس المرحلة من المنافسة التي بلغها في نسخة 2021 بليتوانيا. وسيواجه نفس الخصم، المنتخب البرازيلي.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الجماهیر المغربیة فی الدقیقة
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.