الزعيم جمال عبد الناصر.. حمل راية النضال الوطني لسنوات طويلة إلى أن استطاع الوصول لأعلى درجات ثقة الشعب المصري بتوليه قيادتهم، وشهد التاريخ على رحلة عطاءه وجهوده في تكوين الجمهورية المصرية المستقلة، واستطاع أن يظفر بحب الملايين من الشعب إلى وقتنا هذا بعد مرور 54 عاما على ذكرى وفاته، إنه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذي نستعيد اليوم ذكرياته الخالدة بمناسبة ذكرى وفاته.

نشأة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

وولد جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان المري في 15 يناير 1918 في منزل والده رقم 12 شارع قنوات بحي باكوس في الإسكندرية، قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر. وهو من أسرة صعيدية عربية قحطانية، حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية، وعمل وكيلًا لمكتب بريد باكوس هناك، وقد تزوج من السيدة «فهيمة» التي ولدت في ملوي بالمنيا، وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه. وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917، وأنجبا ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي. ويقول كُتّاب سيرة عبد الناصر روبرت ستيفنس وسعيد أبو الريش أن عائلة عبد الناصر كانت مؤمنة بفكرة «المجد العربي»، ويتضح ذلك في اسم شقيق عبد الناصر، وهو عز العرب، وهذا اسم نادر في مصر.

وسافرت الأسرة في كثير من الأحيان بسبب عمل والد جمال عبد الناصر، ففي سنة 1921، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا سنة 1923 إلى الخطاطبة. التحق عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين سنتي 1923 و1924، وفي سنة 1925 دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.

الزعيم جمال عبد الناصر أول معارك الزعيم جمال عبد الناصر في فلسطين

وكانت أول معركة لـ عبد الناصر في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948. تطوع عبد الناصر في البداية للخدمة في اللجنة العربية العليا بقيادة محمد أمين الحسيني، وكان عبد الناصر قد التقي بالحسيني وأعجب به. ولكن تم رفض دخول قوات اللجنة العربية العليا في الحرب من قبل الحكومة المصرية، لأسباب غير واضحة.

انضمام الزعيم جمال عبد الناصر لتنظيم الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو

كما بدأ نشاطه مع الضباط الأحرار إلى أن وقع حريق القاهرة في 26 يناير عام 1952، وحدثت مواجهة بين الضباط الأحرار والملك فاروق في انتخابات نادي ضباط الجيش، حيث نجح محمد نجيب «مرشح الأحرار»، وخسر حسين سرى عامر مرشح الملك، وألغيت الانتخابات.

قرر جمال عبد الناصر التقدم ليصبح يوم 23 يوليو عام 1952، ونجح فيها مع الضباط الأحرار لطرد الإنجليز عن مصر.

جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية

وبعد صياغة أول دستور في مصر عقب ثورة 23 يوليو، الذي حاز على الموافقة بأغلبية ساحقة في الاستفتاء العام، تم ترشيح جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية، وفاز بمنصب الرئيس، ليصبح أول رئيس مصري منتخب بعد انتهاء حقبة الملكية.

تأميم قناة السويس

وبعد سحب الولايات المتحدة عرضها لتمويل بناء السد العالي، وجد عبد الناصر نفسه في مأزق مالي كبير، وجاء رده مدويًا بإعلان تأميم قناة السويس، بهدف استخدام عائداتها لتمويل مشروع السد، وكان هذا القرار نقطة تحول كبرى في السياسة المصرية وأكد على استقلالية القرار الوطني.

نكسة 1967 وتنحي الزعيم عبد الناصر

وفي الخامس من يونيو 1967، احتلت القوات الإسرائيلية أجزاء كبيرة من الأراضي العربية في سيناء وفلسطين وسوريا، كما أدت هذه النكسة إلى تقديم عبد الناصر استقالته من منصبه وتحمل المسؤولية كاملة، ولكن الجماهير المصرية خرجت في مظاهرات حاشدة تطالبه بالعدول عن قراره، ليبقى عبد الناصر زعيمًا في عيون المصريين رغم الظروف الصعبة.

وفاة الزعيم جمال عبد الناصر

وعند انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. وتوفي بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساءً، وبعد الإعلان عن وفاته في 28 سبتمبر، عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي.

حضر جنازة عبد الناصر في القاهرة في 1 أكتوبر من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع، وحضر جميع رؤساء الدول العربية. بكى الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنا، وأغمي على معمر القذافي جراء الاضطراب العاطفي مرتين، وحضر عدد قليل من الشخصيات غير العربية الكبرى، منها رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيغين، ورئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس، رحل الزعيم عبد الناصر وبقيت ذكراه خالدة في أذهاننا إلى يومنا هذا، لنظل نتحاكى بأمجاده ومواقفه الوطنية.

ضريح الزعيم جمال عبد الناصر

«في رحاب الله رجل عاش واستشهد من أجل خدمة الوطن»، هي جملة محفورة على لوح رخامي، على قبر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في منطقة كوبري القبة القريبة، ويحيط بالضريح أكاليل من الزهور المختلفة تعبيرًا عن اعتزاز محبيه به.

وفي عام 1962، بدأ العمل في مسجد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر «مسجد كوبري القبة الخيري»، الذي كان عبارة عن أرض مهداة من الدولة لجمعية كوبري القبة الخيرية، بإيجار رمزي قدره جنيه واحد فقط سنويًا، وفي عام 1965، أمر عبد الناصر باستكمال المشروع على نفقة الدولة، إلا أنه فارق الحياة قبل الانتهاء من العمل به.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري يزور ضريح الزعيم جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله الـ 54.. صور

أمر بجمع القرآن مسموعًا.. الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ما بين نشر الإسلام في آسيا وإفريقيا.. وتطوير الأزهر الشريف

مصطفى بكري: المؤامرة على مصر مستمرة منذ زمن جمال عبد الناصر حتى اليوم

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جمال عبد الناصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ضريح جمال عبد الناصر ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر محطات في حياة جمال عبد الناصر ضريح الزعيم جمال عبد الناصر وفاة الزعيم جمال عبد الناصر الزعیم الراحل جمال عبد الناصر الزعیم جمال عبد الناصر الضباط الأحرار عبد الناصر فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف

أكدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، أن الحياة تغيرت للأفضل بعد ثورة 23 يوليو، موضحة أنها كانت تسكن في منطقة بحلوان وكان لها جار «باشا»، وكانت الجنود قبل الثورة تمنع سير المواطنين من على الرصيف المجاور لمنزل الباشا.

وزير سابق: فلسفة ثورة 23 يوليو هددت كثيرا من المشاريع بالمنطقةبرلماني: ثورة 23 يوليو وضعت أساس الاستقلال.. وكلمة الرئيس تؤكد إنه يسير على درب البناء والتحديثخبير استراتيجي: ثورة 23 يوليو كانت السبيل الوحيد لإحداث تغيير في مصراحتفالات متنوعة بذكرى ثورة 23 يوليو بـ"ثقافة الجيزة"

وأضافت فريدة الشوباشي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أنها كانت متمردة وكانت تسير على الرصيف، وكانت تتعرض للضرب من الأشخاص التي كانت تقف أمام منزل الباشا « رجالة الباشا».  

وأوضح أنه بعد الثورة شعرت بأن كل جزء في مصر مملوك لها، وأن ثورة 23 يوليو أكدت الهوية المصرية الرافضة للاستعمار، والذل، وأعادت لمصر مكانتها، وهويتها الوطنية.

عبد الناصر أعاد للفلاح قيمته 

وأوضح أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، زرع في أبناء جيلها العزة والكرامة، والإحساس بأن كل شخص له حقوق، وأن عبد الناصر أعاد للفلاح قيمته.

ووجهت رسالة للمصريين قائلة:" المؤامرات ضد مصر لا تزال مستمرة حتى اليوم، وأن الإرادة الشعبية والتصميم على التقدم كانا أقوى من كل هذه العقبات".

وأشارت الشوباشي إلى أن ثورة 23 يوليو لم تبقَ حبيسة حدود الوطن، بل تحولت إلى أيقونة عالمية ألهمت حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مضيفة: "كانت الثورة رسالة قوية للعالم بأن الشعوب قادرة على انتزاع حريتها وصياغة مصيرها بنفسها".

طباعة شارك فريدة الشوباشي مجلس النواب النواب ثورة 23 يوليو

مقالات مشابهة

  • صدمة ألمانية ودولية لوفاة «البطلة الأولمبية»
  • شارك بحرب أكتوبر وأثرت بوجدانه.. محطات في حياة الفنان الراحل لطفي لبيب
  • قدم 400 عمل درامي وكوميدي.. محطات مهمة في مسيرة لطفي لبيب الفنية
  • تعلن محكمة الحالي الابتدائية بأن على المدعى عليه/ علاء الزعيم و جبريل عبدالله الحضور إلى المحكمة
  • مؤرخ: دخول الثانوية في عام 56 كان بـ 18.5 جنيه
  • فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف
  • في الذكرى الـ69 لتأميم قناة السويس من المنشية أعلنها ناصر: «هذه أموالنا ردت إلينا»
  • اكتشف قيمة لوحة مركبة جعفر حسان في الأردن
  • سعر فلكي للوحة مركبة رئيس الوزراء
  • فيرمينو يخوض أول تدريبات مع «الزعيم»