سودانايل:
2025-07-31@15:31:47 GMT

أهداف وحصاد التدخل الدولي في السودان

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

١
مازالت نيران الحرب مشتعلة في السودان كما هو الحال في القصف الجاري في نيالا و الفاشر والخرطوم. الخ، و ارتكاب المزيد من جرائم الحرب كما في قصف المدنيين من طرفي الحرب، و ارتكاب جريمة الاختطاف مقابل الفدية، وحالات الاغتصاب والعنف الجنسي،، اضافة لكوارث السيول والامطار، وقطع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، ولتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية وانتشار أمراض مثل :الكوليرا والملاريا وحمى الضنك التي تحصد الناس حصدا مع النقص في الأدوية وارتفاع أسعارها ان وجدت، وانتهاكات حقوق الانسان كما في حملات الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين حتى الموت في سجون طرفي الحرب،
وتجد الحرب تغذية من المحاور الاقليمية والدولية كما اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" بتاريخ : الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ : "أنه تم تغذية الحرب في السودان، الغنية بالذهب والتي يبلغ طول ساحلها على البحر الأحمر حوالي 500 ميل، من قبل مجموعة كبيرة من الدول الأجنبية، مثل إيران وروسيا، وكذلك الإمارات التي تتولى مهمة إمداد الأطراف المتحاربة بالسلاح، على أمل ترجيح كفة الميزان لصالح الربح أو المكاسب الاستراتيجية الخاصة بها".


وحرب السودان لا تنفصل عن الحروب الاقليمية والدولية الجارية مثل : حرب غزة والابادة الجماعية وتهجير للشعب الفلسطيني الذي تقوم به اسرائيل، بدعم عسكري أمريكي بلغ مقداره أكثر من ١٤ مليار دولار منذ اندلاع الحرب في ٧ أكتوبر الماضي، مما يتطلب تكثيف الجهود والضغوط لوقف الحرب وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم ومدنهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وكذلك الحرب الروسية - الاوكرانية التي تدعم فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الاطلنطي اوكرانيا بالأسلحة التي تقدر بمليارات الدولارات على حساب دافع الضرائب المواطن الأمريكي والاوربي، كل ذلك بهدف أضعاف ومحاصرة روسيا والصين في الصراع الدولي علي الموارد.
وتهدف تلك الحروب الي نهب موارد المنطقة وتمزيق وحدة شعوبها على اساس ديني وعرقي، اضافة إلى مليشيات الإسلامويين الإرهابية،ومليشيات"فاغنر"الروسية، و دور إيران ومليشياتها العسكرية الموازية لجيوش بلدان لبنان والعراق وسوريا واليمن. الخ التي تهدد تلك البلدان جراء خطر توسع الحرب التي تقوم بها إسرائيل في تلك البلدان، مما يهدد استقرارها ووحدتها. مما يستوجب حل تلك المليشيات وقيام الجيوش الوطنية المهنية باعتبارها القادرة على مواجهة العدوان الصهيوني ، وقف التدخل في شؤون الدول الأخري واحترام سيادتها الوطنية ، ووقف القصف الاسرائيلي على المدنيين وعدم توسيع نطاق الحرب لتشمل المنطقة باسرها،بوقف الحرب.
٢
اوضحنا سابقا أن الحرب اللعينة جاءت بدعم خارجي، بهدف الصراع على السلطة والثروة بين وكلاء المحاور الاقليمية والدولية الممثلة في الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية في قيادة الجيش وفي الدعم السريع، اضافة لتصفية الثورة ، كما في التهجير والنزوح الواسع الجاري لسكان الخرطوم وبقية الولايات في دارفور والجزيرة وكردفان والنيل الأزرق. الخ ، وتدمير المصانع ومراكز الخدمات والبنية التحتية، والنهب الكبير للاسواق والبنوك ولممتلكات المواطنين ومنازلهم وعرباتهم، وفشل الموسم الزراعي بسبب الحرب وارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج، مما يهدد أكثر من ٢٥ مليون سوداني بنقص الغذاء والمجاعة، ومحاولات محو آثار البلاد الثقافية ونهبها وتهريبها لبيعها ، واضعاف البلاد وقوى الثورة الحية.
اضافة لخطر تحول الحرب الي أهلية وعرقية واثنية بعد دعوات طرفي الحرب المواطنين للاستنفار للحرب، مما يهدد أمن المنطقة ويهدد بتمزيق وحدة البلاد، ويشعل نار الحرب فيها بحكم التداخل القبلي ونسف السلام الاقليمي والدولي، ووجدت الدعوة للتسليح رفضا واسعا من المواطنين ، فلا بديل لوقف الحرب واسترداد الثورة ، والسماح بمرور الاغاثة والدواء للمتضررين ، وخروج الدعم السريع والجيش من السياسة والاقتصاد ومن المدن.
٣
انفجرت الحرب اللعينة بعد تصاعد المقاومة لانقلاب 25 أكتوبر، ومجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخري ، وبعد أن اصبحت سلطة اتقلاب 25 أكتوبر قاب قوسين أو أدني من السقوط ، وعقب الصراع الذي انفجر في الاتفاق الإطاري حول الاصلاح الأمني والعسكري في قضية الدعم السريع حول مدة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة.
هذا إضافة للتدخل الدولي والاقليمي في الشأن الداخلي السوداني الذي عقد الأزمة كما في التدخل الدولي والاقليمي بعد انفجار الحرب بشكل اوسع بعد انقلاب الانقاذ في ٣٠ يونيو ١٩٨٩ الذي وسع نطاق الحرب بعد التوصل لحل سلمي لمشكلة الجنوب بعد اتفاق ( الميرغني - قرنق) ، مما أدي لاتفاق نيفاشا بتدخل خارجي، وكان الحصاد بعد مقتل الآلاف ونزوح الملايين فصل الجنوب.
إضافة لفرض الوثيقة الدستورية بعد ثورة ديسمبر 2018 بتدخل إقليمي و دولي التى كان حصادها تكريس الشراكة مع العسكر وتقنين الدعم السريع دستوريا، وتم اتفاق جوبا بتدخل خارجي الذي تعلو بنوده على الوثيقة الدستورية، وحتى الوثيقة الدستورية (المعيبة) لم يتم الالتزام بها، وتم الانقلاب العسكري عليها في ٢٥ أكتوبر 2021.
بعدها جاء الاتفاق الإطاري ايضا بتدخل إقليمي ودولي الذي كرس الشراكة مع العسكر والدعم السريع واتفاق جوبا، والذي قاد كما اشرنا سابقا الى الخلاف حول دمج الدعم السريع في الجيش وانفجار الحرب الجارية حاليا.
كما جاء التدخل الخارجي بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 بهدف نهب موارد البلاد وإيجاد موطيء قدم على البحر الأحمر، الذي وجد مقاومة من الحركة الجماهيرية، كما في مقاومة جماهير الشرق لميناء “ابوعمامة" لصالح الإمارات الذي يهدد السيادة الوطنية ويقضي علي ميناء بورتسودان في ظل حكومة انقلابية غير شرعية مرتهنة للخارج، ومقاومة القبائل القاطنة في ولايات مشروع “الهواد” الزراعي لنهب اراضيهم وتمليكها للامارات ، ورفض الجماهير في مناطق البترول والتعدين لنهب ثرواتهم من الذهب وتدمير البيئة ، وحقوقهم في تنمية مناطقهم بنسبة محددة ، واعادة النظر في العقود الجائرة التي تنهب بموجبها الشركات الذهب وبقية المعادن، ورفض تهريب ثروات البلاد للخارج ، والتفريط في السيادة الوطنية، والتدخل في الشأن الداخلي بشكل غير مسبوق، وكانت أحداث مروي القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت لانفجار الحرب.
اضافة لرفض أن يكون السودان في مرمي نيران الصراع الدولي لنهب الموارد والموانئ بين أمريكا وحلفائها وايران والإمارات ومصر وروسيا والصين الخ .
٤
اوضحت الحرب اللعينة الأتي :
– خطر المليشيات ( الدعم السريع ، الكيزان ، الحركات) على وحدة واستقرار البلاد وأمنها وسيادتها الوطنية، فكان من شعارات ثورة ديسمبر ” حرية سلام وعدالة – الثورة خيار الشعب” ، و”السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل”.
– كما أكدت التجربة خطل الاتفاقات الهشة بتدخل دولي واقليمي لقطع الطريق أمام الثورة ، فضلا عن تكريسها للمليشيات وجيوش الحركات كما في الوثيقة الدستورية 2019 التي انقلب عليها تحالف اللجنة الأمنية ومليشيات الكيزان والدعم السريع وجيوش حركات جوبا، في 25 أكتوبر 2021 الذي تدهورت بعده الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، ووجد مقاومة باسلة ، وجاء الاتفاق الإطارى ليكرر خطأ “الوثيقة الدستورية” الذي كرّس وجود الدعم السريع واتفاق جوبا، وهيمنة العسكر ، مما أدي لانفجار الأوضاع في البلاد والحرب ، وهو في جوهره صراع على السلطة ونهب ثروات البلاد كما اشرنا سابقا ، وانعكاس لصراع المحاور الاقليمية والدولية في السودان، والتدخل الدولي الكثيف فيه.
– بعد هذه التجربة المريرة ووقف الحرب يصبح من العبث تكرار التسوية بعودة للاتفاقات الهشة لتقاسم السلطة التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع كما في مشروع اتفاق "المنامة" ، وتهدد استقرار ووحدة البلاد ، كما في الدعوات الجارية للعودة للاتفاق الإطارى بعد وقف الحرب.
فلا بديل غير الحل الداخلي الذي للسودانيين فيه تجربة كبيرة كما في الإجماع حول الاستقلال ١٩٥٦، وثورة أكتوبر ١٩٦٤، وانتفاضة مارس - أبريل ١٩٨٥، وثورة ديسمبر ٢٠١٨، مع الاستفادة من دروس انتكاسة تلك التجارب بوقف الحلقة الشريرة من الانقلابات العسكرية، وبترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وحل كل المليشيات (دعم سريع ومليشيات الكيزان وجيوش الحركات) وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية، ومحاسبة مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية، وقيام المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات ديمقراطي يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية.
٥
أخيرا، لا بديل غير اوسع نهوض جماهيري وجبهة جماهيرية قاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة، ومقاومة جماهير المدن للتهجير والنزوح، ومواصلة المطالبة بالعودة لمنازلهم وقراهم ،عدم ترك اراضيهم وممتلكاتهم لمليشيات الدعم السريع و”الكيزان”.
– مواصلة الوجود والمقاومة الجماهيرية في الشارع في الداخل والخارج بمختلف الأشكال (مذكرات، مواكب، وقفات احتجاجية، اضرابات واعتصامات. الخ) ، من أجل وقف الحرب واسترداد الثورة، وتحسين الاوضاع المعيشية والصحية والأمنية التي تدهورت بشكل لامثيل له في الآونة الاخيرة، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاقلیمیة والدولیة الوثیقة الدستوریة الدعم السریع فی السودان کما فی

إقرأ أيضاً:

البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية

أكد ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم محمد بلعيش دعم الاتحاد لوحدة السودان واستقراره، خلال لقائه -أمس الثلاثاء- رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.

وقال بلعيش إنه نقل للبرهان دعم مفوضية الاتحاد الأفريقي لوحدة السودان واستقراره، مبينا أن اللقاء تناول مجمل تطورات الأوضاع في البلاد وكان مثمراً واتسم بالشفافية.

وأشاد ممثل الاتحاد الأفريقي بـ"دحر القوات المسلحة التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان" داعياً في الوقت نفسه إلى انتهاج الحوار لوقف الحرب وتسوية الخلافات على أرضية اتفاق جدة في مايو/أيار 2023.

واعتبر بلعيش أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان، والشروع في إعادة الإعمار لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.

وأمس، أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس قرارا بتعيين 5 وزراء ضمن تشكيلته الجديدة "حكومة الأمل" ليرتفع عدد المعينين فيها إلى 20 من أصل 22 وزيرا.

إدانة الحكومة الموازية

من جانب آخر، أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، وشدد على التزام الاتحاد بسيادة ووحدة وسلامة أراضي جمهورية السودان.

وطالب المجلس الأفريقي -في بيان- دول الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بـ"رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يسمى الحكومة الموازية" التي تشكل تهديداً بالغاً لجهود السلام ولمستقبل البلاد.

الاتحاد الأفريقي يؤكد دعم وحدة السودان ويدعو لرفض الاعتراف بالحكومة الموازية (مجلس السيادة)

وشدد على أن الاتحاد الأفريقي لا يعترف إلا بالمجلس السيادي الانتقالي والحكومة المدنية الانتقالية المشكلة أخيرا، وذلك إلى حين التوصل لترتيبات توافقية تُلبي تطلعات الشعب السوداني.

ودعا المجلس إلى إعلان وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، يليها حوار وطني شامل وانتقال سياسي، مشددا على عدم قابلية الحل العسكري للصراع في السودان.

إعلان

كما رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بالسودان، مطالبا بوقف الدعم العسكري والمالي للجهات المتحاربة في البلاد.

والسبت، أعلن "التحالف السوداني التأسيسي" تشكيل "مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية" برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ومن جانبها أدانت الحكومة والجيش السودانيان هذا الإعلان، ووصفا ما صدر عنه بـ"الحكومة الوهمية".

ويمثل الإعلان أحدث خطوة يقوم بها "الدعم السريع" لإقامة حكم مواز، في تحد للإدارة التي يقودها الجيش ويدفع نحو مزيد من الانقسام في البلاد التي تشهد حربا دامية.

وتخوض قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" -منذ 15 أبريل/نيسان 2023- حربا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة، بحسب الأمم المتحدة التي تشير إلى انتشار المجاعة تدريجيًا.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • السلالية في تركيبة الدعم السريع: رسالتي دي شيروها تصل نائب القائد وحميدتي ذاتو
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
  • يوسف عزت .. الأوضاع بقيام “سلطتين في السودان” وصلت إلى نقطة تقسيم البلاد
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع