الثورة نت:
2025-05-25@15:55:54 GMT

الحرب والفيضانات والأوبئة.. ثالوث ينهش جسد السودان

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

الحرب والفيضانات والأوبئة.. ثالوث ينهش جسد السودان

الثورة  /وكالات

يواجه السودان تحديات هائلة جراء الحرب الأهلية والفيضانات وانتشار الأوبئة، وسط حاجته الملحة لمساعدات إنسانية وإغاثية ضخمة وعاجلة.

يقول تونا تركمان، منسق الطوارئ في دارفور بمنظمة أطباء بلا حدود، إن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتصاعدة في المنطقة أدت إلى تفاقم «الأزمة الإنسانية وتدهور الوضع الصحي في البلاد».

وأوضح تركمان الذي يعمل في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور السودانية، إن الأوضاع الإنسانية في هذه المنطقة «متردية»، محذرا من تزايد الهجمات الجوية عليها.

إلى جانب ذلك، فإن الفيضانات غير المسبوقة منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي تشهدها دارفور تسببت بـ«عرقلة الجهود الإنسانية بشكل كبير»، وفق قوله.

وتعد دارفور واحدة من «أكثر المناطق تضررا بسبب نقص المساعدات الإنسانية.

أزمة متشابكة

وقال المسؤول في أطباء بلا حدود: إن أكبر أزمة إنسانية في العالم والتي يشهدها السودان تحولت إلى «كارثة كبرى».

وأضاف: إن الأزمة في السودان «متشابكة»، لافتا إلى أن العمليات الإغاثية الطارئة تواجه «تحديات ضخمة» في ظل «نظام صحي منهار بالكامل».

وعن تلك التحديات، قال تركمان إنهم يواجهون «مشاكل كبيرة جدا في توفير الإمدادات الطبية بسبب عدم قدرة موظفين دوليين وأمميين على الوصول للمناطق المنكوبة».

واستكمل قائلا: «ما زلنا ننتظر وصول شاحنات برنامج الأغذية العالمي إلى جنوب دارفور، لكنها لم تصل بعد».

وأشار إلى أن «المخاطر الأمنية والعوائق البيروقراطية أعاقت وصول مساعدات من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى»، كانت منظمته تتوقع وصولها للسودان.

الأوبئة والمجاعة

وعن انتشار الأوبئة، قال تركمان إن منظمته تكافح انتشار مرض «الملاريا» في جنوب دارفور.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة في إطار ذلك، قال: إن مكافحة هذا المرض يتم عبر «إنشاء نقاط صحية متنقلة».

وأكد أن «الكوليرا» تفشى في 9 ولايات بالسودان، لافتا إلى «اتخاذ تدابير للسيطرة على الأوبئة»، دون ذكرها.

وحول تأثير الأزمة على الأطفال، قال تركمان إن «معدلات سوء التغذية بين الأطفال في جنوب دارفور تجاوزت حدود الطوارئ».

وتابع: «أزمة نقص الغذاء الحادة وصلت إلى مستويات كارثية ونقص الغذاء يؤثر بشكل كبير على الأطفال».

وحذر من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت جوعا، لافتا إلى أن الكثير من السودانيين يكتفون بوجبة واحدة أو أقل يوميا.

وأشار إلى أن «حجم الأزمة الحقيقي غير ظاهر بوضوح لأن الوضع لم يتم تقديره بشكل كامل»، متابعا «نحن في حالة طوارئ، ونحاول منع حدوث وفيات جماعية».

وطالب المنظمات الإنسانية الدولية والأمم المتحدة والمتبرعين الدوليين بـ«بذل جهود عاجلة لإرسال كميات ضخمة من المساعدات للسودان».

وفي 7 سبتمبر الجاري، قال برنامج الأغذية العالمي في منشور على «إكس»، إن استمرار حرب السودان يُعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: جنوب دارفور إلى أن

إقرأ أيضاً:

المرض ينهش جسد الطفلة نور على وقع القتل والمجاعة في غزة

تنهش الأمراض أجساد شريحة واسعة من الأطفال في قطاع غزة، على وقع استمرار القتل والماجاعة والحصار المطبق، الذي حال دون تمكين عشرات الآلاف من المرضى من تلقيهم العلاج اللازم والناجع، بفعل منع دخول الأدوية والطواقم الطبية، إلى جانب حرمان المحتاجين من السفر للعلاج في الخارج.

بجسد هزيل لا يتجاوز وزنه 8 كلغ، تواجه الطفلة نور الهدى حجاج (6 أعوام) من قطاع غزة مرضا جلديا نادرا وسوء تغذية حاد وسط نقص في الأدوية المنقذة لحياتها والمكملات الغذائية التي تعوض غياب الطعام الصحي الغني بالمغذيات والفيتامينات.

وتحاول والدتها التخفيف من أوجاعها بدهن البثور الحمراء والجروح التي غطت معظم جسدها النحيل بمراهم ومحاليل تخفف من وطأة الألم الذي ضاعفته حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للشهر العشرين وتداعياتها إذ حرمتها من السفر للعلاج منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.


وأصيبت الطفلة بهذا المرض الوراثي والذي يسمى "انحلال البشرة الفقاعي" (مرض الفراشة)، منذ ولادتها فيما يتفاقم وضعها الصحي جراء عدم تمكنها من إجراء عمليات جراحية عاجلة خارج قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر وجراء عدم توفر الأدوية والمستلزمات الصحية اللازمة لها.

ويُسبب هذا المرض تكوّن طبقة رقيقة ولامعة من الأنسجة على الأطراف وسائر أنحاء الجسد، حيث غطت هذه الطبقة قدمي الطفلة مُغلّفة أصابعها بالكامل، بما يشبه "أجنحة الفراشات"، فيما بدأت هذه الطبقة بالتكون على أطرافها العلوية.

وحاليا، تفقد الطفلة نور، القدرة على تحريك أصابع قدميها فيما تنمو الأصابع تحت هذه الطبقة ما يتسبب بانحنائهم إلى الأسفل، ما يُعرض العظام لاحقا للتشوه والضرر.

ونور، واحدة من أكثر من مليون طفل يعيشون في قطاع غزة ويدفعون الفاتورة الأعلى لهذه الإبادة الجماعية، التي لم تستثنهم من القتل المتعمد وفق ما أكده مؤخرا زعيم حزب "زيهوت" اليميني المتطرف موشيه فيغلين، في حديث للقناة "14" العبرية اليمينية.

وقال فيغلين، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "كل طفل، كل طفل رضيع في غزة هو عدو"، فيما دعا للتخلص من الأطفال والرضع.


جوع ومرض
والدة الطفلة، تقول للأناضول، بصوت حزين وقد نال منها الجوع هي الأخرى، بعد أن باتت تعاني من سوء تغذية إثر تقليص وجباتهم اليومية إلى الحد الأدنى منذ إغلاق إسرائيل للمعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، إن "نور" ذات الستة أعوام ونصف لم تعد تزن سوى 8 كيلوغرامات فقط.

وأضافت أن هذا المرض تسبب بجروح في سائر أنحاء جسدها وصلت إلى الفم ما تسبب بالتهابات أيضا.
وأكدت الأم، عدم توفر أي أدوية أو علاجات للطفلة "نور"، خاصة وأنهم يتحملون مسؤولية شرائها في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية إذ يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الإغاثية وما تقدمه تكايا توزيع الطعام المجاني.

وبدلا من تناول الطفلة للطعام الصحي والفاكهة والمكملات الغذائية التي تدعم جسدها النحيل في محنتها هذه، إلا أنها تناولت كما باقي أفراد عائلتها "الخبز الناشف" بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية، ما تسبب بنزيف دموي حاد جراء خدش هذا الخبز للجروح في فمها.

ومنذ 2 آذار مارس الماضي، تواصل دولة الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وتابعت الوالدة المكلومة قائلة إن فم طفلتها أصيب بالتهابات أيضا، إذ تعجز الطفلة عن تحريكه فيما تحتاج لأطعمة "طرية وناعمة" بما يتناسب مع وضعها الصحي.

وفي حديثها عن معاناة الطفلة، قالت والدتها إنها تعجز عن المشي بسبب هذا المرض الجلدي، فتحاول الزحف وهي جالسة الأمر الذي سبب لها خدوشا وأوجاعا في الأرداف ما يحرمها في أوقات كثيرة من الجلوس أو الحركة، فتقضي معظم أوقاتها هزيلة متوجعة نائمة على فرشة أرضية.


سوء التغذية
تفاقم سوء التغذية من التدهور الصحي للطفلة، حيث قالت والدتها إنها نجحت بتوفير المكملات الغذائية لها خلال الفترة السابقة حيث شهدت صحتها تحسنا لكن سرعان ما تراجعت بعد نفاد المتوفر منها.

وتابعت: "المكملات الغذائية غالية الثمن، ولا أستطيع شراءه على حسابي الخاص".

وأشارت إلى أن المرض الوراثي بالإضافة لسوء التغذية تسببا بمرض في عيني "نور" الاثنتين، إلا أن خضوعها لعملية في ظل وضعها الصحي المتدهور قد يُسبب لها فقدانا كاملا للبصر، وفق ما أكده أطباء لوالدتها.

كما أكدت على أن الطفلة بحاجة إلى عمليات جراحية لفك التصاقات أصابع القدمين واليدين، وإلا فإن استمرارهما لفترة أطول قد يضعا الطفلة في وضع صحي صعب على المدى البعيد، وفق قولها.

مقالات مشابهة

  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: توسع الاحتلال الإسرائيلي في غزة يعمق الكارثة الإنسانية
  • لماذا تحول الموقف الغربي تجاه الأزمة السودانية؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • «كيلار ستيا» من سوهاج تفوز بالمركز الثاني بمسابقة "الطفل المبدع" باختراع يخدم الإنسانية
  • مأساة مفجعة .. قصة طبيبة أطفال فقدت 9 أبناء تحت أنقاض منزلها في غزة
  • المرض ينهش جسد الطفلة نور على وقع القتل والمجاعة في غزة
  • اليونيسف: الأزمة الإنسانية في غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً
  • يونيسف: الأزمة الإنسانية في غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلا عاجلا
  • الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني في السودان
  • اليونان: الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت مستويات مُدمّرة
  • السودان: نزوح عشرات الآلاف في غرب كردفان وشمال دارفور خلال مايو