موسى بشرى محمود

ظللنا نتابع ونراقب عن كثب الوضع الإنساني الكارثي الذي خلفه حرب الخامس عشر من أبريل 23 بين طرفي الحرب«القوات المسلحة وقوات الدعم السريع» وبعض المنظمات الثورية التي خرجت عن الحياد و إنحازت للقتال في صف الجيش وفق قرارات مؤسساتها التنظيمية الداخلية بالرغم من الرفض والإستهجان والتحفظ من بعض منسوبيها ما بين هنا وهناك وفريق آخر آثر الحياد ورفض الخروج عنه وفق قناعات مؤسساته الداخلية التي تحكم طبيعة قراراتها مما خلق طيف من الإنقسامات داخل أروقتها التنظيمية الي فريقين«مؤيد وغير مؤيد للحياد» وهلمجرا من الأحداث التي تتسارع والحرب ما زالت مستمرة وتقضي على الأخضر واليابس والأزمة الإنسانية في إستفحال وبلغت ذروتها من المعاناة ووصلت حد المرونة ولكن لا حياة لمن تنادي من رجاءات العقلاء والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في الحقل الإنساني ومنظمات المجتمع المدني بالتحكم لصوت العقل وعدم التقاتل والإقتتال لتقديم الأبرياء قربانا" لمحرقة الحرب والبحث عن آلية لايقاف الحرب عبر التفاوض في المنابر المطروحة حديثا" جنيف وقبلها جدة وبينهما المنامة «طاولة التفاوض السري» بالإضافة لمنابر التفاوض التي دعت إليها آليه إيغاد، الآلية الأفريقية برئاسة الدبلوماسي الغاني السابق السفير/محمد بن شمباز رئيس بعثة اليوناميد الأسبق ومدير مكتب الأمم المتحدة في غرب أفريقيا-السنغال سابقا"،الإتحاد الأفريقي،الأمم المتحدة وغيرها من المحاولات المستمرة المحلية،الإقليمية والدولية ولكن لم تجد هذه النداءات أذنا" صاغية ربما لأن بعض تجار الحروب ووكلائها سيفقدون تجارتهم الكاسدة التي تدر عليهم أرباحا" جمة عند إنتهاء الحرب لذلك لا يريدون لها أن تضع أوزارها وهو ما جعل الحرب لم يبارح مكانه بعد!.


قوات الدعم السريع بعد أن بسطت سيطرتها في«4» من ولايات دارفور الخمس تعمل بكل وسعها وطاقتها القصوى للسيطرة على الولاية الخامسة«ولاية شمال دارفور» وحاضرتها «الفاشر» التي إحتمى بها الناجين من كل صوب وحدب من نيران الولايات الأربعة وبعض من مواطني الخرطوم والولايات المتاخمة لشمال دارفور يضاف اليهم سكان مدينة الفاشر والنازحين بمعسكرات النزوح لأكثر من عقدين من الزمان جميعهم يفترشون الأرض ويلتحفون رحمة السماء ولا أعلم لماذا الفاشر بالتحديد؟
-لماذا كل هذا التجهيز والإعداد اللا منتناهي من الرتل العسكري عدة&عتادا"؟
-هل الفاشر أكثر أهمية من الخرطوم مثلا"؟
-هل يوجد بالفاشر قصر غردون باشا«القصر الجمهوري»؟ أم دائرة أو حاكورة للنخب المركزية الحاكمة أصحاب الإمتيازات التاريخية؟
-لماذا الإصرار على تدوين الفاشر وإحراق كل من فيها وعليها بالكامل؟
-لماذا تم ضرب حصار كامل على المدينه ومنع حتى المنظمات الإنسانية من دخول معسكرات زمزم وأب شوك والمعسكرات الأخرى لتقديم أدوية ومعدات طبية وإنسانية للمحتاجين؟
-لماذا منعت منظمة مثل« أطباء بلا حدود MSF من دخول معسكر زمزم؟
-لماذا توضع القيود ضد المنظمات الإنسانية الدولية؟
-هل هذه المنظمات الإنسانية طرف من أطراف الصراع؟
-ألا يستحق إنسان الفاشر أن يعيش مثله والاخرين ولو للحظة من عمره؟
-لماذا القصف والتدوين العشوائي ضد الأبرياء العزل؟
-هل هؤلاء المدنيين العزل داخل المدينة ومعسكرات النزوح هم الهدف المشروع في حربكم؟
إذا كانت الإجابة نعم فأنتم مخطئون وإذا كانت الإجابة لا فعند هذه الحالة يجب أن تتقيدوا بقواعد الحرب وفق معاهدة جنيف التي تنص على إحترام المدنيين الأبرياء وعدم التعرض لهم أو جعلهم وقود حرب أو دروع بشرية بل يجب منازلة ومقارعة الخصم وفق قواعد الإشتباك كما يحق للخصم الدفاع عن نفسه ورفع الضرر عن كاهله وفق تقديراته المتوفرة لديه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!
يجب إحترام المدنيين الأبرياء وعدم تعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر والباقي«أبو القدح بعرفي محل بعضي أخيو»!
رسالة للتجار وأصحاب تحويلات تطبيق بنككBOK
الكل عانى من الحرب بدرجات متفاوته فالبعض فقد أرواح أعز الناس إليه «أسرة بالكامل» والبعض الاخر فقد بيته،ممتلكاته،عمله ومنا من مات بفعل نقص الغذاء والدواء والبعض الاخر في فيافي الصحراء والغابات وسهولها هربا" من أجل البحث عن ملاذ امن وغالبية الشعب السوداني في الولايات التي أصابها الحرب أصبح متشرد بين نازح ولاجيء في البلاد المجاورة أو في بلاد العم سام وبعضهم إلتقمه الحوت في المتوسط فأصبح جزأ" من طعام التونة والساردين التي تباع في المطاعم والدكاكين والسوبرماركات وغيرها من الحالات التي لا يمكن سردها في المقال وشاهدنا في ذلك أن عاقبة الحرب هي من فعلت بنا و أوصلتنا إلى مهاوي الردى!
هناك ظاهرة«إستغلال مادي» لم تكن موجودة من قبل في أدبيات السودانيين ولكنها ظهرت بعد الحرب وقد تكون هذه ضمن الأقنعة المزيفة لدى الشعب السوداني المعروف ب«إغاثة الملهوف،الكرم،النبل....الخ» من الصفات السردية التي كشفها الحرب!
الملاحظ أن الكثير من التجار والذين يمتلكون الكاش ويتعاملون بتطبيق بنكك في حدود إقليم دارفور وخاصة الفاشر يستغلون أصحاب الحاجات إستغلال أقوى من الذي تحدثه آله الحرب ذاتها !
تؤكد الشواهد والمعاملات المالية في الأرض أن التجار يأخذون عمولة وقدرها«30%» لكل«100,000»ج يأخذون«30,000» ويعطوا صاحب الطلب مبلغ«70,000» وبعضهم يوعدك للحضور في اليوم التالي وعند حضورك يتعامل معك بإبتزاز رخيص حيث يطلب منك أن تأخذ ما تريد بمبلغك بضاعه من طرفه لأنه لا يملك كاشا" والإ عليك الإنتظار إلى أجل غير مسمى!
-هل يعلم هذا التاجر لأي الأغراض تم إرسال هذه الأموال؟
-هل يعلم إذا كان بغرض علاج لإنقاذ روح بني آدم يرقد على فراش الموت أم لغرض آخر؟
-لماذا يتعامل هؤلاء التجار هكذا؟
-ما الذي أصاب الأمة؟
صدقوني هذا المشهد يجري حاليا" في الفاشر وضواحيها من دون رحمة ولا تأنيب ضمير!
-قل لي بربك أليست حرب الإبتزاز هذه أشد إيلاما" من الأخرى؟
-كيف يمكن لإنسان يعيش أزمة حرب طاحنة لمدينة محصورة من كل الإتجاهات ويمتلك المال ويبتز من يشاء بحجة عدم وجود سيولة؟
-ألا يتوقع هذا المحتكر والمبتز أنه يمكن أن يفارق الدنيا في أقل من لمحة بصر بسبب طلقة طائشة وعندها لن تشفع له أمواله التي كنزها بغير حق؟
-أليس هذا قتل للضمير الإنساني؟
-لماذا هذا الإستغلال والإبتزاز المهين؟
-الا يعلم هؤلاء أن من يرسلون هذه الأموال يسهرون الليالي والنهار من أجل توفير هذه المبالغ لذويهم؟
-هل يعلم التجار أن أصحاب هذه الأموال يمرون بأكثر من عملية إبتزاز حتى تصل لهم عبر بنكك؟
قد لا يعلم الكثيرين من الناس ولكن شهادتي لله تتم إرسال هذه الأموال ب«اليورو» وبعض أصحاب التحويلات يتعاملون مع هذه المعاملة «الرأس بالرأس» أي «مئة يورو مقابل مئة دولار» والكل يعلم أن اليورو أعلى سعرا" من الدولار هذه محطة الإبتزاز الأولى.
المحطة الثانية تكمن في أن سعر الدولار أقل من رصفائهم في معاملات السوق السوداء من الدول الأخرى وهذا النموذج يتمثل في أوربا«منطقة اليورو».
المحطة الثالثة والأخيرة هى محطة إبتزاز التجار والمتعاملين بتحويلات بنككBOK ولك أن تتخيل درجات الإبتزاز ومراحلها المختلفة ولكن مع ذلك أرى المرحلة الثالثة أشد خطورة من «الأولى والثانية».
الجميع أمام تحدي صعب وفي مفترق طرق نحتاج أن نساعد بعضنا ونعين المحتاجين الذين لا ناقة ولا جمل لهم بالحرب وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في أتونها ولا مناص من مد يد الإنسانية لهم.
على التجار والمتعاملين بتحويلات بنكك أن يعلموا أن هذا الأسلوب من التعامل إبتزاز وعمل ممحوق لا بركة فيه.
جاء في الأثر أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه قاضيا" لحاجياته مضمدا" لجراحه لا مستغلا" لظروفه الإقتصادية القاهرة.
أرجو أن يعدل التجار عن قبضتهم ويوسعوا في التعامل ومد أياديهم بيضاء للمحتاجين في مثل هذه الظروف الهالكة حتى يوسع الله لهم من فضله اللامحدود.
«لنا لقاء»

musabushmusa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المنظمات الإنسانیة هذه الأموال

إقرأ أيضاً:

شركة عائلية تدعم «وقف الحياة» بـ 40 مليون درهم

أبوظبي - وام
ساهمت إحدى الشركات العائلية في دولة الإمارات، بمبلغ 40 مليون درهم دعماً لحملة «وقف الحياة»، التي أطلقتها هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر «أوقاف أبوظبي» تحت شعار «معك للحياة».
وتأتي هذه المساهمة في الحملة، ضمن التفاعل المجتمعي الواسع من أفراد ومؤسسات وشركات ورجال أعمال، ودعماً للحملة التي تهدف إلى تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية، وتوفير تمويل مستدام للمساهمة في علاج المصابين بالأمراض المزمنة، وأصحاب الهمم، بما يعكس روح التضامن والتكافل المتجذّرة في مجتمع دولة الإمارات.
وتسعى الحملة إلى جمع مساهمات لإنشاء وقف تغطي استثماراته نفقات العلاج للمصابين بالأمراض المزمنة وأصحاب الهمم، إضافة إلى استثمار أموال الوقف للمساهمة في توفير الأدوية، فضلاً عن دعم المنظومة الصحية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية.
كما تهدف إلى تعظيم عوائد الوقف وتوظيفها في برامج الرعاية الصحية، مما يسهم في تعزيز جودة الحياة وبناء مجتمع صحي ومستدام. وتعمل المبادرة على نشر القيم الوقفية، وترسيخ مفهوم الوقف كأداة تنموية تدعم التكافل الاجتماعي، إلى جانب إبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم المبادرات الخيرية والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • زيتوني يوجه رسالة للتجار الذين احترموا نظام المداومة في أول أيام عيد الأضحى
  • زيتوني يوجه رسالة للتجار الذين احترمو نظام المداومة في أول أيام عيد الأضحى 
  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • العون الإنساني تبحث مع منظمة الغذاء العالمي ملابسات اعتداء المليشيا المتمردة على القافلة الإنسانية في مدينة الكومة
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟
  • مادلين وسط العاصفة.. سفينة الضمير الإنساني لغزة تتحدى البحر والحصار
  • شركة عائلية تدعم «وقف الحياة» بـ 40 مليون درهم
  • رسالة من شيخ الأزهر إلى العالم بشأن الحرب على غزة قبل عيد الأضحى
  • تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المواطنون في مدينة الفاشر – فيديو