عربي21:
2025-05-20@15:53:48 GMT

إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

 إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأجهزة استخباراته حاولت زرع جهاز تنصت فى دورة مياه مكتب رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بوريس جونسون، وهو أحد أصدقائها المقربين، فماذا ستفعل مع خصومها وأعدائها أو التى تشعر بأن السلام معهم بارد ومجمد؟!

يوم الجمعة الماضى رجح جونسون على ذمة ما قاله لصحيفة الجارديان فى مناسبة قرب نشر مذكراته، أنه عندما استقبل نتنياهو فى مكتبه فى لندن فى عام ٢٠١٧، طلب الأخير أن يدخل دورة مياه المكتب، وبعدها وحينما قامت أجهزة الأمن بفحص المرحاض عثرت على جهاز تنصت.



نعرف أن جونسون كان من أشد المؤيدين فى حزب المحافظين لإسرائيل، وبالتالى فإذا كان نتنياهو سعى لزرع جهاز تنصت فى مكتبه، فالمؤكد أنه سيفعل ذلك هو وأجهزة مخابراته فى أى دولة أخرى.

ولماذا نذهب بعيدًا، وهل هناك دولة أقرب لإسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية؟!
المؤكد أن الإجابة هى لا، بل إن المرء الآن يحار هل هما دولتان منفصلتان أم دولة واحدة فى مكانين مختلفين؟!

رغم كل ما قدمته وتقدمه أمريكا إلى إسرائيل فإن الأخيرة حاولت أكثر من مرة التجسس عليها، والدليل الأبرز على ذلك هو قضية الجاسوس جوناثان بولارد.

هو أمريكى يهودى، وكان يعمل محلل استخبارات فى القوات البحرية الأمريكية وتجسس على بلاده لصالح إسرائيل وزودها بوثائق كثيرة مهمة منها ما ساعد إسرائيل على قتل قياديين فلسطينيين فى تونس.

تم القبض عليه واعترف بالتجسس وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام ١٩٨٦، ورغم الإنكار الإسرائيلى بأنها جندته، فقد منحته الجنسية الإسرائيلية عام ٢٠٠٨، وتم الإفراج عنه عام ٢٠١٥ بعد أن قضى فى السجن ٣٠ عامًا و٥ سنوات تحت الإفراج المشروط.

وبالتالى إذا كانت إسرائيل تتجسس على «ولية نعمتها» بكل ما يعنيه المصطلح من معنى، فالمؤكد أنها تتجسس أو تحاول التجسس على الجميع، وبالتالى فلا نندهش حينما نقرأ عن محاولات إسرائيل التجسس على أمريكا أو بريطانيا، والدولتان هما فى مقدمة داعميها بالمال والسلاح والدبلوماسية والإعلام وكل أنواع الدعم.

كما لا ننسى دور بريطانيا فى إصدار وعد بلفور المشئوم فى ٢ نوفمبر عام ١٩١٧ الذى أعطت بموجبه بريطانيا التى لا تملك وعدًا لإسرائيل التى لا تستحق الحق بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
أكتب عن هذا الموضوع لأن هناك تفكيرًا عاطفيًا عربيًا يقول إنه ما دام تمت إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية. فإن ذلك يعنى توقف النشاط الاستخبارى الإسرائيلى ضد هذه الدول، وبالتالى فلا داعٍ لتضييع الوقت فى إنفاق الوقت والجهد والمال فى متابعة الأنشطة الاستخبارية الإسرائيلية.

هذا النوع من التفكير العربى هو أفضل هدية يمكن أن يتم تقديمها إلى إسرائيل على الإطلاق، خصوصًا فى هذه الأيام الصعبة التى كشرت فيها إسرائيل عن أنيابها الاستخبارية، وسجلت نجاحات ملحوظة خصوصًا فى اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى قلب أحد مقرات الحرس الثورى فى طهران أواخر يوليو الماضى ثم اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله والعديد من قادة حزب الله اللبنانى فى الأسابيع الأخيرة.

أتصور بعد تطورات الأسابيع الأخيرة وكذلك بعد عملية «البيجر» وتفجير هذه الأجهزة فى عناصر حزب لله، فقد يكون مطلوبًا من كل أجهزة الأمن العربية أن تعيد حساباتها وسائر عمليات تأمينها من جديد، خصوصًا أن إسرائيل تتلقى كمًا هائلًا من المعلومات الاستخبارية من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية تجعلها تبدو عملاقًا استخباريًا، وهى ليست كذلك بالمرة، وهو موضوع يحتاج إلى نقاش لاحق.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التجسس العربية العرب الاحتلال تجسس مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»

 

حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»

بكري الجاك

الحقيقة الموضوعية التى لايمكن مقارعتها بالغلاط و الهتاف ان السودان ظل فى حالة احتراب داخلي منذ ماقبل الاستقلال (أغسطس ١٩٥٥ حركة الأنانية ون) حينها كانت منطقة الخليج تحت الانتداب البريطاني و لم يكن هنالك دول مثل الامارات و قطر و لاغيرها و التى كانت موجودة كانت لا تملك قوت عامها.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن محوها انه كان هناك نظام يسمي الانقاذ أتى بانقلاب عسكري فى عام ١٩٨٩ و قام بتأجيج الحرب الأهلية باسم الجهاد و استثمر فى خلق الصراعات القبلية و تكوين المليشيات و تقنين الفساد و تطبيعه حتى ظن الناس الاستقامة هى ضرب من ضروب الخيال.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن تغييرها بالاكاذيب ان الشعوب السودانية قامت بثورة عظيمة فى ديسمبر ٢٠١٨ شاركت فيها كل فئات المجتمع السوداني و ان القيادة المدنية التى قادت مشروع الثورة اتخذت تقديرات سياسية اتضح لاحقا ان بعضها كان غير صحيح و لكن لم تفشل الفترة الانتقالية، و كما لا يمكن ان نساوي بين ٢٦ شهر للحكم الانتقالي و ثلاثين عاما من التخريب الممنهج و النهب المشاع للانقاذ، و لم تفشل المرحلة الانتقالية و لكن انقلب عليها من يتحاربون الآن، كما عمل على افشالها تحالف المال و السلطة الذي عماده الاسلاميين و ربائبهم بالتامر و التخريب اولا و الانقلاب ثانيا و اخيرا الحرب.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن نفيها بإعادة كتابة التاريخ ان حرب السودان بدأت بين السودانيين و لها عدة اسباب مباشرة و غير مباشرة من بينها الخلل البنيوي فى بنية الدولة حتى قبل اعلان استقلالها.

عليه اي محاولة لتصوير حرب السودان كحرب خارجية او غزو اجنبي او كلها محض عدوان خارجي هو ذهول عن رؤية قرص الشمس او رفض حقيقة ان الشمس تشرق من الشرق و هذا لا يعني انه ليس هناك عوامل خارجية ( شبكة مصالح و دول) اصبحت ذات تأثير عالي فى استمرار حرب ١٥ أبريل و هذه العوامل سيكون لها دور فى الطريقة التى ستنتهي بها الحرب.

و جوهر القول انه بدلا من ترديد ان الحرب غزو اجنبي كشكل من أشكال الهروب الي الا مام علينا ان نتسائل عن ما هو دورنا نحن كسودانيين لايقافها بدلا من لعن الظلام و الخارج؟ اية محاولة للوم الخارج فقط و كفي هو ليس فقط نوع من الكسل الذهني بل هو التخلي عن ال agency اي قدرتنا على الفعل.

قليل من الموضوعية لا يضر و مهما كانت المواقف من الحرب و الرؤي فى تفسيرها لا يوجد ما يجب ان يقدم على ايقافها باي صيغة كانت و الا فما قيمة ان يكون الفرد منا علي صواب فى التشخيص و لكن المريض قد أصبح جثة هامدة؟ فلنعمل جميعنا على إسكات البنادق و لنواصل اختلافنا و جدلنا عن ما حدث حينما نجد الامان فللحقيقة اوجه عدة.

بكري الجاك
١٨ مايو ٢٠٢٥

الوسومبكري الجاك حرب السودان حرب خارجية غزو اجنبي كتابة التاريخ

مقالات مشابهة

  • محافظ القليوبية يتفقد حصاد الفراولة بمزارع طوخ .. صور
  • مهندس في مايكروسوفت يندد بدعم الشركة لإسرائيل بسبب غزة
  • تهديد أميركي غير مسبوق لإسرائيل إيقاف الحرب أو التخلي عنها
  • بيان غاضب من ثلاث دول.. تهديد لإسرائيل بإجراء حاسم
  • كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية
  • ويتكوف يقدم عرضا محدثا لإسرائيل وحماس – هذه تفاصيله
  • ماذا لو أحببنا الوطن.. .؟
  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
  • يديعوت أحرونوت: لا خيار لإسرائيل إلا التفاوض مع حماس لإعادة الرهائن
  • الأهلي طرابلس يفتتح مشواره في بطولة «البال» بفوز ثمين