نيويورك تايمز: حزب الله ما يزال قادرا على استخدام سلاح فعال
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية -عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار- قولهم إن حزب الله اللبناني فقد نحو نصف ترسانته في الغارات الجوية الإسرائيلية، وإنه رغم ذلك ما يزال يتمتع بإمكانية الوصول إلى الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قادرة على جمع المعلومات من الاجتماعات السرية لجماعة حزب الله دون علمها.
وأشاروا إلى أن العديد من كبار قادة حزب الله بمن فيهم إبراهيم عقيل قائد قوة الرضوان كانوا يخططون لغزو شمال إسرائيل، وفق تعبيرها.
وحثت الصحيفة الأميركية -على لسان كبار المسؤولين- الحكومة الإسرائيلية على ضرورة ترجمة الإنجازات التكتيكية للجيش إلى نجاح سياسي، والتوصل لاتفاق يعيد الأمن إلى شمال إسرائيل.
كما حذر المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون من تورط الجيش الإسرائيلي في ما وصفوه بحرب استنزاف إذا لم يكن لديه إستراتيجية خروج واضحة من لبنان.
توقف مسار التفاوض
وفي السياق نفسه، نقلت نيويورك تايمز -عن 9 مسؤولين مطلعين- أن مسار وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل كان متقدما أكثر مما كان معروفا.
وذكر هؤلاء المسؤولون أن مسار وقف إطلاق النار توقف فجأة بعد اغتيال إسرائيل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة إن إسرائيل شاركت في محادثات أولية لكنها لم تتوقع التوصل إلى هدنة.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وأسفرت تلك الغارات عن أكثر من 1200 قتيل و3300 جريح بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
ويرد حزب الله على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء إسرائيل، استمرارا لما بدأ به في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على البلاد منذ نحو عام إلى 2036 قتيلا و9653 جريحا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات حزب الله
إقرأ أيضاً:
“سلاح قتل”: الجوع يَنهش صحفيي غزة تحت الحصار الإسرائيلي
بعد 19 شهرًا من الحرب، وحصار إسرائيلي شامل منذ 11 أسبوعًا على دخول الغذاء والماء والوقود وغاز الطهي والإمدادات الطبية والمساعدات الطارئة إلى غزة ، لا يُهدد الجوع والمجاعة الأرواح فحسب، بل يُهددان أيضًا قدرة الإعلام على تقديم شهاداته، وفقًا لما ذكره ستة صحفيين لـ”لجنة حماية الصحفيين” هذا الشهر.
يؤثر الجوع، الدوار، تشوش الذهن، والمرض بشكل مباشر على التقارير اليومية التي تُنتجها الصحافة، المُفككة والمُنهكة، في غزة، والتي يعيش معظم العاملين فيها ويعملون في خيام، وسط قصف عشوائي، غالبًا بدون كهرباء أو اتصال بالإنترنت.
في حين تسرّب ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول الإمدادات التي وصلت للقطاع بأنها “ملعقة صغيرة من المساعدات” إلى جنوب ووسط غزة منذ 19 مايو/أيار، لا يزال سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع مجاعة تلوح في الأفق وسط هجوم عسكري إسرائيلي مكثف.
“بسبب الجوع، أفقد التركيز وأنسى المعلومات أثناء تقاريري التلفزيونية المباشرة. في مناسبتين، انهرت بعد الانتهاء من تقرير، وتبين أنني مصاب بتسمم غذائي”، يقول صالح الناطور، مراسل التلفزيون “العربي” في غزة، لـ”لجنة حماية الصحفيين” من جنوب خان يونس، حيث فرّ مع عائلته هربًا من القصف على مدينة غزة في أكتوبر 2023.
ويضيف الناطور: “نعاني من نوبات جوع مستمرة، وإرهاق شديد، وفقدان التوازن، وعدم القدرة على التفكير أو أداء أي مهام. أحيانًا أكون مرهقًا جدًا لدرجة أنني لا أستطيع البحث عن الطعام في أسواق الشوارع القريبة”.
اعتداء على حرية الصحافة
كان اعتماد قطاع غزة، الصغير والمكتظ بالسكان، كبيرًا على واردات الغذاء قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ كانت تدخل إليه أكثر من 500 شاحنة يوميًا. في العام الماضي، صرّح صحفيون لـ“لجنة حماية الصحفيين“ بأنهم يعيشون على حصص غذائية بالكاد تكفي للبقاء، ويضطرون لشرب مياه غير نظيفة، ويبحثون عن الفُتات. وقد دعت “لجنة حماية الصحفيين” المجتمع الدولي مرارًا إلى الضغط على إسرائيل بشكل عاجل للسماح بدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان حماية الصحفيين، ورفع الحظر المفروض على وصول وسائل الإعلام.
ورغم الصور المفجعة لأطفالٍ رُضّع يعانون من الهزال، والتي بثتها القنوات الإخبارية الغربية عقب الحصار الإسرائيلي في 2 مارس/آذار، إلا أن الضغط الدولي لم يُسفر إلا إلى ما وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه “صورة رمزية تبدو أقرب إلى السخرية منها إلى أي محاولة حقيقية لمعالجة أزمة الجوع المتفاقمة”.
وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية لـ”لجنة حماية الصحفيين”: “ما نشهده ليس كارثة إنسانية فحسب، بل هو اعتداء مباشر وغير مسبوق على حرية الصحافة، في وقت يكتفي فيه العالم بالمشاهدة. لا يمكن للصحفيين القيام بعملهم – ناهيك عن البقاء على قيد الحياة – وهم يُجوّعون عمدًا ويُحرمون من المساعدات المنقذة للحياة. يجب على إسرائيل السماح للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية ومحققي حقوق الإنسان بدخول غزة فورًا.”
تُقدم شهادات مباشرة من صحفيين في غزة لمحة عن الأهوال اليومية التي يعيشها ملايين الفلسطينيين.
“تشعر وكأن جدار المعدة التصق ببعضه، وتشعر بمرارة في الحلق، وكأن عصارتها وصلت إلى فمك”، كتب صالح الناطور على “فيسبوك“، مُفصّلًا شعوره بـ”نوبة جوع”.
وأضاف الناطور “يبدأ صداع شديد أعلى الرأس أو شعور بالفراغ يُحيط بالدماغ. عندما تحاول الوقوف، تشعر بالدوار وفقدان التوازن. تحاول أن تستند على شيء ما وتغمض عينيك لبعض الوقت، ويحاول الدم حينها الوصول إلى الدماغ من جديد.”
“مع مرور الوقت، بدأت أجسادنا تهضم نفسها، وكتلة العضلات تتلاشى، فنصاب بالهزال الشديد…. الجوع ليس مجرد استعارة، بل هو في الواقع سلاح قتل نتعرض له كل ساعة”، كتب الناطور.
أغذية معلبة، أسعار باهظة
أفاد الصحفيون الذين تحدثت إليهم “لجنة حماية الصحفيين” أن نظامهم الغذائي يتكون بشكل رئيسي من المعلبات، وتُضاف إليه أحيانًا كميات متقطعة من الطحين ذي الرائحة الكريهة، وخضراوات متعفنة أحيانًا. حتى هذه الإمدادات المحدودة أصبحت نادرة بشكل متزايد وباتت بعيدة المنال بسبب الارتفاع الباهظ في الأسعار.
وقال الناطور لـ”لجنة حماية الصحفيين”: “نعتمد كليًا على الأغذية المعلبة من طرود المساعدات – الفاصوليا والجبن واللحوم المصنعة التي تفتقر إلى القيمة الغذائية الكافية. إنها تساعدنا فقط على إشباع جوعنا – لا أكثر”.
“حتى أبسط الضروريات، بما في ذلك الأغذية المعلبة، أصبحت غير متوفرة”، قال أكرم دلول، مراسل قناة “الميادين” التي تتخذ من لبنان مقرّها، والذي انخفض وزنه من 95 إلى أقل من 80 كيلوغرامًا خلال الحرب.
دلول الذي نشر فيديو على “فيسبوك” يظهر فيه مع ابنه وهما يتناولان باذنجانًا نيئًا كوجبة، أضاف: “نحن نتحدث عن واقع يصعب وصفه بالكلمات. في كثير من الأحيان، لا نستطيع الوقوف على أقدامنا لعدم توفر الحليب أو البيض”.
وقال محمد الحجار، وهو صحفي مستقل يساهم في وكالة أسوشيتد برس وموقع “ميدل إيست آي” الذي يتخذ من لندن مقراً، إن الصحفيين يعانون كغيرهم في غزة.
وأضاف الحجار لـ”لجنة حماية الصحفيين” من مدينة غزة: “لا توجد إمدادات غذائية أساسية – لا طحين ولا سكر ولا زيت طهي ولا سمن ولا أرز ولا بقوليات. ليس لدينا سوى القليل من المعلبات وبعض الخضراوات المزروعة محليًا في الجزء الجنوبي من القطاع”. وأضاف: “عانى ابني مجد، البالغ من العمر ثماني سنوات، من سوء التغذية والجفاف خلال الموجة الأولى من المجاعة في بداية الحرب”.
الصيارفة يتقاضون 30% من الرسوم
الحجار ليس الصحفي الوحيد الذي يحاول أن يُوازن بين عمله وتوفير الطعام لعائلته.
قالت شروق العيلة، مديرة شركة “عين ميديا” للإنتاج، ومراسلة قناة “فرانس 24″، والأم لطفلة صغيرة: “الفاكهة معدومة، وبعض الخضراوات متوفرة بكميات محدودة جدًا وأسعارها باهظة للغاية. ابنتي تشكو كثيرًا من آلام في البطن”.
كما تسبب سوء التغذية في مشاكل في المعدة والقولون لشروق العيلة البالغة من العمر 30 عامًا، والتي حصلت على جائزة “لجنة حماية الصحفيين” الدولية لحرية الصحافة لعام 2024 تقديرًا لشجاعتها في إدارة شركة “عين ميديا” بعد مقتل زوجها رشدي السراج في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
“نواجه عدة معارك: أولًا، العثور على طحين صالح وآمن للاستهلاك البشري؛ ثانيًا، تحمّل ارتفاع الأسعار؛ وثالثًا، الحصول على النقد في ظل إغلاق البنوك”، قالت العيلة، مضيفةً أن سعر كيس الطحين الذي يزن 25 كيلوغرامًا ارتفع من 25 إلى 1500 شيكل (من 7 إلى 418 دولارًا أميركيًا) أو أكثر – بزيادة قدرها 6900% – منذ بدء الحرب.
وتابعت العيلة، مشيرةً إلى النظام الذي يعتمد عليه الفلسطينيون لتحويل أموالهم رقميًا إلى وسطاء مقابل الحصول على النقد منذ توقف البنوك عن العمل: “هذا يُجبرنا على اللجوء إلى الصرافين الذين يقتطعون 30% من أي مبلغ نقدي نقوم بسحبه”.
يظلّ الحصار الإسرائيلي على غاز الطهي قائمًا. وأضافت العيلة، التي انخفض وزنها من 59 إلى 50 كيلوغرامًا خلال الحرب: “نعتمد على الحطب للطهي، وهو أمر غير فعال ومُرهق”.
“نعمل جائعين”
مع استمرار حظر استيراد لوازم تنقية المياه، تفاقمت مشكلة شح المياه المزمن، وانعدام سبل إدارة مياه الصرف الصحي، وانتشر الإسهال والجرب والطفح الجلدي.
وقال مجدي إسليم، وهو مراسل فلسطيني يبلغ من العمر 40 عامًا ويعمل في قناة “الكوفية” الفضائية الموالية لحركة فتح، لـ”لجنة حماية الصحفيين” من مدينة غزة: “أصبنا بالتهاب الكبد نتيجةً لعدم توفر الطعام أو مستلزمات النظافة أو المياه النظيفة”. وأضاف الأب لخمسة أطفال: “نعمل [كصحفيين] جائعين في معظم الأيام”.
“أعاني كثيرًا خلال العمل والحياة اليومية من مشاكل صحية، منها الدوار وصعوبة الرؤية والصداع المستمر والضعف العام”، قال المصور المستقل، عبد الحكيم أبو رياش، الذي يتعاون مع قناة “الجزيرة”.
وأضاف أبو رياش: “من الصعب للغاية الحصول على الطعام أو حتى وجبة واحدة… السعرات الحرارية التي أحرقها أثناء العمل الميداني لا تُعوّض بسبب ندرة الطعام”.
أحال المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي في أميركا الشمالية “لجنة حماية الصحفيين” في نيويورك إلى وحدة تنسيق أعمال الحكومة (كوغات)، وهي الوحدة الإسرائيلية المسؤولة عن الإشراف على المساعدات الإنسانية، والتي قالت في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “يعمل الجيش الإسرائيلي، من خلال وحدة كوغات، على تسهيل وتمكين نقل المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ويدعم هذه الجهود بشكل فعّال، بما في ذلك من خلال المتابعة المنتظمة لمخزون المواد الغذائية داخل القطاع”.
مع اشتداد المجاعة في غزة، تدعو “لجنة حماية الصحفيين” المجتمع الدولي – وخاصةً الاتحاد الأوروبي، الذي يُراجع حاليًا اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والدول الخمسين الأعضاء في “تحالف حرية الإعلام” – إلى دعم دعوات التحرك التالية:
على إسرائيل ومصر السماح السماح الفوري وغير المشروط لوسائل الإعلام بالوصول إلى غزة، حتى يتمكنوا من تغطية الأعمال العدائية على الأرض والأخبار ذات الصلة مباشرةً، بما في ذلك المجاعة والخسائر الإنسانية الأوسع.
على إسرائيل أن تُسهّل فورًا وصول المساعدات الإنسانية للصحفيين في غزة والضفة الغربية المحتلة. فالصحفيون، كغيرهم من المدنيين في غزة، يُكافحون للحصول على الضروريات – كالغذاء والماء والمستلزمات الصحية – اللازمة للعيش، ناهيك عن تغطية الواقع الذي يواجهه سكان غزة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء العدوان الإسرائيلي اليونيسف: استشهاد وإصابة 50 ألف طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان أسواق الهند في غزة: تجارة فوق الحطام الأكثر قراءة نتنياهو: الضغوط تتزايد ومن دون دعم "لا يُمكن استمرار الحرب" محافظة القدس تُحذّر من تصعيد خطير ستشهده المدينة بالأيام المقبلة الرئيس عباس يصل لبنان في زيارة رسمية لـ 3 أيام بالفيديو: الاحتلال يُطلق النار على وفد دبلوماسي عند مدخل جنين و"الخارجية" تُعقّب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025