واشنطن تحذر من المماطلة.. وجوزيف عون: لا رجوع عن حصر سلاح حزب الله
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
البلاد (بيروت)
في خطوة تعكس تصعيداً دبلوماسياً لافتاً، طالب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، القيادة اللبنانية بوضع جدول زمني واضح لتسليم سلاح”حزب الله”، بحيث يتم ذلك على مراحل تنتهي في أكتوبر المقبل كحد أقصى.
ووصفت مصادر لبنانية مطلعة اللقاءات التي أجراها براك في بيروت بـ”الحاسمة”؛ إذ نقل للمسؤولين اللبنانيين رسالة أمريكية واضحة:”الوقت ينفد أمامكم”، محذراً من أن المماطلة في ملف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قد تؤدي إلى عواقب سياسية وأمنية على الساحة اللبنانية.
وذكرت المصادر أن حزب الله، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، نقل رفضه الصريح للمبادرة الأمريكية، متمسكاً بسلاحه تحت ذريعة عدم وجود ضمانات حقيقية، كما ربط موقفه بما وصفه بـ”المخاطر الإقليمية” وتحديداً ما حدث مؤخراً في السويداء جنوب سوريا.
الرد السلبي أثار موجة من التوتر داخل أروقة الدولة اللبنانية، في ظل ما وصفه مراقبون بـ”الغضب الصامت” داخل بعض الأوساط الرسمية، وسط تصاعد الضغوط الدولية على بيروت لاتخاذ مواقف حاسمة في ملف السلاح غير الشرعي.
في زيارته الثالثة لبيروت خلال أقل من شهرين، أوضح براك أن الولايات المتحدة لن تقدم أي ضمانات أمنية أو سياسية للبنان، كما أنها”لا تستطيع إرغام إسرائيل على أي خطوة”، معتبراً أن تسليم سلاح “حزب الله” هو قضية لبنانية داخلية أولاً وأخيراً، رغم استعداده لتقديم الدعم الفني والسياسي للحكومة اللبنانية.
كما سلّم براك المسؤولين اللبنانيين رد واشنطن الرسمي على المذكرة التي تقدمت بها بيروت، التي تُعد بمثابة خارطة طريق لبنانية لتنفيذ قرار وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل؛ وفق اتفاق 27 نوفمبر الماضي.
من جانبه، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أن قرار الدولة بحصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية”متّخذ ولا رجوع عنه”، مشيراً إلى أن تطبيقه يتم بروية لتفادي أي انقسام داخلي أو تهديد للسلم الأهلي.
وأضاف أن مذكرة شاملة بهذا الشأن تم تسليمها للمبعوث الأمريكي، تتضمن التزامات الحكومة اللبنانية بموجب البيان الوزاري، وتوضح آليات التنفيذ التدريجي.
وكان براك التقى أيضاً البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بكركي، حيث أعرب عن تفهّمه للصعوبات السياسية التي يواجهها لبنان، لكنه شدد على أن “حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية” ضرورة لا يمكن القفز فوقها، داعياً إلى الصبر واستمرار الحوار بين مختلف الأطراف.
ويرى مراقبون أن المهلة التي حدّدها براك حتى أكتوبر تمثل نافذة اختبار ضيقة أمام لبنان، ليس فقط بشأن موقفه من سلاح حزب الله، بل حول قدرته على استعادة سيادته وبناء مؤسسات فاعلة.
وفي ظل رفض الحزب، وغياب ضمانات دولية حقيقية، يبدو أن البلاد تتجه إلى مرحلة جديدة من الضغط الدبلوماسي المكثّف، قد تكون لها تداعيات كبيرة على الداخل اللبناني والعلاقات الإقليمية في الأشهر المقبلة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحذر الطيران المدني في أجواء فنزويلا من مخاطر عسكرية
أصدرت سلطات الطيران الأميركية، الجمعة، تحذيرا للطائرات المدنية التي تحلق في أجواء فنزويلا، مشيرة إلى ما يمكن أن يتسبب به "النشاط العسكري المتزايد" في المنطقة من مخاطر، وسط حشد كبير للقوات الأميركية.
وحثت هيئة الطيران الفدرالية الأميركية الطائرات المدنية في الأجواء الفنزويلية على "توخي الحذر"، نظرا "لتدهور الوضع الأمني وتزايد النشاط العسكري في فنزويلا أو حولها".
وأضافت "قد تشكل هذه التهديدات خطرا محتملا على الطائرات بجميع الارتفاعات، بما في ذلك أثناء التحليق ومرحلتي الوصول والمغادرة و/أو المطارات والطائرات على الأرض".
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجيش والمجموعات المسلحة البوليفارية وأفراد قوات الدفاع الشعبي بحماية المواقع الحيوية في البلاد، مثل منشآت النفط والغاز والكهرباء، وذلك وسط تقارير عن إمكانية قيام الولايات المتحدة بعمليات عسكرية ضد فنزويلا.
وفي تصريحات بثتها وسائل الإعلام الرسمية، اتهم مادورو وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بمحاولة تنفيذ مخطط يهدف إلى تخريب منشآت إستراتيجية في البلاد للإضرار بالاقتصاد الفنزويلي.
وفي وقت سابق، أبدى الرئيس الفنزويلي استعداده للحوار مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وكان قد أعلن سابقا حشد قوات يبلغ قوامها 4.5 ملايين شخص في البلاد واستعداده لصد أي هجوم.
واتهمت إدارة ترامب مادورو بتزعم تجارة المخدرات وإرسالها إلى الأراضي الأميركية، وتحدثت تقارير إعلامية أميركية عن تلقي ترامب خططا من القادة العسكريين وسعي إدارته لتغيير النظام في فنزويلا.
ويأتي هذا التحذير للطائرات المدنية قبل أيام قليلة من دخول إدراج كارتل مخدرات، يُزعم أن مادورو يتزعمه، في قائمة الإرهاب الأميركية حيز التنفيذ، في خطوة يعتقد البعض أنها تنذر بعمل عسكري ضد حكومته.
الحشد الأميركي
وحشدت الولايات المتحدة قوة كبيرة في الكاريبي بالقرب من فنزويلا، ويشمل ذلك حاملة طائراتها الأكثر تطورا "يو إس إس جيرالد فورد" وسفنا حربية أخرى.
إعلانوتتوّج حاملة الطائرات فورد أكبر حشد للقوة النارية الأميركية في المنطقة منذ أجيال، وبوصولها تشمل مهمة "عملية الرمح الجنوبي" ما يقارب 12 سفينة حربية ونحو 12 ألف بحار ومشاة البحرية.
وشنت القوات الأميركية خلال الأسابيع القليلة الماضية ضربات جوية استهدفت قوارب في الكاريبي والمحيط الهادي، تقول واشنطن إنها تُستخدم في تهريب المخدرات.
ونفذت القوات الأميركية ضربات ضد أكثر من 20 زورقا تزعم أنها تنقل مخدرات في البحر الكاريبي منذ أوائل أيلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا.
وأثار مصرع عدة أشخاص، بينهم صيادون، جراء الهجمات الأميركية جدلا بشأن عمليات القتل خارج نطاق القانون في المجتمع الدولي.
وفي أغسطس/آب الماضي أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش بدعوى مكافحة عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية.