الثورة نت:
2025-12-01@15:27:46 GMT

الكافرون بالقدس وغزة: بأي وجه سيلقون الله؟

تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT

طالما كانت قضية فلسطين، الهاجس الجمعي الأكبر، الذي التقت عنده مواقف الأنظمة والنخب والشعوب، واتفقت عليها الرؤى والتصورات والأفكار بالإجماع، وحملت مشروع تحريرها، مختلف الأحزاب والمذاهب والتيارات، الدينية والقومية وحتى الليبرالية والعلمانية، كونها قضية إنسانية محقة، تنتصر لحرية الإنسان، وقيم ومبادئ الأخلاق والحق والفضيلة، وهو ما جعلها فضاء مفتوحا، تعايشت في ظلاله جميع الطوائف والأحزاب والتيارات – رغم اختلافاتها الفكرية والعقائدية والعرقية – كما لم تتعايش أو تأتلف من قبل، حيث أصبحت الحرية، هي القيمة الجامعة لشتات المختلفين، من معظم أنحاء العالم، على قاعدة الإيمان بعدالة القضية وموثوقية الحق، ولم يكفر بذلك الحق علنا، سوى الحركة الصهيونية، وكيانها الاستيطاني المسمى “إسرائيل”، وراعيها وشريكها “النظام البريطاني”، الذي تحول إلى تمثيل دور “الوسيط المحايد”، تفاديا لغضب الجماهير الشعبية، وانتقادات النخب الثقافية، وعلى ذلك النحو من التحول الشكلي، سارت معظم أنظمة الحكم في أوروبا وأمريكا، متظاهرة بإيمانها بقيم الحرية والعدالة والمساواة والتعايش السلمي، وحرصها على حماية حقوق الإنسان وإحلال السلام العالمي، وبذلك الإيمان الشكلي الزائف، استطاعت اغتيال القضية في ذاتها، من خلال فرض مسار المفاوضات برعايتها، واغتيال الوعي الجمعي العربي والإسلامي، من خلال تكريس صورتها (الزائفة) كصديق حضاري، يحمل مشروع الخلاص والسلام للشعوب، وينتصر لها ضد قمع الأنظمة الحاكمة.


لم يجرؤ حلفاء الكيان الإسرائيلي، في أمريكا وأوروبا، على المجاهرة بعدائهم المطلق لفلسطين القضية والإنسان، خوفا من تداعيات شذوذ الموقف، وعواقب مخالفة إجماع الرأي العام، وهو ما أفقد تلك القوى الاستعمارية، متعة الشعور بلذة الهيمنة الكاملة، رغم ما تحقق لها من المكاسب، سواء على المستوى السياسي، بهندسة اتفاقيات السلام، بين الكيان وبعض أنظمة المحيط العربي، أو على المستوى الثقافي، بالترويج لصورته المثالية المزعومة، بواسطة أقلام وأراء معظم رواد الفكر والثقافة، أو على المستوى الشعبي، حيث نال ثقة – أو على الأقل إعجاب – معظم الجماهير العربية والإسلامية، بوصفه النموذج الأرقى للحاكم، الذي منح شعبه كل الحقوق والحريات، وزاد على ذلك، متعة الرفاه الاقتصادي والتكنولوجي والحضاري، بخلاف الحاكم العربي، الذي جسد أسوأ نموذج للنظام القمعي البوليسي، وأول عدو لرفاهية وتطور الشعب، الذي لا يقف به شعور مرارة المقارنة، عند سلبيات نموذج الملك العضوض، كإرث سائد في حياة المجتمع العربي والإسلامي، بل يتجاوز ذلك، إلى التشكيك في صلاحية نظرية الحكم في الدين الإسلامي، والميل إلى الاقتناع بعدم جدواها، وأن العلمانية هي الحل.
رغم حالة التصدع والتشظي، الذي أصاب وحدة وبنية المجتمع العربي والإسلامي، إلا أن قضية فلسطين – كما أسلفنا – كانت محل توافق واتفاق، بين جميع فئات وتيارات الشعوب، ومن أجلها اتحد العلماني مع المتدين، والقومي الاشتراكي مع الليبرالي الرأسمالي، والتقى تيار الحداثة المنفتح، مع التيار السلفي الأصولي المتطرف، على قاعدة تحرير فلسطين، كما أن إعلان أي حزب سياسي أو أي تيار فكري، عن تبنيه دعم مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، كان كفيلا بمنحه شعبية وقبولا، يتجاوز كل الحدود المذهبية أو الطائفية أو الفكرية، ويجعله الأوسع انتشارا وتأييدا، وهو ما تجسد في الساحة العربية والإسلامية، حين تبنت جماعة الإخوان المسلمين، حملات جمع تبرعات مالية لدعم مجاهدي غزة، كخطوة جريئة وقوية – لم تجرؤ على فعلها الأنظمة – في سياق الانتصار الفعلي للقضية وتحرير القدس والمقدسات، وهذا الدور منح جماعة “الإخوان المسلمين”، حضورا قويا في الساحة السياسية والاجتماعية، وحصانة شعبية مطلقة، ضد ملاحقات وقمع النظام الحاكم، الذي تراجع في موقفه منها تدريجيا، تحت ضغط التعاطف الجماهيري الواسع معها، حيث بادرت إلى استغلاله أكبر استغلال، في تسريع تحولها الوظيفي، من مسار البناء الديني الاجتماعي، إلى مسار صناعة المشهد السياسي، في دور المعارضة أولا، ثم التفرد بالحكم ثانيا، كل ذلك تحت عنوان نصرة غزة وتحرير القدس، لكنهم اليوم وبينما غزة أحوج ما تكون إلى النصير والمعين والمساند، قد انقلبوا على أعقابهم، ونكثوا عهدهم مع الله، ووقفوا في الطرف المعادي لغزة، أو الصامت “المحايد” حسب تعبيرهم، انطلاقا من مبررات نعرات طائفية، ونزعات تكفيرية، منبعها الفكر اليهودي المتطرف، لا تمت إلى الإسلام بصلة، وهي ذات العبارات التي رددها المدعو “افيخاي ادرعي”، الناطق باسم عصابات الكيان الإسرائيلي الإجرامية، وهنا نتوقف لنسأل “إخوان” غزة، الذين طالما صموا آذاننا بشعارات نصرتها، لنقول لهم؛ أين أنتم مما يجري في غزة، من حرب إبادة جماعية بكل وحشية وإجرام، حيث جمع العدو الصهيوني والأمريكي على إخوانكم، القتل قصفا والموت جوعا، ما موقفكم من أعداء غزة؟ ما موقفكم من قتلة أطفال ونساء غزة، بأي وجه ستلقون الله؟

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي واسع يستهدف رفح وغزة وخانيونس فجراً

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم الأحد، 30 نوفمبر 2025 ، ست غارات جوية على مناطق شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ، ما أسفر عن حالة من الخوف والذعر بين السكان المحليين.

وتأتي هذه الغارات ضمن سلسلة تصعيد ميداني متواصل في جنوب القطاع، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي ورصد القوات على الأرض.

وتشهد مناطق متفرقة من قطاع غزة تصعيدا ميدانيا لافتا، حيث نفذت قوات الجيش الإسرائيلي عملية نسف شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، تزامنا مع قصف مدفعي مكثف داخل الخط الأصفر في المنطقة ذاتها.

وفي الشمال، فتح الطيران المروحي الإسرائيلي نيرانه بكثافة شرقي جباليا، ما يفاقم حالة التوتر والقلق في المناطق المحيطة ويشير إلى اتساع رقعة العمليات في أكثر من محور بالقطاع.

وأطلقت آليات الجيش الإسرائيلي نيرانها بكثافة قرب محور موراج شمالي مدينة رفح، ما أسفر عن حالة من التوتر والقلق في المناطق المحيطة.

وفي الوقت ذاته، نفذت الطائرات الحربية سلسلة من الغارات التي طالت حي الشجاعية وحي التفاح شرقي مدينة غزة، إضافة إلى استهداف مخيم البريج وسط القطاع. وقد تسببت هذه الغارات في حالة استنفار واسع داخل الأحياء المستهدفة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فتوح : العيون تتجه نحو استكمال انتخابات الشبيبة في غزة فتح: شعبنا ماض نحو إنجاز مشروعه الوطنيّ وتجسيد دولته المستقلة حماس: الاحتلال لن يحصل على صورة استسلام من مقاتلي المقاومة في رفح الأكثر قراءة إذاعة الجيش: حماس جمعت بيانات حساسة عن ميركافا 4 قبل هجوم 7 أكتوبر الاحتلال يعتقل 6 مواطنين بينهم طفل في الخليل يديعوت : قرار القوة الدولية بغزة سيصدر عن واشنطن خلال أسابيع وزارة الصحة تطلق الجولة التاسعة للتبرع بالدم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أونروا: إسرائيل تحتجز المساعدات وغزة تواجه كارثة إنسانية
  • البرلمان العربي يهنئ الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54
  • مستوطنون يعتدون على بئر ماء برام الله ويشقون طريقا بالخليل ويقتحمون تجمعا بالقدس
  • تصعيد إسرائيلي واسع يستهدف رفح وغزة وخانيونس فجراً
  • إصابات بالاختناق بعد اقتحام إسرائيلي لقرية فلسطينية بالقدس
  • اقليم كوردستان يعلن حل معظم أعطال دانة غاز استعداداً لضخ الغاز
  • البرلمان العربي: يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني تجديد للالتزام الدولي بإنهاء معاناته
  • تقسيم المُقسّم.. هل يتكرر قرار 181 الأممي في الضفة وغزة؟
  • الشهيدُ أحمدُ الشيبة.. فتى النور الذي اختار طريق الخلود
  • ما الذي حدث عند الساعة 2:43؟.. طيّار إسرائيلي يكشف كواليس اغتيال رئيس أركان حزب الله