الحراك السياسي يتقدّم.. هل يلبّي الأفرقاء نداء اللقاء الثلاثي؟!
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
في وقتٍ تستمرّ الآلة الحربيّة الإسرائيليّة بارتكاب المجازر الوحشيّة والدمويّة على امتداد المساحة الجغرافية اللبنانية، ولا سيما في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أن توفّر مناطق أخرى متى شاءت، تنشط الاتصالات السياسية على أكثر من مستوى، في محاولة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء العدوان، ولكن أيضًا لتحريك الاستحقاقات السياسية المجمّدة، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.
ضمن هذه الاتصالات، برز ما وُصِف بـ"اللقاء الثلاثي" الذي عقد قبل أيام في عين التينة، وجمع إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وخرج عنه بيان مشترك أكد التزام لبنان بالنداء الذي صدر عن دول عدّة لوقف إطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701، بالتوازي مع انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة.
وعلى الرغم من بعض الانتقادات "الشكلية" للقاء، بمعزل عن مضمونه "الوطني"، فإنّ ما يتّفق عليه الجميع أنّ النداء الذي صدر عنه أسّس لمروحة جديدة من الاتصالات، "أنعشت" في مكانٍ ما الحراك السياسي، بموازاة الجبهات العسكرية المفتوحة على مصراعيها، كما حرّك ملف انتخاب الرئيس، الذي يدرك الجميع ضرورة وجوده لمواكبة مرحلة المفاوضات، فهل يتّحد مختلف الأفرقاء، بمعزل عن خلافاتهم، ليلبّوا "النداء الثلاثي"، إن صحّ التعبير؟
أهمية الموقف اللبناني "الموحّد"
ينطلق العارفون من الدينامية التي تجلّت في اللقاء الثلاثي بين ميقاتي وبري وجنبلاط، والتي استُكمِلت بمجموعة لقاءات ثنائية عقدت بينهم وبين مختلف الكتل النيابية، للحديث عن موقف جامع أسّس له هذا الاجتماع، يقوم على عناوين وطنية خالصة، لوضع حدّ للعدوان الإسرائيلي المتمادي ضدّ لبنان، قوامها تنفيذ النداء الدولي الذي وافقت عليه عشر دول لوقف إطلاق النار لمدّة 21 يومًا، يصار خلالها إلى استكمال المفاوضات للوصول إلى حلّ دبلوماسي.
وعلى الرغم من انتقاد البعض لغياب المكوّن المسيحي عن هذا اللقاء في الشكل، وهو ما يعزوه البعض إلى المواقف المسبقة لبعض الأطراف، ولا يعكس بأيّ شكل من الأشكال رغبة بعزل أيّ طرف، أو إنشاء "جبهة" من أيّ نوع، فإنّ أهميته تبقى في المضمون المتّفَق عليه بين جميع الأطراف، والذي أكّدت عليه القوى المسيحية بعد ذلك، ويقوم على توحيد الجهود من أجل وقف إطلاق النار، والعمل مع المعنيّين من أجل الوصول إلى حلّ دبلوماسيّ.
ولعلّ الإشارة الواضحة والصريحة في هذا البيان وما تلاه من مواقف رسمية، إلى القرار الدولي 1701، وضرورة تطبيقه كاملاً، تكتسب أهمية استثنائية، ولا سيما لجهة "إرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني؛ ليقوم بمهامه كاملةً بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب"، علمًا أنّ هذا الأمر يشكّل "جوهر" النداء الدوليّ، بما يتيح التعاون الكامل بين الجيش وقوات اليونيفيل، علمًا أنّ هناك من يؤكد انفتاح "حزب الله" على هذا الخيار.
انتخاب الرئيس "الوفاقي"
في بيان اللقاء "الثلاثي" أيضًا إشارة أثارت اهتمام الكثيرين، في ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، حيث دعا المجتمعون الشركاء في الوطن إلى "سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يُطمئن الجميع ويُبدّد هواجسهم"، وهو ما فُسّر إيجابًا بالنسبة إلى العارفين، للعديد من المؤشّرات التي توحي بليونة مستجدّة.
من هذه المؤشّرات مثلاً الحديث عن رئيس "وفاقي" تحديدًا، بحيث لا يكون محسوبًا على أيّ طرف، وهو ما يمكن أن يُفهَم على أنّه تبنّ لـ"الخيار الثالث" الذي قيل سابقًا إنّه يحظى بدعم دوليّ، ولو أنّ هناك من يصرّ على اعتبار هذا المرشح أو ذاك "وفاقيًا" بشكل أو بآخر، علمًا أنّ الأهمّ من ذلك بحسب كثيرين، عدم الإشارة بالمُطلَق إلى الحوار الذي كان يُعتبَر "شرطًا" للانتخاب، وقد أضحى بحدّ ذاته بندًا خلافيًا على الطاولة.
ويقول العارفون إنّ هذه المؤشرات تعكس في مكانٍ ما اقتناع جميع الأطراف بأنّ انتخاب الرئيس الذي يشكّل نقطة تقاطع بين المعسكرين، بات أكثر من ضروري في هذه المرحلة، بمعزل عن كل الخلافات السابقة التي أحاطت بهذا الاستحقاق، ولا سيما أنّ وجود هذا الرئيس لم يعد ترفًا في ظلّ المتغيّرات الكبرى الحاصلة، حتى يكون لبنان حاضرًا على طاولة المفاوضات، وقادرًا على التعبير عن موقف واحد موحّد من الحرب المستمرّة ضدّه.
رسم البيان الصادر عن اللقاء الثلاثي، والمتناغم مع النداء الدولي حول الحرب على لبنان، "خريطة طريق" الحلّ الدبلوماسيّ المنشود، بدءًا من وقف إطلاق النار كمدخل لتطبيق القرار الدولي 1701، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون قادرًا على الجمع بين اللبنانيين في إحدى أكثر المراحل حساسيّة وخطورة، خريطة طريق قد لا يكون البديل عنها سوى تعميم "الكارثة" بما لا يقوى أحد على تحمّله!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اللقاء الثلاثی إطلاق النار انتخاب رئیس
إقرأ أيضاً:
"سوا" تنشر بنود مقترح ويتكوف الجديد الذي سُلّم لحماس واسرائيل
كشفت وكالة سوا الإخبارية، مساء اليوم الخميس، 29 مايو 2025، عن بنود مقترح ويتكوف الجديد الذي سُلّم لحركة حماس واسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإبرام صفقة تبادل.
وفيما يلي نص الإطار التفاوضي كما وصل وكالة سوا:
الإطار التفاوضي بشأن اتفاق لوقف إطلاق نار دائم
وفق مقترح المبعوث الامريكي
1- المدة: وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما. يضمن الرئيس ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.
2- إطلاق سراح الرهائن: سيتم إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و 18 رهينة إسرائيليا متوفى، من قائمة الـ58 ليتم إطلاق سراحهم في اليومين الأول والسابع - نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و 9 متوفين) سيتم إطلاق سراحهم في اليوم الأول من الاتفاق. النصف المتبقي من الرهائن (5 أحياء و 9 متوفين) سيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.
3- المساعدات الإنسانية: سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار. سيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها ستشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
4- الأنشطة العسكرية الإسرائيلية: ستتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند بدء سريان الاتفاق. خلال فترة وقف إطلاق النار، سيكون هناك توقف للحركة الجوية (العسكرية والاستطلاعية) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، أو 12 ساعة يوميا خلال الأيام التي يتم فيها تبادل الرهائن والأسرى.
إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي:
. في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و 9 متوفين)، سيتم إعادة الانتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وممر نتساريم، وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى خرائط يتم الاتفاق عليها.
. في اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و 9 متوفين)، سيتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى خرائط يتم الاتفاق عليه.
ستقوم الفرق التقنية بوضع حدود إعادة الانتشار النهائية خلال المفاوضات.
المفاوضات: في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء - الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، بما يشمل:
مفاتيح وشروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
القضايا المتعلقة بإعادة انتشار وانسحاب القوات الإسرائيلية والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة
الترتيبات المتعلقة بـ "اليوم التالي" في قطاع غزة والتي قد تطرحها أي من الجانبين.
الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم.
الدعم الرئاسي: الرئيس جاد بشأن التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار ويصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، إذا تم اختتامها بنجاح باتفاق بين الطرفين، ستؤدي إلى حل دائم للصراع.
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين: مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، ووفقًا لشروط المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير 2025 بشأن الرهائن والأسرى، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و 1,111 معتقلاً من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.
مقابل الافراج عن رفات 18 رهينة إسرائيلية، ستفرج إسرائيل عن 180 جثمان فلسطيني من غزة.
سيتم التنفيذ بشكل متزامن وفق آلية متفق عليها وبدون مظاهر أو احتفالات علنية. سيجري نصف هذه الإفراجات في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم السابع.
وضع الرهائن والأسرى: في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير الحالة الطبية / إثبات الوفاة) لكل من الرهائن المتبقين. بالمقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وأعداد الشهداء الغزيين المحتجزين في إسرائيل. تلتزم حماس بضمان صحة وسلامة وأمن الرهائن خلال فترة وقف إطلاق النار.
الإفراج عن الرهائن المتبقين عند التوصل لاتفاق: يجب الانتهاء من التفاوض بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار خلال 60 يومًا. عند التوصل إلى اتفاق، سيتم الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين (الأحياء والمتوفين) من "قائمة الـ58" التي قدمتها إسرائيل. إذا لم تُختتم المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال الفترة المذكورة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ومدة يتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين طالما أن الطرفين يفاوضان بحسن نية.
الضامنون: سيتولى الوسطاء - الضامنون (الولايات المتحدة، مصر، قطر) ضمان استمرار وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا ولأي تمديد متفق عليه، وسيضمنون إجراء مناقشات جادة بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار، وسيبذلون كل جهد ممكن لضمان إتمام المفاوضات المذكورة أعلاه.
المبعوث المشرف: المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف، سيأتي إلى المنطقة لاستكمال الاتفاق. سيتولى ستيف ويتكوف رئاسة المفاوضات.
إعلان الرئيس ترامب: سيعلن الرئيس ترامب شخصيًا عن اتفاق وقف إطلاق النار. تلتزم الولايات المتحدة والرئيس ترامب بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين محدث: حماس: تسلمنا من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وندرسه بمسؤولية "الألكسو" تُصادق على مجموعة من القرارات لصالح فلسطين مصطفى: خطط استراتيجية وتحرك سريع لإعادة الحياة إلى غزة بعد وقف الحرب الأكثر قراءة تفاصيل محادثات ترامب ونتنياهو بشأن الوضع في غزة الأمم المتحدة: استشهاد 148 امرأة وطفلا و9 صحافيين في غزة الهلال الأحمر : فقدنا 29 طفلا في غزة بسبب الجوع خلال الأيام الماضية الأغذية العالمي : دخول مساعدات محدودة لغزة لا يكفي لدرء المجاعة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025