نشر موقع “صدى البلد”، عددًا من الأخبار المهمة في مجالي المرأة والمنوعات خلال الساعات الماضية، حيث تم التطرق إلى أهم الموضوعات التي أثارت الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت اهتمامًا من قبل مُتابعي السوشيال ميديا، ومن أبرزها: نصائح مهمة يجب اتباعها عند تناول أدوية السيولة، الطريقة الصحيحة لقياس ضغط الدم، النصب والديون وعودة نكهة الكباب في المنزل، لماذا يسبب التدخين سرطان الرئة؟، سر تسوية الكباب لـ «صبحي كابر»، وغيرها.

 

نشرة المرأة والمنوعات

 

 

لتجنب آثارها السلبية.. نصائح مهمة يجب اتباعها عند تناول أدوية السيولة

 

تخطّت الـ90 ألف جنيه.. سعر إطلالة هنا الزاهد في أبوظبي تثير الجدل|شاهد

 

وضع الذراع.. تعرف على الطريقة الصحيحة لقياس ضغط الدكن

 

أزمة صبحي كابر .. بين النصب والديون وعودة نكهة الكباب في المنزل

 

ترميم الضرر.. لماذا يسبب التدخين سرطان الرئة؟

 

سر تسوية الكباب لـ «صبحي كابر» لتحضير نكهة مميزة في المنزل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المرأة والمنوعات نشرة المرأة والمنوعات ضغط الدم الكباب التدخين سرطان الرئة صبحي كابر السيولة صبحی کابر

إقرأ أيضاً:

السَماقِيَّة... نكهة من زمن الحصار

في هذا المقال الشخصي التأملي، أعود إلى طبقٍ فلسطيني لم أعرفه إلا صدفة «السَماقية» لأجد فيه مرآة لذاكرة جماعية، ونقطة تماس بين الطهو والأخبار، النكهة والكرامة، المطبخ والحصار. من مسقط إلى عمّان، إلى صوت غزة في ذلك البيت البعيد الذي نسكنه دون أن نبلغه، ينكشف المعنى الأعمق لطبخة لا تُنسى، حتى حين لا تُطهى.

نشأت في الخليج، ومرت طفولتي دون أن أتذوق السماقية، هذا الطبق الفلسطيني الغريب في اسمه، الكثيف في مكوناته. لم أسمع به إلا بعد سنوات، حين انتقلت إلى الدراسة في الأردن، وهناك تعرفت إلى عائلات فلسطينية أصبحت قريبة من قلبي. درستُ بينهم، ودخلت بيوتهم، وخرجنا في رحلات مشتركة، وأكلت من طعامهم، حتى شعرت أنني أعيش معهم لا بينهم.

صرنا نتابع الأخبار كما يتابع الناس مواعيد الوجبات. التحليل والنقاش والنظر إلى ما وراء العناوين صار جزءًا من يومي، عادةً لا تُفوّت.

ثم تزوجتُ من فلسطين. لم تكن المسافة قصيرة بينه وبين غزة، لكنّ غزة لم تكن يومًا بعيدة عنه. كنت أراه يتابع أخبارها باهتمام عميق، يتألم، يحلل، ويستخرج من بين السطور ما لا يُقال علنًا. وكنتُ أشاركه تلك المتابعة، لكنني كنت دائمًا أشعر أنني أتابع بعين واحدة، بينما يرى هو الصورة كاملة.

وذات مساء، خطر في بالي أن أسأله عن السَماقية، كان اسمها قد تكرر على لسانه عابرًا، لكن حين طلبت منه أن يشرحها، اكتشفت شيئًا آخر. شَرَحَها بتفصيل مُحبّ، كأنما يسرد سيرة، لا وصفة. عندها فقط أدركت أن في فلسطين، حتى الطعام يُروى، ويُحلل، ويُقاوم.

السَماقية ليست مجرد وجبة؛ إنها طبق الذاكرة والطقس والوفرة. تتكون من السَلق الطازج، والسَماق، وعين جرادة، والحُمص، والطحينية، واللحم، والبصل، والثوم، والفلفل، والملح، ودقيق أبيض، وزيت الزيتون. وتُطهى على نار هادئة، لساعات، بتأنٍ لا يقبل الاستعجال. وفي تلك التفاصيل رأيت وجهًا آخر للفلسطيني الذي يتابع الأخبار. تمامًا كما تُغسل أوراق السلق واحدة تلو الأخرى، ويُنقع الحمص، ويُفرك السَماق، يُقشر الفلسطيني طبقات الخبر ليصل إلى جوهره. لا يكتفي بسماع النشرات، بل يُغربل التصريحات، ويزن المواقف، ويقرأ ما بين السطور.

وهذا ليس أمرًا طارئًا، بل امتدادٌ لسنوات طويلة من الحصار والاحتلال، حيث بات الفلسطيني يتقن العيش في الزمن المعلّق، دون أن يفقد حدة حواسه.

تحمّل الأخبار في غزة ليس رفاهًا ولا خيارًا، بل مهارة حياتية تُمارَس كما تُحضَّر الوجبة: بحواس مفتوحة، وحذر دائم، ونَفَس طويل. فكما يُتقن إعداد السماقية بطقوسها الدقيقة، يُتقن الفلسطيني أيضًا تحليل المشهد السياسي: يحتاج إلى صبر، ومعرفة متوارثة، وإحساس داخلي بأنّ ما تحت النار أهمّ مما يظهر على السطح.

لكن شيئًا في هذه المعادلة انكسر

في غزة اليوم، لم تعد السَماقية تُطهى. لا لأن الناس نسوا وصفتها، بل لأنهم لا يملكون مقاديرها. لم تعد الأمهات ينقعن الحمص، ولا يُفرمن السلق، ولا يُقلبن المزيج على نار هادئة. تراجعت كل تلك الطقوس أمام سؤال أكثر إلحاحًا: هل هناك ما نأكله؟

يُحاصَر الطحين، يُمنَع الدواء، ويموت الأطفال وكبار السن، وهم ينتظرون المساعدات التي لا تصل، أو تصل متأخرة.

لم يعد التجويع مجرد وسيلة ضغط، بل تحوّل إلى سياسة لمحو الحياة اليومية. حين تُمنع الأسرة من الطهو، يُسلب منها أحد أبسط أشكال السيادة على الذات: تنظيم الوقت، واختيار الطعم، وصياغة اليوم على إيقاع الطبخ.

في المطبخ الفلسطيني، لم تكن النكهة أمرًا ثانويًا. كانت امتدادًا للكرامة. أن تُضبط السَماقية كما ينبغي، أن يُضاف السَماق في توقيته، أن تُزيَّن الوجبة بزيت الزيتون، كل هذا لم يكن عن الترف، بل عن احترام الذات؛ تقديرها ورفعتها.

ولهذا، حين تُحرم غزة من الطهو، يُنتزع منها شيء أكبر من الطعام: الحق في الذوق، في الذاكرة، في أن تعيش يومها كما تحب، لا كما يُفرض عليها.

«النكهة مقاومة» ليست عبارة شعرية فحسب، بل حقيقة فلسطينية. أن تطبخ أكلة ذات طعم واضح، أن تختار مكوناتها وتوقيتها، يعني أنك لم تُجرد من إنسانيتك.

وفي السَماقية تحديدًا، بطعمها الحامض الكثيف، توجد طبقات من المعنى: مرارة الواقع، سخونة الموقف، وحدة المذاق.

لهذا، حين يُمنع الفلسطيني من إعدادها، يُحرم من تذوق الماضي، ويُبعد عن سردية الأرض، ويُترك مع ما لا نكهة له، بعد أن فقد القدرة على الطهو، وفقد المواد، وفقد حتى انتظار الوجبة؛ لا يبقى له إلا الموت المتربّص عند كل تكية طعام، محاطة بالرصاص من الجهات الأربع.

في قصيدته «حالة حصار»، كتب محمود درويش:

«الحصار هو الانتظار

هو الانتظار على سلّم مائلٍ وسط العاصفة

هو الجوع من دون أن تموت

هو العطش من دون أن تموت

هو الموت من دون أن تموت».

تتردد هذه الصورة في ذهني كلما فكرت في غزة، حيث لم يعد الانتظار انتظارَ فرجٍ أو انفراجةٍ عابرة؛ فالفلسطيني في غزة، في ظل حرب الإبادة والتطهير، تجاوز أحلام العائد المؤقت، وتلاشت أمام عينيه أبسط أشكال التطلّع. صار انتظار كيس طحين، أو جرعة ماء، أو لحظة طهو، عبئًا لا مرسى له ولا أفق.

وفي شعر سميح القاسم أيضًا، تتردد رمزية الأرض والخبز، إذ يقول:

«يموت العصفور في وطني من الجوع،

وتفيض غلالنا في صوامع الغاصب!»

بين الجوع والمحو، بين الحصار والخبز، يصبح الطهو في فلسطين أكثر من مجرد فعل يومي: يصبح إثباتًا للهوية، ورفضًا للاختفاء.

وإن كان إدوارد سعيد قد دافع عن الرواية الفلسطينية في وجه الإلغاء الثقافي، فإن الإصرار على مكونات السماقية هو امتداد للحفاظ على الأرض التي تستحق الحياة، وعلى فلسطين التي تسكن الذاكرة. فكل ورقة سلق تُغسل، وكل حبّة حمص تُنقع، وكل قطرة زيت تُضاف، هي رفض ناعم للحصار، لكنها رفض لا يُنسى.

لهذا، كلما سمعتُ باسم السَماقية، لا أفكر في مزيج السماق واللحم والسلق، بل في مفارقة دامغة: أكلة تُطهى في الأعياد، في بيوت عامرة بالبهجة والمواويل الطازجة، بينما تُنتشل أجساد الغزيين اليوم نحيلةً من تحت الركام، كأنها قادمة من مجاعة لا من وطن.

كانت السَماقية تُطهى على نار هادئة، في انتظار فرحٍ عائلي لا يخيب، وتُقدَّم في صحون غزيرة لا تفرغ. واليوم، لا تملك غزة لا النار، ولا المواد، ولا الوقت.

حتى البيوت التي كانت تفيض بالأغنية، صارت تفيض بالدم.

وحتى الذكرى، صارت توجع.

رغم الألم والتجويع، والصمت الدولي السياسي على إبادة الغزيين، يبقى الأمل راسخًا، أولًا في رحمة الله تعالى، ثم في قوة الشِّعر وكَلمته، التي تُذكّرنا بأنّ المقاومة ليست فقط في البقاء، بل في الحفاظ على الذاكرة والحياة، رغم الحصار كله:

«لا أريد لهذا الشعر أن يموت

لا أريد لهذا الحصار أن يستمر

لا أريد أن تُمحى الذاكرة

ولا أن تُدفن الأرض مع الأشجار»

مقالات مشابهة

  • الشاي الساخن مع التدخين: عادة يومية قد تفتح أبواب السرطان وأمراض القلب
  • نشرة المرأة والمنوعات | كيف تساعدك التغذية في علاج تكيس المبايض؟.. هل نقع اللوز سر خسارة الوزن؟
  • الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب
  • نشرة المرأة والمنوعات | كيف ينتقل مرض شيكونغونيا البشر بعد اجتياحه أوروبا؟.. مخاطر صحية لعدم غسل ملاءات السرير
  • لأول مرة.. مستشفى في بابل تنجح بعلاج طفل من سرطان الدم
  • السَماقِيَّة... نكهة من زمن الحصار
  • نشرة المرأة والمنوعات | التهاب الكبد الوبائي يُسبب مرضًا خطيرًا.. أطعمة تقوى الذاكرة للأطفال
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاض نفاسا؟.. حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟
  • هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاص نفاسا؟.. الإفتاء تجيب
  • احذر الحكة بعد الاستحمام.. قد تكون أكثر من مجرد جفاف في الجلد!