أسباب غياب كريستيانو جونيور عن منتخبات البرتغال
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
ماجد محمد
لفت النجم البرتغالي كريستيانو جونيور، نجل كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر الأنظار بأدائه الرائع خلال الشهور الماضية .
ورغم تألق كرستيانو جونيور في فئته العمرية تحت 15 عاما، لكن كل ما قدمه مع الفريق على مدار أشهر لم يكن كافيًا لنراه يمثل أحد فرق شباب المنتخب البرتغالي في تلك الفترة، في الوقت الذي يمثل فيه أكثر من لاعب منتخب البرتغال تحت 15 سنة وهم في نفس عمره
ويحظى كريستيانو جونيور دومًا بالكثير من الحب والحماية من أفراد أسرته وبالأخص والده كريستيانو رونالدو، الذي كان النجل الأول بالنسبة له منذ سنوات لعبه في ريال مدريد.
قد تكون تلك الحماية هي أحد أسباب غياب كريستيانو جونيور عن تمثيل المنتخبات البرتغالية بمختلف الفئات العمرية في الوقت الحالي، في ظل الرغبة المستمرة من نجم النصر الكبير في أن يحافظ على نجله وأن يجعله يلعب على المستوى الدولي في الوقت الذي يناسب بناء شخصيته دون استعجال أو وضع ضغوط غير مفيدة عليه في الوقت الحالي.
بنظرة سريعة على قوائم منتخبات البرتغال تحت السن، بالتحديد بين الـ15 والـ16 والـ17 سنة سنجد أن الأسماء كافة التي تنضم لتلك الفرق تلعب لصالح أندية برتغالية.
ويظهر الاستثناء الوحيد في منتخب تحت 18 عاما، حيث يضم لاعبَين فقط من خارج الحدود، وكلاهما يلعبان في فرنسا الأول يدعى تياغو جونسالفيش ويلعب لليون، والآخر دانييل ماركيز ويلعب لباريس سان جيرمان.
عانى برشلونة قبل سنوات من عقوبات كبيرة بسبب خرقه قواعد تخص تنظيم علاقته باللاعبين الأصغر سنًا في أكاديمية “لا ماسيا”، وتم إيقاف القيد فترتين.
كان ذلك بسبب قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” التي تُجبر الأندية على عدم التوقيع مع أي لاعب لا يقيم في نطاق جغرافي 100 كيلو مترًا من النادي، وأن عمره بين 16 و18 عامًا.
لا توجد قواعد معلنة تخص تمثيل المنتخبات في هذا الجانب، لكن ربما للأمر علاقة بالجدوى الاقتصادية والفنية من ضم لاعبين من أندية خارج البرتغال في تلك الأعمار، في ظل غياب وجود تمثيل في بطولات رسمية كبرى، وفي ظل حاجة هؤلاء اللاعبين لرعاية كبيرة لفترات طويلة في معسكرات المنتخبات يصعب توفيرها في تلك المراحل.
اتضح من خلال متابعة قوائم المنتخبات البرتغالية في الفئات السنية الصغيرة أن اختيارات المدربين لتلك الفئات تكون ذات معايير مرتفعة للغاية.
بعيدًا تمامًا عن فكرة أماكن معيشة هؤلاء اللاعبين، فمثلًا منتخب تحت 15 سنة يتكون من عناصر تلعب لفرق تحت 17 سنة في أنديتها.
مثلًا أصغر عناصر تلك التشكيلة هو جواو بريتو، ويرتدي شارة قيادة الفريق، لكنه يلعب في نادي بورتو تحت 17 سنة، في نادي من فئة عمرية أكبر من عمره بعامين.
حالة بريتو ليست استثنائية، حيث تمثل الأمر الواقع بالنسبة لغالبية الفريق، مع وجود استثناءات قليلة للغاية، مما يعني أن معايير الاختيار في تلك الفئة السنية الصغيرة تكون مرتفعة للغاية.
وقد يكون السر وراء عدم تمثيل كريستيانو جونيور لأي منتخب من منتخبات البرتغال في الفئات العمرية المختلفة في الوقت الحالي، هو امتلاك اللاعب لأكثر من جنسية وربما رغبته في التأني في اختيار المنتخب الذي سيلعب له لبقية حياته.
سيرغب جونيور على الأرجح في السير على خطى والده وتمثيل البرتغال، لكنه قانونيًا يستطيع اللعب لثلاث منتخبات، هي إلى جانب منتخب البرتغال المنتخب الأمريكي؛ إذ ولد في الولايات المتحدة، وكذلك المنتخب الإسباني الذي نال جنسيته في فترة وجود والده في صفوف ريال مدريد.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: رونالدو كرستيانو جونيور منتخب البرتغال کریستیانو جونیور منتخبات البرتغال فی الوقت فی تلک
إقرأ أيضاً:
سكان تعز يواجهون العطش بمياه ملوثة وسط غياب الرقابة
في وقتٍ تُقاس فيه قيمة الحياة في مدينة تعز بقطرات من الماء، يرزح سكان المدينة تحت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تعيشها منذ سنوات الحرب. أزمة مياه الشرب، تضاعفت حدتها في الأسابيع الأخيرة، ولم تعد مجرد مشكلة خدمية، بل باتت تهديدًا حقيقيًا لحياة مئات الآلاف من السكان، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للجوء إلى حلول بدائية وخطيرة لمجرد البقاء على قيد الحياة.
وسط هذا العطش الحارق، لم تجد الدولة طريقها إلى المدينة، لا من مناطق سيطرة الحوثيين في الحوبان، ولا من طرف سلطة الإخوان داخل المدينة، في ظل عجز كامل عن توفير الحد الأدنى من حلول الطوارئ، وترك السكان يواجهون مصيرهم المجهول، بين لهب الصيف وملوحة المياه.
في حديث خاص، أطلق أحد سكان مدينة تعز نداء استغاثة عاجل، قال فيه: "أصبحنا نشرب من آبار قديمة لا تصلح حتى للحيوانات. أصحاب الصهاريج يملؤون منها ويبيعون لنا الماء بأسعار خيالية، وهذه المياه ملوثة، وتتسبب بأمراض سرطانية وبكتيرية خطيرة". وأضاف أن أسعار المياه أصبح يفوق الخيال وقدرة المواطن البسيط، ما يعني أن تأمينه أصبح رفاهية لا يستطيع تحملها إلا القليل من الأسر.
ووفق شهود محليين في مديرية جبل حبشي بني عيسى، أن هناك آبار، مهجورة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، أصبحت منافذ ربح كبيرة للتجار وملاك الصهاريج الجشعين الذين يستغلون الأزمة لتعبئة آلاف اللترات من المياه غير النظيفة لبيعها على المواطنين في المدينة. مضيفين أن الرقابة على عملية بيع الماء "السام" منعدمة، حيث يجني التجار ملايين الريالات شهريًا من بيع تلك المياه.
وتؤكد مصادر محلية: "تقع تعز بين سلطتين تتنازعان وتقايضان عطشنا بالسياسة". فمن جهة، تواصل مليشيا الحوثي منع ضخ المياه من آبار المؤسسة العامة للمياه في منطقتي حوجلة وحيْمة عبر شبكة المياه الرسمية، وتحتجز في كثير من الأحيان صهاريج المياه القادمة من الحوبان".
ومن الجهة الأخرى، تعيش مناطق سيطرة الحكومة في المدينة الواقعة تحت سيطرة الإخوان حالة من الشلل الإداري التام، والتخبط في إدارة الأزمات، وانعدام البدائل، ما يجعل تعز مدينة عطشى، لا لشيء سوى أنها وجدت نفسها مشطورة بين طرفين يتنازعان على سلطة لا توفر حتى الماء.
ورغم إعلان الحوثيين مؤخرًا عن فتح منفذ الحوبان "لأسباب إنسانية" والسماح بدخول الصهاريج، إلا أن المياه التي تدخل تُباع للمواطنين على نفقتهم، وبعضها لا يخضع لأي رقابة صحية. كما أن سلطات الحوثي قامت في عدة مناسبات باحتجاز الصهاريج أو فرضت عليها أسعارًا محددة، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن ما تمارسه إسرائيل على معبر رفح في غزة، وفق تعبير سكان المدينة.
مع غياب البدائل، يقول أطباء محليون إنهم بدأوا يرصدون ارتفاعًا في الحالات المرتبطة بتلوث المياه، كالإسهالات الحادة، والتهابات الجهاز الهضمي، بل وحتى أعراض لأمراض مزمنة وسرطانية، نتيجة شرب مياه محملة بالبكتيريا والملوثات.
وما يزيد الوضع تعقيدًا أن المواطنين لا يملكون خيارًا آخر، في ظل تجاهل تام من السلطات المحلية، وضعف دور المنظمات الإنسانية التي اكتفت ببيانات الإدانة دون تدخل ميداني يخفف المعاناة أو يضمن توزيعًا عادلًا للمياه النظيفة.
وقال مصدر محلي: "ما يجري في تعز ليس مجرد أزمة مياه، بل جريمة جماعية بالصمت والتقاعس. مدينة تتآكل ببطء، ليس من القذائف، بل من الجفاف، والتجار، والساسة، وكل من يقف مكتوف الأيدي أمام معاناة سكانها. مضيفًا: "إذا لم يُكسر هذا الجدار السياسي والإداري الذي يقف بين المدينة وحقها في الحياة، فإن تعز لن تموت برصاص القناصة، بل بقطرة ماء ملوثة، يشربها طفل هرب من الموت عطشًا، فقتله التسمم".