استقبل فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- اليوم الخميس، وفدًا رفيع المستوى من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، برئاسة الدكتورة مشيرة أبو غالي؛ لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات دعم الشباب والحفاظ على هُويَّتهم الدينية والعربية.


وخلال اللقاء أكَّد فضيلةُ المفتي على أهمية الاهتمام بالشباب باعتبارهم القوة الدافعة للمستقبل، مشددًا على ضرورة الحفاظ على هُويتهم الثقافية والدينية في ظلِّ التحديات الراهنة. كما أشاد بجهود مجلس الشباب العربي والمبادرات التي أطلقها في مصر والعديد من الدول العربية، مشيرًا إلى أهمية اللغة العربية باعتبارها عنصرًا جوهريًّا من عناصر الهُوية العربية.
وفي تصريحاته، قال فضيلة الدكتور نظير عياد: "إننا اليوم نواجه تحدياتٍ كبيرةً تهدِّد هُويتنا الدينية والعربية، خصوصًا مع الغزو الفكري الذي يستهدف الشباب ويعمل على تشويه هُويتهم وإشعارهم بالتراجع الحضاري. علينا جميعًا التصدي لهذا التراجع بالتمسك بقيمنا وأخلاقنا. إننا نعاني من أزمة أخلاقية عالمية، حيث أصبحت السيولة الأخلاقية واضحة في مجتمعاتنا، وهذه حرب شرسة لا يمكن الفوز فيها إلا بالتمسك بالأخلاق".
وشدَّد فضيلة المفتي على ضرورة مخاطبة الشباب بوسائل جذابة تواكب العصر، قائلًا: "الشباب اليوم يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا والمنصات الرقْمية، ولهذا قطعت دار الإفتاء شوطًا كبيرًا في التحول الرقْمي. نستخدم منصات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف الذكية، والموشن جرافيك، لتقديم رسائلنا بأسلوب يناسب الشباب ويجذب انتباههم".
كما أعرب فضيلته عن استعداد دار الإفتاء للتعاون مع مجلس الشباب العربي في مبادراته المستقبلية، ودعم المجلس في الملتقى الرابع للشباب العربي المزمع عقده العام المقبل. وأكَّد أن دار الإفتاء ستظل داعمة لهذه الجهود إيمانًا منها بأهمية إشراك الشباب في القضايا التي تمس مستقبل الأمة.
من جانبها، أشادت الدكتورة مشيرة أبو غالي، رئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، بالجهود الكبيرة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية تحت قيادة فضيلة المفتي للحفاظ على هُوية الشباب العربي وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال. كما أشارت إلى عدد من المبادرات التي أطلقها المجلس لحماية الهوية العربية، من بينها مبادرة "حراس التاريخ والهوية"، التي تهدُف إلى الحفاظ على الهوية العربية للقدس في مواجهة محاولات تشويه الحقائق وتزييف التاريخ. وأضافت: "القدس جزء لا يتجزأ من الهوية العربية والقومية، بما تحمله من مقدسات دينية وتاريخ عريق".
وتابعت الدكتورة مشيرة: "نحن نؤمن بأهمية توحيد الجهود والمواقف العربية لتعزيز الانتماء الوطني والقومي. كما أننا حريصون على تكثيف الجهود لتأهيل الشباب في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع احتياجات المستقبل. مبادرة إطلاق عام لشباب دول العالم الإسلامي تمثل خطوة مهمة نحو تمكين الشباب وتأهيلهم لمواجهة التحديات المستقبلية".
وأعربت الدكتورة مشيرة عن تطلع المجلس للتعاون مع دار الإفتاء المصرية في المبادرات المستقبلية، ودعمها للملتقى الرابع للشباب العربي المزمع عقده العام المقبل، مؤكدة على أهمية استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للتواصل مع الشباب وتعزيز قيم الوسطية والتسامح.
وفي ختام اللقاء، أهدت الدكتورة مشيرة أبو غالي فضيلة المفتي وسام "فارس بناء الوعي العربي" تقديرًا لجهوده الكبيرة في نشر الفكر الوسطي وبناء الوعي. من جانبه، أهدى فضيلته الدكتورة مشيرة درع الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
حضر اللقاء كل من الدكتورة مروة بغدادي، رئيس لجنة المسؤولية المجتمعية بمجلس الشباب العربي، والأستاذة أمل أمين، رئيس لجنة الإعلام، والأستاذ رضا صالح، مستشار المجلس للعلاقات الخارجية، والأستاذ محمد المخزومي، عضو المكتب التنفيذي عن ليبيا، والأستاذ محمد الهادي، عضو المكتب التنفيذي عن جزر القمر المتحدة، والأستاذة مهدو علي عمر، عضو المكتب التنفيذي عن جيبوتي.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

المملكة تشارك في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة الصناديق المشتركة للأمم المتحدة في بريطانيا

شارك ممثل المملكة العربية السعودية في مجموعة المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي، في الاجتماع رفيع المستوى الذي نظمته مجموعة الصناديق المشتركة التابعة للأمم المتحدة في جزيرة جيرسي البريطانية، بمشاركة ممثلي كبار الدول المانحة والمنظمات الإنسانية الدولية.

وأكّد الدكتور الغامدي خلال كلمته في الاجتماع أهمية تعزيز العمل المشترك والتكامل بين الدول المانحة ومؤسسات الأمم المتحدة لضمان الوصول العادل والفعال للمساعدات، لا سيما للفئات الأكثر تضررًا، كما أكّد حرص المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على الاستمرار في دعم الجهود الإنسانية العالمية، بما يسهم في حماية الأرواح وتحسين جودة الحياة في المجتمعات المتأثرة.

وأشار إلى أن المملكة تُعد من أبرز وأكبر المانحين الدوليين في المجال الإنساني، حيث قادت خلال السنوات الماضية مبادرات إنسانية وتنموية نوعية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، طالت أكثر من (107) دول حول العالم، وجرى تنفيذها بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية.

وأشاد المشاركون في ختام الاجتماع بالدور المحوري الذي تؤديه المملكة في دعم القضايا الإنسانية، مؤكدين أهمية استمرار هذا الزخم الدولي لضمان استدامة الاستجابة وتوسيع أثرها على الصعيد الميداني.

ويُعد الاجتماع محطة أساسية ضمن الجهود العالمية الرامية لتعزيز آليات التمويل والاستجابة للاحتياجات الإنسانية.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مباحثات مصرية ألمانية رفيعة.. عبد العاطي يستقبل فاديفول لبحث آفاق التعاون والتنسيق الإقليمي | صور
  • المملكة تشارك في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة المانحين لدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هلسنكي
  • الإمارات تشارك في منتدى طشقند الدولي للاستثمار بوفد رفيع المستوى
  • شيخ العقل تلقى اتصالا معايدة من مفتي الجمهورية
  • رئيس جامعة أسيوط يلتقي مدير الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد لبحث سبل تعزيز التعاون
  • محافظ الفيوم يستقبل وفد الاتحاد الأوروبي لبحث آفاق التعاون التنموي والخدمي
  • رئيس جامعة أسيوط يلتقي مدير الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بمرصد الأزهر
  • رئيس اتحاد نقابات العمال يبحث مع مدير منظمة العمل العربية تعزيز التعاون في مجال التدريب
  • المملكة تشارك في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة الصناديق المشتركة للأمم المتحدة في بريطانيا