لايزال السؤال عن هل الموسيقى حرام ؟ مطروحًا بقوة وقد يظل هكذا مادامت الألحان والغناء متاحًا، وكذلك طالما هناك من يحرصون على الحلال ويسعون لاجتناب المحرمات ، ومن هنا ينبغي معرفة هل الموسيقى حرام ؟ باعتبارها من الأمور الموجودة بكل مكان كما أن هناك من يستمتعون بها.

هل تبديل الذهب بالذهب حرام؟.. انتبه لـ3 حقائق منها سبب نهي النبي هل ارتداء البراندات حرام؟.

. انتبه لـ7 حقائق لتفلت من عقوبة ثوب الشهرة هل الموسيقى حرام

قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الفتوى المصرية، إن الموسيقى في الأصل، هي محاكاة لأصوات خلقها الله سبحانه وتعالى، لذا، يمكن القول إن الموسيقى في أصلها حلال.

وأوضح " الورداني " في إجابته عن سؤال : هل الموسيقى حرام أم حلال في الإسلام وبالنسبة للموسيقى والغناء، فما هو الوضع؟، أن  إذا استخدمت الموسيقى فيما حرمه الله سبحانه وتعالى، فهنا تكون المشكلة.

ونبه إلى أن الحرام هو ما حرمه الله سبحانه وتعالى ، وليس الموسيقى نفسها، إذا استُخدمت الموسيقى فيما حرمه الله عز وجل ، يصبح هذا الاستخدام هو الحرام، منوهًا بأن الدف والآلات الموسيقية أيضًا أصوات.

وأضاف أننا في بعض الأحيان، نجد أن أصوات البشر مثل بعض الأشخاص الذين يغنون، يمكن أن تكون مشابهة لأصوات الكمان، أو الطبل، أو أصوات أخرى، مشيرًا  إلى أنه كذلك حال الغناء.

وتابع:  إذا كان مقترنًا بالكلام الفاحش أو البذيء أو الأنغام التي تدعو إلى الفحش أو إلى مفاسد الأخلاق، فلا شك أن لا أحد يبيح أبدًا مفاسد الأخلاق، ولا الفحش، ولا الكلام البذيء، ولا أي شيء من ذلك.

حكم الموسيقى بدون غناء

وأفاد الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الموسيقى في حد ذاتها ليس فيها شيء من التحريم، مشيرًا إلى أن سماعها وتعلمها حلال عدا نوع واحد. 

وأكد «عاشور» ، أن الموسيقى في حد ذاتها لا شيء فيها، طالما لا تخرج المُسلم عن إنسانيته كخرير الماء، مستثنيًا من ذلك موسيقى «البوب»، حيث فيها أمور تخرج الإنسان عن إنسانيته، لذا ينبغي اجتناب تعلمها أو سماعها.

وبين «مستشار المُفتي» أن المهم ألا تلهي الموسيقى عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وألا يكون بها من التكسر والتخنس ما يجعلها مرفوضة، منوهًا بأن المقصود هنا هي الموسيقى مطلقة دون ربطها بشيء ، فالحديث عن الموسيقى المجردة دون غناء.

حكم عزف الموسيقى 

وأشارت دار الإفتاء المصرية ، إلى أنه قد كان استخدام الدف في عصر النبوة أمرًا مشهورًا للإعلان عن الفرح والسرور في المناسبات الاجتماعية، وكان مستخدمًا في كثير من الاحتفالات بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعيدين مثلًا ولم ينكره النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ونوهت "الإفتاء "، بأن غير ذلك من الآلات فلم يكن معروفًا أو مشهورًا،  ومع ذلك، فإن تلك الآلات الموسيقية المذكورة أو غيرها هي مجرد جمادات تصدر أصواتًا بفعل مستخدمها، فهل قال أحد يومًا إن تلك الآلات أو أصواتها أمر محرم شرعًا؟!.

وأشارت إلى أن غاية ما هنالك أنه إن استُخدمت تلك الآلات في غناء مشتمل على محرم كتهييج الغرائز أو إثارة الشهوات مع مقارعة الخمور أو المسكرات ومشاهدة المحرمات فالأمر كله حرام شرعًا، لا لذات الآلات، بل لما اشتمل عليه فِعل الناس من المحرمات.

واستطردت:  أما إذا ما استخدمت فيما أحلَّه الله كالمدائح النبوية أو الإنشاد الديني أو الأغاني الوطنية وما يماثلها فلا مانع من ذلك شرعًا، لا لذات الآلات أيضًا بل لما اشتمل عليه فعل الناس من المباحات، فظهر بذلك أن الآلات في ذاتها لا حكم لها إنما الحكم يتعلق بفعل المكلف نفسه.

حكم سماع الموسيقى

وأفادت بأن هناك خلافًا فقهيًا في سماع الموسيقى؛ فمن لم يُجِزِ السماع لم يُجِز البيع، ومن أجاز السماع أجاز البيع، ومن المقرر أنه: "إنما يُنكَر المُتفَقُ عليه، ولا يُنكَر المُختلَفُ فيه"، وقد أجاز سماع غير الفاحش وما لا يُلهي عن ذكر الله منها كثيرٌ من الفقهاء؛ وهو مذهب أهل المدينة، ومَروِيٌّ عن جماعةٍ مِن الصحابة: كعبدِ الله بن عُمر، وعبدِ الله بنِ جعفر، وعبدِ الله بنِ الزُّبَير، وحسَّان بنِ ثابتٍ، ومُعاوِيَة، وعَمرو بنِ العاص، رضي الله عنهم.

وواصلت : ومِن التابعين: القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف -وكان لا يُحدِّث حديثًا حتى يضرب بالعُود-، وغيرهم؛ قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (8/ 113، ط. دار الحديث): [نَقَل الأثباتُ مِن المُؤَرِّخين أنَّ عبدَ الله بنَ الزُّبَير رضي الله عنهما كان له جَوَارٍ عوَّادَاتٌ -أي: يَضربن بالعُود- وأنَّ ابن عمر رضي الله عنهما دَخَل عليه وإلى جَنْبِه عُودٌ، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فناوَلَه إياه، فتَأمَّلَه ابنُ عمر، فقال: هذا مِيزانٌ شامي، قال ابنُ الزبير رضي الله عنهما: يُوزَن به العقول] اهـ.

وبينت أنه إلى هذا أيضًا ذهب ابنُ حزمٍ، وأهلُ الظاهرِ، وبعضُ الشافعيةِ ومنهم: الشيخُ أبو إسحاق الشيرازي، والقاضيان (الماوردي، والروياني)، والأستاذُ أبو منصور عبدُ القاهر بنُ طاهر التميمي البغدادي، والرافعيُّ، وحُجَّةُ الإسلامِ الغزاليُّ، وأبو الفضل ابنُ طاهر القيسراني، والإمامُ سلطان العلماء عزُّ الدِّين بنُ عبد السلام، وشيخُ الإسلام تقيُّ الدِّين ابن دقيق العيد، وعبدُ الغني النابلسي الحنفي.. وغيرُهم.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هل الموسيقى الموسيقى الله سبحانه وتعالى الموسیقى فی رضی الله الله بن إلى أن ه الله

إقرأ أيضاً:

اجتماع صلاة العيد والجمعة في يوم واحد.. ما هو الرأي الشرعي؟

من المسائل الَّتي يكثر الكلام عنها مسألة اجتماع العيد والجمعة في يومٍ واحدٍ، وهذا قد حدث في زمن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فصلَّى الصَّلاتين، وخطب الخطبتين، ولم يترك الجمعة ولا العيد، وهذا هو الرَّاجح لدى جمهور الفقهاء.

رخصة النبي في يوم العيد

ورخَّص رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في ترك الجمعة إذا جاءت يوم عيدٍ لأهل العوالي الَّذين بعدت منازلهم عن المسجد النَّبويِّ، وشقَّ عليهم الذِّهاب والإياب مرَّتين للصَّلاتين، فرخَّص لهم أن يصلُّوا الظُّهر في أحيائهم، وذلك بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «قَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ»، ومعنى قوله «وإنا مجمِّعون» يعني سنصلِّي الجمعة.

ومن شقَّ عليه الحضور لصلاة الجمعة لبعد مسافةٍ أو نحوه كبعض سكَّان المناطق الجبليَّة أو الصَّحراويَّة البعيدة عن أماكن إقامة الجمع والأعياد، فلهم في ذلك اليوم الأخذ بالرُّخصة، والاكتفاء بصلاة العيد، وصلاة الظُّهر في أماكنهم على نحو ما رخَّص به النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لبعض الأعراب الَّذين كانوا يسكنون بعيدًا عن المدينة.

اجتماع العيد وصلاة الجمعة

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، إنه إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد فذلك فضل عظيم يُغتنم ، والأفضل لمن يتيسر له حضور الجماعتين وأداء الصلاتين في جماعة، فيصلي العيد في الخلاء أو المسجد وفق ما تيسر والجمعة في المسجد فليفعل، وهذا هو الراجح عند جمهور الفقهاء، وفيه خروج من الخلاف.

وأضاف مختار جمعة، في منشور له عن اجتماع صلاة العيد وصلاة الجمعة في يوم واحد، أن من يشق عليه حضور الجماعتين لبعد مسافة كبعض سكان المناطق الجبلية أو الصحراوية البعيدة عن أماكن إقامة الجمع والأعياد فلهم في ذلك اليوم الأخذ برخصة الاكتفاء بحضور إحدى الجماعتين عن حضور الجماعة الأخرى.

وتابع: فمن كان من هؤلاء فله أن يصلي العيد منفردًا حيث تيسر له ويحضر الجمعة مع الإمام، أو يصلي العيد مع الإمام ويصلي الظهر أربع ركعات حيث تيسر له أداء الصلاة في بيته أو محل عمله إن كان من أصحاب الأعمال في الأماكن التي لا يتيسر فيها إقامة الجمعة، على نحو ما رخص به النبي (صلى الله عليه وسلم) لبعض الأعراب الذين كانوا يسكنون بعيدًا عن المدينة وضواحيها في إمكانية الاكتفاء بحضور إحدى الجماعتين.

وأكد مختار جمعة، أنه لا حرج على من أخذ بالرخصة، وإن كان الأفضل لغير أصحاب الأعذار الأخذ بالعزيمة وحضور الجماعتين مع الإمام، وعلى من أخذ برخصة الاكتفاء بحضور العيد عن الجمعة  أن يصلي الظهر أربع ركعات، أما من تيسر الأمر له ولَم يجد مشقة في حضور الجماعتين فالأولى حضورهما بغية الأجر والثواب العظيم.

طباعة شارك يوم العيد اجتماع العيد والجمعة صلاة الجمعة صلاة العيد عيد الأضحى

مقالات مشابهة

  • حكم قراءة القرآن أثناء الجلوس على السرير .. الإفتاء تجيب
  • تأثرت بمتغيرات الحياة.. الموسيقى العراقية من الأصالة إلى هز الأكتاف
  • اجتماع صلاة العيد والجمعة في يوم واحد.. ما هو الرأي الشرعي؟
  • “سفارة المملكة في تركيا” تعزي أسرة الطفل المفقود وتبلغهم بالعثور عليه
  • عطا الله: الأحداث الأخيرة في ليبيا لها طابع واحد هو تهاوي السلطة المركزية  
  • نيجيريا تعلن مقتل 60 مسلحا من بوكو حرام وتنظيم الدولة
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • الإفتاء: يجوز للمحرم استعمال واقي الشمس أثناء الحج والعمرة بشرط
  • في يوم واحد فقط.. 3 مشروبات "سحرية" تنظف جسمك من السموم بدون أدوية أو مكملات
  • اجتماعا في يوم واحد.. هل من صلى العيد تسقط عنه صلاة الجمعة؟ اعرف آراء الفقهاء