موقع النيلين:
2025-05-31@04:35:33 GMT

حميدتي محبط ويائس ومخذول

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

□□ الثور فى مستودع الخزف؛ خطاب العزلة.
□ انفض السمار وتضآلت الآمال.
□ حميدتي محبط ويائس ومخذول.
(1)
العزلة ، هذا هو العنوان الابرز والملمح الأهم فى خطاب قائد مليشيا الدعم السريع مساء أمس الاربعاء (9 اكتوبر 2024م) ، بعد 17 شهرا من الحرب ومن الدعاية الكثيفة والأحلام السراب وجد حميدتي نفسه محاصرا، ومعزولا، فالرجل الذي كان يطالب البرهان بالإستسلام والإقرار بالهزيمة فى 15 ابريل 2023م، وقواته تجوب أطراف العاصمة هو اليوم فى مكان ما، داخل غرفة معزولة الصوت فى بلد ينكر ظهوره، أو داخل مصفاة الجيلى للبترول يختبيء بين جدران موقع مدني حساس، وفى كل الأحوال فقد ضاقت به الحيل واستبد به اليأس والاحباط الخذلان.

.
هو معزول فى واقعه العسكري، وقد تلقت قواته ضربات موجعة فى بداية انفتاح وتقدم الجيش خلال الاسبوع الماضي، و فى كل المحاور، والصيف الذي اعد له حميدتي على اساس أنه مرحلة للتقدم عاد عليه بمفآجات كانت بدايتها أكثر قسوة مما تصور، وهذا هو الملمح الأهم، فالرجل الذى كان يتحدث بعنجهية سلطوية يهرف، فانه يتحدث اليوم بطنين مشتت الذهن وخال من القيمة السياسية واقرب الى (عرضحال الهزيمة) والاقرار الصعب.. فقد اصبحت كلفة الحرب اكبر من أن تحتمل، وتراجعت المساهمات المجتمعية وتدفقات مليشيا ومرتزقة الشتات، واصبح وقود الحرب هو اقرب الاقربين..
هو خطاب المعزول وعن المحيط الدولي الذى راهنت على ادواره الحاضنة السياسية والحلفاء والداعمين ولم يعد تاثيره فاعلا على دولة ذات قرار وسيادة، بل وقد احزنه استهداف اقرب المقربين له واخرهم (القوني)، وقرارات الخزانة الامريكية على افراد المليشيا مؤثرة، لأن المليشيا مرتبطة بالاشخاص والأسرة..
(2)
افتقر خطاب قائد المليشيا للقيمة السياسية ، ليس هناك رسالة واضحة، فالحرب عندهم اشعلها الإتفاق الإطاري، ثم طفق يهاجم نهر النيل والشمالية ولم تسلم منه مجتمعات وقبائل، مع ذلك الاستعطاف العبيط بمفردة الحركة الاسلامية، غابت هذه المرة تلك النرجسية السياسية والعبارات المنمقة، لم تعد قائمة ذات الاحاديث الفضفاضة والاكليشيهات عن (عنف دولة المركز على الهامش ) .. فحتى كتاب الكلمات رحلوا وتركوا الرجل يغالب اوجاعه واحزانه، تذكرت شعر المتنبي فى كافور الاخشيدى حين قال:
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ..
وأَعجَبُ مِن ذا الهَجر والوصلُ أعجبُ..
أَما تَغلط الأَيام في بِأَن أَرى بَغيضاً تُنائي أَو حَبيبا تُقَرب..
..
وفى الجزء الاخير من ذلك اللحن الشعري الحزين قال المتنبي:
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله ..
فإنّي أغنّي منذ حين وتشرب..
وهبت على مقدار كفي زماننا..
ونفسي على مقدار كفّيك تطلب..
إذا لم تنط بي ضيعةً أو ولايةً فجودك يكسوني وشغلك يسلب..
لقد ضاق بالرجل الحال ، وقد سبقه بالقول والتمهيد بعض (الهتيفة) سواء فى مسرح الأحداث أو فى بلاد يقتل الصقيع اسماكها.. لم يعد القتال ممكنا، وقد تعددت المحاور ، وليس جبل مويه وحده، وإنما فى كل ارجاء الوطن واصقاعه وتراجعت احاديث المنابر الاعلامية والمنصات والضجيج حوله وساد الصمت اللئيم، وفقد الرجل الصفة الدستورية ، وتحلق المنظمات وبدأت بعض القوى المدنية فى الانسحاب عنه، بدات ارهاصات التخلص من (الجيفة).. .
ولذلك فإن رجل فى خطابه هذا يحدث نفسه بهواجسه وكوابيسه..
(3)
وما يمكن الخروج منه فى هذا الخطاب انه قول يائس، ولليائسين أفعال الإنتحار، واول ذلك اتهامه مصر بمساندة الجيش واتهام روسيا، وكأنه يبحث عن طرف آخر ويظن أنه يستثير طرفا أو جمهورا ونسى ان 15 مليون سوداني غادروا بيوتهم وديارهم وممتلكاتهم بسببه وحروبه وتجاوزاته وذهبوا إلى ارض الكنانه مصر واستقروا آمنين، إن سوق الاتهامات إلى مصر فوق انها جزاف وزيف فانها ساذجة وبالية، وحميدتي حين اشعل الحرب قال بسبب قاعدة عسكرية مصرية فى مروى..
ومن اقوال اليأئس حديثه عن مناطق معينة أى نهر النيل والشمالية، وهو من الذين زاروا تلك الولايات وقال (إنها مهمشة) ، وغالب الظن سيتم استهداف مدنها بما تبقي لديه من قوة أو مسيرات..
وليس امامه الكثير فى دعوته لمزيد من الاستنفار، وقد تقلصت قدرته على جلب المرتزقة وسابلة المجموعات، وسبكون خياره البحث عن اقل المكاسب..
(4)
وبالتاكيد للخطاب ردود افعال اخرى وأتوقع خلال أيام أن يتباعد بعض السياسيين عنه، لا يمكن لأى كائن واعي أن يرهن نفسه لهذا الجنون..
وابلغ من ذلك ادارة حوارات مع مجتمعات وقبائل للإنصراف عن المليشيا، وخاصة القواعد من الجنود والمستنفرين، فى الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وكردفان ودارفور، وحتى الخرطوم، عليهم مخارجة انفسهم طواعية وبإختيارهم، دعوا المليشيا تحترق بقادتها..
إنها لحظة مفصلية فى الحرب على بلادنا تتطلب تماسكا أكثر وعزما أكبر، ففى أسبوع واحد من التحرك حدث كل هذا التحول بفضل الله وإذا شددنا العزم ستكون النتائج باهرة خلال ايام بإذن الله..
هذه حرب وطن وليست للتمايز السياسي والعراك والمفاضلة والمكاسب الصغيرة، فليعد الوطن والأرض والامان ثم من بعد ذلك تنافسوا ما شاءالله لكم، هل تسمعوننى..
لقد بدأ العد التنازلي لتنازل المليشيا عن المنازلة..
حفظ الله البلاد والعباد..

ابراهيم الصديق على
10 اكتوبر 2024م
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

طالبة أمريكية في خطاب التخرج: نحن نحتفل وغزة تحت الركام (شاهد)

فاجأت رئيسة دفعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الأمريكية، الطالبة ميغا فيموري، الحاضرين في حفل التخرج السنوي للجامعة، حين استغلت خطابها الرسمي على المنصة للحديث عن حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وما سبّبته من دمار شامل للمؤسسات التعليمية في القطاع.

وفي كلمتها التي أُلقيت أمام آلاف الحضور، قالت فيموري: "في الوقت الحالي، بينما نستعد للتخرج والمضي قدمًا في حياتنا، لم تبقَ جامعاتٌ في غزة".

وأضافت أن المجتمع الأكاديمي يتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه حماية المدنيين ورفض استخدام التكنولوجيا في إلحاق الضرر بالآخرين، وهو ما اعتبره متابعون نقدًا غير مباشر لعلاقات بعض المؤسسات البحثية في MIT مع شركات عسكرية أمريكية يعتقد بأنها تزوّد الاحتلال الإسرائيلي بأنظمة تكنولوجية متطورة.

وتابعت: "كعلماء ومهندسين وأكاديميين وقادة، لدينا التزامٌ بدعم الحياة، ووجهت فيموري انتقادًا لإدارة جامعتها، مشيرة إلى ما وصفته بـ"تواطؤ الجامعة" في الصمت عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل، وسط تقارير متكررة عن تعاون أكاديمي وتقني بين MIT وبعض شركات الصناعات الدفاعية الأمريكية التي تزوّد تل أبيب بالأسلحة والتكنولوجيا.



وشارك الصحفي الأمريكي بريم ثاكرفيديو الخطاب الذي تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل، وكتب:"رئيسة دفعة MIT استخدمت خطاب تخرجها لتتحدث عن غزة وتواطؤ جامعتها."

وجاء خطاب ميغا فيموري في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة منذ أكثر من عام ونص، ما أسفر عن استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك الجامعات والمدارس.

ووفق تقارير صادرة عن "اليونسكو"، لم تعد أي جامعة في غزة صالحة للعمل، وهو ما وصفته المنظمة بـ"الدمار غير المسبوق لمنظومة التعليم العالي".

وتشهد العديد من الجامعات الأمريكية، ومن بينها MIT، احتجاجات طلابية تطالب بوقف أي تعاون أو شراكة مع مؤسسات عسكرية أو شركات تتربح من الحرب على غزة.


وكان طلاب من MIT قد أقاموا في وقت سابق اعتصامًا سلمياً داخل الحرم الجامعي، داعين الإدارة لفك ارتباطها بالشركات التي وصفوها بـ"المرتبطة بمؤسسات القتل".

ولاقى الخطاب ترحيبًا واسعًا من نشطاء ومناصرين للقضية الفلسطينية، كما حظي بإشادة إعلاميين وأكاديميين اعتبروا حديثها "وقفة شجاعة في واحدة من أهم الجامعات التقنية في العالم". بينما لم تُصدر إدارة MIT تعليقًا مباشرًا على الكلمة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • طالبة أمريكية في خطاب التخرج: نحن نحتفل وغزة تحت الركام (شاهد)
  • وزارة الخارحية السودانية: المليشيا قصفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر وأحرقتها
  • الحكومة تدين قصف المليشيا الإرهابية مستشفى الضمان ومنازل المواطنين بمدينة الابيض
  • معارك الدبيبات والخوي… الجيش يجر المليشيا الي معارك استنزاف كبيرة
  • خطاب الكراهية وستارلينك على طاولة لجنة الإعلام
  • إنهيار قوات المليشيا بمحاور القتال المختلفة في كردفان
  • شاهد بالفيديو.. منعم سليمان: (حميدتي رجل منظم ومرتب وبحب يأكل “الكوكيز”)
  • الشعبوية بين الشعارات السياسية وبناء الدولة
  • افتتاحية.. انكشاف السردية الإسرائيلية وبداية زمن فلسطيني جديد
  • إلى الطبقة السياسية ( أَلا تشبعون ؟)