كاتب إسرائيلي: نتنياهو أسوأ رئيس وزراء وحماس نجحت في خداعه
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
شنّ كاتب إسرائيلي هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واصفا إياه بأنه "أسوأ رئيس وزراء منذ قيام الدولة".
وفي مقال رأي بصحيفة "هآرتس"، أطلق الكاتب نحميا ستراسلر أقسى العبارات بحق نتنياهو، متهمًا إياه باتباع إستراتيجيات تؤدي إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي وزرع الكراهية بين أطيافه المختلفة، بما يخدم مصالحه الشخصية ويبقيه في سدة الحكم.
واستعرض ستراسلر سلسلة من الإخفاقات التي قال إن نتنياهو تورط فيها بسبب شخصيته التي وصفها بالجبانة والمترددة، حيث أشار إلى أن رئيس الوزراء يعاني من "الجبن والمماطلة" في اتخاذ القرارات المهمة، مما أدى إلى تراكم الأخطاء واستمرار التهديدات الأمنية على إسرائيل.
وأكد الكاتب أن هذا التردد لا يظهر فقط في قضايا الأمن، بل يمتد ليشمل المجالات الاقتصادية، حيث تكررت محاولاته لتجنب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن ميزانية الدفاع.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يحذر فيه خبراء الاقتصاد من ضرورة عدم زيادة ميزانية الدفاع، يقف نتنياهو عاجزًا أمام مطالب المؤسسة الأمنية بزيادة الميزانية لمواجهة التهديدات.
كما وجه الكاتب انتقادات لاذعة لنتنياهو حول سياساته تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، قائلا إنه اختار التعامل مع هذين التنظيمين عبر اتباع إستراتيجية الردع فقط، معتقدًا أن عدم التصعيد سيثنيهما عن تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
واعتبر الكاتب هذه الإستراتيجية غير المسؤولة سببًا رئيسيًا لتفاقم الأزمات الأمنية، حيث أفاد بأن نتنياهو وافق على إدخال مئات الملايين من الدولارات إلى حركة حماس بغزة، ظنًا منه أن الحركة قد تتخلى عن استخدام القوة ضد إسرائيل وتتبنى التنمية الاقتصادية.
وأضاف ستراسلر أن نتنياهو "وقع ضحية لخداع وتضليل حول رغبتهم في السلام والنمو الاقتصادي، بينما كانت الحقيقة تشير إلى أنهم يعملون على تقوية أنفسهم وتسليح قواتهم استعدادًا لأي مواجهات قادمة".
وأشار الكاتب إلى أن "زعيم حماس يحيى السنوار، نجح في خداع نتنياهو عبر تصوير "غزة كطالب للسلام والنمو"، بينما كانت الأموال التي أرسلت لغزة تستخدم لتعزيز القدرات العسكرية للحركة"، على حد زعمه.
كذلك اتهم ستراسلر نتنياهو بتبني نفس النهج المتردد في التعامل مع حزب الله على الحدود اللبنانية، وأوضح أن حزب الله استمر في تسليح نفسه وتحصين مواقعه في جنوب لبنان دون أن يتحرك نتنياهو لإيقاف ذلك، حتى أصبحت هذه المناطق مجهزة بكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد استعدادًا لأي نزاع محتمل.
ويرى ستراسلر أن نتنياهو لم يكتفِ بالإخفاقات على الصعيد الأمني والاقتصادي، بل عمد إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي من خلال استغلال الكراهية لتحقيق مصالحه السياسية.
وأوضح أن نتنياهو زرع الكراهية بين المتدينين والعلمانيين، وبين التيار القومي والنخب الليبرالية، مشيرًا إلى أن هذه الإستراتيجية كانت مفتاحه للبقاء في السلطة.
ويصف الكاتب هذه الإستراتيجية بأنها "إستراتيجية الكراهية"، حيث يوضح أن نتنياهو جعل جزءًا من المجتمع "يكره الجزء الآخر" من خلال إثارة مشاعر العداء بين مختلف الفئات، بما في ذلك العرب والأشكناز، وحتى في الإعلام.
وأشار ستراسلر إلى أن مستشار نتنياهو المقرب، ناتان إيشيل، قد تم تسريب حديث سري له يقول إن "الكراهية هي ما يوحد معسكرنا.. إنهم يكرهون كل شيء.. لقد نجحنا في دفع الكراهية إلى الجنون وهذا ما يوحد معسكرنا".
واستنتج ستراسلر من هذا التسجيل أن نتنياهو قد استثمر في هذه الكراهية ليضمن بقاءه في السلطة، مشيرًا إلى أنه مهما بلغ فشله، فإن مشاعر الكراهية التي أججها نجحت في تجاوز كل إخفاقاته.
وفي ختام مقاله، يحذر الكاتب من عواقب استمرار نتنياهو في الحكم قائلا: "إنه رئيس الوزراء الأكثر فسادًا في تاريخنا، ويعرض وجودنا للخطر بشكل حقيقي".
ويضيف أن التصور الأمني الإسرائيلي يعتمد على ردع الأعداء والتعاون مع الحلفاء، ولكن نتنياهو تمكن من خلق عداوات حتى مع أكثر الرؤساء الأميركيين دعمًا لإسرائيل.
ويرى ستراسلر أن نتنياهو، عبر إستراتيجيته القائمة على الكراهية والتقسيم، يقود إسرائيل إلى مستقبل محفوف بالمخاطر، مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.
ويعتبر أن ما يحدث الآن ليس مجرد أزمة سياسية عابرة، بل هو تحدٍ وجودي "للدولة الإسرائيلية" نفسها، والتي تعاني من انقسامات عميقة وتوترات داخلية يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة إذا استمرت الأمور على هذا النحو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن نتنیاهو إلى أن
إقرأ أيضاً:
“ليس من مصر ولا قطر”.. تقرير إسرائيلي عن حل لأزمة الرهائن في غزة يتجاهله نتنياهو
#سواليف
طرح الصحفي الإسرائيلي إيهود يعاري فكرة غير تقليدية لحل #أزمة_الرهائن في قطاع #غزة، معتبرا أن القيادة الإسرائيلية يمكنها استعادتهم عبر استغلال الانقسامات الداخلية في حركة ” #حماس “.
وتضمن طرح الصحفي الإسرائيلي في مقال له بصحيفة “القناة 12” العبرية التوجه للتفاوض مباشرةً مع #المقاتلين على الأرض.
وكتب يعاري: “الحل لأزمة غزة لا يوجد في العاصمة المصرية القاهرة، ولا حتى في العاصمة القطرية الدوحة، بل هنا تحت أنوفنا – داخل القطاع نفسه”.
مقالات ذات صلةوأوضح الكاتب أن أي متابع لحركة “حماس” يلاحظ وجود فجوة عميقة بين #المقاتلين_الميدانيين في غزة وبين قيادات الحركة في الخارج، قائلا: “هذا هو المسار الذي يجب على إسرائيل أن تسلكه لتحرير الرهائن”.
وتابع معلق الشؤون العربية: “أعدكم مسبقا بأن هذا المقال سيكون مختصرا ودقيقا.. فإلى جانب كل الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق نهائي حول الأسرى وتفكيك “حماس”، هناك خيار آخر تتجاهله الحكومة الإسرائيلية لسبب غير واضح، وهو خيار يستحق المحاولة على الأقل”.
وأضاف موضحا: “بدلاً من محاولة فرض شروطنا عبر #مفاوضات مع قادة “حماس” في #قطر، ينبغي البحث عن طرق للتواصل مع المجموعات المقاتلة المنتشرة في غزة. فهم الذين يسيطرون فعليا على #الرهائن، وهم من يمتلكون مفتاح #إنهاء هذه #الحرب”.
واعتبر يعاري أن أي مراقب لحماس يدرك جيدا الهوة الكبيرة بين قادة الصف الثاني داخل غزة وبين القيادات المقيمة في فنادق قطر الفاخرة.
واختتم مقاله بالإشارة إلى تصريحات أحمد يوسف، أحد قادة حماس في غزة، الذي انتقد علنا هجوم السابع من أكتوبر ووصفه بـ”الخطأ الفادح”، داعيا إلى وقف القتال فورا، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار. وقال يعاري: “هناك العديد من الأمثلة الأخرى داخل الحركة التي تعكس هذا التوجه”.