القاهرة- عمر حسن: يبدو أن عام 2023 سيشهد مزيدًا من الأزمات والتحديات للاقتصاد العالمي المُنهك بالفعل، جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا، من خلال شبح جديد يطل برأسه ويُنذر بكوارث طبيعية واقتصادية قد تصل إلى 3 تريليونات دولار.

النينيو

ظاهرة "النينيو" التي تغيب لسنوات طويلة قد تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات، اختارت عام 2023 لتحل ضيفًا ثقيلًا عليه، وهي عبارة عن تيارات مائية تأتي مُحملة بالمياه الحارة من غرب المحيط الهادئ "أستراليا" إلى شرقه "أمريكا الجنوبية"، وتمتد ذروتها ثم تتضاءل بحلول شهر ديسمبر المقبل.

وهذا يعني أن أستراليا التي تعد بصدد التعافي من جراح الحرائق التي التهمت غطاءها النباتي بما فيه من نباتات وحيوانات وحتى البشر، ستعود لتشهد من جديد تصاعد أعمدة الدخان المنبعثة من ألسنة لهب حرائق الغابات التي ستنتج عن شدة ارتفاع درجات الحرارة بسبب "النينيو" وكثرة الجفاف.

ويصاحب تلك الظاهرة موجات مناخية عسكية، ففي الوقت الذي تقترن فيه ظاهرة النينيو بزيادة هطول الأمطار في أجزاء من المناطق الجنوبية في أمريكا الجنوبية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي ووسط آسيا، يحدث العكس في أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من المناطق الجنوبية من آسيا وأمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية، حيث تتعرض تلك المناطق لموجات جفاف شديدة.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك احتمالية بنسبة 90بالمائة لاستمرار ظاهرة النينيو خلال النصف الثاني من عام 2023، ومن المتوقع أن تكون قوة الظاهرة معتدلة على أقل تقدير، فيما ستؤدي الظاهرة لزيادة احتمالات تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة وإحداث المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم.

وتوقعت المنظمة في تحديثها الأخير عن الثلاثة أشهر من يوليو الجاري وحتى سبتمبر المقبل بأنه من المتوقع حدوث موجات متطرفة من درجات الحرارة على جميع مناطق اليابسة في نصف الكرة الشمالي والجنوبي.

خسائر الاقتصاد

التقلبات المناخية حكمت على الاقتصاد العالمي بالتدهور، وكل ذلك تسببت به ظاهرة ليست جديدة علينا ولكنها تفاقمت بسبب التغير المناخي الذي أثر فيها وتأثر بها.

وقد تتسبب الظاهرة في وقوع الكثير من الوفيات جراء ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك في حدوث خسائر بالاقتصاد العالمي تصل إلى 3 تريليون دولار. حسبما يقدر الباحثون.

تلك الظاهرة تضر باقتصاديات الدول ومحاصيلها الزراعية (لا سيما الأرز)، حيث إن الولايات المتحدة وكندا كانتا قد تضررتا من تلك الظاهرة بسبب السيول والأمطار الغزيرة، وأدى ذلك إلى خسائر بشرية واقتصادية، لا سيما في ولاية فلوريدا الأميركية التي تعرضت منذ سنوات لارتفاع كبير في درجة الحرارة وهو ما تسبب في احتراق محصول البرتقال وإتلافه.

كما تتسبب "النينيو" في حدوث حرائق الغابات كما حدث في اليونان مؤخرًا وتضررت السياحة كثيرًا بعد نزوح الكثير من السياح، ففي المناطق التي قد تتعرض إلى حرائق الغابات تسبب إل نينو تبخر الرطوبة الموجودة في النباتات والتربة، ليصبح النبات جافاً، وبسبب الحرارة مع أشعة الشمس وأي احتكاك يندلع الحريق.

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

إقرأ أيضاً:

“إرث جازان في عسير”.. فعالية تراثية تُجسّد التكامل الثقافي بين المناطق الجنوبية

المناطق_واس

في مشهد ثقافي يعكس ثراء الهوية الوطنية وتنوّعها، احتضنت مدينة أبها، أمس، فعالية تراثية بعنوان “إرث جازان في عسير”، ضمن فعاليات “صيف عسير 2025” التي تُقام تحت شعار “أبرد وأقرب”، وسط حضور واسع من الزوّار والمصطافين من داخل المملكة وخارجها.

وجاءت الفعالية كمبادرة نوعية تهدف إلى إبراز الموروث الثقافي لمنطقة جازان من خلال إقامة نموذج حي للقرية التراثية الجازانية، جسّدت أبرز ملامح الهوية الثقافية للمنطقة، بما تحمله من أصالة وتنوع، في صورة فنية واجتماعية لامست الحواس والمشاعر.

وشملت الفعالية أركانًا متعددة تضمنت عروضًا شعبية حية، وأجنحة للحِرف اليدوية، وبوثات تعريفية بالأزياء والمأكولات الجازانية، إلى جانب مشاركات من فرق فنية قدّمت ألوانًا تراثية من أبرزها “العرضة الجازانية” و”الخطوة”، ما أضفى أجواء نابضة بالحياة والحنين للماضي.

وخصصت أركانًا تفاعلية لكبار السن، عرضوا فيها تجاربهم وقصصهم القديمة، وأعادوا للذاكرة مشاهد من الحياة الريفية والاجتماعية التي كانت سائدة في القرى الجازانية، فيما استمتع الأطفال بإحياء الألعاب الشعبية القديمة وتزينوا بالأزياء التراثية القديمة، في صورة عبّرت عن تواصل الأجيال وتناقل القيم.
وشاركت في الفعالية عدد من الجمعيات الخيرية والاجتماعية، في خطوة تعزز البعد المجتمعي وتعكس روح التعاون والتكامل بين مناطق المملكة، وتُسهم في تقديم الفلكلور والتراث ضمن أطر إنسانية وتطوعية.

وأشار المشرف على الفعالية عبدالرحمن نمازي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إلى أن المبادرة جاءت لتجسيد التواصل الثقافي بين المناطق السعودية وربط الأجيال بجذورها، مؤكدًا سعيه من خلال الفعالية إلى تقديم تجربة متكاملة تنقل الزائر إلى أجواء الحياة الجازانية قديمًا، وتسليط الضوء على ما تزخر به المنطقة من عناصر إنسانية وفنية واجتماعية، تستحق أن تكون جزءًا من المشهد الثقافي الوطني، وأضاف “اختيار اسم “إرث جازان في عسير” يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين المنطقتين، ويمنح الزائر نافذة لاكتشاف تنوع المملكة الثقافي الغني”.

وعبّر عدد من الزوّار والمشاركين عن سعادتهم بما شاهدوه من عروض ومحتوى داخل أركان القرية، مشيدين بدورها في تعريف السائح والمصطاف والزائر في عسير بعادات وتقاليد منطقة جازان، وتعزيز الروابط بين مناطق المملكة من خلال الثقافة والفنون الشعبية، مؤكدين أهمية الاستفادة من موسم الصيف في عسير كفرصة للترويج المتبادل بين المناطق، والتعريف بما تشهده جازان من نهضة عمرانية، وتطور في البنية التحتية، وموسم سياحي شتوي متنامٍ، فضلًا عن الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف المجالات.

وتُعد الفعالية واحدة من سلسلة فعاليات تهدف إلى تقديم صيف غني بالتجارب الثقافية والسياحية، في سياق دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز الهوية الوطنية، وتنمية الصناعات الثقافية، وتفعيل السياحة الداخلية كمحرك تنموي واجتماعي.

مقالات مشابهة

  • “إرث جازان في عسير”.. فعالية تراثية تُجسّد التكامل الثقافي بين المناطق الجنوبية
  • فلكي يوضح لـ"اليوم".. ما أسباب ظاهرة "البقعة الوردية" في سماء بلاد الشام؟
  • ظاهرة غير معتادة | نداء عاجل من الأرصاد للمواطنين
  • سحابة عملاقة متدحرجة تفاجئ السياح في البرتغال
  • وهبي: التسول جريمة و الظاهرة اقتحمت المجال السياسي
  • خلال 48 ساعات.. 10 حرائق في العاصمة من دون إصابات أو خسائر بشرية
  • مدبولي: التحديات التي تواجه الدول النامية تهدد الاقتصاد العالمي بأسره
  • هاشم شكر الحكومة بعد إقرار إعفاء المناطق الجنوبية الحدودية من رسوم
  • ارتفاع درجات الحرارة يهدد باندلاع حرائق الغابات في جنوب أوروبا
  • ارتفاع درجات الحرارة يهدد باندلاع حرائق الغابات في جنوب أوروبا - عاجل