شهد الدولار الأميركي أسوأ 6 أشهر أولى له منذ عام 1973، ودفعت السياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب المستثمرين العالميين إلى بيع ما بحوزتهم من عملات خضراء، مما هدد مكانة العملة الأميركية كملاذ آمن.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من 6 عملات أخرى، بما في ذلك الجنيه الإسترليني واليورو والين، بنسبة 10.

8% في النصف الأول من عام 2025.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاتحاد الأوروبي يعرقل انضمام بريطانيا إلى تكتل تجاريlist 2 of 2صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا تتراجع 18% في يونيو الماضيend of list

وأدت حرب التعريفات الجمركية المتقطعة التي شنها الرئيس ترامب، وهجماته التي أثارت مخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفدرالي، إلى تقويض جاذبية الدولار كملاذ آمن، كما يشعر الاقتصاديون بالقلق إزاء مشروع قانون الضرائب "الضخم والجميل" الذي طرحه ترامب، والذي يُناقش حاليا في الكونغرس الأميركي.

من المتوقع أن يضيف هذا التشريع التاريخي تريليونات الدولارات إلى ديون الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، وقد أثار مخاوف بشأن استدامة اقتراض واشنطن، مما دفع إلى هجرة جماعية من سوق سندات الخزانة الأميركية، وفق تقرير نشره موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية.

في غضون ذلك، سجل الذهب مستويات قياسية مرتفعة هذا العام، مع استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية القلقة من انخفاض قيمة أصولها الدولارية.

ماذا حدث للدولار؟

في الثاني أبريل/ نيسان، كشفت إدارة ترامب عن رسوم جمركية على الواردات من معظم دول العالم، مما أضعف الثقة في أكبر اقتصاد في العالم وتسبب في موجة بيع مكثفة للأصول المالية الأميركية.

تراجع الدولار يرفع كلفة السلع المستورة في أميركا (شترستوك)

وفقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القياسي للأسهم أكثر من 5 تريليونات دولار في الأيام الثلاثة التي تلت "يوم التحرير"، كما وصف ترامب يوم إعلانه عن الرسوم الجمركية، كما شهدت سندات الخزانة الأميركية عمليات تصفية، مما أدى إلى انخفاض أسعارها ورفع تكاليف ديون الحكومة الأميركية بشكل حاد.

إعلان

وفي مواجهة ثورة في الأسواق المالية، أعلن ترامب في التاسع من أبريل/نيسان تعليقا لمدة 90 يوما للرسوم الجمركية، باستثناء الصادرات من الصين، وبينما خفت حدة التوترات التجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، منذ ذلك الحين، لا يزال المستثمرون حذرين من حيازة الأصول المرتبطة بالدولار.

وفي الشهر الماضي، أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خفضها توقعات النمو في الولايات المتحدة لهذا العام من 2.2% في مارس/آذار إلى 1.6% فقط، حتى مع تباطؤ التضخم.

المستقبل القريب

وبالنظر إلى توقعات الأداء المستقبلية، يسعى قادة الجمهوريين إلى تمرير قانون ترامب "مشروع قانون واحد كبير وجميل" عبر الكونغرس قبل الرابع من يوليو/تموز، ويمدد مشروع القانون التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب عام 2017، ويخفض الإنفاق على الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية، ويزيد الاقتراض.

وفي حين يعتقد بعض المشرعين أن إقرار مشروع القانون قد يستغرق حتى أغسطس/آب، فإن الهدف هو رفع حد الاقتراض على ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار، وأعلن مكتب الميزانية في الكونغرس، وهو جهة غير حزبية، أن القانون من شأنه رفع سقف الدين الفدرالي بمقدار 3.3 تريليونات دولار بحلول عام 2034.

يؤدي هذا إلى زيادة كبيرة في نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي من 124% حاليا، مما يثير مخاوف بشأن استدامة الدين على المدى الطويل، وفي غضون ذلك، سيرتفع العجز السنوي، عندما يتجاوز الإنفاق الحكومي عائدات الضرائب، إلى 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 6.4% في عام 2024.

وحتى الآن، لم ترق محاولات ترامب لخفض الإنفاق من خلال وزارة كفاءة الحكومة التي يرأسها إيلون ماسك إلى مستوى التوقعات، ورغم أن الرسوم الجمركية على الواردات قد زادت إيرادات الحكومة، فإن المستهلكين الأميركيين دفعوا ثمنها، في صورة ارتفاع في الكلفة.

والخلاصة هي أن سياسات ترامب غير المتوقعة، التي دفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إلى حرمان الحكومة الأميركية من أعلى تصنيف ائتماني لها في مايو/ أيار، قد أبطأت آفاق النمو في الولايات المتحدة هذا العام وأضعفت الطلب على عملتها.

وانخفض الدولار كذلك على خلفية التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة لدعم اقتصاد الولايات المتحدة، بتشجيع من ترامب، مع توقع إجراء تخفيضين أو 3 تخفيضات بنهاية هذا العام، وفقا للمستويات التي تُشير إليها العقود الآجلة.

وجهة "أقل جاذبية"

وبفضل هيمنته على التجارة والتمويل، أصبح الدولار العملة الرئيسية في العالم، ففي ثمانينيات القرن الماضي، على سبيل المثال، بدأ العديد من دول الخليج ربط عملاتها بالدولار.

ولا يتوقف تأثيره عند هذا الحد، فرغم أن الولايات المتحدة تُمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن 54% من الصادرات العالمية كانت مُقوّمة بالدولار في عام 2023، وفقا للمجلس الأطلسي.

وتزداد هيمنتها في القطاع المالي، فحوالي 60% من جميع الودائع المصرفية مُقوّمة بالدولار، بينما تُسجّل حوالي 70% من السندات الدولية بالعملة الأميركية.

في الوقت نفسه، فإن 57% من الاحتياطيات الأجنبية للبنوك المركزية، محفوظة بالدولار، وفقا لصندوق النقد الدولي.

إعلان

لكن ترامب يُغيّر ذلك، ويقول كبير الاقتصاديين في بنك "جيه سافرا ساراسين" كارستن جونيوس: "بدأ المستثمرون يُدركون أنهم مُعرّضون بشكل مُفرط للأصول الأميركية".

ويمتلك الأجانب 19 تريليون دولار من الأسهم الأميركية، و7 تريليونات دولار من سندات الخزانة الأميركية، و5 تريليونات دولار من سندات الشركات الأميركية، وفقا لشركة أبولو لإدارة الأصول.

وإذا استمر المستثمرون في تقليص استثماراتهم، فقد يستمر تعرّض قيمة الدولار للضغوط.

ونقل موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية (الجزيرة دوت كوم) عن جونيوس قوله: "أصبحت الولايات المتحدة مكانا أقل جاذبية للاستثمار هذه الأيام.. لم تعد الأصول الأميركية آمنة كما كانت في السابق".

ما عواقب انخفاض قيمة الدولار؟

يُجادل كثيرون داخل إدارة ترامب بأن تكاليف وضع الدولار كاحتياطي تفوق فوائده، لأن هذا يرفع تكلفة الصادرات الأميركية.

وقال رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لترامب، ستيفن ميران إن ارتفاع قيمة الدولار يُلقي "بأعباء لا داعي لها على شركاتنا وعمالنا، مما يجعل منتجاتهم وعمالهم غير قادرين على المنافسة على الساحة العالمية".

وأضاف: "كانت المبالغة في تقييم الدولار أحد العوامل التي أسهمت في فقدان الولايات المتحدة قدرتها التنافسية على مر السنين… والرسوم الجمركية هي رد فعل على هذا الواقع المُزعج".

وللوهلة الأولى، قد يُؤدي تراجع قيمة الدولار إلى انخفاض أسعار السلع الأميركية للمشترين الأجانب وزيادة كلفة الواردات، مما يُساعد على خفض العجز التجاري للبلاد. ومع ذلك، لا تزال الآثار التجارية في حالة تقلب بسبب التهديدات الجمركية المستمرة.

وبالنسبة للدول النامية، سيُخفّض ضعف الدولار كلفة سداد الديون الدولارية بالعملة المحلية، مما يُخفف العبء عن الدول المثقلة بالديون مثل زامبيا وغانا وباكستان.

وفي أماكن أخرى، من المتوقع أن يُعزز ضعف الدولار أسعار السلع الأساسية، مما يزيد من عائدات التصدير للدول المُصدرة للنفط أو المعادن أو السلع الزراعية مثل إندونيسيا ونيجيريا وتشيلي.

الدولار لا يزال العملة المسيطرة على التجارة العالمية والاحتياطيات للبنوك المركزية (رويترز) هل كان أداء العملات الأخرى جيدا؟

منذ بداية ولاية ترامب الثانية، قلب انخفاض قيمة الدولار التوقعات السائدة بأن حربه التجارية ستُلحق ضررا أكبر بالاقتصادات خارج الولايات المتحدة، كما ستُحفز التضخم الأميركي، مما يُعزز العملة الأميركية أمام منافسيها.

وبدلا من ذلك، ارتفع اليورو بنسبة 13% ليتجاوز 1.17 دولار، مع استمرار تركيز المستثمرين على مخاطر النمو داخل الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، ارتفع الطلب على أصول آمنة أخرى مثل السندات الحكومية الألمانية والفرنسية.

وبالنسبة للمستثمرين الأميركيين، شجّع ضعف الدولار كذلك استثمارات الأسهم في الخارج، فقد ارتفع مؤشر "ستوكس 600″، وهو مقياس واسع النطاق للأسهم الأوروبية، بنحو 15% منذ بداية عام 2025، وعند تحويله إلى الدولار، يبلغ هذا الارتفاع 23%.

في غضون ذلك، انخفض التضخم، مُخالفا التوقعات مرة أخرى، من 3% في يناير/ كانون الثاني إلى 2.3% في مايو/ أيار.

وحسب جونيوس، لا يوجد تهديد كبير لمكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية فعلية في أي وقت قريب، لكن "هذا لا يعني أنه لا يمكن أن نشهد مزيدا من الضعف في قيمة الدولار.. في الواقع، ما زلنا نتوقع هذا من الآن وحتى نهاية العام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة تریلیونات دولار قیمة الدولار هذا العام

إقرأ أيضاً:

تراجع كندي عن الضريبة بعد تهديدات ترامب.. الدوافع والتحديات

ألبرتا – بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المفاوضات التجارية، وفرض رسوم جمركية مشددة على كندا إذا لم تسحب ضريبة الخدمات الرقمية التي فرضتها قبل أيام على شركات التكنولوجيا الأميركية، تراجعت كندا مساء الأحد عن قرارها بتطبيق الضريبة، التي كان من المزمع بدء تحصيلها أمس الاثنين، في محاولة لتهدئة التوترات الاقتصادية وتجنب تصاعد الأزمة بين البلدين.

وقال وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان، إن ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني "اتفقا على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى صفقة بحلول 21 يوليو/تموز 2025″، مضيفا أن كندا ستلغي ضريبة الخدمات الرقمية بالتوصل لاتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة يعود بالنفع المتبادل.

وعلق وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في منشور على موقع إكس قائلا "شكرا لكندا على إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية التي كانت تهدف إلى خنق الابتكار الأميركي، وكانت ستُعيق أي صفقة تجارية مع أميركا".

وكان ترامب، قد أعلن الجمعة، تعليقًا فوريًّا لكل المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، ردا على تطبيق كندا لضريبة الخدمات الرقمية واصفا موقف الحكومة الكندية بأنه "استفزازي وغير قابل للتفاوض"، ورد رئيس الحكومة الكندية، قائلا: "سنواصل الانخراط في مفاوضات معقدة، بما يخدم مصالح العمال والشركات الكندية، ولكن ليس تحت التهديد أو الإكراه".

علاقة تجارية كبيرة

وتشكل العلاقة التجارية بين كندا والولايات المتحدة واحدة من أكبر العلاقات التجارية في العالم، ففي عام 2024 تجاوزت القيمة الإجمالية لواردات وصادرات كندا من السلع المتداولة مع الولايات المتحدة تريليون دولار كندي (762 مليار دولار) للعام الثالث على التوالي، وفقا لمنصة "ستاتيستك كندا".

وفي عام 2024 كانت الولايات المتحدة هي الوجهة لـ75.9% من إجمالي صادرات كندا، وكانت مصدرا لـ62.2% من إجمالي وارداتها، حيث شكلت صادرات منتجات الطاقة عنصرا أساسيا في فائض التجارة السلعية لكندا مع الولايات المتحدة، ففي عام 2024 صدّرت كندا منتجات طاقة بقيمة 176.2 مليار دولار إلى دول أخرى، وكانت الأغلبية العظمى من هذه الصادرات موجهة إلى الولايات المتحدة.

إعلان

وبلغ إجمالي واردات كندا من منتجات الطاقة 39 مليار دولار في عام 2024، وكانت الأغلبية العظمى منها أيضا من الولايات المتحدة، وعند الجمع بين التجارة في السلع والخدمات سجلت كندا فائضا تجاريا إجماليا قدره 94.4 مليار دولار مع الولايات المتحدة في عام 2023.

وفي قطاع السيارات، استوردت كندا في عام 2023 مركبات وقطع غيار من الولايات المتحدة، بقيمة 84.9 مليار دولار، بينما صدرت ما قيمته 83.2 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، مما يعكس التكامل العالي بين اقتصادي البلدين في هذا القطاع، وفق تقرير هيئة الإذاعة الكندية.

ترامب اعتبر فرض كندا ضريبة الخدمات الرقمية على شركات أميركية "استفزازيا وغير قابل للتفاوض" (الجزيرة) تأثيرات مشتركة على البلدين

وعن التداعيات المحتملة على الاقتصاد والمستهلكين، يتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور زياد الغزالي، أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى إضعاف تنافسية السلع الكندية في السوق الأميركي، مما يهدد الصادرات وأرباح الشركات ويبطئ النمو الاقتصادي.

ويضيف الغزالي في حديثه للجزيرة نت، أن المواطن الكندي سيواجه انخفاضا في فرص العمل، وتراجع الدخل، وزيادة أسعار السلع المستوردة إذا ردت كندا برسوم مضادة، مما يزيد الضغط على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

من جانبه، يتفق الخبير المالي مدين سلمان، مع ما ذهب إليه الغزالي، قائلا إن الصادرات الكندية إلى أميركا سوف تتأثر بالتأكيد، وتتعرض لارتفاع أسعارها مما يجعلها أقل تنافسية، وبالتالي الشركات الأميركية ستبدأ في البحث عن بدائل أقل تكلفة، إضافة إلى انعكاس سلبي على قيمة الدولار الكندي.

ويضيف سلمان للجزيرة نت، أن تداعيات التعريفات الجمركية ستلقي بظلالها على المستهلكين في كلا البلدين، موضحًا أن التاجر الأميركي عندما يستورد السلع الكندية مع زيادة التعرفة الجمركية عليها، تصبح التكلفة أعلى ومن ثم يرتفع سعرها أمام المستهلك الأميركي، وكذلك الأمر أمام المستهلك الكندي، "النتيجة ضرر مشترك وارتفاع أسعار وتضخم في البلدين".

القطاعات المتأثرة

القطاعات الأكثر عرضة للضرر في حال فرضت الرسوم الجمركية على كندا، تشمل:

قطاع النفط والغاز قطاع الصلب والألمنيوم السيارات الزراعة الأخشاب المنتجات الاستهلاكية قطاع التكنولوجيا.

حيث سيؤدي فرض التعريفات الجمركية الأميركية إلى ارتفاع التكاليف للمصنعين والمصدرين الكنديين، ويقلل الطلب على السوق الكندي، ويؤثر على الإيرادات وبالتالي تباطؤ الاستثمارات وخسائر محتملة في الوظائف، نتيجة تراجع الطلب الأميركي.

وكانت كندا والاتحاد الأوروبي، قد وقعوا قبل أيام، اتفاقية شراكة أمنية ودفاعية خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، في خطوة وصفها مراقبون أنها بداية لتنفيذ طموح أوتاوا لتقليص هيمنة واشنطن على تجارتها وأمنها، وسط علاقات متوترة مع إدارة الرئيس الأميركي، قد تعيد تشكيل السياسة الخارجية الكندية، ومحاولة الخروج من عباءة الجارة الجنوبية.

خيارات الحكومة

وعن خيارات الحكومة الكندية وبدائل تلافي الخسائر المحتملة، يقول الغزالي، إن على الحكومة الكندية فرض رسوم جمركية مضادة على الصادرات الأميركية إذا استمرت أميركا في عنادها، وتقديم دعم مباشر للقطاعات المتضررة، وحوافز للشركات المحلية، وتنويع الشركاء التجاريين، وجذب الاستثمارات الخارجية.

إعلان

وحث الغزالي، الحكومة الكندية إن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، على اللجوء إلى القضاء، واستخدام آليات تسوية النزاعات، لمخالفة الولايات المتحدة اتفاقية "يو إس إم سي إيه"، موضحا أن هذا الجانب يأخذ وقتا طويلا جدا في المحاكم، لكنه سلاح بيد الحكومة من الممكن ممارسة الضغط من خلاله ويتيح الحصول على تعويضات.

أما الخبير المالي مدين سلمان، فرأى أن الحكومة ليس أمامها إلا خيار البحث عن أسواق وحلفاء جدد، مؤكدًا أن هذا الخيار أصبح أمرا واقعيا لا مفر منه، لكن سلمان متفائل ويعتقد أن بإمكانية حل الأزمة عبر الحوار، نظرا للضرر المشترك على البلدين.

تواجه العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة لحظات مفصلية قد تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي بين البلدين، مع تصاعد التوترات بين الحين والآخر، ويترقب المستثمرون والمستهلكون تداعيات قد تعرقل سلاسل الإمداد وتؤثر على الإنفاق في القطاعات الحيوية، إذ يتطلب احتواء الأزمة حوارا دبلوماسيا، لتجنب خسائر اقتصادية طويلة الأمد على كلا البلدين، مع ضرورة تحرك كندا بحكمة لتنويع شراكاتها وحماية مصالحها الاقتصادية، نظرا لاعتمادها لعقود طويلة على الجار الجنوبي.

مقالات مشابهة

  • الدولار يتكبد أسوأ خسارة نصف سنوية منذ 1973
  • لماذا رفع ترامب العقوبات عن سوريا الآن؟
  • إيلون ماسك يعلن الإعداد لتأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة
  • لماذا عجّل ترامب برفع العقوبات عن سوريا؟
  • تراجع كندي عن الضريبة بعد تهديدات ترامب.. الدوافع والتحديات
  • الخارجية السورية ترحب بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن دمشق
  • كيف سيؤثر إلغاء الضريبة الرقمية على مستقبل التجارة بين الولايات المتحدة وكندا؟
  • الولايات المتحدة تجري مباحثات تمهيدية حول الاتفاق الإسرائيلي السوري
  • هل تنجح الولايات المتحدة في إيقاف إسرائيل عن حرب غزة؟