بوابة الوفد:
2025-07-30@14:42:04 GMT

هل أتاكم حديث الصدفة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

سيل من الأكاذيب ساقها القادة الإسرائيليون حول مقتل زعيم حركة حماس «يحيى السنوار» فى منطقة تل السلطان التى تعدها اليونسكو من الآثار التاريخية، وتقع فى الجزء الفلسطينى من رفح، ولأن إسرائيل قاعدة استعمارية للمصالح الغربية، الأمريكية والأوروبية فى المنطقة، وهى كما وصفها «محمود درويش» خرافة مدججة بالسلاح، فقد بات الكذب وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ جزءا من سياستها الرسمية لتعظيم مكاسبها ومكاسب داعميها ومموليها الدوليين، لكن الكذب هذه المرة كان موجها بالأساس للجمهور الإسرائيلى ولأهالى الأسرى المحتجزين لدى حماس، فضلا عن هدف ترويع بقية مقتالى حركة حماس وقادتها، بمواصلة الزعم أنهم قد قبلوا بالاستسلام!

من بين تلك الأكاذيب التى فضحتها الإدارة الأمريكية على الفور، قول الجيش الإسرائيلى أن الصدفة وحدها هى من قادت إلى مقتل «السنوار»، بدون توفر معلومات مخابراتية سابقة، أى أنه بعد عام من تدمير غزة على رؤوس أهلها، والموت العشوائى العمدى لنحو خمسين ألفا من المدنيين ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، وحرب التجويع التى يعيشها الآن أهالى غزة بحثا عن «السنوار»، فإن مجرد صدفة هى من أوقعته، فقد كان عدد من الجنود الإسرائيليين يتمشى بشكل عرضى، فعنً له أن يجرى تفتيشا روتينيا لمبنى أمامه، فوجد «السنوار» به وقتله.

مع أن المشاهد التى حرصت إسرائيل على نشرها بكل الوسائل، كذبت تلك الرواية، فقد كانت تظهر مسيرات توجه نحو المبنى الذى يقيم فيه قذائفها، وكان «السنوار» يحاول التصويب عليها بإطلاق النار نحوها، بالإضافة إلى أن مقر إقامته قد تدمر بفعل القنابل التى ألقيت عليه، ولم يتمكن الجنود من دخوله ألا بعد تدميره، ولم يعلن الخبر سوى فى اليوم التالى للهجوم، بما يفضح ترهات حديث الصدفة!

لم تكد تمضى بضع ساعات على خرافة الصدفة، حتى كذب «جيك سولفان» مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، تلك الرواية العبيطة، التى تنسب لتحرك عرضى اصطياد «السنوار» وقتله وهو فوق الأرض، وغير محاط سوى بمرافقين، تم قتلهما معه، قال سولفان: «إن معلومات مخابراتية أمريكية، ساعدت إسرائيل فى تعقب قادة حماس، بمن فيهم «السنوار».

ولم يعد سرا أن مستشارين أمريكيين من أدق التخصصات، موجودون فى إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فضلا عن نشر منظومة ثاد الصاروخية من أجل تعزيز الدفاع الجوى الإسرائيلى للتصدى للصواريخ الإيرانية، وهو ما يؤكد أن الاستعداد لضرب إيران  يجرى على قدم وساق.

سقطت كل الأكاذيب التى رددها نتنياهو وأعضاء حكومته ليبرر بها فشله فى تحرير الرهائن، واخفاقه فى تهجير الفلسطينيين ، وبينها أن «السنوار» كان مختبئا فى نفق، وأنه يتخذ من الأسرى ستارا للاحتماء بهم، وأنه خارج غزة ويدير حربه من القاهرة، فجأ الصمود الأسطورى للشعب الفلسطينى ضد جيش الاحتلال حين تمسك بالبقاء فى أرضه، ودعم الموقف المصرى المبدئى والشجاع اختيار الفلسطينيين، وتصدى منذ اللحظات الأولى لفكرة التهجير التى ترمى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ولعل نتنياهو وهو يعلن أن الحرب فى غزة مستمرة بعد مقتل «السنوار»، يدرك المغزى العميق وراء أنه لم يجد طوال عام من الشقاء والمعاناة، فلسطينيا واحدا يقبل برشوته التى بلغت 400 ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى «السنوار». المعنى واضح، ففى نوفمبر القادم تحل الذكرى السابعة بعد المائة لوعد بلفور، الذى وصفه عبد الناصر «وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق»، وخلال تلك العقود من الغطرسة الإسرائيلية والافتتان بالخلل فى موازين القوى وملاحقة الفلسطينيين بالقتل والتدمير والهدم، فإن إسرائيل لم تنعم بالاستقرار ولن تتمكن من الاندماج فى المنطقة، ما لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، فليته يعى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش سيل من الأكاذيب منطقة تل السلطان ن رفح

إقرأ أيضاً:

خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر

طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع "المنتدى الوزاري المصغر" الذي عُقد مساء الاثنين، خطة عمل جديدة بشأن قطاع غزة، قال إنها تمثل "تغييرا في النهج" السياسي والاستراتيجي الإسرائيلي.

وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة "معاريف"، تنص الخطة على منح الوسطاء الدوليين فرصة جديدة لإقناع حركة حماس بقبول مقترح الصفقة الذي طُرح قبل نحو أسبوعين، والذي سبق أن وافقت عليه إسرائيل.

ورغم فتح نافذة إضافية للتحرك الدبلوماسي، أكد نتنياهو أن إسرائيل "لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، مشددا على أن فترة زمنية محددة ستُمنح للطرف الآخر لتقديم رد إيجابي يُمكّن من إحراز تقدم في المحادثات.

وفي حال الرفض أو المماطلة، أعلن نتنياهو عن نية حكومته اتخاذ خطوات أحادية، أبرزها ضم أراض في قطاع غزة.

كما طُرح خلال الاجتماع اقتراح بإنشاء إدارة مدنية وأمنية خاصة لإدارة تلك المناطق، في خطوة تُعد تحولا جذريا في السياسة الإسرائيلية من استراتيجية الضغط للتسوية إلى فرض واقع ميداني جديد.

ورغم التحذيرات الضمنية، ترى القيادة السياسية الإسرائيلية أن هناك فرصا واقعية لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، في حال أبدت حماس مرونة في المفاوضات الجارية.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات غزة: الوسطاء سلّموا حماس اعتراضات إسرائيل على ردّها.. ما هي؟
  • انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل مهددة بعزلة دولية .. ونرفض تهجير الفلسطينيين
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس
  • حديث عن بوادر إيجابية بشأن التوصل لاتفاق في غزة
  • حماس تعلق على إعلان إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة
  • قراءة في الواقع الإسرائيلي
  • منذ عهد مبارك .. النائب محمد أبو العينين يكشف مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء
  • بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين