بوابة الوفد:
2025-06-12@01:25:45 GMT

هل أتاكم حديث الصدفة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

سيل من الأكاذيب ساقها القادة الإسرائيليون حول مقتل زعيم حركة حماس «يحيى السنوار» فى منطقة تل السلطان التى تعدها اليونسكو من الآثار التاريخية، وتقع فى الجزء الفلسطينى من رفح، ولأن إسرائيل قاعدة استعمارية للمصالح الغربية، الأمريكية والأوروبية فى المنطقة، وهى كما وصفها «محمود درويش» خرافة مدججة بالسلاح، فقد بات الكذب وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ جزءا من سياستها الرسمية لتعظيم مكاسبها ومكاسب داعميها ومموليها الدوليين، لكن الكذب هذه المرة كان موجها بالأساس للجمهور الإسرائيلى ولأهالى الأسرى المحتجزين لدى حماس، فضلا عن هدف ترويع بقية مقتالى حركة حماس وقادتها، بمواصلة الزعم أنهم قد قبلوا بالاستسلام!

من بين تلك الأكاذيب التى فضحتها الإدارة الأمريكية على الفور، قول الجيش الإسرائيلى أن الصدفة وحدها هى من قادت إلى مقتل «السنوار»، بدون توفر معلومات مخابراتية سابقة، أى أنه بعد عام من تدمير غزة على رؤوس أهلها، والموت العشوائى العمدى لنحو خمسين ألفا من المدنيين ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، وحرب التجويع التى يعيشها الآن أهالى غزة بحثا عن «السنوار»، فإن مجرد صدفة هى من أوقعته، فقد كان عدد من الجنود الإسرائيليين يتمشى بشكل عرضى، فعنً له أن يجرى تفتيشا روتينيا لمبنى أمامه، فوجد «السنوار» به وقتله.

مع أن المشاهد التى حرصت إسرائيل على نشرها بكل الوسائل، كذبت تلك الرواية، فقد كانت تظهر مسيرات توجه نحو المبنى الذى يقيم فيه قذائفها، وكان «السنوار» يحاول التصويب عليها بإطلاق النار نحوها، بالإضافة إلى أن مقر إقامته قد تدمر بفعل القنابل التى ألقيت عليه، ولم يتمكن الجنود من دخوله ألا بعد تدميره، ولم يعلن الخبر سوى فى اليوم التالى للهجوم، بما يفضح ترهات حديث الصدفة!

لم تكد تمضى بضع ساعات على خرافة الصدفة، حتى كذب «جيك سولفان» مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، تلك الرواية العبيطة، التى تنسب لتحرك عرضى اصطياد «السنوار» وقتله وهو فوق الأرض، وغير محاط سوى بمرافقين، تم قتلهما معه، قال سولفان: «إن معلومات مخابراتية أمريكية، ساعدت إسرائيل فى تعقب قادة حماس، بمن فيهم «السنوار».

ولم يعد سرا أن مستشارين أمريكيين من أدق التخصصات، موجودون فى إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فضلا عن نشر منظومة ثاد الصاروخية من أجل تعزيز الدفاع الجوى الإسرائيلى للتصدى للصواريخ الإيرانية، وهو ما يؤكد أن الاستعداد لضرب إيران  يجرى على قدم وساق.

سقطت كل الأكاذيب التى رددها نتنياهو وأعضاء حكومته ليبرر بها فشله فى تحرير الرهائن، واخفاقه فى تهجير الفلسطينيين ، وبينها أن «السنوار» كان مختبئا فى نفق، وأنه يتخذ من الأسرى ستارا للاحتماء بهم، وأنه خارج غزة ويدير حربه من القاهرة، فجأ الصمود الأسطورى للشعب الفلسطينى ضد جيش الاحتلال حين تمسك بالبقاء فى أرضه، ودعم الموقف المصرى المبدئى والشجاع اختيار الفلسطينيين، وتصدى منذ اللحظات الأولى لفكرة التهجير التى ترمى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ولعل نتنياهو وهو يعلن أن الحرب فى غزة مستمرة بعد مقتل «السنوار»، يدرك المغزى العميق وراء أنه لم يجد طوال عام من الشقاء والمعاناة، فلسطينيا واحدا يقبل برشوته التى بلغت 400 ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى «السنوار». المعنى واضح، ففى نوفمبر القادم تحل الذكرى السابعة بعد المائة لوعد بلفور، الذى وصفه عبد الناصر «وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق»، وخلال تلك العقود من الغطرسة الإسرائيلية والافتتان بالخلل فى موازين القوى وملاحقة الفلسطينيين بالقتل والتدمير والهدم، فإن إسرائيل لم تنعم بالاستقرار ولن تتمكن من الاندماج فى المنطقة، ما لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، فليته يعى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش سيل من الأكاذيب منطقة تل السلطان ن رفح

إقرأ أيضاً:

أول تعليق لحماس بعد اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات مادلين

(CNN)-- علقت حركة "حماس"، الاثنين، على اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات "مادلين" في البحر المتوسط، قبل وصولها إلى قطاع غزة.

واعترضت إسرائيل السفينة التي كانت في طريقها إلى غزة، وعلى متنها ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ ونشطاء بارزين آخرين، واحتجزت من كانوا على متنها واقتادتهم إلى إسرائيل، حسبما أعلن ائتلاف أسطول الحرية.

وطالبت حماس بالإفراج الفوري عن النشطاء الذين كانوا على متن السفينة، وأدانت احتجازهم في بيان وصفت فيه عملية الاعتراض بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين يعملون بدوافع إنسانية".

وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المجموعة "حاولت إثارة استفزاز إعلامي هدفه الوحيد هو كسب الدعاية"، حسب قولها.

وأضافت: "هناك طرقٌ لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة - وهي لا تتضمن صور سيلفي على إنستغرام".

وسبق أن وصف الوزارة سفينة المساعدات بأنها "يخت السيلفي".

وفي بيان، الاثنين، قالت الوزارة إن "المحاولات غير المصرح بها لكسر الحصار خطيرة وغير قانونية، وتُقوض الجهود الإنسانية الجارية".

ونشرت وزارة الخارجية مقطع فيديو يُظهر أفراد طاقم "مادلين" يجلسون جنبًا إلى جنب مرتدين سترات نجاة برتقالية، بينما يقدم لهم جندي مياه معبأة وشطائر مغلفة بالبلاستيك. ويمكن رؤية الناشطة المناخية ثونبرغ جالسة في مقدمة المجموعة.

مقالات مشابهة

  • نيران الاحتلال تحصد أرواح الفلسطينيين.. نزيف غزة يتواصل قرب «المساعدات»
  • أميركا تفرض عقوبات على جمعيات خيرية تساعد الفلسطينيين
  • كاتب روسي .. رأس إسرائيل سيتحطّم على أنقاض غزة
  • ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
  • ضحايا الجوع.. نيران إسرائيل تحصد أرواح الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات
  • ‏العاهل الأردني والرئيس اللبناني يؤكدان رفضهما لأية مخططات لتهجير الفلسطينيين
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • أول تعليق لحماس بعد اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات مادلين
  • إسرائيل تزعم العثور على جثمان محمد السنوار داخل نفق في خان يونس
  • انتقادات داخل إسرائيل لتسليح مليشيا أبو شباب في غزة لمواجهة حماس