اللواء الدويري: جيش الاحتلال لا يملك التقدم شمال غزة إلا ليلا
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يملك القدرة على التقدم في شمال قطاع غزة إلا ليلا، مشيرا إلى أن هذا الأمر خلق تحديات جديدة أمام المقاومة الفلسطينية.
وفي تحليله للمشهد العسكري في قطاع غزة، أوضح الدويري الفروقات بين العملية العسكرية لجيش الاحتلال الحالية في شمال غزة والعمليات السابقة، مسلطا الضوء على التكتيكات الجديدة التي يتبعها جيش الاحتلال والصعوبات التي تواجهها المقاومة.
وأشار الدويري إلى وجود معارك مستمرة وخسائر قوية نتيجة عمليات المقاومة، إذ تعلن قوى المقاومة تباعا عن تدمير آليات وقتل جنود، لكنه يرى أن نجاح الاحتلال في عزل مخيم جباليا من الجهات الأربع خلق واقعا مختلفا هذه المرة.
لكنه أكد في الوقت ذاته أن معظم عمليات التقدم الرئيسية للاحتلال تتم ليلا، وعلل ذلك بافتقار المقاومة إلى أسلحة الرؤية الليلية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، مما يسمح لقوات الاحتلال بإقامة السواتر وتحقيق تقدم إضافي ولو بمسافات محدودة تتراوح بين 50 و70 مترا.
وأضاف الخبير العسكري أن هذا الوضع خلق إشكالية جديدة لدى المقاومة لم تتعرض لها سابقا رغم نجاحاتها في إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال.
ولفت الانتباه إلى خطورة الوضع الإنساني، مشيرا إلى وجود نحو 150 ألف فلسطيني محاصرين في مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين، مع وقوف الدبابات الإسرائيلية على أبواب مراكز الإيواء.
ويرى الدويري أن جيش الاحتلال أصبح وكأنه يتخذ من المدنيين دروعا بشرية، مما يصعّب على مقاتلي المقاومة تأدية مهامهم دون المخاطرة بإلحاق الأذى بالمدنيين، واعتبر هذا الوضع من أكبر التحديات التي تواجه المقاتلين، والتي لم يواجهوها في العمليات السابقة.
وفي تعليقه على الفيديو الذي عرضه الجيش الإسرائيلي لقائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار -والذي قال إنه يظهره مع عائلته في نفق ليلة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- اعتبر الدويري أن هذا الفيديو يمثل "تمجيدا للسنوار وليس إدانة له".
وأوضح الدويري أن الفيديو يُظهر قائد حماس والمخطط الرئيسي لعملية طوفان الأقصى وهو يعيش حياة صعبة داخل الأنفاق، وليس في فندق 5 نجوم، مضيفا أنه رب أسرة ومستهدف بشكل مباشر، ومن الطبيعي أن يسعى إلى وضع أبنائه في مأمن.
واعتبر الدويري أن مجرد عيش السنوار وأطفاله مدة عام في الأنفاق يمثل تضحية يجب أن تقدّر، ورأى أن محاولة الاحتلال استخدام هذا الفيديو لإدانة السنوار قد تأتي بنتائج عكسية، إذ يمكن النظر إليه على أنه قائد مقاوم يضحي بحياته الشخصية من أجل قضيته.
ويرى الدويري أن هذا الفيديو يدحض الاتهامات التي وجهت إلى السنوار وغيره من قيادات حماس بأنهم يعيشون حياة مترفة، وأن ما ظهر أن تلك القيادات لا تبحث عن حياة الرفاهية، بل تسعى إلى تحرير الأرض وحماية العرض، ومستعدة للشهادة في سبيل الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال الدویری أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
لماذا استهدفت القسام عربة همر وفشلت إسرائيل بإخلاء خسائرها؟
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إستراتيجية المقاومة ترتكز على القتال في الأماكن البعيدة عن عمق قطاع غزة، كاشفا أسباب استهداف مقاتلو الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عربة "همر" وفشل الطيران المروحي بإخلاء الخسائر.
وجاء حديث حنا للجزيرة بعد إعلان مواقع إخبارية إسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة 11 في استهداف سيارة عسكرية من نوع "همر" في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.
في السياق ذاته، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.
وبنظرة عسكرية، قال حنا إن عربة "همر" ليست مدرعة، ويستقلها جنود الاحتلال في الأماكن التي تعتبر آمنة وسهلة، مرجحا أن العملية وقعت قرب المناطق السكنية مما اسفر عن عدم قدرة جيش الاحتلال على إخلاء القتلى والجرحى.
ولم يستبعد استهداف المقاومة عربة "همر" في الخطوط الخلفية لجيش الاحتلال أو مسافة قريبة من مركز العمليات، مشيرا إلى أن هذه العربة تعد الهدف الأسهل، وتعطي نتيجة مؤلمة للاحتلال، مستدلا بسقوط 3 قتلى بين الجنود وعدد من الجرحى وفق ما أعلنت مصادر إسرائيلية.
إعلانوكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن العملية في جباليا نجمت عن "كمين مركب وصعب"، مشيرة إلى أن قتلى الجيش من اللواء التاسع.
وأوضحت المصادر ذاتها أن مروحيات عسكرية تطلق نيرانا كثيفة في منطقة العملية، مشيرة إلى أن عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى فشلت بسبب كثافة النيران، وأن مروحية عسكرية تعرضت لإطلاق نار خلال محاولتها إجلاء الجرحى.
وفي هكذا نوع من الحروب، تتساوى القوى بين الطرفين -وفق حنا- مستدلا بعدم قدرة جيش الاحتلال باستعمال الطيران الحربي بسبب وقوع اشتباك أقرب إلى المسافة صفر لذلك استعان بالمروحيات.
ولفت إلى أنه في الحرب الحالية كانت تهبط المروحيات وتنقل الخسائر في مناطق كانت تعتبر آمنة، لكن عدم قدرتها على الهبوط في جباليا يعني أنها ليست آمنة.
واعتادت فصائل المقاومة عند نصب كمائن للقوات والآليات الإسرائيلية -حسب الخبير العسكري- استهداف قوات النجدة والإنقاذ، خاصة في ظل عدم توفر استعلام تكتيكي لدى جيش الاحتلال يقول إن المنطقة آمنة.
ويعني عدم استعمال جيش الاحتلال الطائرات الحربية، أن الاشتباك وقع ضمن مسافة قصيرة، إذ تستطيع القدرة التفجيرية لأي قنبلة قتل أحد الجنود عبر ما يسمى بـ"النيران الصديقة"، كما يقول حنا.
إستراتيجية الاحتلالوبشأن توسيع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية، قال حنا إن هدف الجيش الإسرائيلي احتلال 75% من مساحة القطاع، من أجل حرمان المقاومة من هذه المساحة والضغط عليها، وإبقاء ما يقرب من 25% للغزيين.
وفي ظل هذا الوضع، تذهب المقاومة إلى القتال في الأماكن البعيدة مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالا حتى حي الشجاعية شرقي غزة وخان يونس جنوبا، من أجل كسب الوقت واستنزاف الاحتلال إلى درجة متقدمة.
ووفق الخبير العسكري، فإن منطقة جباليا شهدت قرابة 50 عملية ضد جيش الاحتلال بينها عمليات استشهادية وأخرى بالسلاح الأبيض.
إعلانوشدد على أن الدخول إلى عمق قطاع غزة ليس أمرا سهلا، وبالتالي الذهاب إلى احتلال 75% منه ستكون كلفته كبيرة، إضافة إلى حجم القوة التي خصصت لهذه العملية العسكرية الجديدة.
ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إنه أصدر تعليمات إلى قواته بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه.