منتدى «الاتحاد» يقرأ تحديات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
طه حسيب (أبوظبي)
انطلقت أمس فعاليات منتدى الاتحاد التاسع عشر، والذي جاء تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي قاطرة التنمية المستدامة»، وقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح والتعايش، كلمة قال خلالها إن المنتدى في دورته التاسعة عشرة، يأتي دائماً استجابة مجتمعية واعية لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أن تكون الإمارات، وبجميع أفرادها ومؤسساتها، دولة تتطلع إلى المستقبل بثقة، وتنفتح على التطورات كافة في العالم، بوعي وذكاء، وتقوم بدور مركزي ومهم في تحقيق التقدم والنماء في مختلف المجالات، وعلى كل المستويات.
وقام معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، بتكريم مجموعة من الجهات المتميزة في توظيف الذكاء الاصطناعي. واستنتج المتحدثون في جلسات المنتدى أن الإمارات أصبحت دولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال استراتيجيات ومبادرات ومؤسسات علمية واستثمارات كبرى، وتوصل المشاركون إلى استنتاج بأن الإمارات استثمرت في تفوقها الرقمي وأصبحت حاضنة للابتكار، وقادرة على الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكد خبراء التكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة للنمو الاقتصادي، ويفتح آفاقاً كبرى للتنمية المستدامة، ودعا المشاركون إلى حوكمة ذكاء اصطناعي، بحيث يصبح قوة للتنمية يراعي الخصوصية والأبعاد الأخلاقية، ولا يقع في فخ التحيز. وشارك في فعاليات المنتدى خبراء عرب وأجانب في الذكاء الاصطناعي، وشهد المنتدى، الذي انعقد بشراكة معرفية مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات، حضوراً من الإعلاميين والمسؤولين، وطلاب من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وفي كلمة متلفزة، أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن المنتدى في دورته التاسعة عشرة يأتي دائماً استجابة مجتمعية واعية لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - أعزه الله - في أن تكون الإمارات، وبجميع أفرادها ومؤسساتها، دولة تتطلع إلى المستقبل بثقة، وتنفتح على التطورات كافة في العالم، بوعي وذكاء.
وأضاف معاليه أن الإمارات تقوم بدور مركزي في تحقيق التقدم والنماء، في مختلف المجالات، وعلى كل المستويات. وقال معاليه: «إننا اليوم، في هذا المنتدى، إنما نعتز ونفتخر بما يتسم به صاحب السمو رئيس الدولة، من حكمة وشجاعة وبُعد نظر، في الأخذ بأحدث ما في العالم، من نظم وتقنيات». وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة الأميركية تؤكد أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة محور مهم للحوار والتعاون والعمل المشترك، وأداة فعالة لتحقيق الفاعلية والتعاون ووحدة الهدف، في العلاقات بين الدول والشعوب.
خير المجتمع والإنسان
وأشار معاليه إلى أن اهتمام صاحب السمو رئيس الدولة بالذكاء الاصطناعي بالذات، وتأكيده على الإمكانات الهائلة له، وما يترتب عليها من تحقيق الخير للمجتمع والإنسان، في كل مكان، ينعكس بشكلٍ واضح، في قناعته الكاملة بأهمية أن تكون الإمارات سباقة في هذا المجال، قادرةً تماماً، على التنافس الإيجابي والناجح فيه.
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن «دولتنا، ولله الحمد، وفي ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة، لها مكانة متقدمة في مؤشر الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم كله: لدينا، ولله الحمد، بيئة وطنية تدعم العلوم والتقنيات والابتكار، لدينا شراكات عالمية مهمة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات عموماً، لدينا وعيٌ كامل بدور الحكومة، ودور قطاعات المجتمع كافة في هذه المجالات، لدينا شركات ومؤسسات، تعمل بنجاح في تطوير هذه التقنيات، لدينا جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لدينا أيضاً وزارة خاصة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، لدينا فوق ذلك كله استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تركز على استخدامات هذه التقنيات في الدولة، وبالذات في المجالات ذات الأولوية، بما في ذلك مجالات الطاقة والسياحة والصحة والتعليم، وأمن المعلومات».
وأوضح أن هذه الاستراتيجية الوطنية تهدف إلى تعميق استخدامات الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية وبناء اقتصاد حديث وقوي ومستدام، وتسعى لبناء قدرات وطاقات الوطن في هذا المجال، بما في ذلك سُبل تعزيز قدرة الدولة على التنافس والإنجاز فيه.
مراعاة الجوانب الأخلاقية
وخلال كلمته في منتدى الاتحاد التاسع عشر، أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أنه يشير دائماً، باسمه شخصياً، وباسم وزارة التسامح والتعايش، إلى أهمية مراعاة الجوانب الأخلاقية في استخدامات الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة واضحة إلى أن تكون القيم والمبادئ الإنسانية جزءاً مهماً في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
برمجة التسامح والاحترام المتبادل
وقال معاليه: «إننا في وزارة التسامح والتعايش، وبالتعاون مع صندوق الوطن، ومع بعض كُبريات الشركات التقنية العالمية، قد بدأنا في العمل في مشروع مهم للدعوة إلى برمجة قيم التسامح والاحترام المتبادل، وقيم الرحمة والكرم، والاهتمام بمشاعر الآخرين، والتعرف على ثقافات الغير، في عمل الأجهزة الذكية - سوف يشمل هذا المشروع أيضاً، سُبل بناء قدرات المجتمع على التعامل مع المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، سواء في ذلك التغيرات المتوقعة في أنماط الوظائف أو سوء استخدام المعلومات والبيانات المتاحة، وعدم احترام الخصوصية فيها، أو وجود تحيز ثقافي أو تفرقة وتمييز بين البشر على أساس العقيدة أو الجنسية أو العِرْق أو غير ذلك من اختلافات قد يترتب عليها تأثيرات سلبية على أفرادٍ أو فئاتٍ أو طوائف معينة، من السكان».
وأوضح معاليه أن الذكاء الاصطناعي، هو الآن جزءٌ من حياة البشر، علينا واجب ومسؤولية في العمل الجاد من أجل تحقيق المنافع المرجوة منه. وفي الوقت نفسه، علينا أن نتعامل بقدرة وكفاءة مع المخاطر والتحديات التي قد تترتب عليه. وقال: «نريد لهذه التقنيات أن تسهم في تشكيل السلوك البشري على نحوٍ إيجابي.. نريد تقنيات، تجسد مبادئ النزاهة والشفافية، وتحافظ على حقوق الناس، وتشجع الجميع على المشاركة في حركة المجتمع والعالم، وتسهم كذلك في تحقيق التقدم الاقتصادي والتطور المجتمعي، وتدعم جهود الاستدامة وحماية البيئة في جميع مناطق العالم، ودون استثناء».
حمد الكعبي: «الذكاء الاصطناعي» يعني طفرة كبرى في الإعلام الرقمي وزخماً في إنتاج المحتوى
أكد الدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار أن «الاتحاد» تحرص دوماً على أن يكون «المنتدى» نافذة معرفية على المستقبل، ومنصة تواكب طموحات دولتنا ومسيرتها التنموية الرائدة في المنطقة. وقال الكعبي: «بالأمس حلّت الذكرى الخامسة والخمسون لصدور صحيفة الاتحاد، وهي مناسبة نستلهم من رمزيتها العزيمة، ونستمد منها الطاقة الإيجابية، من أجل تعزيز رسالة الإعلام المسؤول، بمحتوى توعوي هادف يواكب رؤية قيادتنا الرشيدة، ويعبر عن آمال مجتمعنا». وقال الكعبي في ذكرى صدور الاتحاد الخامسة والخمسين «إنه منذ انطلاقتها في أكتوبر 1969، وحتى اليوم، تواصل (الاتحاد الصحيفة) التعبير عن (الاتحاد الوطن) بروحه ومعناه وبيته المتوحد، في إطار مهمّتها الكبرى التي اختارها لها الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بينما كان يكتب مع إخوانه حكام الإمارات، الحروف الأولى لـ(الوطن الحلم). ومنذ ذلك الحين، كانت (الاتحاد) الشاهد على التأسيس، والمواكب للبناء، والمساند للجهود التنموية الضخمة والمتسارعة التي شهدتها بلادنا».
وأضاف الكعبي في كلمته بمستهل فعاليات المنتدى، أنه مع التطور المتسارع الذي يشهده قطاع الإعلام، تمسك «الاتحاد» بزمام المبادرة، لتمضي في تعزيز آليات رسائل حضارية وإنسانية، تسرد من خلالها قصة وطن هو الأكثر تقدّماً في المنطقة.
وأكد الكعبي أن «الاتحاد» في ذكرى صدورها دأبت على تنظيم منتدى سنوي يمثل منصة لقراءة التحديات الراهنة، وتحليل المستجدات التي تهمّ مجتمعنا ومنطقتنا، وأضاف أن النسخة التاسعة عشرة من المنتدى تأتي تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي.. قاطرة التنمية المستدامة»، لمناقشة آفاق الذكاء الاصطناعي وتحدياته، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أصبح محور تميز في مسيرة الإمارات التنموية، ينسجم مع أهداف «مئوية الإمارات 2071»، بعدما أصبح مساراً واعداً سيتضاعف الإنفاق العالمي عليه بحلول عام 2028 ليصل إلى 632 مليار دولار.
وأشار الكعبي في كلمته إلى مواكبة «الاتحاد» للطفرة التقنية، على الصعيد الإعلامي، وفي 19 نوفمبر 2022 كان لصحيفة «الاتحاد» السبق في المنطقة العربية بنشر أول مقال مكتوب بتقنيات الذكاء الاصطناعي بنسبة 100%، من خلال «نموذج نور» للمعالجة الطبيعية للغة العربية، وهو الأكبر من نوعه في العالم، الذي أطلقه معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي.
وأضاف رئيس مركز الاتحاد للأخبار أنه بعد «المقال الذكي»، اتخذنا خطوات أخرى كثيرة، لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ومنصات البث التلفزيوني والرقمي، بابتكار أنماط متنوعة من المذيع الافتراضي، الذي يحاكي ثقافتنا وينطق بلغتنا، إضافة إلى تقنيات «الصحفي الذكي» و«المتحدث الذكي».
نؤمن بأن «الذكاء الاصطناعي» يعني طفرة كبرى في الإعلام الرقمي، وزخماً في إنتاج المحتوى في أقصر وقت ممكن وبجودة عالية، ويفتح الباب واسعاً لتطوير وتسريع التحول الرقمي، ويسهم بقوة في التحقق من دقة البيانات وضمان أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمة الإخبارية للجمهور.
وبهذه المناسبة، نؤكد انطلاقتنا المتواصلة في «مركز الاتحاد للأخبار» نحو التحول الرقمي، واستثمار كل ما هو جديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز المحتوى، ويضمن تطوير الخدمة الإخبارية، القادرة على الوصول لفئات المجتمع كافة.
تساؤلات من أجل تقنيات آمنة
دعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي آمنةً، لا يمكن اختراقها أو التلاعب بها، وملتزمة تماماً بمعايير ومستويات واضحة مُتفق عليها، للعمل والأداء. وقال معاليه: «نريد أن نتأكد دائماً من وجود أساليب فعالة للحماية من المخاطر المحتملة لهذه التقنيات. إننا في وزارة التسامح والتعايش، وبالتعاون مع صندوق الوطن، نسير قدماً وبعون الله، في البحث والدراسة حول عددٍ من الأسئلة المهمة في هذا السياق، هي: كيف يمكن إعداد الإنسان للعمل والحياة في عصر الآلات الذكية؟ كيف يمكن التعامل مع الآثار السلبية المتوقعة وغير المتوقعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟ كيف يمكن تعليم وتوعية مستخدمي هذه التقنيات بالمخاطر المحتملة لها، وسُبل التعامل الفعَّال معها؟ ثم كيف يمكن العمل مع المبرمجين ومطوري هذه التقنيات من أجل أن تكون هذه التقنيات وسيلة لتعميق المعرفة والتفاهم والحوار بين البشر، ولتحقيق المساواة في التنمية بين دول العالم وسكانه، وبما يسهم في بناء مجتمعات بشرية: صالحة، ومنتجة، ومسالمة، في كل مكان؟ باختصار شديد، كيف تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي، تقنيات مسؤولة وآمنة تخدم المجتمع والإنسان، في كل مكان؟
إننا في هذا السياق، على استعداد كامل للعمل مع الجميع في هذا المشروع الواعد والمهم، وذلك عن قناعة كاملة، بأن التعاون والعمل المشترك، هما الطريق الأكيد إلى تنمية قدرات إماراتنا الحبيبة، على الإبداع والابتكار والإنجاز في مجالات الحياة كافة.
أعود، أيها الإخوة والأخوات، فأقدم لكم التحية مرةً أخرى، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في جهودكم من أجل الإسهام في تمكين المجتمع من الاستعداد الكامل للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بنجاح - وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الإمارات، وأن يديم علينا نعمة القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة، وما لديه من حكمةٍ وشجاعة وبُعد نظر، ورؤيةٍ واثقةٍ للمستقبل.
أشكركم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منتدى الاتحاد مركز الاتحاد للأخبار الذكاء الاصطناعي نهيان بن مبارك محمد بن زايد رئيس الدولة الإمارات عبد الله آل حامد تقنیات الذکاء الاصطناعی صاحب السمو رئیس الدولة أن الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی التسامح والتعایش هذه التقنیات محمد بن زاید فی العالم کیف یمکن أن تکون فی هذا إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
بدء الاستعدادات لتنظيم النسخة الثانية من منتدى صحار للاستثمار فبراير المقبل
العُمانية: نظمت غرفة تجارة وصناعة عُمان اللقاء التعريفي الأول لمنتدى صحار للاستثمار 2026 بنسخته الثانية، والمقرر إقامته خلال الفترة من 4 إلى 5 فبراير 2026م، في ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة، تحت شعار "صحار.. وجهة الاستثمار الصناعي".
يأتي اللقاء التعريفي في إطار التحضيرات المتسارعة التي يقودها فرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة لإطلاق النسخة الثانية من المنتدى، تأكيدًا على حرص الغرفة على تعزيز جاذبية سلطنة عُمان كوجهة استثمارية رائدة، وإبراز الدور المحوري لمحافظة شمال الباطنة، وولاية صحار على وجه الخصوص، في قيادة التحول الصناعي والتنمية الاقتصادية المستدامة ضمن مستهدفات رؤية عُمان 2040.
ويهدف المنتدى إلى أن يكون منصة اقتصادية واستثمارية متكاملة تجمع بين المؤتمر والمعرض واللقاءات الثنائية، بما يسهم في تمكين الشراكات بين القطاعين العام والخاص، واستكشاف آفاق جديدة في القطاعات الصناعية الواعدة التي تعزز مكانة سلطنة عُمان في سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية.
وقال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إن المنتدى يأتي ضمن جهود الغرفة الرامية إلى تعزيز موقع سلطنة عُمان كوجهة جاذبة للاستثمار الإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على المقومات الاقتصادية التي تزخر بها محافظات سلطنة عُمان، وفي مقدمتها محافظة شمال الباطنة، بما تتمتع به من ميزات نسبية تتمثل في الموقع الاستراتيجي، والبنية الأساسية المتقدمة، والمناطق الصناعية، والخصائص اللوجستية الواعدة.
وأضاف سعادته في كلمته أن غرفة تجارة وصناعة عُمان تولي أهمية كبيرة لجذب الاستثمارات النوعية الداعمة للتنويع الاقتصادي، وذلك ضمن توجهاتها الاستراتيجية المتمثلة في تحسين بيئة الأعمال، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديًا.
وأكد سعادة فيصل الرواس أن الغرفة تتبنى نهجًا يقوم على تمكين القطاع الخاص العماني ليكون شريكًا فاعلًا في التنمية، من خلال تعزيز قدرته التنافسية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتشجيع ريادة الأعمال والاستثمار في القطاعات الواعدة مثل الصناعة، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، والسياحة، والتقنيات الحديثة.
وقدم المهندس سعيد بن علي العبري، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، ورئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة، ورئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى، خلال اللقاء عرضًا مرئيًا تعريفيًّا تناول أهداف ومحاور المنتدى، واستعرض أبرز القطاعات التي ستركز عليها الدورة المقبلة، وتشمل القطاع الصناعي، والقطاعات المنضوية كالصناعات المساندة للصناعات الثقيلة، وصناعات الحديد والألمنيوم والبلاستيك، إلى جانب الصناعات الغذائية والطبية عالية القيمة. كما سلّط الضوء على الجهود التنسيقية الجارية مع الجهات الحكومية لتحديد الفرص الاستثمارية الجاهزة للطرح خلال المنتدى.
وأكد المهندس أن هذا اللقاء يمثل انطلاقة فعلية لمرحلة الترويج والتعريف بمنتدى صحار للاستثمار 2026، مشيرًا إلى أن اللقاء يهدف إلى إشراك المستثمرين والمؤسسات في مرحلة مبكرة من التحضير، وتهيئة بيئة تفاعلية تشجع على المشاركة الفاعلة في الحدث المرتقب.
وقال العبري إن شعار المنتدى يعكس التوجه الوطني نحو بناء منظومة صناعية متقدمة تقوم على الابتكار والتقنيات الحديثة والاستدامة، وتتكامل مع سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية. وأضاف: سيتم خلال المنتدى طرح عدد من المشاريع الاستثمارية النوعية بالتعاون مع الجهات المعنية، ما يعزز من مكانة سلطنة عُمان كموقع تنافسي في سلاسل القيمة الصناعية العالمية.
وكانت النسخة الأولى من المنتدى، التي عُقدت في عام 2024، قد حققت نجاحًا بارزًا تمثل في استقطاب أكثر من 800 مشارك وزائر للمعرض المصاحب، وعرض 104 فرص استثمارية بقيمة تجاوزت مليار ريال عُماني، إضافة إلى توقيع 14 اتفاقية تعاون تجاوزت قيمتها 115 مليون ريال عُماني. وقد شكّل المنتدى آنذاك منصة فعالة جمعت بين المستثمرين المحليين والدوليين، وأسهم في تعزيز مكانة محافظة شمال الباطنة كمحور رئيسي للصناعات المتقدمة. وفي إطار متابعة هذا النجاح، سيتم تنظيم النسخة الثانية من المنتدى في قاعة مجان بولاية صحار، بمشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمستثمرين المحليين والدوليين. وسيتضمن المنتدى برنامجًا حافلًا بالجلسات الحوارية، والعروض التفاعلية، وحلقات العمل، إضافة إلى معرض نوعي يعرض أحدث التطورات في مجالات الصناعة والتقنية والاستدامة.
وشهد اللقاء التعريفي جلسة نقاشية تناولت عددًا من المحاور الرئيسة المرتبطة بالتحضيرات الجارية للنسخة المقبلة من المنتدى، حيث جرى النقاش حول طبيعة المشاريع التي تم الإعلان عنها في النسخة السابقة. وتناولت النقاشات كذلك الفرص الاستثمارية الجديدة التي سيطرحها المنتدى في نسخته المقبلة، مع التركيز هذا العام على قطاع الصناعة باعتباره أحد القطاعات الواعدة في المنطقة، إلى جانب تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتذليل التحديات التي واجهت النسخة الماضية. كما تم التأكيد على أنه من بين أبرز خطوات التطوير لهذه النسخة البدء المبكر في الإعداد للمنتدى، والتنسيق المكثف مع الجهات المعنية لضمان تكامل الأدوار وتحقيق النتائج المرجوة.
حضر اللقاء سعادة فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة الغرفة، وسعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان، وعدد من ممثلي السفارات والجهات الحكومية والخاصة، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة، وأصحاب وصاحبات الأعمال والمستثمرين، وذلك في المقر الرئيسي للغرفة بمسقط.