وسط التطورات السريعة للأحداث في الحرب الجارية على غزة، وآخرها مشهد النهاية الملحمي للشهيد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقع حدث نال نصيبا وافرا من التغطية الإعلامية، ألا وهو استهداف طائرة مسيرة أطلقها حزب الله اللبناني لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا شمال تل أبيب، في حدث هو الأول من نوعه في تاريخ الصراع.

وقد سلَّطت الواقعة الأضواء على بيوت ومقار إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي والترتيبات الأمنية المرتبطة بها، ومنها بيت يحمل قصة خاصة جدا بإمكانها أن تُلخِّص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي برُمَّته ببلاغة وإيجاز.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أشهر قصص التجسس الإسرائيلية على العرب وأميركاlist 2 of 2كيف تصنع إسرائيل القتَلة؟end of list

بدأت القصة قبل أكثر من سبعة عقود في حي "المصرارة" على بُعد أمتار من سور البلدة القديمة في القدس، في منزل فارهٍ عاش فيه فلسطيني يُدعى توفيق كنعان، وكان طبيبا وباحثا مرموقا ومسؤولا في عدة مستشفيات في المدينة، منها مستشفى "بيكور حوليم"، ومستشفى "هانسن" للجزام، ومستشفى "أوغستا فيكتوريا"، وغيرها.

كان كنعان أيضا إثنوغرافيا "متخصصا في الأعراق"، ومؤرخا للفلكلور الفلسطيني، ومالكا لمجموعة من المقتنيات التراثية البارزة، ناهيك بكونه متحدثا مفوَّها باسم شعبه في مواجهة الاستعمارَيْن البريطاني والصهيوني.

كان ذلك قبل أن تدك العصابات الصهيونية منزل عائلة كنعان في مايو/أيار 1948، تزامنا مع أحداث النكبة الفلسطينية التي هُجِّر خلالها 800 ألف فلسطيني من أراضيهم ومنازلهم، ومنهم الطبيب كنعان وأسرته الذين أُجبروا على الفرار إلى ملجأ في دير الروم الأرثوذكس داخل البلدة القديمة.

وعبر الأسوار، كانت الأسرة تراقب محتويات منزلها الثمينة وهي تُنهب وتُسرق لتقضي على أي أمل لهم في العودة، حتى وفاة كنعان عام 1964 محروما من منزله وممتلكاته.

أما المنزل، فكان قَدَره مثل آلاف المنازل الفلسطينية، حيث سقط في حوزة عائلة يهودية هاجرت للتو من الولايات المتحدة عام 1949، بعد أن اشترته بثمن بخس لم يُدفع إلى أصحابه بالتأكيد.

أصبح منزل آل كنعان في النهاية إرثا لأخوين يهوديين، باع أولهما، واسمه عيدو، حصته "المنهوبة" فيه عام 2016 إلى المليونير الأميركي "سبنسر بارتريدج" مقابل 4.24 ملايين شيكل (1.2 مليون دولار)، في حين بقيت ملكية النصف الثاني من المنزل الكائن اليوم في 4 شارع هبورتسيم في حي القطمون في القدس في يد الأخ الثاني، ويُدعى بنيامين، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لا شيء أصدق أنباءً بماضي إسرائيل وحاضرها، بل ومستقبلها، من قصة منزل نتنياهو وأمثاله من البيوت المنهوبة التي يسكنها الإسرائيليون، حيث تظل شواهد تاريخية يصعب طمسها أو محوها.

وقد وصف المؤرخ الإسرائيلي آدم راز في كتابه "نهب الممتلكات العربية في حرب 1948" كيف تورطت مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي بين عامي 1948 و1949 في تنفيذ سرقات ممنهجة للقرى والمدن الفلسطينية، حيث خرج المستوطنون في جميع أنحاء الأراضي المحتلة ونهبوا المتاجر ومقتنيات المنازل الفلسطينية، وذلك بالتواطؤ مع السلطة الإسرائيلية.

إذ رأوا في سياسات السطو المنظمة هذه وسيلة لإخلاء أرض فلسطين من سكانها وتحقيق واحدة من أكثر خرافاتهم شعبية، وهي أن تصبح فلسطين "أرضا بلا شعب، لشعبٍ بلا أرض".

ففي أعقاب النكبة والتهجير، كان على القادة الإسرائيليين حينذاك شرعنة هذا الوضع الاستثنائي الغاصب بسرعة لمنع عودة الفلسطينيين إلى ممتلكاتهم بعد انتهاء الحرب.

وقد استندوا في تبريراتهم تلك إلى المزج بين سلسلة من الأساطير والمقولات "التوراتية" التي تجعل كل أرض "بال فيها يهودي" أو "سفك فيها دما" ملكا له، وبين القوانين والتشريعات الجائرة التي صُمِّمت خصوصا لنهب الأملاك التي هجرها أصحابها قسرا، وأبرزها قانون أملاك الغائبين الصادر عام 1950 وقانون استملاك الأراضي الصادر عام 1953، التي مَثَّلت أهم أذرع السلطات الإسرائيلية في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين منذ زمان النكبة.

"أملاك الغائبين"

منذ صدور تلك القوانين، وحتى اليوم، كانت وقائع الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين حقيقة متجددة وسلوكا تمارسه إسرائيل بلا توقف، وليست مجرد ذاكرة تاريخية للنكبة. على سبيل المثال، في يناير/كانون الثاني 2022، طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الصالحية وهدمت منزلها الكائن في حي الشيخ جراح بشرق القدس المحتلة، بدعوى أنها تُقيم على أرض مملوكة للشيخ أمين الحسيني مفتي القدس، وقد صادرت إسرائيل هذه الأرض وفقا لقانون أملاك الغائبين بعد احتلال المدينة عام 1967.

يعود "قانون أملاك الغائبين" إلى 14 مارس/آذار عام 1950، ويتألف من 39 مادة تمنح الدولة الصهيونية حق مصادرة أملاك اللاجئين الفلسطينيين ممن هُجِّروا قسرا خلال نكبة 1948 بدعوى أنهم "غائبون".

ويُعرِّف القانون "الفرد الغائب" بأنه أي شخص كانت له عقارات أو ممتلكات في أرض فلسطين التاريخية ولم يكن موجودا بها منذ يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، إذ نُفِّذت أحكامه بأثرٍ رجعي رغم صدور القانون عام 1950. وقد طُبِّق في أول إصدارٍ له على الأشخاص الذين غادروا فلسطين التاريخية ولجأوا للإقامة في دولة تعتبرها إسرائيل عدوا، وهو ما انطبق على أغلبية الدول العربية ذلك الوقت.

وعلى مدار العقود الفائتة، عُدِّلَ قانون أملاك الغائبين أكثر من مرة، أحدها سنة 1965، حين توسع ليشمل الأملاك الوقفية للمقدسات الإسلامية والمسيحية. وبعد حرب 1967، خضع القانون لتعديل آخر شمل بموجبه أملاك النازحين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي العام نفسه توسع مفهوم "الغائب" ليشمل اللاجئين في دول ليست في حالة حرب مع إسرائيل، ثم توسع ليشمل المقيمين في فلسطين نفسها ممن انتقلوا من مدينة فلسطينية محتلة إلى أخرى لأسباب تتعلق بالعمل أو غيره.

وبمرور الوقت، توسع تفسير القانون لشرعنة مجموعة من الممارسات الإسرائيلية الإحلالية، مثل منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم على الجانب المقابل من جدار الفصل العنصري عام 2002.

أما عن طريقة تنفيذ هذا القانون، فذلك عبر عدة خطوات. بداية، تنتقل ملكية الأراضي والعقارات التي هُجِّرَ أصحابها قسرا إلى "القيم"، وهو الحارس الذي عيَّنته سلطات الاحتلال لحماية أملاك مَن وُصفوا بأنهم "غائبون"، ويمتلك القيم الصلاحية المطلقة في تطبيق تعريف "الغائب" وتحديد هويته، وتتمتع قرارته بحصانة تجعلها غير قابلة للنقض، وهو ما يعني أنه حتى ولو أخطأ القيم في تحديد هوية أحد الفلسطينيين الغائبين، فلن يكون بإمكانه استرجاع أملاكه.

الخطوة الثانية تتمثل في نقل ملكية أراضي اللاجئين إلى وكالة شبه حكومية تُعرف باسم "إدارة سلطة التطوير"، التي تنقل تلك الأراضي والعقارات لصالح "الصندوق القومي اليهودي"، لتأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة المتمثلة في بيع الصندوق هذه الممتلكات للراغبين من المستوطنين اليهود، سواء المقيمين في فلسطين، أو الذين هاجروا إليها للتو باحثين عن "الاستقرار" فوق الأراضي الفلسطينية المغتصبة.

 

يقودنا ذلك إلى الحديث عن "الصندوق القومي اليهودي" (JNF) الذي يُعد إحدى أهم المؤسسات التي انبثقت عن الحركة الصهيونية، وكان ركيزة أساسية في تمويل إقامة دولة إسرائيل عام 1948. وتشير دكتورة إلهام شمالي في كتابها "الصندوق القومي اليهودي ودوره في خدمة المشروع الصهيوني" إلى أن الصندوق نشأ في بريطانيا عام 1901، أي قبل صدور "وعد بلفور" بستة عشر عاما، وأُسندت إليه مهمة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وذلك حتى تأسيس الفرع الإسرائيلي من الصندوق عام 1950.

تؤكد شمالي أن رواد الحركة الصهيونية أدركوا مبكرا أهمية وجود مؤسسات اقتصادية تدعم تجسيد رؤى المشروع الصهيوني على أرض الواقع، وكان الصندوق القومي اليهودي إحدى هذه المؤسسات التي لعبت دورا في شراء الأراضي في البداية من مُلاك يهود ليسوا من الفلسطينيين أو العرب، وهي صفقات البيع التي اتسمت بقدر كبير من السرية والكتمان تجنبا لإثارة الانتباه.

ورغم ذلك، لم ينجح الصندوق اليهودي في حيازة قدر معتبر من الأراضي إلا بُعيد فرض الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث نقل البريطانيون ملكية العديد من الأراضي إليهم وسهَّلوا منحها لليهود. وفي أعقاب الاستيلاء على الأراضي، تولى الصندوق مهمة إقامة المستوطنات على الأراضي التي استولى عليها، وتوفير بيئة استيطانية مواتية للمهاجرين.

إلى جانب قانون أملاك الغائبين وقانون استملاك الأراضي المُكمِّل له، هناك "قانون نزع الملكية للمصلحة العامة" الصادر عام 1943، الذي يُعد من بقايا قوانين الانتداب البريطاني في فلسطين، وعُدِّل فيما بعد لخدمة المصالح الاستعمارية الصهيونية. ويسمح القانون لسلطات الاحتلال بمصادرة الأراضي والممتلكات بدعوى المصلحة العامة للدولة وبرامج التطوير والدواعي الأمنية.

وتحت إطار هذه الذرائع فقد المجتمع الفلسطيني معظم أراضيه، التي استُخدمت فيما بعد في بناء المستوطنات ومعسكرات التدريب الإسرائيلية. ووفقا لتقارير صادرة عام 2022، وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة إلى أكثر من 726 ألف مستوطن، وبلغ عدد المستوطنات 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية، كما صادرت سلطات الاحتلال عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي بذريعة تأسيس حدائق عامة ومحميات طبيعية.

الحاضرون الغائبون

كما ذكرنا، تمر عملية الاستيلاء الصهيوني على الأراضي والممتلكات الفلسطينية بمراحل تتواطأ عبرها أكثر من جهة ضمن منظومة صُمِّمت خصوصا لهذا الغرض، وتشمل الصندوق القومي لليهود ودائرة أراضي إسرائيل، بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية التي تُسهِّل استيلاء المستوطنين على أملاك الفلسطينيين.

وتشمل القائمة جمعيات مثل "إلعاد" و"عطيرت كوهنيم"، التي تتوسع مهامها في كثير من الأحيان إلى استهداف أحياء فلسطينية كاملة تمهيدا لإخلائها من سكانها حتى لو لم يكونوا "غائبين" وفق التعريف الإسرائيلي.

لنأخذ شرق القدس مثالا على هذا النهج. في عام 2020، أعدَّت حركة "السلام الآن"، وهي حركة إسرائيلية تُناصر حل الدولتين، تقريرا مطولا بعنوان "استخدام قانون أملاك الغائبين لسلب أملاك الفلسطينيين شرق القدس"، استشهدت فيه بالعديد من الوثائق والشهادات حول الطرق والأساليب المتبعة داخل إسرائيل لاستغلال قانون الغائبين بطريقة وصفتها بعض الأحكام القضائية الإسرائيلية بالفساد.

أحد هذه الأساليب يتمثل في قيام الجمعيات الاستيطانية بتجنيد أفراد للإبلاغ عن الممتلكات المستهدفة، باعتبارها مملوكة لغائبين، وذلك رغم أن العائلات المالكة لها تعيش داخلها بالفعل، وهم مَن أُطلق عليهم مصطلح "الحاضرين الغائبين".

وفقا للتقرير، يتلقى القيم على أملاك الغائبين هذه الإفادات، ودون التحقق منها، يعمل على إصدار قرارات بنقل هذه الممتلكات إلى الصندوق القومي اليهودي، الذي بدوره يعمل على بيعها لجمعيات المستوطنين. نتيجة لذلك، يُفاجأ السكان الفلسطينيون في القدس المحتلة بتلقي دعاوى قضائية تطالبهم بإخلاء منازلهم لأنها بيعت من قِبَل الدولة إلى اليهود، مما يجرهم إلى صراع قضائي محموم وباهظ التكاليف في محاولة لإثبات ملكيتهم لأراضيهم ومنازلهم.

في الإطار ذاته، يعرض المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) تقريرا تتبع فيه تجربة عائلة سمرين في بلدة سلوان نموذجا على تطبيق مثل هذه السياسات.

فقد أعلن القيم منزل العائلة أواخر ثمانينيات القرن الماضي من أملاك الغائبين، وذلك رغم أنهم عاشوا داخل العقار جيلا بعد جيل؛ إذ كان مملوكا للحاج موسى سمرين الذي بناه في أربعينيات القرن الماضي، ونقل ملكيته إلى ابن أخيه محمد سمرين قبل وفاته، لكن بعض المستوطنين ادّعوا أن المنزل تابع لمستوطنة مدينة داود، وفي عام 1991 تلقت الأسرة إخطارا بالإخلاء، لتنهمك عائلة سمرين بعد ذلك في صراع قضائي كلَّفها 400 ألف دولار أميركي من أجل إثبات ملكية منزلها. وبعد ثلاثين عاما من المعاناة، تمكنت الأسرة من اقتناص حكم قضائي -نادرا ما يحدث- يمنحهم حق البقاء في العقار.

 

شرح الدكتور عبد اللطيف خضر سده في كتابه "الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية من منظور القانون الدولي" كيف توسع قانون أملاك الغائبين ليشمل الحاضرين أيضا، مُشيرا إلى أن الأجهزة والهيئات التابعة للاحتلال بالمشاركة مع الجمعيات الاستيطانية قاموا بإلصاق صفة "الغائب" بكل فرد غادر منزله أو أرضه حتى لبضعة أمتار، وبهذه الطريقة قاموا بالاستحواذ على أملاك 30 ألف فلسطيني، رغم أنهم لم يغادروا أرض فلسطين.

وقد اتبع المستوطنون في ذلك عدة طرق، اعتمدت في أغلبها على التزوير، إحدى هذه الطرق كان الاستيلاء على العقارات التي توفي أصحابها أو رحلوا، وفي بعض الأحيان، دفع المستوطنون لسماسرة عرب وفلسطينيين من أجل إخفاء أو تمويه أوراق ثبوت ملكية البيوت التي يريدون الاستحواذ عليها.

وفي السنوات الأخيرة اتبعوا نهجا جديدا يتمثل في بيع العقار الواحد أكثر من مرة، حتى ينتهي به الحال في حوزة أحد المستوطنين الإسرائيليين، وهي الطريقة المتبعة للاستيلاء على 40 عقارا داخل بلدة سلوان قبل سنوات.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمن ضمن مزاعم المستوطنين ادعاء أن ملكية المنازل تعود لأفراد يهود خسروا ممتلكاتهم عندما وقعت الضفة والقدس تحت سيطرة الأردن عام 1948، مستغلين في ذلك أن القانون الإسرائيلي يمنح المواطنين اليهود الحق في المطالبة باستعادة أملاكهم.

مثال على ذلك ما حدث في عام 2021 حين أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا بإخلاء 7 منازل في حي الشيخ جراح شرقي البلدة القديمة من ساكنيها الفلسطينيين بدعوى أنها تعود لعائلات اليهودية، غير معترفة بصكوك الملكية الممنوحة من قِبَل السلطات الأردنية.

اعتمدت العصابات الصهيونية في عملية تهجيرها للفلسطينيين في عام 1948 بشكل أساسي على مجموعة من المجازر بحق بعض القرى الفلسطينية، (مواقع التواصل الاجتماعي) "العنف" في خدمة المصادرة

وإذا فشلت هذه الإجراءات والأُطر جميعا في انتزاع الأراضي التي ترغب إسرائيل في نزعها، أو أثارت مقاومة الفلسطينيين غير الراغبين في التخلي عن أملاكهم، فلدى الاحتلال وسيلته المفضلة التي لا تخلو منها جعبته أبدا وهي العنف.

وتخليدا لهذه الحقيقة، يُحيي الفلسطينيون في 30 مارس/آذار من كل عام ذكرى "يوم الأرض"، وهو التاريخ الذي يعود إلى احتجاجات عام 1976، عندما فقد ستة فلسطينيين أرواحهم برصاص شرطة الاحتلال، أثناء احتجاجاتهم على مصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي 20 ألف دونم من الأراضي في ست قرى رئيسية من الجليل.

يمتلك الجليل تحديدا قصة خاصة تصلح لفهم سياسة إسرائيل في نهب الأراضي. يشير الكاتب والمحلل السياسي البريطاني بن وايت، في ورقة بحثية نُشرت عام 2010 في موقع "ميدل إيست مونيتور" بعنوان "الفلسطينيون داخل الديمقراطية الإسرائيلية: تهويد الجليل"، إلى أن هناك طريقتين استخدمتهما إسرائيل من أجل "تهويد" منطقة الجليل في شمال الأراضي المحتلة ونزع هويتها الفلسطينية، الأولى "من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية"، والثانية كانت "من خلال الاستيطان".

قامت سلطات الاحتلال بتصنيف 100 قرية في الجليل بأنها "غير معترف بها"، ولأن دولة الاحتلال تستحوذ على المجالس البلدية والإقليمية في المنطقة، استخدمت هذه الحجة في السيطرة على البنية التحتية للقرى للتحكم في وصلات المياه والكهرباء، كما امتنعت عن إصدار أذونات بناء المنازل والمدارس، وهو ما جعل الفلسطينيين عُرضة لهدم منازلهم في أية لحظة بحجة المخالفات القانونية لعدم حيازة تصاريح البناء.

في الوقت ذاته، عملت دولة الاحتلال على خلق بؤر استيطانية صغيرة في قلب المجتمعات الفلسطينية بهدف تفتيت الكتلة العربية، بحسب وايت.

في هذه الأثناء، لا يجلس المستوطنون في البؤر الصغيرة مكتوفي الأيدي، بل يعمدون إلى استغلال وجودهم على أطراف وحدود القرى فى الإغارة على الفلسطينيين، وهو نمط انتقل من الأراضي المحتلة عام 1948 مثل الجليل إلى الأراضي المحتلة بعد عام 1967 في الضفة الغربية والقدس.

من ذلك ما حدث في شهر يوليو/تموز الفائت، عندما تسلل المستوطنون إلى منزل جواد أبو ناب، في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في القدس، واستولوا عليه مستغلين عدم وجود أحد من ملاكه في الجوار. وبالمثل في سبتمبر/أيلول الماضي، اقتحم نحو 50 مستوطنا إسرائيليا منزلا مملوكا لعائلة أبو الهوى في حي جبل الزيتون بالقرب من المسجد الأقصى، ووفقا لرواية العائلة فقد خلع المستوطنون باب المنزل ودخلوه فجرا، قبل أن يتمكن المستأجر الجديد من الانتقال إليه.

رُصِدَ هذا النمط بوضوح في الوثائقي الاستقصائي بعنوان "الخلاص المقدس"، الذي أعدّته قناة "تي آر تي" (TRT) التركية وصُوِّر في الشهر الثاني من الحرب على غزة، وحصد مؤخرا جائزة أفضل فيلم في مهرجان "الجزيرة بلقان للأفلام الوثائقية" في دورته السابعة.

يروي الوثائقي قصة "شباب التلال"، وهي أكثر المنظمات الاستيطانية عنفا وعدائية، حيث يتدربون منذ حداثة سنهم على استخدام العنف ضد الفلسطينيين وممارسة القتل والترهيب، ويُكرِّسون حياتهم لمهاجمة القرى الفلسطينية ليلا وترويع سكانها، وذلك من أجل إجبار الأهالي على إخلاء منازلهم وأراضيهم والرحيل. وقد كان من بين "شباب التلال" المجموعة التي أضرمت النيران في منزل "علي دوابشة" الرضيع الذي مات محترقا عام 2015 في قرية دوما الفلسطينية وهو لم يتجاوز ثمانية عشر شهرا.

بالتزامن مع الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت هناك فيما يبدو معركة أخرى تجري وراء الكواليس، إذ تسارعت وتيرة غارات المستوطنين على أراضي ومنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس. وفي المشهد الأخير من الفيلم الوثائقي، نرى المستوطنين وهم يستقلّون سفينة في طريقهم إلى أقرب مكان ملاصق لقطاع غزة استعدادا لاستيطانها، فوق جثث أكثر من 42 ألف فلسطيني وزهاء 100 ألف مصاب، وفوق أنقاض الآلاف من المباني المهدمة التي تركها أهلوها رغما عنهم، في مشهد يكرر نفسه بلا نهاية.

…………….

المصادر:

التطهير العرقي في فلسطين
نهب الممتلكات العربية في حرب 1948
قانون أملاك الغائبين.. أداة إسرائيلية للسيطرة على أملاك الفلسطينيين المهجرين
Explained: How Israel’s Absentees’ Property Law keeps Palestinians from their homes

التغيير الديمغرافي لمدينة القدس بموجب قانون أملاك الغائبين

ABSENTEES’ PROPERTY LAW

الصندوق القومي اليهودي ودوره في الحركة الصهيونية في فلسطين 1901 : 1948مارتفع في 2022 بنسبة غير مسبوقة منذ 1967..

هل يكون 2023 عام اكتمال الاستيطان في الضفة والقدس؟الجمعيات الاستيطانية

"سيف مُصلت" على أملاك الفلسطينيين في القدس

Annex and Dispossess: Use of the Absentees’ Property Law to Dispossess Palestinians of their Property in East Jerusalem

وقائع استخدام إسرائيل "قانون أملاك الغائبين" لسلب أملاك الفلسطينيين في القدس المحتلة

بعد أن طاردها شبح الإخلاء 30 عاما.. عائلة سمرين المقدسية تنتزع قرارا تاريخيا

الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية من منظور القانون الدولي (النسخة الإلكترونية)

كيف يتم الاستيلاء على المنازل بالقدس؟

Palestinians in Israel’s democracy: The Judaization of the Galilee

مستوطنون يستولون على منزل فلسطيني ببلدة سلوان في القدس

خبير مقدسي: لهذه الأسباب تستهدف الجمعيات الاستيطانية جبل الزيتون

وثائقي من إنتاج TRT World.. "الخلاص المقدس.. سرقة أراضي الفلسطينيين“

علي دوابشة.. رضيع في محرقة الاحتلال

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبعاد فی الضفة الغربیة الأراضی المحتلة سلطات الاحتلال القدس المحتلة الاستیلاء على على الأراضی من الأراضی فی فلسطین فی القدس أکثر من فی عام التی ت من أجل عام 1948 عام 1950

إقرأ أيضاً:

ماذا تبقى من الدولة الفلسطينية ليتم الاعتراف بها؟

يتواصل التوجه الرسمي العالمي من دول كبرى للاعتراف بفلسطين بشكل رسمي خلال جلسات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المقرر انطلاقها في 9 أيلول/ سبتمبر 2025، مع التأكيد على تواصل دعمها لتسوية فلسطينية-إسرائيلية على مبدأ حل الدولتين.

ويأتي قرار بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا المشروط والمرتقب للاعتراف بفلسطين، بعدما اعترفت كل من أيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا وأرمينيا، إضافة إلى الباهاماس وجامايكا وترينيداد وتوباغو، بفلسطين خلال عام 2024.

وطُرح مفهوم حل الدولتين لأول مرة بشكل رسمي في خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947، المعروفة بالقرار 181، والذي أوصى بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية مع وضع دولي خاص لمدينة القدس، وهو ما تبنّته مختلف مبادرات السلام منذ ذلك الحين.

ورغم الإجماع الدولي على هذا التوجه، وتمسك السلطة الفلسطينية به، وتحديث حركة حماس لوثيقة المبادئ والسياسات العامة الخاصة بها للقبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، عملت "إسرائيل" على رفض العديد من الجوانب الجوهرية لهذا الحل، وخلقت واقعًا على الأرض يجعل من الصعب أو المستحيل إقامة هذه الدولة.

يقوم حل الدولتين المقترح على مجموعة من الأسس والمبادئ التي تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من خلال إقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب، وفيها يلي أبرز هذه الأسس التي عملت "إسرائيل" على ضمان عدم تحقيقها.
الحدود
تتمثل الحدود بإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب 1967، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، بينما تكون المدينة ككل عاصمة مشتركة، مع إمكانية تبادل محدود في الأراضي بالاتفاق بين الطرفين.


وطوال سنوات، تطور الموقف الإسرائيلي إلى رفض رسمي وفعلي للانسحاب الكامل إلى حدود 1967، مع اعتبار الضفة الغربية "أرضًا متنازعًا عليها" وليست "محتلة"، مع إقرار الكنيست في تموز/ يوليو 2025، قرارًا غير ملزم يدعو إلى ضم رسمي للضفة، مؤكدًا أن المستوطنات المترامية الأطراف جزء لا يتجزأ من "أرض إسرائيل".

واعتبرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، خاصة منذ حكم نتنياهو، أن حدود 1967 غير قابلة للدفاع، وترفض العودة إليها.

وجرى خلال ذلك توسيع المستوطنات بشكل واسع، خاصة في مناطق "سي"، وبناء جدار الفصل العنصري الذي يبتلع أراضي فلسطينية خلف خطوط 1967، وضم فعلي لأراضٍ عبر البنية التحتية، الطرق الالتفافية، والسيطرة الأمنية.

وتُقسَّم الضفة الغربية بموجب اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995 إلى ثلاث مناطق، ضمن سياسة فرضها الاحتلال الإسرائيلي لتفتيت السيطرة الفلسطينية.

وتشكّل المنطقة "أيه" نحو 18 بالمئة من الضفة وتخضع إداريًا وأمنيًا للسلطة الفلسطينية، بينما تخضع المنطقة "بي" التي تمثل حوالي 21 بالمئة، لسيطرة إدارية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، أما المنطقة "سي"، التي تبلغ نسبتها أكثر من 60 بالمئة، فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية كاملة لـ"إسرائيل"، وتضم معظم المستوطنات، وتُعد الشريان الحيوي للموارد والمساحات المفتوحة.

وتم الاتفاق على أن هذا التقسيم سيكون مؤقتًا لخمس سنوات، وخلالها تُستأنف مفاوضات "الوضع النهائي" بشأن قضايا كبرى مثل القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والمياه، وكان يُفترض أن يتم نقل المزيد من الأراضي إلى السلطة الفلسطينية تدريجيًا، ولكن ذلك لم يحدث بسبب تعثّر المفاوضات وتوسع الاستيطان.

وقد تحولت هذه التقسيمات عمليًا إلى نظام فصل عنصري، حيث يُقيَّد الفلسطينيون في جيوب معزولة غير متصلة، مع تضييق كبير على البناء والتنقل، مقابل حرية شبه مطلقة للمستوطنين في التنقل والتوسع داخل المناطق نفسها.

ويُحظر على الفلسطينيين البناء في المنطقة "سي" دون تصاريح نادرًا ما تُمنح، ما أدى إلى تهجير قسري وهدم جماعي للمنازل والمنشآت الأساسية.

ويتعرض قطاع غزة منذ عام 2007 لحصار شديد تصاعد خلال السنوات الماضية، وهو ما تطور في أربع مناسبات إلى حروب مختلفة، وصولًا إلى حرب الإبادة المستمرة التي دمرت معظم أنحاء القطاع مع احتلال أجزاء كبيرة منه، مع استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وصولًا إلى المجاعة الشاملة.

القدس
يطرح مقترح حل الدولتين تقسيم القدس إلى جزئي يكون الغرب لـ"إسرائيل" والشرق لفلسطين، مع عمل نظام خاص لإدارة الأماكن المقدسة بضمانات دولية.


ويعتبر الاحتلال القدس حاليًا "العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل"، بموجب قانون أساس أقره الكنيست، ويرفض بشكل قاطع تقاسم السيادة عليها أو الاعتراف بجزئها الشرقي كعاصمة لفلسطين.

ويعمل الاحتلال على تهويد القدس وسحب الهويات من الفلسطينيين وهدم المنازل ودعم الجمعيات الاستيطانية مثل "عطيرت كوهانيم"، مع إنشاء مشاريع ضخمة لتغيير الطابع الديموغرافي مثل "القطار الخفيف"، وحديقة "الطور الوطنية".

رغم أن الموقف الدولي الرسمي هو حل الدولتين مع تقاسم السيادة على مدينة القدس، تتوجه العديد من الدول حول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، للاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفارتها إليها، دون اعتراف مماثل بفلسطين.

اللاجئون وحق العودة
وبحسب الحل المتفق عليه لقضية اللاجئين استنادًا إلى القرار الأممي 194، فإن قضية اللاجئين من المفترض أن تشمل العودة إلى الدولة الفلسطينية والتعويض والتوطين في دول أخرى أو في حدود 1948 بموافقة إسرائيلية محدودة.

ومن المفترض وضع حل عادل ومتفق عليه للقضية، تعلن "إسرائيل" عن رفض قاطع لحق العودة إلى داخل حدود "إسرائيل"، باعتباره "خطرًا وجوديًا" يغير الطابع اليهودي للدولة، وتعتبر الأمر بالنسبة لها من "الثوابت" غير القابلة للتفاوض.

ولم يحصل أي نقاش رسمي إسرائيلي حول تنفيذ القرار 194، مع حملات دولية لتقويض دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وتجفيف دعمها، ما يضعف البنية المؤسسية لقضية اللاجئين.

وفي 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، صدّق الكنيست نهائيًا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان "الأونروا" من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي المحتلة وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.

وتزعم "إسرائيل" أن موظفين لدى "الأونروا" شاركوا في هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا بالحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.

وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة.

وعملت "إسرائيل" على إلغاء دور الوكالة الأممية الإغاثي في قطاع غزة عبر منعها من استقبال وتوزيع المساعدات، مع تشكيل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيًا والمتهمة بالضلوع في قتل الفلسطينيين بمهمة توزيع المساعدات حصرًا.

السيادة والإجماع
ورغم أن حل الدولتين يتضمن ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أراضيها، مع ترتيبات أمنية تمنع استخدام الأرض ضد "إسرائيل"، يطالب الاحتلال بحق الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية الكاملة من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، ويرفض أي وجود عسكري فلسطيني مستقل.


وأكد نتنياهو في أكثر من مناسبة أن "أي كيان فلسطيني مستقبلي يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل"، وهو ما يناقض مفهوم السيادة الوطنية.

وتتحكم "إسرائيل" بكل المعابر والحدود، وتفرض حصارًا على قطاع غزة منذ عام 2007، وتمنع الفلسطينيين من السيطرة على أجوائهم أو مياههم الإقليمية. وتتحكم أيضًا في سجل السكان، والنظام الضريبي، وحركة البضائع، ما يجعل الكيان الفلسطيني، في أحسن حالاته، أقرب إلى حكم ذاتي محدود تحت السيادة الإسرائيلية.

ورغم الإجماع العربي والدولي على مبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002، التي تقترح تطبيعًا شاملًا مع "إسرائيل" مقابل انسحاب كامل من الأراضي المحتلة، ترفض "إسرائيل" هذه المبادرة ولم تُقدّم أي رد رسمي عليها حتى اليوم.

كذلك، ترفض "إسرائيل" أي محاولات من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو اللجنة الرباعية الدولية لفرض إطار زمني للحل، وتعتبر أي ضغوط دبلوماسية "فرضًا خارجيًا غير مقبول"، ما يضع عملية السلام في حالة شلل دائم.

وأقدمت دول عربية على التطبيع الكامل مع "إسرائيل" ضمن "اتفاقيات أبراهام" دون أي مكتسبات للقضية الفلسطينية، بينما تناقش دول أخرى الإقدام على ذات الخطوة، إلا أن حرب الإبادة المستمرة عقدت هذا التوجه، وسط مطالبات بوقف الحرب وحل حقيقي للقضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • "حماس": لا يمكن التخلي عن السلاح قبل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • ماذا تبقى من الدولة الفلسطينية ليتم الاعتراف بها؟
  • الاحتلال يجبر مقدسيًا على هدم منزله في بلدة جبل المكبر
  • نتنياهو يتعهد لبن غفير بخطة لتهجير الفلسطينيين من غزة..
  • قبيل انقطاع الاتصال به .. سرايا القدس تنشر الرسالة الأخيرة للجندي الإسرائيلي الأسير بارسلافسكي - فيديو
  • تعليمات عاجلة من ملك المغرب لإرسال مساعدة إنسانية للشعب الفلسطيني
  • نتنياهو يلتقي ويتكوف في القدس.. المفاوضات والمجاعة أعلى جدول المباحثات
  • نتنياهو يتعهد لبن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة
  • خالد أبو بكر: اتهام نتنياهو بارتكاب جريمة حرب موقف جريء يعكس حجم معاناة الفلسطينيين
  • الوطني الفلسطيني: مصر تتحرك بكل ثقلها.. وحماس يجب أن تفضل الفلسطينيين على نفسها