الصهاينة وشراء الأراضي في البلدان العربية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
د. لولوة البورشيد
تُعد مسألة شراء الأراضي في البلدان العربية من القضايا المُثيرة للجدل، حيث تُعتبر جزءًا من المشروع الاستعماري الصهيوني الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر واستمر حتى اليوم. هذا المشروع يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية واقتصادية متعددة، والتي تؤثر سلبًا على المجتمعات العربية وتاريخها.
وتتعلق بالاستغلال الاستعماري والممارسات التوسعية التي تهدف إلى السيطرة على الأراضي والموارد في المنطقة.
وتأسس المشروع الصهيوني على فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد استخدم هذا المشروع العديد من الوسائل لتحقيق هدفه، بما في ذلك شراء الأراضي. منذ فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، بدأ الصهاينة بجمع الأراضي من خلال مؤسسات مثل "الصندوق القومي اليهودي"، مستفيدين من عدة عوامل، منها الفقر الاقتصادي والجهل لدى بعض الفلاحين العرب.
ومن وجهة نظر الصهاينة، يعتبر شراء الأراضي خطوة استراتيجية لتوسيع السيطرة الاقتصادية. فامتلاك الأراضي يتيح لهم إقامة مستوطنات وبنية تحتية تدعم النمو الاقتصادي للمجتمع الإسرائيلي. كذلك، يتيح شراء الأراضي لهم الاستفادة من الموارد الطبيعية والمياه، مما يُعزز من اقتصادهم.
وسياسياً، يُعتبر شراء الأراضي وسيلة لتعزيز الوجود اليهودي في المناطق العربية، مما يُسهم في تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح الكيان الصهيوني. يعتقد الصهاينة أن توسيع الأراضي المملوكة لهم يساعد في تحقيق الأمن القومي ويعزز من موقفهم في أي مفاوضات مستقبلية.
وعلى المستوى الثقافي، يسعى الصهاينة من خلال شراء الأراضي إلى تعزيز الهوية اليهودية وفرض نمط حياة يتوافق مع ثقافتهم، مما يؤدي إلى تآكل الهوية العربية التقليدية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهميش المجتمعات المحلية وإضعاف الروابط الاجتماعية بين الأفراد والمجتمعات.
الآثار الاجتماعية: تتسبب مثل هذه الأفعال في إحداث تغييرات جسيمة في التركيبة السكانية للمناطق المعنية، مما يؤدي إلى النزاعات والصراعات الطويلة الأمد بين السكان الأصليين والمستعمرين.
القوانين والاتفاقيات: تعتبر بعض الدول شراء الأراضي من قبل الغرباء (بما في ذلك الصهاينة) مخالفة للقوانين المحلية والدولية. ففي بعض الحالات، يتم اتخاذ تدابير قانونية ضد هذه العمليات للحفاظ على حقوق السكان الأصليين.
وقد واجهت المجتمعات العربية هذه الممارسات بالتحدي، حيث شهدت قضايا الأراضي عمليات استملاك قسري واحتجاجات. تعتبر هذه الخطوات انتهاكًا للسيادة الوطنية ولحقوق الناس في أراضيهم. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء العديد من المنظمات التي تدافع عن حقوق الأراضي للمواطنين العرب وتعمل على توعية المجتمعات بخطر هذه الممارسات؛ فهذا يُعتبر غير قانوني وغير أخلاقي في نظر الكثيرين.
وأخيرًا.. إنَّ وجهة نظر الصهاينة حول شراء الأراضي في البلدان العربية تحت بند مشروع الاستعمار تعكس طموحات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة. ومع ذلك، فإنَّ التحديات والمقاومة من المجتمع العربي لا تزال قائمة، مما يمثل رسالة قوية ضد محاولات التوسع والاستيلاء. إن فهم هذه الديناميكيات التاريخية والسياسية يُبرِز أهمية العمل على تعزيز الهوية الوطنية وحماية الحقوق التاريخية للشعوب في المنطقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مرشح مصر لمنصب مدير اليونسكو: إذا تم انتخابي سيتصبح المنظمة أكثر قدرة على تحقيق تطلعات المجتمعات
أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة المصري السابق، والمرشح لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، يونسكو، أن هدفه حال انتخابه لقيادة هذه المنظمة الدولية هو أن تصبح /اليونسكو/ أكثر شفافية وشمولا، وأكثر قدرة على تحقيق تطلعات مجتمعات اليوم.. وقال "طموحي ليس قيادة اليونسكو من الأعلى إلى الأسفل، بل المساعدة في إعادة تشكيلها من الأساس، بالتعاون مع كل دولة عضو وكل منطقة وكل صوت".
وأضاف العناني - خلال مقابلة مع وكالة "يونهاب" للأنباء في سول، وهي المحطة الأخيرة في جولته العالمية للترشح لرئاسة اليونسكو - "إذا تم انتخابي، سيكون هدفي هو ضمان أن تعكس هذه المؤسسة المشتركة كل واحد منكم بصورة أتم، وأن تصبح أكثر شفافية وشمولا وأكثر قدرة على تحقيق تطلعات مجتمعات اليوم".
وتابع "أنا آت إلى اليونسكو بروح جمع الجميع حول الطاولة لخلق جو فني وودي دون الخوض في السياسة".
ووصف المرشح المصري، رؤيته القيادية، وشعارها "اليونسكو من أجل الناس"، بأنها تسعى إلى "تنسيق داخلي أعمق، وهياكل أكثر مرونة، وشفافية وشمولية أعلى".
واقترح الدكتور خالد العناني الإصلاح الرقمي كأحد المشاريع الرئيسية التي سيسعى إلى تحقيقها إذا انتخب مديرا عاما لليونسكو، بهدف تعزيز الفعالية.. وقال:" حتى اليوم، لا تزال العديد من الإجراءات بطيئة، وهناك الكثير من المعلومات التي لا يتم تداولها جيدا، ولا تزال العديد من أنظمة البيانات مجزأة".. مشددا على أن اليونسكو بحاجة إلى العمل بأدوات رقمية حديثة.
وأعرب العناني عن تقديره لمساهمات كوريا الجنوبية في مجال السياسات العلمية والمعرفية، واصفا مشاركة كوريا "التطلعية" مع اليونسكو بأنها "نموذج يُحتذى به".
ويقوم الدكتور خالد العناني، حاليا بزيارة إلى كوريا الجنوبية، تأتي ضمن جولته العالمية للترشح لرئاسة منظمة اليونسكو، حيث عقد خلال زيارته إلى سول التي بدأها، الأربعاء ويختتمها غدا، السبت، اجتماعا مع مسئولي وزارة الخارجية الكورية، وذلك في إطار حملته الانتخابية.