مكتبة الإسكندرية تستقبل مجموعة من الكتب والمخطوطات من الصين لتعزيز التبادل الثقافي
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
في حدث ثقافي بارز، أستقبلت مكتبة الإسكندرية اليوم الخميس هدية قيمة من الكتب النادرة والمراجع العلمية مقدمة من معهد تاريخ وآداب الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ممثلاً في نائبه ورئيس لجنة الحزب سون دونغ شنغ تأتي هذه الهدية الكريمة في ختام زيارة رسمية قام بها سون إلى مصر، لتؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وحرص الجانبين على تعزيز التعاون في المجالات الثقافية و العلمية.
تتكون هذه الهدية القيمة مجلد تضم مجموعة متنوعة من الكتب والمخطوطات التي تغطي حقبات تاريخية مختلفة، وتتناول جوانب متعددة من الحضارة الصينية، بما في ذلك الفلسفة والتاريخ والأدب والعلوم و هذه المجموعة الفريدة ستمثل إضافة هامة لأرشيف مكتبة الإسكندرية، وستتيح للباحثين والدارسين فرصة فريدة للتعرف على الحضارة الصينية بشكل أعمق وأشمل.
ومن جانبها صرحت دينا يوسف، رئيس قطاع مكتبات بمكتبة الإسكندرية قائلة: نحن في غاية الامتنان لهذه الهدية النفيسة التي تعكس عمق العلاقات الثقافية بين مصر والصين إن هذه الكتب ستكون بمثابة نافذة مهمة للباحثين والطلاب المصريين على الثقافة الصينية الغنية، وستساهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين.
من جانبه، أعرب سون دونغ شنغ عن سعادته بتقديم هذه الهدية لمكتبة الإسكندرية، إحدى أبرز المؤسسات الثقافية في العالم مؤكداً على أهمية التعاون الثقافي في تقريب الشعوب وتبادل الخبرات والمعارف، مشيراً إلى أن هذه الهدية هي دليل على عمق الصداقة والاحترام المتبادل بين الشعبين الصيني والمصري.
تأتي هذه المبادرة لتؤكد حرص الجانبين على تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين مصر والصين، وتبادل الخبرات والمعارف في مختلف المجالات. كما أنها تعكس التزام مكتبة الإسكندرية بدورها الريادي في الحفاظ على التراث الثقافي الإنساني ونشره.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية مكتبة الإسكندرية مديرية أمن قنا قطاع مكتبات مکتبة الإسکندریة هذه الهدیة
إقرأ أيضاً:
الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ودول الخليج
تشو شيوان **
في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت القمة الثلاثية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في كوالالمبور يومي 27 و28 مايو 2025، كحدث استثنائي يعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية، ومن الواجب أن ننظر للقمة على أنها لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل كانت خطوة استراتيجية نحو تشكيل شراكة اقتصادية قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في نظام دولي يتجه نحو التعددية القُطبية.
جاءت القمة في وقت تواجه فيه العديد من دول آسيان تحديات اقتصادية جراء الرسوم الجمركية الأمريكية التي تراوحت بين 10% و49%؛ مما أثر على صادراتها، ومن هنا أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية هذه الشراكة الثلاثية لتعزيز المرونة الاقتصادية وبناء أسواق بديلة تقلل من الاعتماد على الاقتصادات الغربية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط التي جاءت في القمة فكما يبدو أن هناك نهج عالمي يقول أنه من الواجب تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية طالما لنا فرص وأهداف مشتركة بين دول الشرق والجنوب.
من حيث الأرقام، فإنَّ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وآسيان بلغ 137 مليار دولار في 2022، بينما تجاوزت التجارة بين الصين وآسيان 700 مليار دولار، مما يجعل هذه الكتلة الاقتصادية قوة لا يستهان بها في النظام التجاري العالمي، وقد لعبت الصين دورًا محوريًا في القمة، حيث سعت إلى تعزيز شراكتها مع كل من آسيان ومجلس التعاون الخليجي عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي دعمت مشاريع بنية تحتية كبرى في جنوب شرق آسيا، كما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن استعداد الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الأطراف الثلاثة، مما سيعزز التكامل الاقتصادي ويسهل تدفق السلع والاستثمارات، وأن توجد القمة مشاريع كبرى مثل المناطق الحرة المشتركة أجده أمرًا مهمًا سيدفع بالنمو الاقتصادي في كلٍ من دول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وأيضًا الصين.
إن المصالح والأهداف المشتركة هي الضامن الأكيد لنجاح مثل هذا التعاون؛ فالصين بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تسعى لتوسيع شراكاتها التجارية والاستثمارية في كل من منطقة جنوب شرق آسيا والخليج، وهما منطقتان غنيتان بالموارد الطبيعية وتشهدان نموًا اقتصاديًا عاليًا، وفي المقابل تتطلع دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي إلى الاستفادة من السوق الصيني الضخم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الصين، بالإضافة إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الغربية، ومع تحقق هذه المصالح المشتركة سنشهد علاقات أكثر ترابطًا في المستقبل.
وفضلًا عن الجانب الاقتصادي، تحمل هذه القمة دلالات سياسية مهمة؛ ففي عالم تسوده التوترات الجيوسياسية، يمثل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة ضرورة مُلحَّة، وفي هذا الجانب قد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على أهمية "إدارة الخلافات بشكل فعّال من خلال التفاهم المتبادل، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات"، وهذه التصريحات تشير إلى رغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وتعددية، بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة التي باتت عبئًا سياسيًا واقتصاديًا على العديد من دول العالم.
في الختام.. يمكن القول إن القمة الثلاثية في ماليزيا تمثل خطوة مُهمة نحو بناء شراكة استراتيجية متينة بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وإن نجاح هذه القمة يعتمد على قدرة الأطراف الثلاثة على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، والمؤشرات إيجابية خاصة مع توقعات بأن يتجاوز حجم التجارة بين مجلس التعاون وآسيان والصين 500 مليار دولار بحلول 2030، وهذه الشراكة ليست فقط خطوة نحو تعافي اقتصادات المنطقة؛ بل أيضًا رسالة واضحة بأن العالم لم يعد أحادي القطبية، وأن الشراكة قادرة على صياغة مستقبل أكثر توازنًا، وأجد أن القمة الثلاثية نموذجًا للتعاون في عالم متعدد الأقطاب؛ حيث تبرز قوى جديدة تقودها مصالح مشتركة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى، والدرس الأهم هنا هو أن التعاون الإقليمي لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة في عالم مليء بالتحديات.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر