باحث أميركي: اغتيال نصرالله نهاية حقبة في تاريخ حزب الله
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
يشكل اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله "نهاية حقبة" في تاريخ الحزب الذي بات في مواجهة جديدة حول ترسانته العسكرية ودوره السياسي في المرحلة المقبلة، بحسب باحث أميركي متخصص بقضايا الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن المناطق التي تشكّل معقلا وبيئة حاضنة للحزب تتعرّض لقصف إسرائيلي يومي عنيف ومدمّر، لا يزال حزب الله قادرا على الردّ بقصف عمق إسرائيل، بينما فوّض في الوقت نفسه حليفه نبيه بري، رئيس البرلمان، التفاوض لوقف لإطلاق النار يبدو مصيريا بالنسبة اليه.
على مدى عام، تبادل حزب الله القصف مع إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، في إطار "جبهة إسناد" لحليفته حركة حماس في قطاع غزة. لكن التصعيد تحوّل منذ شهر الى مواجهة مفتوحة، مع استهداف إسرائيل نخبة من قادة الحزب على رأسهم الأمين العام حسن نصرالله وتكثيفها الغارات الجوية على معاقله وقيامها بتوغّل برّي في جنوب لبنان.
ويقول الباحث الأميركي في مؤسسة "سانتشوري" للأبحاث سام هيلر إن مقتل نصرالله "يشكّل نهاية حقبة، فقد كان يتمتع بكاريزما شخصية كبيرة كقائد، وكان صانع القرار الأول في الحزب" عدا عن المكانة التي بناها "في لبنان والمنطقة". ويضيف "من المؤكد أن خسارة نصرالله بعد عقود من قيادته للحزب سيشكّل تحوّلا" في مسار الحزب.
وقتل نصرالله في سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة في 27 سبتمبر/ أيلول على الضاحية الجنوبية لبيروت. ومثّل نصرالله منذ توليه قيادة الحزب عام 1992، رأس حربة في مواجهة اسرائيل التي خاض ضدها منازلات عدة.
واتخذت المواجهة بين الطرفين منحى تصعيديا بدءا من 17 سبتمبر/ أيلول ، بعد تفجير آلاف أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله على دفعتين، في عملية غير مسبوقة نُسبت الى اسرائيل، وأوقعت 39 قتيلا ونحو 3000 جريح، ثم استهداف اجتماع لقادة قوة النخبة في الحزب أسفرت عن مقتل 16 منهم على الأقل بينهم قائد "قوة الرضوان" ابراهيم عقيل.
في 23 سبتمبر/ أيلول، كثّفت إسرائيل غاراتها على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه حيث هناك تواجد بارز ونفوذ لحزب الله، محدثة دمارا هائلا وتمّت تسوية أبنية بالأرض. ومنذ ذلك الحين، يعيش اللبنانيون على وقع إنذارات إخلاء إسرائيلية تسبق ضربات جديدة، ويحبسون أنفاسهم عند مشاهدة كتل نار ضخمة تنير ضاحية العاصمة المظلمة ويتردّد صداها خارج بيروت.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية خلال نحو شهر عن مقتل 1580 شخصا على الأقلّ. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه دمّر بنى تحتية ومؤسسات مالية ومستودعات ومصانع أسلحة لحزب الله.
مقاومة شرسة
بعد اغتيال نصرالله، لم ينتخب مجلس الشورى التابع للحزب خلفا له. وأكّد الحزب الأربعاء مقتل رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين الذي كان المرشح المحتمل لخلافة نصرالله في غارات إسرائيلية في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وتتولى قيادة جماعية إدارة الحزب، وفق ما أعلن نعيم قاسم نائب الأمين العام، بينما يكرّر مسؤولون لبنانيون بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الاتصالات مقطوعة مع الحزب منذ أسابيع.
لكن قاسم قال إن بري يتكلّم باسم الحزب. ونقلت تقارير صحافية في لبنان عن برّي موافقته أخيرا على وقف لإطلاق النار في لبنان، علما أن حزب الله ربط حتى الآن أي وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بوقف مماثل في قطاع غزة.
ورغم المؤشرات الواضحة على أن الحرب الإسرائيلية المدمّرة أضعفت حزب الله، لا يزال مقاتلو الحزب يطلقون يوميا عشرات الصواريخ على إسرائيل، ويصل بعضها الى حيفا وضواحي تل أبيب. كما تبنى الحزب إطلاق مسيّرة على مقرّ إقامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في قيساريا.
ويؤكد حزب الله أن قدراته "بخير"، وأن الجيش الإسرائيلي "لم يتمكّن من إحكام سيطرته بشكل كامل" على أي من البلدات الحدودية اللبنانية.
ويقول مصدر مقرّب من الحزب مطلّع على تطورات الميدان "القوات الإسرائيلية لم تتمكّن حتى الآن من الاستقرار في أي عمق وصلت إليه"، إذ "تواجه مقاومة شرسة جدا وتضطر للتراجع تحت وقع ضربات" الحزب، علما أن "أقصى عمق وصلت اليه يُقدّر بنحو كيلومترين".
ويستفيد مقاتلو حزب الله، وفق المصدر، من درايتهم التامة بالقرى التي يقاتلون فيها، ومعرفتهم "بأشجارها وصخورها للاختباء والاحتماء من نيران" إسرائيل.
تهميش سياسي
وتضغط قوى سياسية داخلية وخارجية باتجاه تطبيق قرارات دولية بينها 1701 و1559 التي تنص على بسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها بما فيها جنوب لبنان وحصر السلاح في يد الجيش اللبناني.
كما تطالب بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ عامين. ويتهم محللون ومسؤولون حزب الله بعرقلة انتخاب رئيس، لعدم تمكنه من فرض مرشحه.
وحزب الله هو التشكيل الوحيد في لبنان الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية بعد توقيع اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية عام 1989. ويملك ترسانة من الأسلحة أضخم من ترسانة الجيش اللبناني، بحسب خبراء.
ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الشهر الحالي إلى "انتخاب رئيس يتعهد بعدم ترك أي تنظيم أو سلاح خارج إطار الدولة".
في باريس، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس إن السلاح ينبغي أن يكون "بيد" الجيش والدولة في لبنان.
ويقول هيلر "ما سينهي الحرب يجري التفاوض عليه حاليا، سواء على المستوى الدبلوماسي… أو على أرض المعركة أيضا"، لكنّه حذّر من أن محاولات "تهميش حزب الله سياسيا" بضغط من قوى خارجية بينها واشنطن قد يؤدي إلى "صراع داخل لبنان وستكون له نتائج سلبية".
ويضيف "الأرجح أنه سيتعيّن على حزب الله إما التكيّف مع ترتيب تفاوضي جديد أو مع الظروف الموجودة في الميدان، لكن لا أعتقد أنه من المحتمل أن يتخلى تماما عن سلاحه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ل نصرالله حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر مطلعة إن واشنطن تكثف الضغط على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمه بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بخصوص وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وذكرت المصادر، وهم مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان ومصدر لبناني مطلع، أنه إذا لم يقدم الوزراء اللبنانيون التزاماً علنياً، فإن الولايات المتحدة لن ترسل المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين ولن تضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية أو سحب قواتها من جنوب لبنان.
وذكرت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، طلب من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي وأنهى قتالاً دام شهوراً بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت المصادر إن إسرائيل رفضت اقتراح بري قبل أيام قليلة.
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، مساء الثلاثاء، أن مجلس الوزراء سيستكمل خلال جلسته الأسبوع المقبل "بحث بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة.
وقال في بيان إن "مجلس الوزراء سيعقد جلستين الأسبوع المقبل، وسيكون على أعمال الجلسة الأولى (لم يحدد موعدها) موضوع استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية حصراً".
ولفت سلام في بيانه إلى أن "هذا البند سبق أن بدأ النقاش فيه خلال الجلسة الحكومية التي عقدت في 17 نيسان الماضي".
وتجري واشنطن وبيروت محادثات منذ نحو ستة أسابيع بشأن خارطة طريق أميركية لنزع سلاح حزب الله بالكامل مقابل إنهاء إسرائيل غاراتها وسحب قواتها من خمسة مواقع في جنوب لبنان.
وتضمن الاقتراح الأصلي شرطاً بأن تصدر الحكومة اللبنانية قراراً وزارياً يتعهد بنزع سلاح حزب الله. ورفض حزب الله علناً تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سراً تقليصها.
مواضيع ذات صلة الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان Lebanon 24 الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان