كاتبة أمريكية: مجتمعنا في ميشيغان غاضب بسبب موقف الديمقراطيين من غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أعربت الصيدلانية والناشطة منى ماوري في مقال نشرته في صحيفة "الغارديان" عن استيائها من موقف المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس بشأن الأحداث في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذا الموقف ترك مجتمعها في ولاية ميشيغان مجروحا وغاضبا.
وقالت ماوري في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن مدينتها ديربورن، بجوار ديترويت، تخضع مرة أخرى للتدقيق خلال موسم انتخابي هامشه ضيق.
ميشيغان هي ولاية متأرجحة رئيسية ولديها أعلى عدد من السكان العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة، وعندما تسير في حيّها، ترى ماوري بحرا من الكوفيات والمخابز الشرق أوسطية التي تجعل لعاب الشخص يسيل والمقاهي اليمنية الفاخرة. وتنتشر لافتات "فلسطين الحرة" و"وقف إطلاق النار الآن" في المدينة، في الساحات وعلى النوافذ. يعبر الناس عن تضامنهم مع فلسطين ولبنان من خلال القمصان والأقراط على شكل البطيخ والأعلام والقلادات والأساور.
وأشارت الكاتبة إلى أن المجتمع المسلم والعربي ليس كتلة واحدة، لكن غزة تتصدر أذهان الجميع في هذه الانتخابات. وأنه مثلها مثل العديد من أفراد مجتمعها، كافحت للخروج من السرير ومواصلة حياتها اليومية بعد بدء الهجوم على غزة. وقالت: "عندما رأينا أصدقائنا وأفراد عائلاتنا يُذبحون، اجتمع العديد منا معا للضغط على الديمقراطيين للقيام بشيء ما. لقد حشدنا وحصلنا على أكثر من 100 ألف صوت 'غير ملتزم' في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ميشيغان، مما أظهر كيف يمكن لأولئك المعارضين للإبادة الجماعية التي تمولها الولايات المتحدة التصويت ككتلة واحدة".
وأضافت أن حركتهم انتشرت في جميع أنحاء البلاد، وأرسلت رسالة عالية وواضحة إلى أولئك في السلطة - يريد الأمريكيون إنهاء الإبادة الجماعية - وساهمت في تنحي جو بايدن عن منصب المرشح. وأنهم أرادوا إرسال رسالة مفادها أنه ما لم يلتزم الديمقراطيون بوقف إطلاق النار الدائم، وايقاف مبيعات الأسلحة والتمويل لإسرائيل، فلن يصوتوا لهم. وسيحتاج المرشحون من كلا الحزبين إلى العمل لكسب أصوات مجتمعهم.
وقالت إنه على الرغم من إعلان وسائل الإعلام فوز كامالا هاريس في المناظرة الأولى، إلا أن الأشخاص حولها في ديربورن لم يكونوا معجبين بها. وأضافت أنها بدأت بتوقعات منخفضة للغاية: "سياسات هاريس لا تتوافق مع قيمي ودونالد ترامب .. يا إلهي".
وأشارت إلى أنه وفي عام 2020، عندما كانت هاريس تترشح ضد بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، خاضت حملة على أساس الرعاية الطبية للجميع وإعفاء قروض الطلاب. الآن بعد أن ترشحت ضد ترامب، كانت مؤيدة للغاية للشركات الكبرى، وتفاخرت بديك تشيني و200 جمهوري آخر يؤيدونها، وتخلت عن القضايا التقدمية التي خاضت حملتها عليها سابقا. كانت تحاول التفوق على ترامب في سياساته الأكثر يمينية من أجل جذب الجمهوريين، وهذا يخيف مجتمع العرب والمسلمين.
وقالت: "إذا كان علي أن أقرر الآن، فسأميل نحو مرشح يدعم السياسات التقدمية، مثل الحد الأدنى للأجور 25 دولارا، والرعاية الصحية الشاملة، وتخفيف أعباء ديون الطلاب، وحظر الأسلحة على إسرائيل. ولكن من المؤسف أن أيا من الحزبين الرئيسيين لا يؤيد هذه القضايا في الوقت الحالي، وفي ديربورن، فإن الشعور العام هو أن هاريس لا تحظى بدعم كبير".
وأكدت أنها تستطيع القول بكل راحة إن أغلبية المسلمين والعرب الأميركيين متشككون في رئاسة هاريس. فقد ألحقت ضررا عميقا بمجتمعهم، وكان هذا الألم ملموسا عندما عاد المندوبون من المؤتمر الوطني الديمقراطي (DNC) بعد أن رأوا بأم أعينهم كيف عومل المندوبون المناهضون للإبادة الجماعية. لقد أحضر المؤتمر الوطني الديمقراطي عائلة إسرائيلية على المنصة لإلقاء خطاب مؤثر، لكنه لم يمنح الفلسطينيين نفس الاحترام والإنسانية من خلال إبراز صوت فلسطيني.
وذكرت الكاتبة أنه بالنسبة للمجتمع العربي والمسلم، لا يتعلق الأمر بقضية واحدة. بل يجب التفكير في الأمر على هذا النحو: "تقوم الإدارة الديمقراطية بتوجيه مليارات الدولارات من أموال ضرائبنا نحو الإبادة الجماعية، وهذا يمنعنا من رعاية المواطن الأمريكي العادي. نريد أن تذهب أموالنا لإصلاح أزمة الإسكان، وخفض التضخم، وتمويل التعويضات وتخفيف ديون قروض الطلاب. ليس لدينا رعاية صحية شاملة، وهي حق أساسي من حقوق الإنسان. كيف يمكننا أن نثق في الديمقراطيين لحماية أي من مصالحنا؟".
وقالت: "لقد دمرت الإمبريالية الأمريكية مجتمعاتنا وأوطاننا لعقود من الزمان. قُتل عمي أثناء حضوره جنازة في اليمن في 8 أكتوبر 2016. وكان ابنه الصغير يحضر الجنازة معه. أسقطت السعودية صاروخين أمريكيين وقتل أكثر من 150 شخصا، وأصيب المئات. لقد غيرتني هذه التجربة وعائلتي إلى الأبد. لأن إدارة أوباما كانت تمكن وتشجع حرب التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، قتلت أموال ضرائبي الأمريكية عمي - نجا ابنه بأعجوبة. لقد أشرف باراك أوباما على عدد من الغارات بمسيّرات في عامه الأول، مستهدفا بلدانا بما في ذلك اليمن، أكثر مما نفذه جورج بوش الابن طوال فترة رئاسته. وإذا سألت سكان ديربورن عما إذا كانوا قد فقدوا أصدقاء أو أحباء بسبب العنف العسكري الأمريكي، فمن المرجح أنك ستسمع قصصا مماثلة لقصتي".
وذكّرت أنه لم يتبق سوى أقل من شهر على الانتخابات، وأن هناك الكثير من الناس الذين لا يشعرون بالراحة في التصويت لأي من المرشحين الرئاسيين الرئيسيين. يصوت العديد منهم لصالح شتاين، ويفكر البعض في عدم المشاركة في هذه الانتخابات، ويفكر البعض في التصويت لصالح ترامب.
ونبهت إلى أن هؤلاء هم الناس الذين لم يصوتوا أبدا لترامب، "لكن المليارات من الدولارات تنفق من قبل الديمقراطيين لذبح أحبائنا وعائلاتنا. لقد كانت إسرائيل تدمر جنوب لبنان، حيث يعيش العديد من أقاربنا، والآن تنشر هذه الإدارة قوات أمريكية في الشرق الأوسط. ليست استراتيجية رابحة تماما إذا كانوا يريدون أصواتنا حقا".
وقالت إن بعض الناس يعتقدون أن التصويت لترامب هو تصويت احتجاجي. لقد سمعت حججا على غرار "ترامب ليس الشخص الذي يرتكب الإبادة الجماعية الآن" أو "حسنا، لم نخض أي حروب في عهد ترامب". موضحة أنها شخصيا لا تتفق مع هذا، وتعتبر ترامب فاشيا ومثيرا للخوف وتسبب في صدمة عميقة للمجتمعات العربية والإسلامية خلال رئاسته. فقد كان زعيما حاقدا أغلق الباب أمام اللاجئين من خلال تنفيذ حظر على المسلمين. في حين أنه لم يبدأ أي حروب، فقد أدى إلى تصعيد الحروب القائمة في الشرق الأوسط واستخدم حق النقض ضد سلسلة من مشاريع القوانين الحزبية التي تهدف إلى حظر مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
ولفتت إلى أن البعض قد يستغربون، "إن العرب والمسلمين الذين يصوتون لترامب يصوتون لشخص يكرههم حرفيا"، لكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك بكثير. إن أصوات ترامب هذه هي نتيجة للتفاعل غير الصادق من الحزب الديمقراطي والفرص المحدودة لبناء وطن سياسي للأمريكيين العرب والمسلمين خارج الانتخابات. يظهر الديمقراطيون في المجتمعات العربية والمسلمة كل أربع سنوات أثناء الدورة الانتخابية، ويكررون مقاطع صوتية للحصول على أصواتهم، ثم يفشلون في الوفاء بوعودهم.
وقالت إنها في Detroit Action، تقوم ببناء حركة متعددة الأعراق طويلة الأمد في ميشيغان يمكنها مواصلة رؤية وقيم الحركة غير الملتزمة. وأنها تريد رفع أصوات المسلمين لتظهر لقادة الحزب والمرشحين أن قضايا المسلمين - هنا وفي الخارج - مهمة. وإذا لم يأخذونا على محمل الجد، فسوف يخسرون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هاريس غزة ميشيغان الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة الاحتلال ميشيغان هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفترق طرق نووي بين واشنطن وطهران وسط خلافات أمريكية إسرائيلية
في أروقة السياسة الدولية، حيث تُنسج الخيوط الدقيقة بين الدبلوماسية والتهديد، تعود الأزمة النووية الإيرانية إلى واجهة الأحداث لتفرض إيقاعها على أجندات العواصم الكبرى. وبينما تشهد المنطقة حالة غليان متصاعدة، تتقاطع فيها الحسابات العسكرية مع الرهانات التفاوضية، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام معادلة دقيقة: بين رغبتها في تجنب حرب شاملة، وضغوط الحلفاء وفي مقدمتهم إسرائيل، التي ترى في الوقت الراهن فرصة أخيرة للردع.
وبينما تتجه الأنظار إلى مسقط، حيث يُنتظر أن تستضيف الجولة السادسة من المحادثات الأمريكية الإيرانية، تكشف المواقف المتباينة داخل التحالف الأمريكي الإسرائيلي عن انقسامات قد تؤثر على مستقبل الملف النووي بأكمله.
بينما تواصل طهران وواشنطن التحضير لجولة جديدة من المفاوضات النووية، كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون عن تصاعد الخلافات بين البلدين بشأن كيفية التعامل مع إيران. فبينما تُصر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعطاء المسار الدبلوماسي فرصة أخيرة، تزداد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية قد تُشعل المنطقة بأكملها.
وفي تطور لافت، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، خلال جلسة استماع في الكونغرس، أن البنتاغون قدّم للبيت الأبيض مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، مشددًا على أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وجاء ذلك ردًا على استفسار من رئيس لجنة القوات المسلحة، النائب الجمهوري مايك روجرز، حول مدى الاستعداد للرد بقوة ساحقة على إيران.
الرد الإيراني المرتقب وتعقيد المشهدبالتوازي، أعلنت طهران أنها بصدد تقديم عرض مضاد على المقترح الأمريكي الأخير، واصفة إياه بأنه "غير مقبول". وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الرد الإيراني سيحمل رفضًا رسميًا في غالبية بنوده، مما يقلص فرص التوصل إلى توافق قريب، ويزيد من الضغوط على الأطراف المعنية قبل استئناف الجولة الجديدة من المفاوضات.
ومن المقرر أن تستضيف سلطنة عمان الجولة السادسة من المحادثات، حيث سيجتمع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وسط توقعات متشائمة بإمكانية تحقيق اختراق حاسم في هذه الجولة.
ترامب يراهن على الحوار رغم الضغوطورغم تعقد المشهد، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي بأنه لا يزال يفضل المسار التفاوضي مع إيران، معتبرًا أن "هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق". وأكدت مصادر مطلعة أن ترامب أبدى تحفظه على أي خيار عسكري في الوقت الراهن، رغم شعوره بالإحباط من المواقف الإيرانية.
كما شدد ترامب على أن مسار التفاوض مع طهران يرتبط ارتباطًا وثيقًا بجهود التهدئة في قطاع غزة، معتبرًا أن الأزمات المتشابكة في الشرق الأوسط تتطلب معالجة استراتيجية شاملة وليس تحركات منفردة.
نتنياهو يحذر من المماطلة الإيرانيةفي المقابل، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع ترامب بأن إيران تمارس سياسة المراوغة لكسب الوقت، وأن استخدام القوة هو السبيل الوحيد لدفعها نحو تقديم تنازلات حقيقية. غير أن البيت الأبيض أكد أن الرئيس الأمريكي حذر نتنياهو من اتخاذ خطوات أحادية قد تُفشل المحادثات، في إشارة واضحة إلى التقارير التي تفيد باحتمال تنفيذ إسرائيل ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وبحسب ما نُقل عن ترامب، فإنه خاطب نتنياهو قائلاً: «أريدك أن تُبقي الحرب النووية خارج الطاولة»، في رسالة مباشرة تعكس رفض واشنطن لأي تصعيد مفاجئ من جانب إسرائيل.
انقسام واضح في الرؤى بين واشنطن وتل أبيبيعكس هذا التباين في المواقف فجوة متزايدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن كيفية التعامل مع التهديد الإيراني. ففي حين تراهن واشنطن على إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض، ترى تل أبيب أن الوقت يداهمها، وأن الردع العسكري يجب أن يكون هو الخيار الأول.
وتشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن إيران باتت على بُعد أسابيع فقط من بلوغ العتبة النووية العسكرية، وهو ما تعتبره تهديدًا وجوديًا يستدعي تحركًا عاجلًا.
خيارات محدودة ومعوقات متشابكةوتسعى إدارة ترامب إلى إحياء اتفاق نووي أكثر صرامة من اتفاق 2015 الذي انسحبت منه عام 2018، غير أنها تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة، من بينها تشدد المواقف الإيرانية، والانقسامات السياسية داخل الكونغرس، بالإضافة إلى اختلاف الأولويات مع الحلفاء، وعلى رأسهم إسرائيل.
ويحذر مراقبون من أن فشل جولة عمان المقبلة قد يدفع بالأطراف إلى حافة التصعيد، لا سيما إذا أقدمت إسرائيل على خطوة عسكرية منفردة أو إذا وقعت حادثة أمنية على الأرض تؤدي إلى انفجار الوضع.
لحظة الحقيقة تقتربوبينما يقترب موعد الرد الإيراني المنتظر، وتلوح في الأفق احتمالات لتدخل عسكري أمريكي، تبدو المنطقة أمام لحظة حاسمة: فإما أن تثمر الجهود الدبلوماسية عن اتفاق يضع حدًا للتوتر النووي، أو تنزلق الأحداث إلى مواجهة مفتوحة قد تكون الأكثر خطورة في الشرق الأوسط منذ سنوات. وبين تفضيل واشنطن للحوار، وإصرار تل أبيب على التصعيد، يقف العالم مترقبًا نتائج معركة كواليس قد ترسم ملامح الأمن الإقليمي لعقود قادمة.