استشهاد القادة.. دليلٌ على نضج المقاومة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
إيمان شرف الدين
تثير الكثير من وسائل إعلام العدوّ اليوم ضجة إعلامية مصحوبة بالابتهاج والتشفي؛ نتيجةَ سقوط الكثير من قادة المحور شهداء على أيدي العدوّ الصهيو أمريكي، هذه الضجة الإعلامية قامت على أُسُسٍ من المغالطة والفرح المزيَّف المؤقَّت، وقناة mbc العبرية واحدة من قنوات ووسائل إعلام العدوّ التي لم تدَّخِرْ جُهدًا ولا وقتًا؛ فأسرفت في بث سمومها من خلال برامجها وتقاريرها التي أمعنت في تضليل العامة عن الحقيقة، وأرجفت القلوب الضعيفة، وسعت إلى تشويه صورة الشهداء القادة فأسمتهم مجرمين وإرهابيين!
هي الحرب!! وهي المواجهة الصريحة مع العملاء ومع العدوّ في آن واحد؛ فبعد أن كنا نواجه فقط العملاء، والعدوّ مختبئ خلف أقنعتهم، أصبحنا نواجه الاثنين، معًا، العميل والعدوّ، في حرب قوية وشرسة، تعدت حدود الأسلحة والنيران، إلى حدود ضرب المجتمعات فكريًّا من خلال تزييف الإعلام.
اليوم، يمثل الإعلام دورًا بارزًا، وسلاحًا فعَّالًا، من خلال كونه مواجهًا ومدافِعًا وَأَيْـضاً مستهدَفًا، ويبقى السؤال أين هو دور إعلامنا العربي اليوم، غير أن هذا السؤال لا يعد سليم الأركان؛ لأَنَّ إعلامنا العربي للأسف اليوم جزء كبير منه يقف تحت مِظلة العدوّ، ويروِّجُ للعدو، وينتفض للعدو، وليكون السؤال مكتمل الأركان: أين هو دورُ إعلام المقاومة اليوم؟
والإجَابَة تشفي صدور قوم مؤمنين؛ لأَنَّ إعلامنا المقاوم اليوم، وقف ويقف للعدوان موقف الجبهة المساندة لسلاح ومسيرات وصواريخ المقاومين، سواء في غزة أَو لبنان أَو اليمن أَو العراق أَو سوريا أَو إيران.
اليوم، كُـلّ عربي ومسلم حُر، مقاوم، تحول إلى إعلامي قوي، مخضرم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال اللقاءات الثقافية، والندوات التوعوية، والفعاليات؛ بمعنى أنه ليست فضائيات المقاومة اليوم فقط من يمثل جبهة المساندة والمواجهة جنبًا إلى جنب مع المقاومين في جبهات القتال المختلفة، بل كُـلّ قلم حر، وكل فكر جهادي مناهض للعدو يلعب دورَ المساندة والمواجهة أَيْـضاً.
إن المقاومة اليوم، في أوجِ نضجها، وقوتها، تشبه في ذلك الشجرة المتجذرة في أعماق الأرض، المكتظة بالأغصان المتناسقة، المليئة بالثمار الطيبة، ولعل قادتها الشهداء لم يسقطوا من هذه الشجرة إلا ليتركوا المجالَ لثمار جديدة، لن تكون أقل منهم في العطاء.
المقاومة اليوم، نقولها بكل ثقة وبكل قوة لهذا العدوّ اليهودي المجرم، المقاومة اليوم، شجرة متجذرة، لا يمكن قطعها أَو اجتثاثها، وما قادتها الذين سقطوا شهداء، إلا ثمار نضجت فغادرت لتنضج ثمار أُخرى..
المقاومة اليوم أصبحت جزءًا من تكوين هذه الأرض؛ فلا يصح اتِّزانُها ولا يصحُّ حتى دورانُها إلا بشجرة المقاومة، ولينظر العدوّ إلى شجرته الضعيفة، وجذوره المريضة، وأغصانه المحدودة المعتمة، فلينظر، وليعقد مقارنةً سريعةً، وأنا متأكّـدة أنه سرعان ما سيمتلئُ رُعبًا من بشاعة المنظر، وسيدركُ سوءَ العاقبة والمنتظَر!
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الیوم من خلال
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.
وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.
كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.
وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.
وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.