ضمن جهودها لتسليط الضوء على الثقافة العربية وجعلها مُتاحة للجمهور العربي والفرنسي والأوروبي في باريس، تستضيف منظمة اليونسكو يومي 4 و5 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، فعاليات غنيّة ضمن "الأسبوع العربي لدى اليونسكو"، حيث يتضمّن البرنامج ندوات ومؤتمرات حول الأدب والتعليم واللغة العربية، ومعارض فنية، وورش عمل في الخط العربي، وسوقاً وأنشطة موسيقية عربية، وعروض أزياء تقليدية وأنشطة حرفية.

ويُمثّل دولة الإمارات العربية المتحدة في أعمال المؤتمر المُصاحب د.علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يُشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ضمن محور "حالة اللغة العربية"، حيث يُقدّم بن تميم ورقة عمل مُهمّة بعنوان "نظرة على أبرز الجهود الحكومية في استشراف ودعم الأجندة الوطنية للغة العربية".
ويُشارك في الجلسة الأولى كذلك الناطق باسم الحكومة الموريتانية الحسين ولد مدو وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، ود.الصديق بشير نصر رئيس مجمع اللغة العربية في ليبيا، ويُدير الجلسة السفير د.محمد جميح المندوب الدائم لليمن لدى منظمة اليونسكو. كما ويُشارك في ندوات الأسبوع العربي في باريس عدد كبير من الوزراء والسفراء العرب المُعتمدين في باريس، وحشد من أبرز الشخصيات الأدبية والفكرية والثقافية من مختلف الدول العربية. ريادة إماراتية

وكان د.علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، قد شارك خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في معهد العالم العربي بباريس، في فعاليات برنامج ثقافي كبير حول لغة الضّاد، حيث أكد أنّ دولة الإمارات وضعت على عاتقها مهمّة النهوض باللغة العربية وتمكينها من خلال استراتيجية عمل تُشرف على تنفيذها جهات ومؤسسات وطنية عدة، وأطلقت مبادرات تصبّ جميعاً في مصلحة تمكين اللغة العربية.

د.علي بن تميم: نعمل على تعزيز انتشار اللغة العربية عالمياً - موقع 24توجّه د.علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية بخالص التهنئة والتقدير لمعهد العالم العربي في باريس، وذلك بمناسبة فوزه المُستحق بجائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية في فئة مُبادرة تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية، ومنح المعهد لـِ"شهادة سمة" للناطقين بغير العربية، والتي تُعتبر أكبر ...

ويُحسب لمركز أبوظبي للغة العربية إطلاقه لباقة من أهم وأبرز البرامج والمشاريع التي تُعنى باللغة والثقافة العربية، منها: برنامج المنح البحثيّة، ومعجم دليل المعاني، ومسابقة أصدقاء اللغة العربية، ومشروع "نتكلم العربية"، ومبادرة "مجلس شباب اللغة العربية"، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة سرد الذهب، وجائزة كنز الجيل، ومجلّة المركز، ومشروع "كلمة" الرائد في الترجمة، والموسوعة الشعرية، وموسوعة زايد الشعرية، إضافة إلى تنظيمه معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومهرجاني العين والظفرة للكتاب، ومهرجان أيام العربية احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. كما ويرعى المركز سنوياً الجائزة العالمية للرواية العربية، والتي تحتفي بالإبداع الروائي في اللغة العربية.

فرصة للجمهور العربي والفرنسي ويُمثّل "الأسبوع العربي" الذي تُنظّمه المجموعة العربية لدى اليونسكو، وهو الأوّل من نوعه مُنذ نحو نصف قرن، فرصة لاقتناء قطع فنية وتراثية فريدة من نوعها في سوق نموذجي من أجنحة الدول العربية المُشاركة. كما تُشكّل العروض الفنية والثقافية التفاعلية المُقدّمة للجمهور مناسبة نادرة في العاصمة الفرنسية لمُشاهدة الفنون البصرية والتقليدية في العالم العربي. ويتضمن البرنامج أيضاً مهرجاناً للطهي، ومسابقة في فنّ الخط، وعروضاً حرفية ومعارض لمواقع تراثية من العالم العربي وأعمال لفنانين عرب.
يُذكر أنّ منظمة اليونسكو دأبت منذ عام 2012 على إحياء اليوم العالمي للغة العربية بتاريخ 18 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. وتتمثّل الغاية من ذلك في إبراز أهمية اللغة في لمّ الشمل لإجراء حوار بَنّاء بين الثقافات، وتشكيل التصوّرات، وتعزيز التفاهم في المشهد العالمي الحالي الذي يتّسم بالاضطرابات. ويُذكر أنّه في نفس ذلك اليوم من العام 1973، تمّ اعتماد اللغة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 3190 في دورتها الـ 28، لتكون بذلك إحدى اللغات الرسمية الست في كافة المنظمات الدولية التابعة لها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات العربية المتحدة د علي بن تميم الإمارات اليونسكو أبوظبی للغة العربیة للغة العربیة فی منظمة الیونسکو العالم العربی اللغة العربیة د علی بن تمیم فی باریس

إقرأ أيضاً:

من إسطنبول إلى عمّان.. هكذا تصنع زينب وعيا معرفيا بقضية القدس

عمّان- "كنتُ أسمع كثيرا عن مدينة القدس، لكنني لم أكن أعرف تفاصيلها، أردت أن أتعلم اللغة العربية لأفهم الكتب والأحاديث عنها بلغتها الأصلية، أشعر أنني أقترب منها أكثر، كلمة بكلمة، وصورة بصورة".

بهذه الكلمات، تصف الفتاة التركية القادمة من إسطنبول "زينب كاتبه" رحلتها نحو مدينة لم تطأها قدماها بعد، لكنها سكنت قلبها منذ سنوات، لم يكن تعلّم اللغة العربية بالنسبة لها مجرد رغبة أكاديمية، بل كان بوابة لفهم التاريخ، واستيعاب الرواية، والاقتراب من قدسية المكان الذي لطالما أسر خيالها.

قبل أشهر قليلة، وصلت زينب إلى العاصمة الأردنية عمّان برفقة مجموعة من الفتيات والفتيان قادمين من تركيا، حيث التحقت بمركز المعجم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهناك بدأت رحلتها مع اللغة من حروف الأبجدية الأولى إلى قراءة النصوص التي تتناول فلسطين والقدس.

طالبات من تركيا التحقن بمركز لتعليم اللغة العربية في الأردن من أجل تعلم قضية القدس ورفع مستوى الوعي بها (الجزيرة) للقدس أقرب

لم تقتصر تجربة زينب على تعلم اللغة داخل الصفوف، بل شاركت مع زميلاتها في ورش عمل تدريبية نظّمتها جمعية القبة الثقافية بالتعاون مع عدد من المؤسسات المقدسية الأخرى المعنية بقضية المسجد الأقصى والقدس.

تقول زينب للجزيرة نت: "لم تكن دراسة اللغة العربية سهلة في بداياتها، لكنها كانت تحمل دافعا أقوى من التعب، وكلما قرأت كلمة جديدة عن القدس، شعرت أنني أزيح الستار عن زاوية مظلمة من الصورة".

بالنسبة لزينب وزميلاتها، لم تكن القدس مجرد مدينة على الخارطة، بل رمزًا لهوية روحية وثقافية تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، تقول الفتيات التركيات في أحاديث منفصلة لمراسل الجزيرة نت: "في تركيا نحب القدس كثيرا، لكننا لا نشعر بقربها الحقيقي إلا عندما نفهمها بلغتها ونغوص في تاريخها".

إعلان

اليوم، وبعد مرور أشهر على قدومها إلى عمّان، تشعر زينب أنها قطعت شوطا كبيرا، فقد أصبحت تقرأ المقالات بالعربية عن القدس دون الحاجة إلى ترجمة، وتشارك في نقاشات مع طلاب عرب، وتحلم أن تزور فلسطين يوما، لا كسائحة، بل كدارسة ومحبة وحاملة رسالة.

المشاركون في البرنامج التعليمي أثناء لعبة فك لغز الكنز للوصول إلى مجسم المسجد الأقصى (الجزيرة) الكنز المقدسي

تستعد زينب وزملاؤها لخوض تجربة استثنائية ضمن فعالية تفاعلية تحمل اسم "لعبة الكنز المقدسية"، حيث يمتزج التنافس المعرفي بروح المدينة المقدسة في أجواء تحاكي عبَق القدس وتاريخها، يمر المشاركون بمحطات ثقافية وتعليمية عدة، تقودهم في النهاية إلى "الكنز" ذلك الذي لا تُقاس قيمته بالمادة، بل بما يخلّفه من أثر عميق في الوعي والوجدان.

تُعدّ هذه التجربة جزءا من سلسلة أنشطة تنفذها جمعية القبة الثقافية بالتعاون مع معهد المعجم، في إطار برنامج معرفي شامل يُعنى بتقديم القدس كقضية حية في الوعي الشبابي الدولي، من خلال أساليب تعليمية غير تقليدية، تراعي الخلفية الثقافية واللغوية للطلبة الأجانب، وتفتح أمامهم نافذة لفهم الواقع الفلسطيني والقدسي بعيدا عن الصورة النمطية أو التناول السطحي.

بالنسبة لزينب وزميلاتها، فإن مشاركتها في هذه الورش لم تكن مجرد رحلة تعليمية قصيرة، بل تجربة وجدانية عميقة، بدأت بلغة عربية تُتقنها تدريجيا، وتنتهي بمفاهيم جديدة حول القدس ومكانتها في ضمير الشعوب، وخاصة في وجدانها الشخصي كمسلمة جاءت من تركيا محمّلة بإرث تاريخي وروحي متصل بالمدينة المقدسة.

مجسم المصلى القبلي من المسجد الأقصى يمثل الكنز الذي يبحث عنه المشاركون في لعبة الكنز (الجزيرة) جسور ثقافية

تسعى جمعية القبة من خلال هذه الفعاليات إلى بناء جسر تواصل ثقافي ومعرفي بين الطلبة الأتراك والقدس، وتعزيز حضور المدينة في عقل ووجدان شباب العالم الإسلامي، باعتبارهم سفراء محتملين لقضيتها في بلدانهم ومجتمعاتهم.

أثبتت هذه التجربة نجاحها في السنوات الأخيرة، إذ تخرج كثير من الطلبة الأجانب، خاصة من تركيا وماليزيا وإندونيسيا والبوسنة، وهم يحملون وعيا جديدا وموقفا أكثر وضوحا تجاه قضية القدس، وينقلونه بدورهم إلى مجتمعاتهم بلغاتهم الأصلية، مما يسهم في نقل الرواية المقدسية إلى فضاءات دولية أوسع.

ويوضح مدير مركز المعجم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها محمد البيشاوي للجزيرة نت، أن البرنامج يهدف إلى "ربط تعليم اللغة العربية بمضامين حضارية وثقافية، تجعل المتعلم يرى اللغة في سياقها الحقيقي، خاصة حين تكون مرتبطة بقضية مثل القدس التي تحظى بمكانة روحية ومعنوية لدى كثير من الشباب حول العالم".

لم تكن زينب حالة فردية، بل نموذجا لشباب تركيّ متعطش للمعرفة، والتواصل مع القضايا العادلة في منطقتنا، خاصة قضية القدس، فقصة زينب وزميلاتها تفتح باب الأمل في دور المعرفة والثقافة في بناء جسور بين الشعوب، وتثبت أن شغفا صغيرا في قلب فتاة يمكن أن يثمر أثرا كبيرا في عالم متعطش للفهم والوعي.

مقالات مشابهة

  • سفير سلطنة عُمان لدى المملكة العربية السعودية يقدم أوراق اعتماده لدى منظمة التعاون الرقمي
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • غانا تسجل أول حالة وفاة بفيروس جدري القردة
  • وزير التعليم: تحديث مناهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي
  • وزير التربية التعليم يكشف آخر مستجدات تطوير منهج اللغة العربية برياض الأطفال والمرحلة الإعدادية
  • سفراء التطوير.. وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة
  • بدعم اليونسكو.. 25 إعلامي يشاركون في دورة تدريبية لتطوير مهارات «تغطية الكوارث»
  • تظلمات الثانوية العامة 2025.. هل يسترد الطالب الرسوم حال حصوله على درجات؟
  • من إسطنبول إلى عمّان.. هكذا تصنع زينب وعيا معرفيا بقضية القدس