الغارديان: حملة قمع صارمة في السعودية ضد ناشطي الرأي
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يمانيون – متابعات
تشهد المملكة حملة قمع صارمة ضد ناشطي الرأي على منصات التواصل الاجتماعي حتى لو لم يكن لهم أي تعليقات سياسية بحسب ما أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى اعتقال السلطات السعودية الباحث السعودي البارز ومؤثر في سناب شات محمد الحاجي فيما وصفه الخبراء بأنه دليل على الحملة الصارمة التي تمارسها المملكة على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء اعتقال د الحاجي، خبير الصحة العامة الذي أكمل رسالته في الولايات المتحدة، في أعقاب اختفاء واعتقالات أخيرة لشخصيات بارزة أخرى بسبب “جرائم” من بينها الانتقاد المتصور لولي العهد محمد بن سلمان ودعم حقوق المرأة.
وأكد مصدران مطلعان على الأمر اعتقال الحاجي، ولم يكن هناك ما يشير إلى سبب اعتقال المؤثر – الذي كان يُنظر إليه على أنه غير سياسي وداعم للحكومة السعودية.
وكان من المقرر أن يتحدث الحاجي في فعالية في الرياض يوم الأحد، لكن المراقبين لاحظوا أنه تم حذف تغريدة تصف الفعالية في الأيام الأخيرة.
جاء ذلك في أعقاب الأخبار الأخيرة عن اعتقال المناهل العتيبي، مدربة اللياقة البدنية والفنانة المعتمدة البالغة من العمر 29 عامًا والتي كثيرًا ما روجت لتمكين المرأة على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
اتهمت السلطات السعودية العتيبي باستخدام هاشتاغ – يمكن ترجمته إلى – المجتمع مستعد – للدعوة إلى إنهاء قواعد ولاية الرجل.
مؤثر آخر على سناب تشات يدعى منصور الرقيبة الذي كان يملك أكثر من مليوني متابع، حُكم عليه بالسجن لمدة 27 عامًا بسبب انتقاده الشخصي لولي العهد.
انتقد الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في أحد أعمدته الأخيرة في الواشنطن بوست قبل مقتله الوحشي في 2018 موجات الاعتقالات من قبل حكومة ولي العهد و “وحملات التشويه للمثقفين والقادة الدينيين الذين يجرؤون على التعبير عن آراء مخالفة لآراء قيادة بلدي”.
ويقول يحيى إبراهيم عسيري، المعارض السعودي المقيم في المملكة المتحدة ومؤسس منظمة القسط لحقوق الإنسان، إن السعودية لم تعد تشهد “اعتقالات جماعية” كما وصفها خاشقجي قبل خمس سنوات.
وقال عسيري “السجون ممتلئة والمجتمع مهدد بشكل كامل، ولا أحد ينتقد الانتهاكات أو الفساد، ومع ذلك لا تزال السلطات تبحث عن المزيد من الضحايا ولا تزال تستهدف أي شخص تشعر أنه يمكنه التعبير عن آرائه في أي وقت، الحاجي لا ينتقد السلطات – إنه يحاول أن يكون في الجانب الآمن – لكن تم القبض عليه ظلماً، مثل الكثير من الناس”.
يملك الحاجي حساب سناب شات موثق و 385 ألف متابع على تويتر.
في مقابلات سلطت الضوء على نجاحه الأكاديمي في الولايات المتحدة، حيث التحق بالدراسات العليا والجامعية، تم وصف الحاجي بأنه شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي أراد استخدام منصته لشرح قضايا الصحة العامة للجمهور السعودي.
نُقل عنه قوله لمنافذ إخبارية في جامعة تمبل “ما نعيشه مثل برنامج تلفزيوني واقعي، عدسة للأشخاص على بعد سبعة الاف ميل لمراقبة حياتي وانا أسعى لشهادة الدكتوراه في الولايات المتحدة”.
في وصف عودته الأخيرة إلى السعودية، أشار إلى أنه بنى ما يكفي من المتابعين ليتم التعرف عليه قال: “إنهم ينادونني بالدكتور محمد”.
تخرج الحاجي من تمبل بدرجة الدكتوراه في عام 2020 وأكسبه بحثه بشأن انتشار مرض فقر الدم المنجلي، وهو مرض وراثي شائع في السعودية، جائزة من منتدى الجينوم التابع لجمعية الصحة العامة الأمريكية وجمعية الطب السلوكي.
تقول سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لداون، وهي جماعة لحقوق الإنسان أسسها خاشقجي، إن السعودية تعتقل الآن الأصوات البارزة التي “لا علاقة لها بالسياسة” لأن أي صوت مستقل كان يُنظر إليه على أنه تهديد في ذهن “محمد بن سلمان”،.
وقالت إن اختفاء أشخاص مثل الحاجي، دون سبب معروف، هو أحد أساليب “الإرهاب” التي استخدمها ولي العهد.
يعرف محمد بن سلمان أيضًا أنه حر في فعل ما يشاء في البلاد لأنه آمن في ظل الإفلات من العقاب، حيث يتلهف بايدن وماكرون وسوناك لجذبه لشراء الأسلحة وسعداء بالنظر بتجاهل اي شيء آخر.
وصف الحاجي من قبل أولئك الذين تابعوا عمله بانه عضو في النخبة السعودية، الذين كانوا يمثلون سابقًا مؤسسة مسك، وهي منظمة حكومية تهدف إلى تشجيع الشباب السعودي، والتي أسسها محمد بن سلمان، كما مثل أمام هيئة أممية في 2019 تمثل المملكة العربية السعودية.
قال عمر عبد العزيز، المعارض السعودي المقيم في كندا والذي كان مقربًا من خاشقجي، إنها “أخبار صادمة” بالنظر إلى أن الحاجي كان يُنظر إليه إلى حد كبير على أنه داعم للحكومة الحالية.
رفضت شركات التواصل الاجتماعي التعليق على حالات اختفاء واعتقال أبرز مستخدميها في المملكة، بما في ذلك الأحكام الصادرة بحق امرأتين – نورة القحطاني وسلمى الشهاب – بسبب تغريدات وإعجابات على تويتر اعتُبرت جارحة.
كان إيفان شبيجل، الرئيس التنفيذي ومؤسس سناب تشات في السعودية في ديسمبر 2022 وقد رفضت الشركة التي لديها أكثر من 20 مليون مستخدم في المملكة بما في ذلك ما يقدر بنسبة 90٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 34 عامًا، التعليق على اعتقال الحاجي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی محمد بن سلمان
إقرأ أيضاً:
الغارديان: نفاق المحافظين وهفوات بريكست.. هل يجب إعادة الضبط؟
وصف المعلّق في صحيفة "الغارديان" البريطانية، سايمون جينكنز، مُهاجمة المحافظون للخطوة الأولى التي اتخذها كير ستارمر نحو إعادة ضبط العلاقة مع بريكست، بكونها "نفاق هائل".
وأوضح جينكنز، عبر تقرير نشر على الصحيفة البريطانية، أنّ: "بريكست الذي نفذوه، قد أدّى إلى إنفاق 4.7 مليار جنيه إسترليني على تنفيذ ترتيبات الحدود بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب مكتب التدقيق الوطني، بما في ذلك نقطة حدودية باهظة التكلفة تحت شعار -استعادة السيطرة- في سيفينغتون بمقاطعة كِنت".
وأضاف: "لا توجد دولة أخرى في العالم أقامت مثل هذه الحواجز السخيفة ضد أكبر شركائها التجاريين. كل ذلك ذهب هباءً"، مردفا: "على الأقل يمكن إيقاف هذه المهزلة؛ يجب تثبيت لوحات تذكارية لبوريس جونسون على بوابات تلك النقاط، مع دعوة المارة إلى توقيع استمارة جمركية من خمسين صفحة إحياء لذكراه".
"في المقابل، ينبغي على ستارمر أن يشعر بالخزي. فقد كان في عام 2019، يعدّ الذراع اليمنى لجيريمي كوربين في ملف بريكست، حين صوّت حزب العمال ضد محاولة تيريزا ماي التفاوض على صفقة بريكست ناعمة، وهي صفقة كانت ستتجاوز بالتأكيد ما تم التوقيع عليه هذا الأسبوع" وفقا للمعلّق في صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأبرز: "كان ستارمر من ساهم في إحباط تحالف مُحتمل داخل مجلس العموم ضد البريكست المتشدد ومن أجل العودة إلى المنطق"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ: "كوربين وستارمر كانوا قادرين على إيقاف خمس سنوات من أسوأ أفعال الإيذاء الذاتي، التي قامت بها حكومة بريطانية منذ الكساد العظيم".
ومضى بالقول إنّه: "بعد تصويت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، كان السبب الرئيسي الذي قدموه لمراكز استطلاع الرأي هو الهجرة. حيث لم تكن هناك معارضة تُذكر للتجارة مع الاتحاد الأوروبي أو لعضوية بريطانيا في المجتمع الاقتصادي الأوروبي الأوسع"، متابعا: "بريكست المتشدد تم تبنيه بالكامل من قبل جونسون ومن حوله كأداة للإطاحة بتيريزا ماي من داونينغ ستريت".
واستطرد: "صدرت أكاذيب فجّة من حملته تزعم أن الخروج سيكون لصالح بريطانيا. لقد تم اختطاف المصلحة العامة من أجل السلطة" مؤكدا أنّ: "النتيجة واضحة وجليّة. جميع التقديرات الجادة، الرسمية وغير الرسمية، تتفق على أن بريكست جعل بريطانيا أفقر بعشرات المليارات من الجنيهات".
وتابع: "يمكن رؤية ذلك في تباطؤ النمو وتدهور الخدمات العامة؛ حيث لا توجد أدنى فرصة لتعويض هذه الخسائر في المستقبل المنظور، والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع أستراليا والهند والولايات المتحدة لا يمكن أن تبدأ حتى في معالجة الضرر الناتج عن بريكست المتشدد".
وبحسب جينكنز، أيضا، فإنّ: "رد الفعل السياسي هذا الأسبوع، على اتفاق ستارمر، كان مثيرا للسخرية" مضيفا بأنّه: "أضعف بريكست بشكل كبير قدرة بريطانيا التفاوضية مع الاتحاد الأوروبي؛ ومن الطبيعي أن تضطر بريطانيا للامتثال لمعايير الغذاء الأوروبية إذا كانت تريد فعلاً أن تتاجر".
واسترسل بالقول إنّ: "الاتحاد الأوروبي سوق أكبر، وكذلك الولايات المتحدة، حيث إنّ منح حقوق صيد موسعة للأساطيل الأوروبية هو تنازل، لكنه يعكس تنازلا قد قدمه جونسون بشكل مُسبق، وكذلك الحال بالنسبة لتسهيل حركة الشباب الأوروبي".
إلى ذلك، استفسر جينكنز: "هل يعتبر نايجل فاراج ذلك فعلاً "استسلاماً مذلاً"؟ هل يريد فعلاً إبقاء نقطة التفتيش في سيفينغتون مفتوحة ومنع استخدام بوابات الجوازات الإلكترونية في المطارات؟"، متابعا: "لقد تهرّب من مواجهة ستارمر في البرلمان هذا الأسبوع، ومرّ عبر بوابة إلكترونية في طريقه لقضاء عطلة؛ على ما يبدو في فرنسا؛ إذ بالنسبة له، كان بريكست دوما مجرد لعبة".
وأردف: "لقد كنت في السابق من معارضي عضوية الاتحاد الأوروبي، إذ كنت أعتقد أن منطقة تجارة حرة أكثر مرونة مثل الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة تتماشى أكثر مع موقع بريطانيا في العالم. لكنني أرى الآن أنني كنت مخطئًا".
وأبرز: "لقد أثبت استقرار أوروبا الغربية على مدى نصف قرن صحة انضمام بريطانيا. كانت مارغريت تاتشر محقة في التفاوض على اتفاق السوق الموحدة عام 1986، وكان جون ميجور محقًا في تجنّب الوحدة الأعمق في ماستريخت، وكذلك توني بلير في تجنبه الانضمام إلى اليورو. عبر التاريخ، كانت علاقة بريطانيا بأوروبا دائمًا أفضل عندما كانت: نصف مندمجة".
وفي السياق نفسه، أبرز أنه: "منذ بريكست، طرأ تغييرين يجب أن يؤثرا الآن في النقاش. أولاً، أصبحت الهجرة قضية تستهلك أوروبا كلها، وتتطلب تعاونًا دوليًا بشدة، إذ أنّ الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي بدأت تتصلب، وباب الشنغن المفتوح بدأ يُغلق".
"أما داخل بريطانيا، فإنّ الغالبية الساحقة من المهاجرين السنويين هم مهاجرون شرعيون، يحملون تأشيرات عمل أو دراسة صادرة عن الحكومة. كان تجنيد المهاجرين لسد نقص العمالة سياسة تورية. كيف كان متوقعًا من بريكست أن يقلص ذلك؟ لا أحد يعلم" استرسل المعلق في الصحيفة البريطانية.
واستدرك: "رغم المشاعر العامة تجاه الهجرة، تظهر استطلاعات الرأي الآن أن غالبية كبيرة من البريطانيين يندمون على بريكست، إذ يقول 55 في المئة إنه كان خطأ، مقارنةً بـ52 في المئة ممن صوتوا لصالحه، وهو ما يمثل فقط 37 في المئة من الناخبين قبل تسع سنوات. فقط 3 من كل 10 يؤيدون الآن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي. الناس أدركوا أنهم خُدعوا. لا يمكن للشركات البريطانية "التحكم" في التجارة من خلال عدم التجارة".
وتابع: "هذا الإدراك بدأ يضرب ليس فقط الزراعة والغذاء، بل كذلك في التصنيع والخدمات وتبادل الأبحاث والثقافة والسياحة. حتى الأوركسترات توقفت عن تنظيم جولات. دول أوروبية أخرى خارج الاتحاد لم تعزل نفسها بهذا الشكل، إذ أنّ بريكست المتشدد كان كارهًا للأجانب، عديم الفهم الاقتصادي، وضيق الأفق".
وأبرز: "أنا متأكد أن معظم الشخصيات العامة التي دعمته، كانت تعرف هذه الحقيقة، غير أنها تفتقر إلى شجاعة الاعتراف بها"، مضيفا: "منذ لحظة دخول بريكست حيز التنفيذ، كان من الحتمي بدء عملية إعادة الضبط المتعبة التي بدأت هذا الأسبوع. فعندما يتوافق الرأي العام مع المنطق الاقتصادي والعقل، فلا بد أن يحدث تغيير. لكنه سيكون بطيئًا. الاتحاد الأوروبي لا يدين لبريطانيا بشيء مقابل ما فعلته خلال العقد الماضي".
وختم التقرير بالقول، إنّ: "الاعتذار من جماعة بريكست أمر بعيد المنال؛ لكن الصمت سيكون بمثابة ارتياح. في هذه الأثناء، يجب أن يكون ستارمر جادًا فيما يقول: أن هذه مجرد خطوة أولى. لسنا بحاجة إلى "إلغاء بريكست" لكن يجب أن نُعيد تأسيس علاقات مدنية وتجارية مع القارة التي نحن جزء منها. لقد ارتُكبت غلطة فادحة. وهي بانتظار التصحيح".