غزة - ترجمة صفا

قالت صحيفة بريطانية إن تجويع "إسرائيل" المتعمد لغزة هو، بعد كل شيء، جريمة تم الاعتراف بها وتصميمها وتنفيذها على مرأى من الجميع ولم يكن ليحدث لولا الدعم الغربي.

وذكرت الصحيفة على لسان كاتب في عمودها اليومي أوين جونز أن قادة "إسرائيل" يقولون صراحةً، مرارًا وتكرارًا إنهم يتعمدون تجويع سكان غزة.

واقتبس الكاتب عن كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية السابق في الأمم المتحدة لي مارتن غريفيث: "لم أرَ في حياتي مجاعة من صنع الإنسان كما يحصل في غزة".

يذكر أنه في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، "حصارًا كاملًا على غزة: لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، لا وقود"، مبررًا ذلك بالقول: "نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك".

في اليوم التالي، أعلن الجنرال الإسرائيلي المسؤول عن الشؤون الإنسانية في غزة والضفة الغربية - غسان عليان - أن "مواطني غزة" هم "وحوش بشرية" سيعانون "حصارًا كاملًا على غزة، لا كهرباء، لا ماء، فقط دمار، وسيعيشون الجحيم".

ويقول الكاتب: في الأسبوع التالي، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً : "لن نسمح بدخول مساعدات إنسانية على شكل أغذية وأدوية من أراضينا إلى قطاع غزة". لم تُنشر هذه التصريحات إطلاقًا في العديد من وسائل الإعلام الغربية، وإن نُقلت، فقد كانت عابرة ودون أي تفسير لنواياها غير القانونية موضوعيًا. وكأن هذه التصريحات تُقال في عالم موازٍ، فلو حظيت بتغطية إعلامية دقيقة وواضحة، لاضطرت وسائل إعلامنا إلى تغطية هجوم إسرائيل على أنه عمل إجرامي، وليس حربًا دفاعية عن النفس".

وبحسب الكاتب البريطاني؛ فقد كان حلفاء "إسرائيل" الغربيون على دراية تامة بما كانت تخطط له. في مارس 2024، كتب وزير الخارجية في لندن آنذاك، اللورد كاميرون، رسالةً حدد فيها العديد من الحيل التي استخدمتها إسرائيل لمنع دخول المساعدات إلى غزة، ومع ذلك لم تتخذ بريطانيا أي إجراء. في أبريل 2024، خلصت وزارتان حكوميتان أمريكيتان إلى أن إسرائيل كانت تتعمد عرقلة المساعدات، الأمر الذي يتطلب قانونيًا من الإدارة التوقف عن توريد الأسلحة. وقد ألغى فريق جو بايدن هذا القرار. وفي وقت لاحق من ذلك العام ، أرسلت نفس الإدارة رسالةً عامة تُفصّل عرقلة إسرائيل للمساعدات، لكن تل أبيب حسبت بشكل صحيح أن هذا كان موقفًا سياسيًا خلال الانتخابات الرئاسية، وتجاهلت إلى حد كبير المطالب ولم تتكبد أي عواقب لفعل ذلك .

ويقول في مقاله المطول صباح الأربعاء: ارتكبت إسرائيل أكبر مذبحة بحق عمال الإغاثة في التاريخ، إذ قتلت أكثر من 400 منهم بحلول الربيع. وشنت حربًا لا هوادة فيها على وكالة الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومنعتها من دخول الأراضي المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقتل جيشها ضباط شرطة مكلفين بمرافقة المساعدات ومنع النهب. ولا يقتصر الأمر على منع دخول المساعدات فحسب، بل أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير جميع الأراضي الزراعية تقريبًا ، بالإضافة إلى إتلاف 80% من الأراضي الزراعية. ونفقت جميع الماشية تقريبًا ومعظم النباتات ودُمر ميناء غزة ومراكب الصيد".

ويضيف الكاتب جونز: كانت مذبحة الفلسطينيين الجائعين الباحثين عن المساعدة موضوعًا ملفتا؛ ففي فبراير 2024، قتل أكثر من مائة مدني ينتظرون الدقيق على يد الجيش الإسرائيلي، ومع ذلك - كما كان الحال طوال الإبادة الجماعية - تعاملت وسائل الإعلام مع إنكارها وانحرافاتها وأكاذيبها على أنها مزاعم، وخلص تحقيق مفصل أجرته شبكة CNN بعد أسابيع إلى أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول - ولكن بحلول ذلك الوقت كان الاهتمام قد تحول إلى مكان آخر. في مارس من هذا العام، فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً، واستبدلت نظام المساعدات الفعال للأمم المتحدة بمؤسسة غزة الإنسانية، التي تعد "مواقع توزيعها" حقول قتل بائسة. وكما يشير مركز التخطيط الدولي المدعوم من الأمم المتحدة ، فإن المساعدات ليست قليلة جدًا فحسب، بل إنها غالبًا ما تكون غير صالحة للاستعمال لأن إسرائيل تركت الفلسطينيين بدون غاز الطهي والمياه النظيفة لإعدادها. وقد قتل أكثر من ألف مدني وهم يحاولون الوصول إلى هذه المساعدات. وكما أشارت وكالات الإغاثة ، فإن مرفق الغذاء العالمي مصمم لجذب السكان الجائعين إلى الجنوب، حتى يمكن حبسهم في ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بأنه "معسكر اعتقال"، قبل ترحيلهم.

ويقول الكاتب: على الرغم من ذنب إسرائيل الواضح والشفاف والسافر، فإن أكاذيبها تلقى استحسانًا من السياسيين ووسائل الإعلام الغربية.

وجاء في مقال الصحيفة أنه حتى لو أُغرقت غزة فجأةً بالمساعدات، سيموت الكثير من الفلسطينيين لأن أجسادهم قد نهشها الجوع بلا رجعة.

ويقول جونز: لقد روّج رئيس وزرائنا (البريطاني) لإسقاط المساعدات جوًا. هذه عمليات خاطفة، مُستهدفة بدقة، وقد قتلت فلسطينيين عندما سقطوا على رؤوسهم.

ويشير إلى إن كل ما يحققونه في الواقع هو غطاء لإسرائيل، والتظاهر بأنها تفعل شيئًا، متجاهلين تجويعها الجماعي المتعمد.

ويتساءل قائلا: ماذا فعلنا؟ فلو كان لدى النخب الغربية ذرة من حياء، لكان هذا السؤال يقض مضاجعهم. والجواب واضح وصريح؛ لقد سهّلتم المجاعة الجماعية لشعب بأكمله وكنتم تعلمون بما يحدث، بفضل سيل من الأدلة على مدار ٢١ شهرًا، ولأن الجاني تفاخر مرارًا وتكرارًا أمام العالم بجريمته؛ فإنه للأسف، لن يُحاسب مُدبّرو هذه الجريمة البشعة وسيُترك ذلك للتاريخ وللمحاكم. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الغارديان التجويع المجاعة

إقرأ أيضاً:

حاص على أوسكار.. وفاة الكاتب العالمي توم ستوبارد عن عمر 88 عامًا

رحل الكاتب البريطاني الشهير توم ستوبارد عن عمر يناهز 88 عامًا، ليغادر عالم الأدب والسينما بعد مسيرة استثنائية جعلته واحدًا من أبرز كتاب القرن، خاصة بعد فوزه بجائزة الأوسكار عن فيلم Shakespeare in Love.

أحمد أبو زيد يحصد جائزة أفضل ممثل عن عرض “سقوط حر” في مهرجان قرطاج المسرحي تكريم ميران عبد الوارث في ختام الدورة الثانية من مهرجان الفيوم ياسمين رحمي: من الأفضل عدم الزواج على الارتباط بشخص غير مناسب ياسمين رحمي: الخطوبة الطويلة تُرهق الطرفين وتتسبب في مشكلات شيرين رضا: تربية ابنتي نور علمتني معنى المسئولية شيرين رضا: أعيش حياتي بالبركة ولا أهتم كثيرًا بالوقت ياسمين رحمي: الزواج يحتاج إلى قرار عقلاني بعد اقتناع كامل ياسمين رحمي: المرأة الذكية تعرف كيف تتعامل مع زوجها دون مراقبة عمرو يوسف يعتذر عن تصريحاته المثيرة للجدل حول فيلم “السلم والتعبان 2” باسم سمرة يحتفل بحصوله على جائزة أفضل ممثل عن "العتاولة 2".. صورة وفاة الكاتب العالمي توم ستوبارد

وأكدت وفاته وكالة "يونايتد إيجنتس"، التي أعلنت رحيله في منزله بمقاطعة دورست وسط أسرته.

وأوضحت الوكالة في بيانها: "نشعر بحزن عميق لإعلان وفاة عميلنا وصديقنا العزيز توم ستوبارد، الذي غادر عالمنا محاطًا بعائلته. لقد كان يتمتع بذكاء حاد وجرأة وكرم روح، إلى جانب حب عميق للغة الإنجليزية".

وُلد ستوبارد عام 1937 في ما يُعرف حاليًا بجمهورية التشيك، وعاش طفولة صعبة تأثرت بالحرب العالمية الثانية، قبل أن تفر عائلته إلى سنغافورة.

وبعد انتقاله لاحقًا إلى إنجلترا، ترك الدراسة في سن المراهقة وتفرغ للكتابة، مازحًا في أحد تصريحاته: "لو صدمتني حافلة آنذاك، لكنت واحدة من أكثر الجثث جهلاً في العالم".

وبدأ ستوبارد مسيرته مبكرًا عبر مسرحيته الشهيرة Rosencrantz and Guildenstern Are Dead، قبل أن يحصد عشرات الجوائز عن أعماله المسرحية والسينمائية.

وحقق نجاحًا سينمائيًا ضخمًا بفيلم Shakespeare in Love عام 1998، والذي نال عنه جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي.

وخلال مسيرته الطويلة، شارك في كتابة عدد من أشهر الأفلام، من بينها Brazil و Empire of the Sun و Anna Karenina، فيما واصلت مسرحياته جذب اهتمام النقاد حتى سنواته الأخيرة.

ووصف ستوبارد أسلوبه في الكتابة بأنه قائم على الحدس، قائلاً في مقابلة عام 2019: "جميع الأجزاء الجيدة لا شعورية".

كما أعرب عن رغبته الدائمة بأن تبقى أعماله خالدة، مضيفًا: "أطمح للكتابة للأجيال القادمة، أحب أن تكون أعمالي جزءًا من الأثاث".

مقالات مشابهة

  • أونروا: ضغوط عربية ودولية على إسرائيل لفتح ممرات المساعدات إلى غزة
  • أبو حسنة: غزة تواجه كارثة إنسانية و”إسرائيل” ماتزال تحتجز 6 آلاف شاحنة تكفي لثلاثة أشهر
  • التحالف الأمني العربي-الإسرائيلي: درع إسرائيل المؤقت أم عبء التاريخ القادم؟
  • أونروا: إسرائيل تحتجز المساعدات وغزة تواجه كارثة إنسانية
  • مؤرخ فرنسي يوثق بالأدلة دعم “إسرائيل” لسرقة المساعدات الإنسانية في غزة
  • حاص على أوسكار.. وفاة الكاتب العالمي توم ستوبارد عن عمر 88 عامًا
  • “إسرائيل” تمنع المفوضة الأوروبية للمساواة من دخول غزة
  • مؤرخ فرنسي: أدلة قاطعة على دعم إسرائيل لعمليات سرقة المساعدات في غزة
  • مرسال: 217 شاحنة مساعدات لغزة بتكلفة تتجاوز 400 مليون جنيه منذ العدوان الإسرائيلي
  • إسرائيل منعت المفوضة الأوروبية للمساواة من دخول غزة