بالم بيتش (فلوريدا)- رويترز

أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية اليوم الأربعاء في عودة سياسية مذهلة إلى البيت الأبيض الذي غادره قبل أربع سنوات، ومن المرجح أن تمثل القيادة الأمريكية الجديدة اختبارا للمؤسسات الديمقراطية الأمريكية في الداخل وعلاقات الولايات المتحدة الخارجية.

وتوقعت شركة إديسون للأبحاث في وقت سابق اليوم عودة ترامب (78 عاما) إلى البيت الأبيض بحصوله على أكثر من 270 من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة للفوز بالرئاسة، وذلك في أعقاب حملة من خطاباته التي عمقت الاستقطاب في البلاد.

ودفع فوز ترامب بأصوات ولاية ويسكونسن المتأرجحة إلى تجاوزه الحد المطلوب للفوز بالانتخابات. وبحلول الساعة 1045 بتوقيت جرينتش، كان ترامب قد فاز بعدد 279 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 223 صوتا لهاريس. ولم يتم فرز الأصوات في عدد من الولايات حتى الآن. كما تقدم ترامب على هاريس بنحو خمسة ملايين صوت في التصويت الشعبي.

وقال ترامب اليوم لأنصاره في مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش في فلوريدا "منحتنا أمريكا تفويضا قويا وغير مسبوق".

وأطاح ترامب بمنافسيه داخل حزبه الجمهوري ثم تغلب على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مستغلا مخاوف الناخبين من ارتفاع الأسعار وما قاله دون دليل عن ارتفاع معدلات الجريمة بسبب الهجرة غير الشرعية.

ولم تتحدث هاريس إلى أنصارها الذين تجمعوا في جامعة هوارد، التي درست بها. وألقى مدير حملتها سيدريك ريتشموند كلمة موجزة للحشد المتجمع بعد منتصف الليل قائلا إن هاريس ستلقي كلمة اليوم الأربعاء. وأضاف "لا يزال لدينا أصوات للفرز".

وفاز الجمهوريون بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكي بعد أن قلبوا موازين المقاعد التي كانت تحت سيطرة الديمقراطيين في ولايتي ويست فرجينيا وأوهايو. ولم يحقق أي من الحزبين تقدما واضحا في المعركة للسيطرة على مجلس النواب حيث يتمتع الجمهوريون في الوقت الراهن بأغلبية ضئيلة.

ويأتي فوز ترامب بالرئاسة على الرغم من نسب التأييد المنخفضة التي كان يحصل عليها باستمرار خلال الحملة. وسبق أن تعرض للمحاسبة مرتين لمحاولة عزله كما وجهت إليه اتهامات جنائية أربع مرات واتهم بالمسؤولية المدنية عن اعتداء جنسي وتشهير. وفي مايو أدانت هيئة محلفين في نيويورك ترامب بتهمة تزوير سجلات تجارية للتستر على دفع أموال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية.

وسيكون لانتصاره آثار كبيرة على سياسات الولايات المتحدة التجارية وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا والضرائب الأمريكية والهجرة.

وقال ترامب إنه يريد أن تكون في يده سلطة لطرد الموظفين الحكوميين الذين يعتبرهم غير مخلصين. ويخشى معارضوه من أن يحول وزارة العدل وغيرها من وكالات إنفاذ القانون الاتحادية إلى أسلحة سياسية في مواجهة من يتصور أنهم أعداؤه.

وربما تكون فترة ترامب الرئاسية الثانية سببا في اتساع الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين حول قضايا مثل العرق والجنس وماذا وكيف يتم تعليم الأطفال وحقوق الإنجاب.

وعلى الرغم من تلك الخلافات والمشكلات القانونية، سيكون ترامب ثاني رئيس سابق يفوز بفترة رئاسية ثانية بعد مغادرة البيت الأبيض بعد جروفر كليفلاند، الذي تولى فترتين مدة كل منهما أربع سنوات بدءا من عامي 1885 و1893.

وقال آلان أبراموفيتش، أستاذ العلوم السياسية المتخصص في سلوك الناخبين والسياسات الحزبية في جامعة إيموري، إن فوز ترامب سيوسع الخلافات داخل المجتمع الأمريكي بالنظر إلى ادعاءاته الكاذبة بتزوير الانتخابات والخطاب المناهض للمهاجرين وشيطنة خصومه السياسيين.

وبمجرد أن يصدق الكونجرس على نتيجة الانتخابات في السادس من يناير 2025، من المقرر أن يتولى ترامب ونائبه المقبل السناتور الأمريكي جي دي فانس منصبيهما في يوم التنصيب المقرر 20 يناير.

وطوال فترة حملته الرئاسية التي استمرت عامين، كان ترامب يشير إلى أنه سيعطي الأولوية للولاء الشخصي في تعيين إدارته. وتعهد بمنح مناصب في إدارته للملياردير إيلون ماسك والمرشح الرئاسي السابق روبرت كينيدي جونيور، وكلاهما من المؤيدين المتحمسين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السيسي يناشد الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في غزة

أكد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، في خطاب متلفز وصفه بـ"الرسالة إلى الداخل والخارج"، أن القاهرة تتحرك منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالتنسيق الكامل مع الشريكين القطري والأمريكي، لتحقيق ثلاثة أهداف مركزية: وقف الحرب، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى.

وأوضح السيسي أن حديثه يأتي في "توقيت دقيق"، على ضوء ما يتم تداوله مؤخرًا من "كلام كثير"، في إشارة إلى حملات الانتقاد التي طالت الدور المصري في إدارة الملف الإنساني والحدودي مع القطاع.

وأكد أن الموقف المصري لا يزال ثابتًا، ويرتكز على "التمسك بحل الدولتين كمسار وحيد لتسوية القضية الفلسطينية"، محذرًا من أن "أي محاولة للتهجير ستؤدي إلى تفريغ هذا الحل من مضمونه".

السيسي: المساعدات جاهزة
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية المتفاقمة، أشار  السيسي إلى أن قطاع غزة يحتاج، في الظروف الطبيعية، ما بين 600 إلى 700 شاحنة مساعدات يوميًا، مؤكدًا أن مصر عملت خلال الأشهر الـ21 الماضية على إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات، رغم التحديات الميدانية والقيود المفروضة.

وأضاف أن معبر رفح ليس خاضعًا فقط للسيطرة المصرية، بل يتأثر كذلك بالوضع الأمني على الجانب الفلسطيني، ما يستدعي التنسيق مع الجهات المسيطرة في غزة. وكشف السيسي عن أن "لدينا حجمًا ضخمًا جدًا من المساعدات جاهز للدخول"، مشددًا في الوقت ذاته على أن "أخلاقنا وقيمنا لا تسمح بمنعها"، لكن دخولها "يتطلب تنسيقًا من الطرف الآخر داخل القطاع".

وفي معرض حديثه عن المعابر، أوضح السيسي أن هناك خمسة معابر رئيسية تربط غزة بالأراضي الفلسطينية والمصرية، من بينها معبر رفح وكرم أبو سالم من الجانب المصري، في تأكيد على أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق القاهرة، بل تشمل أيضًا الاحتلال الإسرائيلي والطرف المسيطر على غزة.

كما وجّه السيسي في خطابه رسائل سياسية إلى الداخل والخارج، فقال مخاطبًا الشعب المصري: "أوعوا تتصوروا أننا ممكن نكون سلبيين تجاه الأشقاء في فلسطين، رغم صعوبة الموقف"، مضيفًا: "مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين لا يتغير ولن يتغير"، في محاولة لطمأنة الرأي العام المصري الذي أبدى انتقادات متزايدة للدور الرسمي المصري في الأزمة، خصوصًا فيما يتعلق بإغلاق معبر رفح أو تأخر المساعدات.

كما وجه السيسي نداءً عامًا إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "أدعو كل دول العالم، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأشقائنا في المنطقة، إلى بذل أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات".

وخصّ السيسي الرئيس الأمريكي  دونالد ترمب بنداء مباشر قال فيه: "من فضلك أبذل كل جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات... أتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".


الخارجية المصرية ترد على الانتقادات
بالتوازي مع خطاب السيسي، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن "الاستياء الشديد من محاولات متكررة لتشويه الدور المصري تجاه غزة"، معتبرة أن "القاهرة تقوم بواجبها الإنساني والقومي دون مزايدات"، وأن تحركاتها تهدف إلى "تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني رغم العقبات المتزايدة".

وشدد البيان على أن مصر لن تلتفت إلى "الحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة الثقة في دورها"، واصفًا إياها بأنها "تتجاهل الوقائع على الأرض وتضر بالقضية الفلسطينية ذاتها، لا سيما في ظل الظروف الكارثية التي تمر بها غزة".

مقالات مشابهة

  • احتفالات رسمية وشعبية في أثينا بذكرى عودة الديمقراطية بعد 51 عامًا
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟
  • مسؤول بـ البيت الأبيض: ترامب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لحماس
  • كامالا هاريس تحدد موقفها من الترشح لمنصب حاكمة كاليفورنيا
  • مشروع قانون حظر تداول الأسهم على المسؤولين يلاحق البيت الأبيض
  • سعر الكتكوت الأبيض اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • للمرة الخامسة في 2025.. «الفيدرالي الأمريكي» يحدد سعر الفائدة اليوم
  • سعر الكتكوت الأبيض اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 عمر يوم
  • السيسي يناشد الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في غزة
  • مظاهرة أمام البيت الأبيض تطالب بإنهاء تجويع غزة