أولى جلسات برنامج “رواد المحتوى” Content Masters من “ماجنتيود كرييتف” Magnitude Creative، انطلقت الثلاثاء في 15 أكتوبر، مع صاحب الشخصية الرائدة على مواقع التواصل الاجتماعي خالد العامري، وجرى نقل وقائعها مباشرةً من العاصمة الإماراتية أبوظبي إلى المتابعين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. تؤكد هذه الخطوة على سعي هذه المنصة الرائدة في قطاع الإبداع وصناعة المحتوى لأن تصبح الأضخم من نوعها في احتضان مبدعي المحتوى الطموحين في المنطقة.

عند إطلاقه، كان برنامج “رواد المحتوى” مخصصاً حصرياً للمتقدمين إليه من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أن يوسع نطاق انتشاره في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، ويجتذب أكثر من 3,000 مشارك متحمّس لإطلاق ما يملك من قدراتٍ في هذا المجال.
جرى تصميم هذا البرنامج الشامل بدقّة، بهدف تزويد المشاركين فيه من صانعي المحتوى بما يلزمهم من الأدوات والمعرفة الضرورية لتعزيز حضورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وضمان مواصلة مسيرتهم بتألّق وفرادة. يستمرّ هذا البرنامج لمدة شهر، ويمنح المنتسبين إليه الفرصة المثالية لاكتساب الخبرة والحِرفية بإشراف أبرز المؤثرين وأكثرهم شهرةً، كما أنّ المشاركة فيه مفتوحة لكل من يرغب في كتابة ​​قصة نجاحه المقبلة.

“ماجنتيود كرييتف” هي مبتكرة هذا البرنامج الرائد، وتنفرد بدورها الطليعيّ المساهم في تعزيز الإبداع والابتكار على مختلف المستويات في منطقة الشرق الأوسط.

يسلّط برنامج “رواد المحتوى” الضوء على أصحاب المواهب والمبدعين العاملين في مجالات الأعمال والتمويل والتكنولوجيا والعقارات وريادة الأعمال وغيرها من القطاعات الفاعلة في أيامنا هذه، ويعيش خلاله المشاركون تجربةً تعليمية غامرة وغير مسبوقة، يستكشفون فيها القواعد السليمة والأسس الضرورية والمفاتيح المعرفية اللازمة لإنشاء محتوى ناجح ومؤثر، بما في ذلك كتابة السيناريوهات والقصص والروايات والتصوير والتحرير والترويج للعلامات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ما يمنح كلّاً منهم رؤيةً إبداعية وعملية تساعده في صقل موهبته وتنميتها، وتعزّز حضوره في مجال اهتمامه.

الخبر السارّ هو أنه لا يزال بإمكان المهتمّين الذين فاتتهم المشاركة في الجلسة الأولى من هذا البرنامج الانضمام إلى الجلسات المتبقية، والتي تشارك فيها مجموعةٌ من أبرز المبدعين والمؤثرين وأكثرهم نجاحاً في منطقة الشرق الأوسط، بمن فيهم ميثاء محمد وبدر العيسى وتالين الرشيد وأحمد خليفة وأحمد الخواجة وريهام الهميمي، وتُقام الجلسات في “المنطقة الإبداعية- ياس” في العاصمة الإماراتية أبوظبي، كما يتوفّر خيار المشاركة فيها عبر الإنترنت، بما يضمن استفادة الجميع منها بصورةٍ مثالية.

في ظلّ الطلب المتزايد على المحتوى عبر الإنترنت بصورةٍ ملفتة، يشكل برنامج “روّاد المحتوى” فرصةً لا مثيل لها لصنّاع المحتوى، تتيح لهم تعزيز مواهبهم وصقل مهاراتهم وتكريس حضورهم الناجح والدائم. يُعتبر برنامج “روّاد المحتوى” الأوّل من نوعه في المنطقة، لناحية الحجم والمضمون وعدد المشاركين فيه، ويشكل شهادةً ساطعة على التزام “ماجنتيود كرييتف” بدروها الطليعيّ في تعزيز الإبداع والابتكار على مختلف المستويات في منطقة الشرق الأوسط.

في هذا السياق، علّق السيد “ألكسندر غانم”، رئيس قسم المؤثرين في “ماجنتيود كرييتف” بالقول: “أسعدنا كثيراً النجاح الملفت الذي حقّقته الجلسة الأولى من برنامج “رواد المحتوى” مع خالد العامري الذي يتميّز بأفكاره المبهرة ونصائحه القيّمة التي زوّد بها المبدعين الذين سيباشرون رحلتهم في عالم الإبداع. لقد حقّق هذا البرنامج نجاحاً هائلاً، بدليل مشاركة أكثر من 3,000 مهتمّ من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط فيه، وهذا بحدّ ذاته دليلٌ واضح على أهمية حضور المبدعين ودورهم الفعال والمؤثر في أيامنا هذه، كما في المستقبل”.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط رواد المحتوى هذا البرنامج

إقرأ أيضاً:

هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟

في مقالين سابقين يتمحوران حول «فلسطين: الدولة الضرورة»، طرحتُ رؤية ترى أن الدولة الفلسطينية لم تعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية لبناء أمن إقليمي حقيقي. اليوم، أعود، من منظور آخر، لأسأل: هل قُتل شيمون بيريز، رمز التطبيع الاقتصادي والسلام التكنولوجي، تحت ركام الحرب والمجاعة في غزة؟

بصيغة أخرى: هل ماتت الأفكار الفلسفية التي شكّلت الأساس لرؤية بيريز في كتابه الشهير «الشرق الأوسط الجديد» (1993)؟ تلك الرؤية التي تخيّلت الإقليم مساحة تَعبر فيها المصالح فوق الجدران، وتقود فيه التكنولوجيا الإسرائيلية التنمية المشتركة.

فلسطين، في نظر بيريز، لم تكن عبئاً أمنياً، بل عنصراً أساسياً في نجاح التكامل. رؤيته لم تُولَد من فراغ؛ فقد استندت إلى جذور فلسفية واضحة: صهيونية غير قومية، كما في أفكار ناحوم غولدمان، وبراغماتية جون ديوي التي تمزج النظرية بالتطبيق، وفلسفة مارتن بوبر عن الحوار والتعددية.

بيريز أراد محاكاة النموذج الأوروبي: استبدال المصلحة بالقومية، والمشروعات بالحرب، لكنَّه لم يكن نزيهاً بالكامل؛ فرؤيته تجاهلت الاحتلال، وتغاضت عن أنَّ إسرائيل تمارس شكلاً من الفصل العنصري لا يقل فداحة عن نظام جنوب أفريقيا قبل مانديلا. مشروعه كان سلاماً بلا عدالة، لكنه، ورغم كل هذا، مهّد الطريق لاحقاً للاتفاقات.

في قلب تلك الرؤية كان الافتراض بأنَّ إسرائيل قادرة على «إدارة» التهديدات القريبة، لا إنهاء أسبابها. وقد تبنّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا المنطق في التسعينات، معتبرة أن غزة والضفة يمكن ضبطهما أمنياً دون الحاجة لحل جذري.

بعد ثلاثة عقود، ورث بنيامين نتنياهو الدولة، لكن دون أن يرث رؤية بيريز. على العكس، بنى مشروعاً نقيضاً: مشروع «إسرائيل الكبرى»، مستخدماً السابع من أكتوبر ذريعة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة والتطهير والمجاعة، لا عبر الاندماج.

نتنياهو أخذ عنوان «الشرق الأوسط الجديد» وجرّده من مضمونه. شعاره كان «السلام مقابل السلام»، بلا دولة فلسطينية، بل خريطة لإسرائيل الكبرى. وتزامَن ذلك مع صعود أصوات في واشنطن تعلن صهيونيتها علناً، دون خجل. بعد السابع من أكتوبر، لم تعد غزة مشكلة أمنية، بل «تهديداً يجب اقتلاعه»، وانهارت معها فكرة الاندماج الإقليمي. إسرائيل لم تعد تفكر في الربط عبر سكك الحديد أو مشاريع المياه، بل عبر الجدران الإلكترونية والطائرات المسيّرة وغرف المراقبة. تحوّل «غلاف غزة» إلى مبدأ إقليمي: جنوب لبنان منطقة عازلة، غور الأردن شريط أمني، وإيران خريطة ردع تمتد إلى نطنز وفوردو.
تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية.
في هذا السياق، نعم: شيمون بيريز قُتل رمزياً في غزة. لم يُقصف جسده، لكن جرى اغتيال رؤيته برُمّتها. ورغم افتقاد رؤيته للعدالة لكننا نتحسر عليها في زمن الإبادة والمجاعة. سقطت فكرة بيريز التي كانت ترى إسرائيل جسراً اقتصادياً، عند أول صاروخ ضرب منزلاً في رفح، وعند أول غرفة عمليات حلّت محل غرفة التجارة. تحولت التنمية من شراكة إلى أداة سيطرة. وتحوّل الحلم إلى كابوس الإبادة.

نتنياهو لا يريد شرق أوسط جديداً كما تصوّره بيريز، بل شرق أوسط تحت السيطرة الأمنية الكاملة. تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية. وهذا نموذج لا يمكن أن يستقر.

المفارقة أن إسرائيل التي تطمح إلى الاندماج التجاري، تُواصل بناء الأسوار والحواجز الأمنية. كأنَّها تريد أن تكون جزءاً من المنطقة اقتصادياً، ومعزولة عنها أمنياً. لكن في علم السياسة، هذا التناقض لا يصمد طويلاً، فلا يمكن لدولة أن تهيمن بالسلاح، وتُعامَل كشريك استثماري في الوقت نفسه.

مشروع بيريز كان ناقصاً، لم يعترف بالاحتلال، ولم يضع فلسطين شرطاً بل وسيلة، لكنَّه أدرك أنَّ العزلة خطر استراتيجي. أمَّا مشروع نتنياهو فيجعل من العزلة قيمة، ويَعدّ أن التفوق العسكري هو مفتاح الاستقرار.

ما نشهده، اليوم، ليس غلافاً أمنياً لإسرائيل، بل طوق خانق يلف المنطقة كلها.
«غلاف غزة» تمدَّد ليشمل دول الجوار. وهذه ليست وصفة لأمن مشترك، بل لتفجُّر دائم. ليس سلاماً، بل إملاء أمني.

من هنا، علينا نحن العرب أن نتمسك بالمسلَّمة الأساسية: لا شرق أوسط جديداً دون فلسطين. لا أمن دون عدالة. ولا استقرار دون دولة فلسطينية ذات سيادة. وها هي فرنسا تقترب من هذه الرؤية العربية التي تحتاج إلى مزيد من الزخم.

شيمون بيريز مات رمزياً في غزة، لكن رؤيته قابلة للإنقاذ، إذا أُعيد تعريف الشرق الأوسط الجديد كحاجة عربية، لا كتصوّر إسرائيلي مفروض. وإن حجر الأساس لهذا الشرق الأوسط الجديد هو الدولة الفلسطينية.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • اختتام برنامج “حكايا الشباب” في الباحة بمشاركة نخبة من الرياضيين والمختصين
  • الأسباب مجهولة .. إلغاء اجتماع “الرباعية الدولية” بشأن السودان
  • المحتوى الهابط يضع “نتالي وهدى كوين” خلف القضبان لمدة 4 أشهر
  • مجلس الوزراء: المملكة تواصل جهودها لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط
  • انطلاق فعاليات برنامج "صُنّاع" بجامعة جدة لتعزيز الابتكار الطلابي
  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • انطلاق مؤتمر «حل الدولتين» في نيويورك برعاية المملكة ومشاركة فرنسية
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • فيصل بن فرحان: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يهدف لإرساء السلام